هل التحرش في الصغر يؤثر على الشخصية في الكبر؟

تأثير التعرض للتحرش في الصغر على الشخصية والميول والسلوك في الكبر ليس تأثيراً ثابتاً، وإنما يرتبط بعدة عوامل معقدة أهمها كيفية التعامل مع الحادثة عندما حصلت من الأهل والمقرّبين، وكيفية إدارة آثار التحرش المباشرة على الطفل، وغيرها من العوامل التي تجعل تأثير التحرش في الصغر مختلف من شخص لآخر.

هل التحرش الجنسي في الصغر يؤثر في الكبر؟

بكل تأكيد يترك التعرض للتحرش في الصغر أثراً نفسياً وعاطفياً يظل ظاهراً في الكبر، حيث يعتقد أن التعرض للتحرش الجنسي والإساءة الجسدية في الصغر من الأسباب الرئيسية للاضطرابات النفسية والعاطفية واضطرابات الشخصية، مثل الرهاب الاجتماعي والاضطرابات الجنسية والقلق والاكتئاب وغيرها.

قوة تأثير التحرش في الصغر على الضحية في الكبر يرتبط بعوامل كثيرة معقدة ومتشابكة، على رأسها وعي الطفل بالتجربة التي تعرض لها وسنه عند وقوع حادثة التحرش ودرجة التحرش، والطريقة التي تعامل بها الأهل والمقرّبون مع الحادثة، ونوعية العلاج أو الدعم الذي تلقاه الطفل ضحية التحرش في الصغر، وغيرها من العوامل.

تأثير التعرض للتحرش الجنسي في الصغر على الكبر

ماذا يحدث للطفل عندما يتم التحرش به؟

يعاني الطفل من العديد من الآثار النفسية والجسدية والسلوكية عند التعرض للتحرش الجنسي، وخاصةً إذا ترافق مع عنف شديد ومن شخص معروف بالنسبة له، ومن هذه الآثار:

كيف أعرف أنه تم التحرش بي وأنا طفلة؟

إذا لم تتذكري تعرضكِ للتحرش وأنتِ طفلة لكنكِ تشعرين أنكِ ربما تعرضتِ لحادثة من هذا النوع، فإن أفضل طريقة لتعرفي الحقيقة هي التواصل مع المتخصص أو المعالج النفسي، الذي يستطيع من خلال بعض التقنيات والاختبارات أن يساعدك على استعادة حادثة التحرش أو حوادث الإساءة الجنسية في الصغر.

يعمل المعالجون النفسيون وفق بروتوكول معين يتجنبون من خلاله زرع أي ذكريات جديدة أو غير حقيقية حول التعرض للتحرش في الصغر، بدلاً من ذلك يتم مساعدة الأفراد على استرجاع ذكريات الطفولة المبكرة من خلال تقنيات الاستماع والكلام والأسئلة والاختبارات وجلسات التنويم المغناطيسي أو الإيحائي.

من العلامات التي قد تساعدك على معرفة إذا كنتِ قد تعرضتِ للتحرش في الصغر، أن تكون لديكِ سلوكيات وخيالات جنسية قهرية غير طبيعية مثل الشخصية السادية أو المازوشية، أن تكون لديك أعراض النفور من الجنس الآخر والبرود الجنسي، أن تعاني من اضطرابات متعلقة بالجنس الآخر مثل رهاب الذكور وفوبيا الزواج والجماع.

أفضل الطرق للتعامل مع آثار التحرش في الصغر

خطوات للتعامل مع الطفل عند التعرض للتحرش الجنسي

  1. الاستماع للطفل عمّا حدث له: قد يخطئ الأهل بشكل كبير في التعبير عن القلق الذي ينتابهم عند معرفة أن طفلهم تعرض للتحرش الجنسي، فبدلاً من إبداء الخوف الذي ينعكس سلباً على نفسية الطفل، يجب التأكيد على أنك تصدق ما يقول وأنه ليس خطأه، وبهذا سيتشجع للتحدث بصراحة ووضوح عما حصل معه.
  2. الإبلاغ عن حادثة التحرش: من الضروري جداً عدم السكوت عن التحرش الذي تعرض له الطفل والتبليغ عما تعرض له للجهات المختصة، أولاً لأخذ حقه وإقناعه أن السلوك الشنيع هذا له عقاب لا مفر منه ويعلم أنه ضحية، ثانياً كي لا يقع طفل آخر ضحية للتحرش على أيدي هذا المتحرش.
  3. الحفاظ على الهدوء: يجب تجنب الغضب والانفعال مع الطفل عند تعرضه للتحرش لأن هذا سيفاقم الآثار النفسية التي يتعرض لها ويشعره بانعدام القيمة وبالذنب والعار وأنه المسؤول عمّا حصل، ويجعله يشعر بالخوف والارتباك ويصاب بأمراض نفسية يصعب الشفاء منها.
  4. تعزيز التوعية والتثقيف: يجب التركيز في الحديث مع الطفل الذي تعرض للتحرش على التوعية بأن ليس كل الأشخاص سيكونون هكذا، وتعليمه كيف يتعامل في المرات الأخرى في حال التعرض للتحرش لحماية نفسه، وأن ما حصل له لن يؤثر على سير حياته المستقبلية.
  5. توفير الدعم النفسي للطفل: يحتاج الطفل عند تعرضه للتحرش إلى الدعم النفسي من قبل الأهل للتغلب على الآثار والأضرار النفسية الناتجة عنه، ويتمثل الدعم النفسي بالتحدث المستمر مع الطفل وتوفير الأمان والرعاية وتشجيعه على القيام بنشاطاته اليومية المعتادة، وإذا لزم الأمر يمكن عرض الطفل على طبيب نفسي للعلاج من الاضطرابات النفسية الناتجة عن التحرش.
  6. توفير بيئة آمنة: يجب توفير بيئة أمنة ومريحة للطفل لشعوره بالأمان والراحة في الأماكن العامة والمنزل والمدرسة، ويمكن إجراء المزيد من التعديلات لتوفير حماية إضافية للطفل وتجنب التحرش به مرة أخرى، مثل تأمين النقل من المنزل إلى المدرسة ومراقبة علاقاته مع أشخاص آخرين للتدخل في الوقت المناسب.

أسئلة شائعة عن أثر التحرش الجنسي في الصغر

Exit mobile version