تم النشر اليوم 2024/06/30 | 3 من أهم المعلومات عن الإسراء والمعراج

ما هي أهم أحداث ليلة الإسراء والمعراج؟

معجزة الإسراء
تذكر السيرة النبوية في الكثير من المواضع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت السيدة أم هانئ بنت عمه أبي طالب وكان مع عمه سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، كان صلى الله عليه وسلم بين النوم والصحو فآته ثلاثة من الملائكة حملوه حتى المسجد الحرام وهناك جاء الملاك جبريل شق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحضر جبريل طست من الذهب مملوء بماء زمزم فغسل قلبه الشريف وملأئه بالحكمة والإيمان. وجاء ذلك في رواية أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حيث يَقُولُ “لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ (قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ)، وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ. فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ. فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى (فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ)، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ- يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ- ثُمَّ أَطْبَقَهُ”.

وبعد ظهر البراق وهو خلق من المخلوقات التي لم نرى مثيل لها وهو سريع للغاية ويقال عن البراق أن خطوته كانت تقف عند امتداد بصره وركب جبريل ورسول الله البراق حتى وصلوا إلى المسجد الأقصى وهناك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى فوجد الأنبياء جميعا هناك فأمهم في صلاة كانت من ركعتين وسلم عليهم، وبعدها خرج جبريل مع النبي من المسجد وخيره بين كأسين الأول به لبن والثانى به خمر فاختار رسول الله كأس اللبن فقال جبريل عليه السلام إذا قد اخترت الفطرة، وبدأت بعد ذلك رحلة النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء..

رحلة المعراج
بعد رحلة الإسراء كانت رحلة المعراج إلى السماوات فأخذ جبريل عليه السلام رسول الله ووصلوا إلى السماء الأولى ولما استأذنا فتح لهما فوجد رسول الله صلى الله نبي الله آدم فسلم عليه وقال له جبريل هذا أبوك فرد آدم قائلاً مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، وبعدها تدرج رسول الله إلى باقي السموات حتى السماء السابعة وفي كل واحدة كان يقابل نبيا من الأنبياء ويسلم عليه فكان كل من نبي الله عيسى ونبيه زكريا في السماء الثانية وكان نبي الله يوسف في السماء الثالثة أما نبي الله إدريس فلقد كان في السماء الرابعة ونبي الله هارون كان في السماء الخامسة أما نبي الله موسى كان في السماء السادسة حتى وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة وكان نبي الله إبراهيم فيها.
ثم جاءت أعظم أحداث ليلة المعراج وهي وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى وكان شكلها في غاية الجمال وقد صنعها الله وأبدعها ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال: هذه سدرة المنتهى. وإذا iiفي أصلهاii أربعة أنهار، نهران باطنان ونهران ظاهران. فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. ثم رفع لي البيت المعمور فقلت: يا جبريل! ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمورii يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهمii.
وعند سدرة المنتهى أوحى الله عز وجل إلى رسوله بأن يفرض على المؤمنين الصلاة وكان قدرها خمسون فرضا في اليوم الواحد، وعندما عاد رسول الله إلى موسى عليه السلام قال له أن يذهب ويسأل رب مرة أخرى أن يخففها حتى لا يشق على أمته، ففعل رسول الله، وكان في كل مرة يذهب يطلب منه موسى أن يسأل الله أن يخففها أكثر حتى وصلت إلى خمس فروض في اليوم الواحد. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا “يا رَبِّ! إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا. فَقَالَ الْجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ. قَالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ. فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا. قَالَ مُوسَى: قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُوسَى! قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ. (قَالَ وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ)

ليلة الإسراء والمعراج

بعد هذه الأحداث العصيبة التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم كان لابد من معجزة تشعره بأن الله معه ولن يتخلى عنه أبداً، لذا كان لابد أن تكون معجزة كبيرة أكبر من معجزات كل الأنبياء وتحمل في داخلها أوجه الحب والتكريم إلى خير وأشرف خلق الله أجمعين فإذا بها معجزة الإسراء والمعراج التي أكد بها الله عز وجل إلى نبيه ورسوله إنه معه ولن يتركه وأنه سوف ينصره على من هزموه و استهزءوا به و ألحقوا به الأذى هو وأصحابه. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ..صدق الله العظيم

الإسراء والمعراج

عند قراءتنا للسيرة النبوية المطهرة فسوف نجد أن ليلة الإسراء والمعراج هي واحدة من أهم معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر يبدو في ظاهره معجزة ربنا ولكن في باطنه كان منه ورحمة من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أن مرت عليه الكثير من الفواجع والإنكسارات فكان لابد من أن يعوضه الله تكريما كبيرا وعظيما لم يسبق لأحد من الأنبياء.
وحتى يومنا هذا تظل ذكرى الإسراء والمعراج عيدا للمسلمين يحتفلون به ويجدون أنه مناسبة جميلة للذكر والصلاة وإدخال البهجة على نفوس المسلمين.. إذا ما هي أهم أحداث الإسراء والمعراج؟ وما هي مقدمات هذه المعجزة العظيمة؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في المقال التالي.

مقدمات معجزة الإسراء والمعراج

قبل أن يمن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزة مر رسول الله بعام من أشد الأعوام حزنا وألما في نفسه، فلقد توفيت السيدة خديجة حبيبته وزوجته وداعمته في دعوته إلى دين الله، ومن ثم توفي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي طالب الذي كان حمايا للرسول من بطش قريش، فكان هذا العام مليئا بالأحداث التي لم تمر سهلة ولم يجد فيها النبي غير الصبر على قضاء الله وقدره.
وبعد موت أبي طالب اشتد عذاب قريش للرسول وصحابته وكل المسلمين حيث وجدوا أنها فرصة كبيرة لكي ينهوا الدعوة الإسلامية ويمنعونها، وقتها عرف رسول الله أنه لا يوجد أمل من دعوة أهل مكة فلقد اشتد بهم الكفر وأخذتهم العزة بالإثم فلم يكن له مفر إلا بأن يتجه إلى البلدان المجاورة لها ليدعو الناس إلى دين الله بالموعظة الحسنة ويأمرهم بترك الكفر والعصيان والشرك وعبادة الله وحده لا شريك له، لكن الأمر كان أكثر صعوبة حيث اتجه رسول الله إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام ولم يكتف أهل الطائف بأن يرفضوا الدعوة لكنهم استهزءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم واعتدوا عليه فخرج من الطائف وقدمه تنزف دما جراء اعتدائهم عليه.

وكان من المتوقع أن يغضب رسول الله من حادثة الطائف ومن أهلها ويدعو الله حتى يلحق العذاب بهم إلا أن هذا لم يكن يحدث من خير خلق الله وأرحمهم فما بعثه الله إلا رحمة للعالمين، وقام رسول الله واستظل بظل شجرة ركعتين وقام يدعو الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء “اللَّهمَّ إليك أشكو ضَعْف قوَّتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على النَّاس، يا أرحم الرَّاحمين، أنتَ ربُّ المستضعفين وأنت ربِّي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يتجهَّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملَّكْتَه أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكنَّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الَّذي أشرقَتْ له الظُّلمات، وصلحَ عليه أمر الدُّنيا والآخرة مِن أن تُنْزِل بي غضبك، أو يحلَّ عليَّ سخطك، لك العُتْبَى حتَّى ترضى، ولا حول ولا قوَّة إلا بك”.