تم النشر اليوم 2024/06/30 | مصطلح حقوق الإنسان.. مع 5 من أمثلة حقوق الإنسان دولياً

حقوق الإنسان في ضروريات الحياة

توفير وإشباع حاجات الإنسان أمر ضروري وذلك لتمكينه من أداء دوره في الحياة وتحقيق الغرض من وجوده في الحياة وهو توحيد الله تعالى وطاعته وذلك بتوفير أبسط الحاجات الأساسية من ملبس ومطعم فإن لم يجد الإنسان هذه الحقوق فإنه قد يقوده إلى الوقوع في الرذائل من سرقة وتسول أو زنا لكسب ما يسد حاجته.فالمقصود بالضرورة الحياتية هو حق الكفاية من المقومات الضرورية للحياة وهي المسكن والملبس والمطعم والدواء فهي حق لكل مواطن يعيش في الدولة يغض النظر عن دينه وعرقه أو لونه أو معتقداته، قال العجز وعدم توفير ضروريات الحياة يؤدي إلى آفات اجتماعية قد تقوم بعض الناس المتضررين للإخلال بالآمن والاعتداء على حقوق وممتلكات الآخرين ويزيد من حقد المحرومين على الآخرين ويولد فيهم عدم الانتماء للمجتمع فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”.

فمنهج الإسلام في توفير حق ضروريات الحياة:
فعلى الدولة أينما كانت مسئولية سد كفاية الفقراء والمحتاجين فالدولة الإسلامية دولة عدل وكفاية فالمال في نظر الحاكم المسلم مال الله وأنه مكلف بتصريفه وفق العدل والخير وفي مقدمتها سد حاجات المحتاجين مسلمين كانوا أو غير مسلمين، فقد جعل مراعاة الحفاظ على كرامة الإنسان وعزة نفسه وذلك بمراعاة توفير العمل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح”.وقال صلى الله عليه وسلم: ” ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”.فعلى الدولة أن تعين على العمل فتمنح الأراضي للزراعة وتقرض العاملين المهرة قروضاً حسنة لإقامة مشروعات صغيرة تعود عليهم بالنفع والرزق.كذلك يجب مراعاة تدعيم الروابط بين الأفراد والأسر والأقارب والعمل على صلة الأرحام من خلال النفقات على الأبناء والآباء والأخوات والأقارب.على المجتمع تدعيم الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع غير أداء فريضة الزكاة فهي حق في مال الفني الفقير ومن خلال الصدقات الجارية والغير جارية.فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره يجوع إلى جنبه”.لذلك فالتكامل بين أبناء المجتمع ينمي العلاقات ويدعم أواصر المحبة والتعاطف والألفة بين أبناء المجتمع مما لا يشكل عبء مالي على الدولة مما يضطرها إلى فرض الضرائب التي سوف تؤثر على المجتمع كافة بشكل سلبي.

كيف تعامل الإسلام مع حقوق الإنسان؟

قال تعالى ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” الإسراء الآية 70، حيث كرم الله الإنسان وفضله على كثير من المخلوقات فالكرامة الإنسانية هي أساس حقوق الإنسان فظلم الإنسان إهدار لكرامته وإنسانيته، والكرامة تشمل البشر كلهم بلا استثناء برغم اختلاف ألوانهم وثقافتهم ومعتقداتهم وأعمارهم فهي تشمل الأحياء والاموات.
ومن مظاهر تكريم الله تعالى للبشر:
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم كما في قوله تعالى سورة التين (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) آية 4.كما قال المفسرون أن خلق الله الإنسان في أحسن شكل لأنه خلق كل شيء منكباً على وجهه ولكن خلق الإنسان مستوياً وله عقل قد زينا الله به ولسان ناطق وشاعر وحواس منها السمع والبصر.كما قال تعالى ” وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ” سورة الأعراف آية10 ومن أهم مظاهر تشريف الله للإنسان أن الله تعالى سخر لنا الأرض ومكننا فيه وهي استخلاف الإنسان في الأرض وإعمارها بما سخره الله لنا وفق منهج الله تعالى حيث جعل الله الإنسان خليفة في الأرض كما جاء في سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الآية 30.ولقد وهب الله تعالى الإنسان العلم وعلم آدم الأسماء كلها كما كرمنا الله بإرسال الرسل وتنزيل شرائعه ليبين لنا طريق النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة كما بين لنا الحقوق في جميع الشرائع السماوية وكانت الشريعة الإسلامية هي الخاتمة أعظم الشرائع وجامعة وشاملة لما قبلها من الشرائع فيها توحيد الخالق والعدل بين الخلق.فكرامة الإنسان وحقوقه مرتبطان بشكل وثيق وذلك بإلزام الأفراد والأمم بشرع الله وإقامته في الأرض فهو يحرم مظاهر التميز العنصري والعصبية والإقليمية والقومية وهو الذي حفظ حق الحياة والملكية وساوى بين الفقراء والأغنياء.ولم يجعل اعتناق الإسلام سبب لحرمان غير المسلمين من حقوقهم فالشريعة السماوية كاملة منصفة أما الشرائع الوصفية فهي ناقصة وظالمة.كما من مظاهر تكريم الإنسان أن الله تعالى لم يجير أحد من الناس على طاعته ولم يجعلنا مسيرين بل جعلنا مخيرين بين الطاعة والمعصية فيعتبر هذا تكريم للإرادة الإنسانية فيختار بين الطاعة والمعصية ويختار ما يترتب على ذلك المسئولية.

أهمية حقوق الإنسان في الإسلام:
فالعدل هو وصول الحقوق لأصحابها فهي أعظم قيم الإسلام بعد التوحيد فقال صلى الله عليه وسلم: “أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة” صحيح مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: “اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين” المعجم الكبير للطبراني.وقال: ” أتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً فإنه ليس دونها حجاب” أحمد، الصحيحة.وقال: “قال الله تعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا” مسلم.وقال صلى الله عليه وسلم: “من أعان على خصومه بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع” ابن ماجة، الصحيحة.وقال: “من ضرب بسوط ظلماً أقتص منه يوم القيامة” البيهقي والصحيحة.وظلم الإنسان للإنسان أعظم فقال صلى الله عليه وسلم الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره وظلم لا يتركه، فالظلم الذي لا يغفره الله هو الشرك كما جاء في سورة لقمان (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) آية 13، أما الظلم الذي يغفره فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدير (أي تفيض) لبعضهم من بعض.فإن حقوق الناس ل تسقط بالتوبة ما لم ترد المظالم لأصحابها لذل كان شرط التوبة رد المظالم إلى أربابها ثم ورثتهم.

ما هو الحق؟

الحق لغة هو الشيء الثابت الذي لا يمكن إنكاره من الأفعال والأقوال الصادقة والحق خلاف الباطل فالباطل هو الزائل.فهو مصلحة مُقرة شرعاً أو قانوناً فالحق مصلحة أي منفعة تثبت لإنسان ما أو لشخص طبيعي أو اعتباري أو لجهة على أخرى، ولا يعتبر الحق إلا إذا قرره الشرع والدين أو القانون والنظام والعرف والميثاق والاتفاقيات لذلك فمعنى الحق هو مصلحة ومنفعة قررها الشرع لينتفع صاحبها بها ويتمتع بمزاياها، ويكون الحق مقراً وثابتاً بشرع أو قانون أو بنظام أو تشريع أو اتفاقية ثنائية أو دولية أو ميثاق بين الدول.فحق الإنسان نوعان حق خاص وحق يحق للإنسان إسقاطه بالعفو أو الصلح مما يتعلق به مصلحة خاصة دنيوية كحق المال فإن لمالكه حق التنازل عنه، وكحق التعويض وحرية الرأي وحرية اعتناق الإسلام وحرية العمل وحق عام هو الأمن ورد العدوان والاستفادة من المرافق العامة والحفاظ على الصحة العامة.وتنقسم الحقوق إلى حقوق مالية وحقوق غير مالية وحقوق شخصية وحقوق عينية فمثال الحقوق المالية حق البائع في الثمن وحق المشتري في السلعة المباعة وحق الشفعة والارتفاق، ومثال للحقوق الغير مالية كحق القصاص وحق الحرية بجميع أنواعها وحق الحضانة، والحقوق الشخصية هي ما يقرها الشرع لشخص على شخص آخر كما في حق الشخص في بدل المتلف والمغصوب وحق الزوجة في النفقة.أما الحقوق العينية مثل حق الملكية للمالك إذا له الحق في ممارسة سلطته على ما يملكه.
ويقسم العلماء حقوق الإنسان إلى مجموعات منها:
حقوق الحريات الشخصية كحق الأمن والتنقل وحرية المسكن وحرية الفكر وحرية العقيدة والتعليم والصحافة والرأي وكذلك حرية التجمع مثل حرية تأليف جمعيات للعمل الاجتماعي والحريات الاقتصادية مثل وحق الملكية وحرية التجارة والصناعة والحريات الاجتماعية وهي حق العمل وحق في الراحة والمساعدة عند الشيخوخة والمرض.وهناك حقوق أساسية وهي حق الحياة وحرية الرأي مهما أختلف الإنسان في جنسه أو لونه أو معتقده وهناك حقوق أخرى كحقوق الأزواج والأطفال والحقوق الخاصة بالمرأة.

مصطلح حقوق الإنسان ونماذج للمؤسسات والمنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان

ارتبط مصطلح حقوق الإنسان بما تحتفل به الأمم المتحدة سنوياً بخصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكان يتفاوت في مواده بين الحقوق الفردية والحقوق العامة لأي جماعة إنسانية، وذلك في تاريخ العاشر من ديسمبر (١٠ ديسمبر عام ١٩٤٨ م) وهو من الوثائق التي تم الإشارة إليها في التشريعات الدولية كم في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتجمع كل هذه الحقوق في لائحة الحقوق الدولية وتم اعتمادها عام ١٩٧٦.وقد تأسست العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية الخاصة بدعم ومتابعة حقوق الإنسان فكان منها في مجال الحقوق المدنية والسياسية كمنظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان، وتفرعت منظمات دولية تعتني بجانب من حقوق الإنسان مثل منظمة الصحة العالمية التي تتابع الشأن الصحي وما يرتبط به مت حقوق الإنسان في التمتع بالعدالة الصحية من أساسيات الحياة الصحية كما في منظومة الرعاية الصحية الأولية الخاصة بتوفير الخدمات الصحية لطب الأسرة والتطعيمات باللقاحات الضرورية للمواليد والأطفال الصغار ضد الأمراض، وكذلك بتوفير اللقاحات في حالات الوباء أو ما يستخدم منها للعلاج كما في حالات داء الكلب (السُعار).
حقوق الإنسان على الجانب الصحي
وقد تأسست منظمة أطباء بلا حدود وذلك للمشاركة في مناطق الكوارث والحروب والأزمات الصحية، كما كان في زلزال هايتي، وكما في حرب اليمن وسوريا، فضلاً عن المشاركة في المناطق التي تعاني من ضعف الخدمات الصحية كما في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية (الجنوبية).

حقوق الإنسان في التعليم وحفظ التراث
وفي بُعد آخر لحقوق الإنسان يتمثل في حق التعليم والثقافة، فتأسست منظمة اليونسكو واهتمت بقضايا التعليم وحفظ التراث الإنساني والمعالم الثقافية، كما في عجائب الدنيا السبع، وكذلك في تسجيل المنشآت الأثرية لتكون مشهدا تراثيا عالميا.
حقوق الإنسان في العمل
وفي زاوية أخرى من زوايا حقوق الإنسان يتبلور دور منظمة العمل الدولية التي تهتم بحق الإنسان في العمل الكريم والأجر العادل الذي يتناسب مع تكاليف الحياة حتى يستطيع كل إنسان أن ينال فرصته في الحياة من العمل الآمن الذي يحقق الحقوق الأساسية من الضمان الاجتماعي والصحي سواء كان يعمل داخل حدود دولته أو يعمل خارج حدود دولته، وذلك بما يحفظ حق العاملين وأصحاب الأعمال في إطار عادل لا يخل بمصلحة الطرفين.
حقوق الإنسان في معرفة الحقيقة وحق المعرفة
وفي العقود الأخيرة اتخذت دول ومنظمات دولية شئون وقضايا حقوق الإنسان معياراً من معايير الحكم الرشيد الذي تصان فيه الحقوق والحريات وتمارس فيه الشفافية وإتاحة المعلومات ويتسع فيها المجال لحق المعرفة، وتكون ضعف المؤشرات في هذا المجال مدخلا من مداخل الاهتمام من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الرسمية يتم تداولها في الإعلام سواء بوسائله الأساسية كالصحافة والإذاعة والتليفزيون أو الإعلام الإلكتروني حيث تكون التقارير مادة للجدل والاختلاف وأحيانا للتشكيك والنزاع بين الدول بسبب إثارة ملفات حقوق الإنسان على خطوط الاختلاف بين مصالح الدول وأنشطة هذه المنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية وهو ما بين شد وجذب تتباين فيه وجهات النظر ولكن تبقى المعرفة بالحقوق هي نصف الطريق للوصول لتحصيل الحقوق فبدون معرفة الحقوق يتعذر المطالبة بها.
حقوق الطفولة والأمومة في حقوق الإنسان:
وتمثل منظمة اليونيسيف الحقوق الإنسانية للطفل بدءاً من الحق في الحياة وذلك لمواجهة دعوات الإجهاض و التعقيم كوسيلة من وسائل خفض معدلات النمو السكاني كما كان من تطبيق واسع للتعقيم بالهند أثناء فترة أنديرا غاندي، وقد اتصلت حقوق الأمومة بحقوق الطفل وما يتصل بها من حقوق الرعاية الصحية الأولية وقياس معدلات الوفيات للأطفال حتى سن خمس سنوات واعتبار ذلك المؤشر من مؤشرات النجاح أو التعثر في تحقيق الأمان الصحي بالرعاية الأولية وكذلك كمقياس من مقياس النمو السكاني وما يرتبط به اقتصادياً بالترابط المباشر للنمو الاقتصادي.ويأتي في مرحلة لاحقة حق التعليم الأساسي للأطفال ومدى فاعلية التعليم الأساسي وقياس معدلات التسرب من التعليم وارتباط ذلك بالأمية وظاهرة أطفال الشوارع ببعض الدول وانعكاس ذلك على مؤشرات الجريمة ومساسه بالأمن الاجتماعي من حيث تجارة المخدرات والإدمان وتجارة البشر وما يتصل بها من أمراض مثل مرض نقص المناعة المكتسبة، ويعتبر التعليم الأساسي في بعض الدول وسيلة من وسائل التكافل الاجتماعي وذلك بما يتضمنه من برامج حكومية لتغذية الأطفال الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي الذي تدعمه الحكومات وما يصاحبه من تأمين صحي وهو الأمر الذي يعتبر حافزاً اجتماعياً لتجنب التسرب من التعليم بما يحمله هذا التسرب من مخاطر متعددة الأبعاد.

حق الإنسان في الحياة

حق الحياة وسلامة البدن من حقوق الإنسان الأساسية فال تعالى في سورة المائدة (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) آية 32.وقال صلى الله عليه وسلم: “أبغض الناس إلى الله ثلاثة، ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنه جاهلية، ومطلب دم أمرئ بغير حق ليريق دمه”.وقال صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق….” البخاري ومسلم والنسائي.فقال صلى الله عليه وسلم: “لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق”.كما حرم الإسلام بشكل عمل لحماية حياة الإنسان اللعب بالسلاح وتحريم الانتحار والإجهاض ووجوب القصاص والدية.

حق الإنسان في الأمن

الأمن نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عباده وهي حق لكل إنسان لعظم قدر الأمن ذكره الله في سورة قريش ” لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ* إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ* فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ”، فجعل سبحانه إنعامه عليهم بالرزق والأمن حجة عليهم كي يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئاً.وعاقب الله تعالى بضده وهو الخوف كما في قوله تعالى في سورة النحل (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) الآية 112.ففي ظل الأمن يتحقق للإنسان حقوقه الأخرى وبه تحفظ له ممتلكاته الخاصة وله حرية التصرف والتنقل وحفظ العرض والسكن والستر والخصوصية.