كيف أمنع طفلي من تقليد الآخرين وأجعل شخصيته مستقلة

التقليد سلوك طبيعي عند جميع الأطفال الصغار خاصةً في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث يبدأ الطفل بملاحظة وفهم التصرفات التي يقوم بها من حوله، ويساعد التقليد الطفل على تطوير مهاراته الاجتماعية واللغوية، ولكن إذا تجاوز هذا السلوك الحدود الطبيعية قد تؤثر على استقلالية شخصية الطفل!

التقليد والمحاكاة عند الأطفال وتأثيره على الشخصية

يعد سلوك التقليد والمحاكاة عند الأطفال أمراً طبيعي ومهماً جداً، حيث أن تقليد تصرفات الآخرين آلية مهمة للتعلم والتفاعل الاجتماعي، وبالتالي اكتساب المزيد من المعرفة والمهارات والسلوكيات، كما يستخدم الأطفال التقليد والمحاكاة للتعامل الاجتماعي مع الآخرين كالتبسم في وجه من يتبسم بوجهه.

لكن يمكن أن يؤثر التقليد على تكوين شخصية الطفل وهويته الخاصة إذا زاد عن حده، لكون الطفل غير قادر دائماً على إدراك ما يقلده هل هو صحيح أم لا، لذا يعد التقليد المفرط أو غير المراقب سبباً هاماً بتأخر الطفل باكتشاف ذاته وبناء شخصيته المستقلة؟

وقد يكون التقليد والمحاكاة عند الأطفال نابع من الغيرة من الآخرين، مثل تقليد الطفل لأخيه الصغير لكونه يرى أنه يحصل على المزيد من الاهتمام، أو البالغين ليكون نسخة من أحدهم، وبالتالي فإن الإفراط بالتقليد يقلل من نمو الطفل والتعرف على شخصيته الفريدة، ومن هنا يجب العمل على مساعدة الطفل على تنمية شخصيته مستقلة تستلهم من الآخرين ولا تقلدهم تقليداً كاملاً.

متى يبدأ الطفل بالتقليد ومتى يتوقف؟

سن التقليد عند الأطفال يكون في الشهر الرابع من عمر الرضيع، حيث يبدأ الطفل بتقليد تعابير وجه والدته والمحيطين به، ويحب الأطفال في هذا العمر أيضاً من يقلد حركاتهم، وفي سن 8 أشهر تقريباً يبدأ الطفل بمحاولة تقليد الحركات، قم تتطور مهارة التقليد والمحاكاة لديه مع تطور قدراته البدنية والذهنية.

متى يتوقف الطفل عن التقليد؟

عادةً ما يتوقف الطفل عن التقليد عندما يمتلك الوعي الكافي بذاته والشعور أن له عالمه الخاص ورغباته وتفضيلاته، ويتراجع ميل الطفل للتقليد والمحاكاة بشكل تدريجي من عمر 3 سنوات تقريباً وحتى عمر 8 سنوات، حيث يتحول التقليد لإعادة انتاج السلوكيات التي تعجبه والإضافة لها أو الاختصار منها.

لا يمكن القول أن الطفل سيتوقف عن التقليد في عمر معين، غالباً ما يستمر سلوك التقليد فترة طويلة قد تتجاوز مرحلة المراهقة، لكن عمق التقليد واستمراريته وتكراراه أمر يرتبط بتنمية الطفل وشخصيته، والدور الذي يلعبه المحيطون به لتنمية شخصيته المستقلة.

كيف أمنع طفلي من تقليد الآخرين؟

كيف أتعامل مع الطفل المقلد وأشجعه على الاستقلالية! التعامل مع الطفل المقلد له تأثير كبير على بناء شخصيته كشخصية مستقلة أو شخصية مقلِّدة، فعندما يشجع الأهل الطفل على التقليد يشعر أنه سلوك مرغوب ويميل لتكراره والإفراط به، كذلك عندما يشعر الطفل أن ما يفعله من تلقاء نفسه ليس محل اهتمام قد يحاول تقليد أفعال الآخرين التي يرى أنها محل اهتمام وتقدير.

وأهم نصائح وطرق منع الطفل من التقليد والتعامل مع الطفل المقلد:

  1. تجنب تشجيع الطفل: بعض الأهل يشجعون سلوك التقِّليد عند الطفل دون أن يقصدوا ذلك من خلال مثلاً الضحك له أو الطلب منه تقليد الأشخاص بهدف التسلية واللعب، ويجب على الأهل تجنب هذا السلوك حتى لا يعتاد الطفل على التقليد.
  2. التنبيه أن التقليد غير مقبول: عندما يقوم الطفل بتصرف تقليد واضح يجب أن يتم إخباره بطريقة مباشرة أن هذا السلوك سيء ويجب ألا يكرره حتى لا يصبح شخص غير محبوب من قبل الآخرين، وتكرار هذا القول في كل مرة يقوم الطفل بتقليد أحدهم.
  3. مساعدة الطفل على التمييز بين السلوكيات الجيدة والسيئة: التعلم المبكر غالباً ما يقوم على التقليد، حيث يتم دفع الطفل لتقليد الأصوات التي نصدرها والحركات التي نقوم بها والطريقة التي نمسك بها القلم، لذلك من الضروري أن يميز الطفل الفرق بين التقليد بهدف التعلم وبين التقليد لسلوكيات أو طريقة الآخرين في حياتهم الشخصية.
  4. سؤاله عن رأيه في تصرفه: بعد أن يقوم الطفل بتقليد أحد وخاصة تقليد السلوكيات السيئة، يمكن إيجاد الوقت المناسب للحديث مع الطفل وطلب رأيه عن هذا السلوك هل هو صحيح هل هذا التصرف يرضيه، ما الفائدة من تقليده لأحد آخر، أين شخصيته المستقلة.
  5. التجاهل وعدم الاهتمام: لا يكون التقليد دائماً مشكلة حقيقية بل قد يكون تصرف طبيعي بهدف اللعب والتسلية أو لفت النظر، وفي هذه الحالات من الأفضل تجاهل سلوك الطفل وعدم ابداء أي رد فعل سلبي أو إيجابي تجاهه، ليعرف الطفل أن ما قام به شيء عادي وغير مميز ولا يحاول تكراره.
  6. التحدث مع الطفل عن ضرر التقليد: يمكن أن يقوم أحد الوالدين ممن يتأثر بهما الطفل بشكل أكبر أن يقوم بجلسة حوار مع الطفل، يشرح له فيها ما هي مساوئ تقليد الآخرين، وكيف على الإنسان أن يكون له تصرفاته الخاصة وأفكاره الخاصة وقيمه الخاصة، حتى يحترمه الآخرين ويبدوا كالكبار في نظرهم.
  7. تشجيع الطفل عند إظهار شخصيته الحقيقية: كل طفل يملك صفات وأفكار خاصة به، وعند تشجيعه دائماً على قول هذه الأفكار والاستمرار بها، فإنه سوف يجد قيمة لذاته وشخصيته بعيداً عن شخصيات الآخرين، وهذا سوف يدفعه لتنميتها وتطويرها حتى يحصل دائماً على هذا الدعم.

أسباب التقليد عند الأطفال وكيفية معالجتها

كيفية تنمية شخصية الطفل المستقلة؟

كيف أمنع ابنتي عن التقليد وأجعل لها شخصية مستقلة! من تجارب حِلّوها

من الاستشارات الواردة على موقع حلوها لسيدة تشكو من طفلتها ذات الخمس سنوات التي دائماً ما تقلد ابن خالتها في تصرفاته وكلامه وألعابه وهو يكبرها بسنة واحدة، وهي متعلقة جداً به كونهم يقيمون في نفس المكان، وأن ابنتها تتأثر بشكل كبير بابن خالتها الذي كثيراً ما يحاول إغاظتها بألعابه وملابسه وخروجاته وأي شيء آخر.

وأضافت أن ابنتها دائماً ما ترفض تصرفات أمها وتأنبها ولا تسمع كلامها وكأن شيء ما يجبرها على ذلك، وهي أصبحت تخاف جداً على شخصية طفلتها وترغب بمشاركة مشكلتها علها نجد حل، وطلبت من خبراء موقع حلوها المساعدة.

وأجابتها الخبيرة في موقع حلوها أخصائية علم النفس والتثقيف الصحي ميساء النحلاوي أن عليها التقرب أكثر من ابنتها وتجنب مقارنتها بأطفال آخرين، كما عليها تجنب السخرية من ابنتها عندما تقوم بتقليد غيرها، بدلاً من ذلك عليها أن تخصص لها وقتاً أكبر لتنمية شخصيتها ومعارفها وتطوير مهاراتها الخاصة.

لمراجعة الاستشارة الكاملة مع آراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حلوها عبر النقر على هذا الرابط.

Exit mobile version