تحليل شخصية الرجل الذي يضرب زوجته وصفات الزوج العنيف

يحتاج تحليل شخصية الرجل الذي يضرب زوجته إلى النظر للدوافع العامة للعنف الأسري، وإلى الأسباب النفسية التي عادةً ما تسبب عدوانية الزوج أو الرجل بشكل عام، وفهم ما يدور داخله من مشاعر وأفكار، وذلك بغية معرفة كيفية التعامل معه وردعه عن هذا السلوك، في هذا المقال نبحث في دلالات ضرب الزوج لزوجته، والأسباب الدوافع النفسية لذلك.

تحليل شخصية الرجل الذي يضرب زوجته!

غالباً ما تتسم شخصية الرجل الذي يضرب زوجته بالعدوانية والعنف وفقدان السيطرة على الغضب، وعادةً ما يكون سلوكه هذا متشابهاً في التعامل مع أي شخص له عليه سلطة مثل الأطفال أو من يعملون تحت إمرته أو حتى الأشخاص الذين يعتقد أن العنف تجاههم بلا عاقبة وربما حتى تجاه الحيوانات كما في اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ولا يرتبط عنف الرجل المستمر تجاه زوجته بتصرفات الزوجة أو سلوكها بقدر ما يرتبط بشخصية الرجل نفسه وتركيبته النفسية وربما تسامح المجتمع مع سلوكه العنيف تجاه زوجته.

يمكن الربط بين شخصية الرجل الذي يضرب زوجته وبين عاملين أساسيين، الأول هو السوية النفسية للرجل عموماً ومدى قدرته على التحكم بانفعالاته والتعامل مع مشاكله الزوجية أو اليومية بصورة ملائمة بعيداً عن العنف الجسدي مقابل وجود عقد أو اضطرابات نفسية تجعله غير سوي، والعامل الثاني هو البيئة التي ينشأ فيها الرجل وكيف تنظر للمرأة وللأشخاص الأقل قدرة على المواجهة والدفاع عن أنفسهم عموماً، وكيف تعاملت هذه البيئة مع العنف الجسدي والنفسي الذي يصدر عن أفرادها أو يتعرضون له.

على ماذا يدل ضرب الزوج لزوجته؟

الأسباب النفسية لضرب الزوج لزوجته

هل يندم الزوج بعد ضرب زوجته؟

نعم غالباً ما يشعر أكثرية الرجال بالندم على ضرب الزوجة، خاصة في الحالات التي يكون فيها الضرب ناتج عن غضب شديد أخرج الرجل عن طوره وسيطرته على نفسه وأعصابه، فإذا كان الرجل لديه أي مستوى من العاطفة أو المحبة لزوجته، أو حتى مستوى من الوازع الأخلاقي أو الديني، فسوف يراجع نفسه بعد سلوكه العنيف مع زوجته ويشعر بالندم على ذلك، وهذا يفسر أن الكثير من الرجال الذين يعتدون بالضرب على الزوجة يعودون لمصالحتها بطرق مختلفة، سواء لندمه الناتج عن معرفة خطأه الذي ارتكبه، أو ناتج عن خوفه من خسارة زوجته بسبب فعلته.

ولكن لا يمكن القول أن ندم الزوج على ضرب الزوجة هو حالة عامة تصلح مع جميع الرجال، فبعض الرجال قد يكون فاقد للأخلاق والرجولة، ولا يفهم كيف تكون العلاقة الطبيعية مع الزوجات، وواجباته في حمياتها والدفاع عنها وليس ضربها، وينتج سلوكه دائماً عن تفكيره بما يمكنه فعله وليس ما يجب أو يصح فعله، فمن وجهة نظره أن الزوجة أضعف منه بدنياً وعضلياً ولا يمكنها صد عدوانه فيعتدي عليها ويضربها دون ندم.

ولكن في كل الأحوال على الزوجة أن لا تسكت عن تعرضها للعنف والضرب من قبل زوجها، وأن تفكر دائماً في خياراتها لحماية نفسها من الاعتداء الزوجي، سواء بالدفاع عن نفسها إذا أمكنها ذلك وإذا تأكدت أن دفاعها هذا لن يزيد الأمر سوءً ويسبب تعرضها للأذى وزيادة ضرب زوجها لها، أو التبليغ عن تعرضها للضرب سواء للجمعيات والمنظمات المعنية بحماية المرأة وتمكينها، أو على الأقل اخبار الأهل بتعرضها للضرب، وإذا كانت كل هذه الخيارات غير متاحة، فالأفضل أن تعمل المرأة على تمكين نفسها اجتماعياً واقتصادياً وحتى أمنياً، ومن ثم التفكير في كيفية الانفصال عن هذا الرجل العنيف وعيش حياتها بطريقة تحفظ كرامتها الإنسانية.

فمعرفة الرجل أن المرأة قادرة على الدفاع عن نفسها أو أن لديها من يدافع عنها، أو وجود منظمات وسلطات تحميها ويمكنها تبليغها، وأنها متمكنة وقادرة على اعالة نفسها أو الحصول على الإعالة من ذويها أو من هذه المنظمات، سوف يلجم سلوكه العنيف، ويجعله أكثر حذراً من الاعتداء عليها، ويعرف أن هناك ما يردعه عن السلوك العنيف.

الزوج الذي يضرب زوجته هل يحبها؟

نعم في بعض الحالات قد يكون لدى الزوج مشاعر حب حقيقية وربما قوية حتى وإن كان يضرب زوجته، وربما هذا الحب هو ما يدفعه لضربها، ولكن يمكن أن يسمى الحب المريض، الذي يكون دوافعه التعلق والغيرة والتملك والسيطرة، وليس الرغبة في إسعاد المرأة التي يحبها، وأحياناً يكون الرجل يحب زوجته ولكن تحصل مواقف معينة تخرجه عن سيطرته على أعصابه وتؤدي للتعامل معها بعنف لمرة واحدة فقط ويندم على ذلك.

وفي حالات أخرى كثيرة قد ينتج ضرب الزوج لزوجته عن عدم محبته لها وعدم شعوره بالراحة معها ورغبته بالاستمرار بالحياة معها، ولكن يشعر بأنه متورط بها ولا يمكنه تركها، فيشعر بالحيرة بين مخاوف الانفصال عن المرأة التي لا يحبها، والمسؤولية تجاهها وتجاه الاسرة والمجتمع، وفي نفس الوقت عدم سعادته معها بسبب صفاتها أو سلوكياتها أو طباعها، أو عدم التوافق معها، وهذا الوضع من الحيرة يفقده مع الوقت مشاعر التعاطف والاحترام تجاه زوجته، ويجعله يستسهل ضربها والاعتداء عليها، لكونه لا يعرف كيف يتصرف حيال مشاعره المتناقضة تجاهها.

وفي بعض الأحيان قد يكون الرجل يعاني من اضطرابات ومشاكل نفسية أو شخصية، وهذه الاضطرابات تسبب له عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين أو الشعور بالمحبة أو الميل أو نحو أي أحد، ويكون عدواني بشكل عام تجاه كل الناس، ولكنه يخاف أن يعتدي على أي أحد حتى لا يتعرض لرد قوي، ولا يجد إلا بالزوجة الضعيفة ضحية يمكنها الاستقواء عليها دون التعرض للمخاطر، فيلجأ لضربها وفرض قوته عليها.

نصائح للتعامل مع الرجل الذي يضرب زوجته

Exit mobile version