مديح نبوي خصائص المديح النبوي # اخر تحديث اليوم 2023


خصائص المديح النبوي

من أهم مميزات المديح النبوي أنه شعر ديني ينطلق من رؤية إسلامية، تطبعه الروحانية الصوفية من خلال التركيز على الحقيقة المحمدية التي تتجلى في السيادة والأفضلية باعتباره سيد الكون والمخلوقات، وأنه أفضل البشر خِلقة وخُلقاً. ويتميز المديح النبوي أيضاً بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان وحب النبي محمد بن عبد الله طمعاً في شفاعته ووساطته يوم الحساب.

تاريخ المديح النبوي

ظهر المديح النبوي مبكراً مع مولد رسول الإسلام محمد بن عبد الله ، وأذيع بعد ذلك مع انطلاق الدعوة الإسلامية وشعر الفتوحات الإسلامية إلى أن ارتبط بالشعر الصوفي مع ابن الفارض وغيره. ولكن هذا المديح النبوي لم ينتعش ويزدهر ويترك بصماته إلا مع الشعراء المتأخرىن وخاصة مع الشاعر البوصيري في القرن السابع الهجري.

وهناك اختلاف بين الباحثين حول نشأة المديح النبوي، فهناك من يقول بأنه إبداع شعري قديم ظهر مع الدعوة النبوية والفتوحات الإسلامية مع الصحابة حسان بن ثابت الملقب بـ شاعر الرسول والذي كان ينصب له منبراً يلقي فيه الشعر والمديح، و كعب بن مالك و كعب بن زهير و عبد الله بن رواحة . وهناك من يذهب إلى أن هذا المديح فن مستحدث لم يظهر إلا في القرن السابع الهجري مع الشاعر البوصيري في قصيدته قصيدة البردة (البوصيري) البردة و ابن دقيق العيد .

في حياة النبي محمد بن عبد الله

كان من أوئل من نظم شعر المديح النبوي في حياته ما قاله عمّه العباس بن عبد المطلب ، لما قال يا رسول الله؟ أريد أن أمتدحك. فقال رسول الله قل لا يفضض الله فاك. فأنشأ يقول مستدرك الحاكم ج3 ص327، وأسد الغابة ج1 ص119.
قصيدة من قبلها طبت في الظلال وفي مستودع حيث يخصف الورق

قصيدة ثم هبطت البلاد لا بشـر أنت ولا مضغة ولا علق

قصيدة بل نطفة تركب السفين وقد ألجم نسرا وأهله الغرق

قصيدة تنقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق

قصيدة حتى احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق

قصيدة وأنت لما ولدت أشرقت الـ أرض وضاءت بنورك الأفق

قصيدة فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق

وكذا عمّه أبو طالب ، إذ مدحه قائلاً رواه البخاري عن عبد الله بن دينار في صحيح البخاري ، رقم 1008.
قصيدة وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

ومدحه صحابة الصحابي كعب بن زهير في قصيدة مشهورة عرفت بـ قصيدة البردة (كعب بن زهير) البردة ، لأن النبي محمد بن عبد الله كساه بردته عندما أنشدها، والتي أوّلها

قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم أثرها لم يفد مكبول

ولما أنشد كعب قصيدته هذه وبلغ قوله

قصيدة إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول

أشار صلى الله عليه وآله بكمه إلى الخلق ليسمعوا منه مستدرك الحاكم ج3، ص582..

وتقول عائشة بنت أبي بكر كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخصف نعله وكنت جالسة أغزل فنظرت إليه فجعل جبينه يعرق وعرقه يتولد نوراً، فبهت، فنظر إلي فقال مالك بهت؟ فقلت يا رسول الله، نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وعرقك يتولد نوراً، ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره، قال وما يقول أبو كبير؟ قلت يقول

قصيدة ومبرئ من كل غبر حيضة وفساد مرضعة وداء معضل

قصيدة وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل

قالت فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان بيده وقام وقبل ما بين عيني وقال جزاك الله خيرا يا عائشة، ما سررت مني كسروري منك حلية الأولياء لأبي نعيم 2 ص 45، تاريخ الخطيب البغدادي ج13، ص253..

بعد وفاة النبي محمد بن عبد الله

Al-Kawakib-al-durriyah-Page-0006 تصغير يسار قصيدة البردة (البوصيري) قصيدة البردة البوصيري للبوصيري أحد أبرز القصائد في مدح النبي محمد

من أهم شعراء المديح النبوي في العصر الأموي بعد وفاة النبي محمد بن عبد الله هو الفرزدق ولا سيما في قصيدته الميمية، التي أولها

قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيـت يعرفه والحل والحـرم

وللشاعر العباسي مهيار الديلمي عشرات من القصائد الشعرية في مدح أهل البيت والإشادة بخلال الرسول وصفاته الحميدة. ولكن يبقى البوصيري بحسب كثير من المؤرخين الذي عاش في القرن السابع الهجري من أهم شعراء المديح النبوي كما في قصيدته الميمية المسمى بـ قصيدة البردة (البوصيري) البردة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية ، والتي مطلعها

قصيدة أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

قصيدة أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضم

وقد عورضت هذه القصيدة من قبل الكثير من الشعراء القدامى والمحدثين والمعاصرين، ومن أهم هؤلاء الشعراء ابن جابر الأندلس في ميميته التي استعمل فيها المحسنات البديعية بكثرة في معارضته الشعرية التي مطلعها

قصيدة بطيبة انزل ويمم سيـد الأمم وانشر له المدح وانثر أطيب الكلم

ومن شعراء المديح النبوي المتأخرىن الذين عارضوا ميمية البوصيري عبد الله الحموي الذي عاش في القرن التاسع وكان مشهورا بميميته

قصيدة شدت بكم العشاق لما ترنموا فغنوا وقد طاب المقام وزمزم

في العصر الحديث

كتب في المديح النبوي

مداحون

من أشهر المداحين

ثقافة إسلامية

المديح النبوي، هو عبارة عن شعر (أدب) الشعر الذي يهتم بمدح رسول الإسلام محمد بن عبد الله بتعداد صفاته الخُلُقية والخَلقية وإظهار الشوق لرؤيته وزيارته والأماكن المقدسة التي ترتبط بحياته، مع ذكر معجزاته الماديّة والمعنويّة ونظم سيرته شعراً والإشادة بغزواته وصفاته و الصلاة على النبي الصلاة عليه تقديراً وتعظيماً. وغالبا ما يتداخل المديح النبوي مع قصائد التصوف وقصائد المولد النبوي .

وتعرف المدائح النبوية كما يقول زكي مبارك بأنها «فن من فنون الشعر التي أذاعها التصوف ، فهي لون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع؛ لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص» المدائح النبوية في الأدب العربي، تأليف زكي مبارك، منشورات المكتبة العصرية، صيدا بيروت، الطبعة الأولى 1935، ص 17..

Exit mobile version