تم النشر اليوم 2024/06/28 | ماذا تعرف عن الطلاق؟ 7 جوانب هامة حول الانفصال الشرعي في الإسلام

صيغة الطلاق

اختلف الفقهاء والعلماء حول صيغة الطلاق نفسه، ما بين طلاق صريح و طلاق كنائي، أما الطلاق الصريح فهو الطلاق الذي يقع باللفظ وهو الذي تم وضع الدلالة عليه في الغالب، إما ما ثبت حكمه الشرعي دون النظر إلى نية الزوج وقد ذهب العديد من الفقهاء في صيغة الطلاق الصريح أن يقول الرجل طلقتك ووأنتِ طالق.

وقد ذهب السادة الفقهاء من المذهب الشافعي أن اللفظ المشهور هو الطلاق والفراق والسراح وما اشتق من هذه الألفاظ.
أما صيغة الطلاق الكنائي هو الطلاق الذي يقع باللفظ ويدل على الطلاق ويستعمل له ولغيره إذا كانت نية المطلق الطلاق فلا يقع الطلاق بع إلا بسؤال قائله عن النية كأن يقول الرجل مثلاً للزوجة اذهبي إلى بيت أبيكِ وهنا يسأل الرجل عن نيته هل كل يقصد به الخروج من البيت بغرض السراح والطلاق والفراق بينه وبين زوجته، أم لا.
وقد بيّن السادة الفقهاء من جميع المذاهب خاصة المذهب المالكي والحنبلي بأن النية هنا هي الشرط الرئيسي.
أما النوعين التاليين هما أنواع الطلاق من حيث اعتبار الرجعة وعدمها وهما:
الطلاق الرجعي: وهو طلاق يجوز معه الزوج أن يرجع زوجته إلى العصمة خلال فترة العدة بعد الطلقة الأولى، والثانية دون عقد جديد.الطلاق البائن: وهو الطلاق الذي يرفع فيه قيد النكاح على الفور وهو يترتب عليه الآثار للطلاق مجتمعة ويقسم إلى الطلاق البائن بينونة صغرى وهو طلاق يقع بعد انتهاء الطلقة الأولى والطلقة الثانية ويكون بعد الرجوع بعد الطلاق البائن بينونة صغرى بعقد جديد.أما الطلاق بينونة كبرى وهو الطلاق الذي يقع بعد الطلقة الثالثة ولا يحل للزوج مراجعة زوجته إلا بعد انتهاء العدة وتتزوج زوج غيره وبعد انفصالها بموت أو طلاق منه وقد استدل العلماء على هذا الأمر أو الحكم من خلال قول الله تعالى: فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.

ما هي كراهة الطلاق؟

قد يكون الطلاق مكروهاً في حال استقرار الزواج ولا وجود حاجة للانفصال بين الزوجين، حيث مثلا وجود استقرار بين الزوجين ولا يوجد مشاكل كبيرة تعكس صفو العلاقة بينهما وعدم تحقق مصلحة لهما او لأحدهما وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الطلاق في حال استقرار الزواج بين الزوجين وعدم وجود مشاكل تجعل العيش مستحيل بين الطرفين، بل قد تصل الكراهة إلى التحريم، وذلك في في رواية الإمام أحمد عن كراهة الطلاق.
وقد أباح الإسلام الطلاق في المقابل في بعض الحالات منها استحالة العشرة بين الطرفين وإساءة الخلق من قبل الزوجة وهنا يمكن أن يكون الطلاق واقعاً إذا استحالت الحياة بينهما وقد يكون فيه مصلحة.

وقد يكون الطلاق في حكم الندب في حالة إذا كان الشقاق بين الزوجين أو في حالة عدم عفة المرأة أو إذا طلبت المرأة الخلع من القاضي لإزالة الضرر الواقع عليها من قبل زوجها، ويكون هذا الهلع على يد المحكمة الشرعية التي تنظر في أسباب الخلع.
أما الطلاق المحرم وهو الطلاق الذي لا تتوافر فيه الشروط مثل طلاق الرجل لزوجته وهي حائض أو طلاقها في طهر جامعها فيه كما بينا قبل قليل في هذا المقال.
في النهاية؛ فإن الطرق شرعه الله تعالى للمصلحة بين الزوجين مثل استحالة الحياة بينهما، ولكن جعل الله له شروطاً وأحكام بينها في القرآن وعلى لسان نبيه الكريم من خلال السنة النبوية المطهرة، وقد بينا في هذا المقال العديد من هذه الأحكام والشروط وأقوال العلماء والفقهاء من جميع المذاهب بشأنها.

4 أركان للطلاق

الطلاق لابد أن يتوافر فيه أربعة أركان وهي:
المطلق: وهو الزوج الذي يقول بنطق كلمة الطلاق ولابد ان يكون الزوج متوفراً فيه بعض الشروط الهامة حيث الطلاق وهو أن لا يكون مجنوناً ويكون عاقلاً وواعياً للقول والفعل، وان لا يكون صبياً مثلاً بل يكون بالغاً وهو شرط بديهي لأن الزواج لا يجوز للصبيان في الغالب، كما لا يمكن أن يكون المطلق يعاني من النوم والسكرة.ومع ذلك نرى بعض الاختلافات في الأقوال الفقهية خاصة في حال أن يكون المطلق من السكارى حيث قال العلماء من جميع المذاهب أن كل طلاق جائز إلا طلاق المعتوه المغلوب على عقله وأن يكون السكران ليس في معنى النائم والمعتوه والمجنون. وهناك بعض الأقوال الفقهية التي تنتمي إلى بعض العلماء مثل ابن تيمية حيث قال أن طلاق السكران لا يقع وقد استدل على قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ). وبالتالي شرط التكليف العقل والسكران ليس له عقل وهو في غيبة من عقله كالمجنون وغير الواعي.المطلقة: وهي الزوجة وهي الركن الثاني من أركان الطلاق وهذه الزوجة لابد ان تكون في عصمة الرجل من خلال عقد النكاح الصحيح ولا يقع الطلاق على غير الزوجة ولا على المتزوجة وبالتالي لا يقع الطلاق إلا عليها لا نتفاء الولاية. في حال الزواج الباطل أو الفاسد.الصيغة: وقد بينا الصيغ الهامة للطلاق والتي لها عدة أنواع وأحكام وشروط ولابد أن تكون لفظاً مقترناً بالنية، وهذه الصيغة لا يمكن أن تكون غامضة.القصد: وقد بيّن الفقهاء والعلماء هذا الركن وهو نية الطلاق والفرق بين الزوج والزوجة.

ما هي عدة الطلاق؟

وهي المدة التي تلي الطلاق بين الرجل والمرأة، وهي خاصة بالمرأة، وهذه تنقسم بحسب العلماء إلى:
عدة القروء ومدتها ثلاثة شهور وهي تدل على المدة التي تحيض فيها المرأة وتظهر فيها ثلاث شهور أو ثلاث مرات وهذه المدة تتم عبر بعض الحالات حسب العديد من الفقهاء الذين تحدثوا عنها وهي:
الفرقة من الزواج الصحيح: ويشترط أن تكون فيه الزوجة المطلقة مدخول بها والخلوة الصحيحة عند جميع الفقهاء خاصة الحنابلة والحنفية، بينما الشافعية لهم رأي آخر، ويقال أن المالكية أسموه بالزواج الفاسد وهو الذي يختل شرطاً من شروطه وبالتالي تصبح القروء أو العدة بعد الطلاق بهذه الطريقة.في حالة التفريق على يد القاضي في حالة الزواج الفاسد او الترك وتصح مدة الطلاق القروء في جميع المذاهب الفقهية عدا المالكية الذين لهم راي آخر.الزواج الذي يتم من خلال الدخول بشبهة العقد وهو العقد الذي يتم دون شهود أو ولي بتحديد العقد بفترة زمنية محددة وتجنب العدة من باب الاحتياط حيث يطأ الرجل غير زوجته إن زفت إليه مثلاً والشبهة في الفقه تعامل معاملة الحقيقة من باب الاحتياط.عدة الأشهر: وهذا هو النوع الثاني من عدة الطلاق وله نوعين عند النساء، الأول ان يكون بديلاً عن الحيض، وتكون الزوجة لا تحيض لأنها صغيرة في السن، أو المرأة التي لا تحيض لأنها في سن كبيرة وهذه العدة ثلاثة شهور لقول الله تعالى في محكم آياته: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ.وهناك شرط ثاني وهي أن تكون العدة واجبة على المرأة الذي مات زوجها بنفس المدة وذلك لقول الله تعالى في محكم آياته: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. وهنا تختلف المدة أو تزيد عن ثلاثة أشهر بحيث تكون بنص القرآن الكريم في الآية السابقة أربعة أشهر وزيادة عشرة أيام.عدة الحمل: وهذه العدة في حال إذا كانت المرأة في شهور الحمل وقد طلقت طلاقاً صحيحاً وسواء كان هذا الطلاق بالتفريق أو صريحاً بحيث تكون العدة طوال فترة الحمل حتى وضع الطفل، وهذا في محكم الآيات من القرآن الكريم حيث بين الله تعالى ذلك بقوله: وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ.

ما هي أنواع الطلاق؟

الطلاق في الإسلام له عدة أنواع وقد تعرفنا عليها من خلال تقسيمات العلماء والفقهاء في كتب السنة والفقه، وهذا الطلاق نجده مثلاً في نوعين من أهم الأنواع وذلك على حسب الحل والحرمة وهما:
الطلاق السني: وهو الطلاق المعروف لدى جميع المسلمين وله ضوابط وأحكام وشروط وضعها الشرع الحنيف، ومن شروطه أن يتم الطلاق طلقة واحدة وفي طهر لم يجامع فيه الرجل للزوجة ويمكن إعطاء الزوج فرصة من أجل المراجعة فيه للزوجة فيطلقها مرة يعقبها رجعة.والحكمة من عدم طلاق الرجل للمرأة زوجته في حال طهرها التي جامعها فيه وذلك لأنها لا تعرف هل قد تكون حاملاً في طفل منه أم لا، لذلك حرم على الرجل طلاق زوجته في الطهر الذي جامعها فيه.الطلاق البدعي: وهو النوع الثاني من الطلاق، وهو الطلاق الذي يخالف الأحكام والشروط والضوابط التي وضعها الإسلام الحنيف، وهذا الطلاق يقوم الرجل من خلاله طلاق زوجته باللفظ ثلاثاً بلفظ واحد فقط، سواء كان في مجلس واحد أو يطلقها في حال الحيض والنفاس أو في طهر جامعها فيه، وفي عموم قول العلماء، فإنه تم تحريم هذا النوع من الطلاق في الإسلام، وقد اختلف الفقهاء من جميع المذاهب الأربعة بوقوعه وذهبوا ذلك في قولين:شمل هذا الطلاق الرجعة بين الرجل والمرأة وهذا ما فعله ابن عمر في أنه قام بمراجعة زوجته التي طلقها وهي حائض.عدم وقوع الطلاق البدعي عند علماء معتبرين مثل ابن تيمية وابن القيم والفقهاء الظاهرية ومن قبلهم عبد الله ابن عمر وسعيد ابن المسيب، وذلك لأن الطلاق البدعي ليس هو الطلاق الذي أذن الله به، وأنه مخالف لحكمة الشارع الحنيف.

ما هو الطلاق؟

الطلاق في اللغة هو الانفصال أو التحرر من الشىء والتحلل منه، مثل أن تقول طلق العصفور أي تحرر من قيده ومحبسه، أو نقول طلق يده بالخير، أي أنه ابسط يده بالخير، والطلاق اصطلاحاً من الناحية الشرعية هو التخلص وازالة عقد النكاح الشرعي، بإرادة الزوجين لأي سبب من الأسباب ويصح أن يتم دون إنابة من القاضي الشرعي الذي يرى أن هناك سبباً ومصلحة للانفصال بين الزوجين، وقد يكون شكل الانفصال الخلع وهو رغبة المرأة في الانفصال ويتم عبر القاضي الشرعي.

حكم الطلاق في القرآن والسنة النبوية المطهرة

الطلاق تم بيانه ومعرفته من خلال آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى عن الطلاق وبيان حكمه: الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ.

كما قال الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم عن الطلاق: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ.
كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطلاق في الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عندما طلق زوجته حيث قال أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وهي حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَتَغَيَّظَ فيه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ قالَ: لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فإنْ بَدَا له أنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِراً قَبْلَ أنْ يَمَسَّهَا، فَتِلْكَ العِدَّةُ كما أمَرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ.
وبسبب الكثير من الأحاديث والآيات القرآنية تأكدنا من مشروعية وحكم الطلاق في الإسلام، ويتم الطلاق لأسباب من استحالة العيش بين الرجل والمرأة وبالتالي فإن العيش بينهما قد يكون مفسدة كبيرة في حال استمرار هذه العلاقة.

الطلاق

الطلاق أو إزالة العقد النكاح الشرعي بين الرجل والمرأة لأي سبب من الأسباب، وله العديد من القواعد الفقهية الشرعية في الإسلام، وله شروط وأركان وأحكام هامة لابد للمسلم أن يتعرف عليها لأنها جزء من دينه وعقيدته، فالطلاق من ضمن الأمور الهامة التي يجب أن تشتمل على العديد من الجوانب في حياة المسلم سواء في الحقوق والواجبات وغيرها، في هذا المقال نتعرف على تلك الجوانب الشرعية وما هي دليلها من القرآن والسنة النبوية المطهرة.