كيفية تنمية مهارات حل المشكلات عند الأطفال

يجد الأطفال صعوبة في التعامل مع المواقف الصعبة لعدم قدرتهم على السيطرة على مشاعرهم والتعامل معها بشكل صحيح رغم صغر المواقف لكنها تشكل مشكلة بالنسبة للطفل، لذا من الضروري تعليم الطفل من مراحل عمرية مبكرة مهارات حل المشكلات والتعامل معها لبناء شخصية قوية قادرة على تحمل مسؤوليتها، فكيف يمكن تعليم الطفل مهارات حل المشكلات؟ وما أهميتها وفوائدها للطفل؟

تعريف مهارة حل المشكلات

مهارة حل المشكلات (بالإنجليزية: Problem Solving Skill) هي منهجية تفكير تقوم على عدة إجراءات وخطوات الهدف منها تحليل المشكلة لإيجاد الحل المناسب لها، وتعتمد مهارة حل المشكلات بالدرجة الأولى على التفكير المنطقي والتحليلي والتفكير الإبداعي، وعلى الخبرات والتجارب السابقة.

مهارة حل المشكلات من المهارات الفطرية التي تتطور عن الأطفال بشكل تلقائي، حيث يبدأ الطفل بالبحث عن الحلول للمشكلات التي تواجهه بمجرد أن تتطور قدرته الذهنية والحركية، فيقوم بإحضار الكرسي مثلاً للوصول إلى ما يريد في عمر سنتين، وحتى عندما يقوم الطفل بأفعال لفت الانتباه مثل الصراخ أو رمي نفسه على الأرض، فذلك يعتبر جزءً من مهارة حل المشكلة، فإذا وجد الطفل أن والداه استجابا لهذا الحل، سيقوم بتعميمه في المرات القادمة التي يواجه بها ذات المشكلة، وهذا هو بالضبط منطق حل المشكلات العام.

كما أن مهارة حل المشاكل من المهارات المرنة التي لا تتوقف عن التطور والنمو على مدى العمر، وكل ما ازدادت خبرات الفرد وتجاربه في الحياة، كلّما اكتسب آليات جديدة لحل المشاكل وحلول مجربة وبدائل أكثر.

    تعليم الطفل خطوات حل المشكلات

    لتعريف الطفل على مفهوم وخطوات حل المشكلات يجب أن يتم وضعه في موقف ملائم لفهم هذه المهارة، فإذا أراد الطفل شراء لعبة غالية، يمكن تخييره بين مجموعة من الحلول، هل يجب أن يبدأ بالتوفير من مصروفه الشخصي، أم عليه أن يطلب المساعدة من والديه، هل لديه لعبة قديمة يمكن بيعها لشراء لعبة جديدة! ثم تحليل كل حل من هذه الحلول بين السلبيات والإيجابيات، لاختيار الحل الأنسب:

    1. تحديد المشكلة:

      شجع طفلك على التحدث عن بعض التفاصيل في يومه لتساعده في تحديد مشكلته، فتحديد المشكلة وقدرة التعبير عنها سيساعده في توجيه تفكيره لحلول أكثر منطقية، حاول في الحياة اليومية التوضيح لطفلك في كل فرصة أن أول خطوة في حل أي مشكلة دائماً هي وصف المشكلة بشكل واضح ودقيق.

    2. تحديد أسباب المشكلة:

      الخطوة الثانية لحل المشكلات هي فهم الأسباب التي أدت إلى المشكلة، شجع طفلك دائماً على التفكير في الأسباب المحتملة للمشكلة، وتحديد أيها الأكثر أثراً، فإذا كانت المشكلة التي يريد حلها هي تراجعه في مادة دراسية، يجب أن يفكر بالأسباب أولاً، هل هو مقصّر في الدراسة، أم أنه لا يستوعب شرح المعلم في الفصل، أم هناك سبب آخر.

    3. إيجاد الحلول المتاحة للمشكلة:

      أهم خطوات حل المشكلات التي يجب أن يتعلمها الطفل هي توليد الحلول، اشرح لطفلك عن كيفية توليد الحلول من خلال التفكير بتجارب سابقة والاستعانة بأشخاص أكثر خبرة منه والتجريب عندما يكون التجريب ممكناً، يساعد التدريب على توليد الحلول بتطوير قدرة الطفل على التفكير خارج الصندوق لابتكار حلول جديدة ومتعددة.

    4. تحديد إيجابيات وسلبيات كل حل:

      بعد أن يحاول الطفل إيجاد عدة طرق لحل المشكلة دعه يفكر في إيجابيات وسلبيات ونتائج كل من هذه الحلول، يتضمن ذلك إمكانية تطبيق الحل والمدى الزمني الذي يحتاجه ونسبة نجاحه… إلخ، ما يساعده على اختيار الطريقة المناسبة لمواجهة كل مشكلة قد تعترضه في مواقف أخرى، وتقييم الحلول من أكثر الخطوات متعة في حل المشكلات.

    5. اختيار الحل المناسب:

      بعد التفكير بنتائج الحلول المحتملة لحل المشكلة دع لطفلك الفرصة لاختيار الحل الأمثل ويمكنك مساعدته في الاختيار إذا اقتضى الأمر.

    6. تطبيق الحل وتجربته:

      في النهاية يمكن للطفل تنفيذ الطريقة التي وجدها الأمثل لحل المشكلة وتجربتها عملياً ومعرفة النتيجة، فإذا لم تنجح ساعده على البحث في طريقة أخرى وتجربتها أيضاً، وعند نجاحه في حل المشكلة قم بتشجيع الطفل والثناء عليه.

    7. تخزين الحل في الذاكرة:

      من أهم وسائل تطوير مهارات حل المشكلات هي الاحتفاظ بحلول المشاكل الناجحة، ذكر طفلك بالحلول التي وجدها سابقاً عندما يتعرض لموقف مشابه، وحدثه عن تجربتك أيضاً في حل المشكلة إذا تعرض لمشكلة تشبهها.

    كيف أعلم طفلي مهارة حل المشكلات؟

    معرفة الطفل بخطوات حل المشكلات بشكل نظري لا يكفي، يجب أن يكون الطفل متفاعلاً مع مهارة حل المشكلات في حياته اليومية، ليستطيع اختبار استراتيجيات حل المشاكل، ويخوض التجارب بما فيها من فشل ونجاح، وهذه أفضل النصائح لتعليم الطفل مهارات حل المشكلات:

    1. دعم فطرة الطفل في البحث عن الحلول:

      من فطرة الإنسان البحث عن حلول المشكلات، ولتنمية مهارة حل المشكلات عند الطفل يجب فهم ميله الطبيعي للتفكير بحل للمشكلة واقتراح حلول قد تبدو خيالية وغير ممكنة، لا يجب قمع هذه الفطرة عند الطفل، بل تهذيبها وتنميتها من خلال تشجيعه على التفكير أكثر قبل تطبيق الحلول، ولفت انتباهه إلى الحلول التي تغيب عنه.

    2. تعليمه فن إدارة المشاعر:

      يجب بدايةً تعليم الطفل كيفية فهم مشاعره السلبية والتحكم بها للتمكن من ضبطها عند مواجهة أي مشكلة، والتفكير بطريقة حل المشكلة بهدوء بعدياً عن تأثير العواطف، يمكن تعليم الطفل إدارة مشاعره وتصنيفها من خلال التجربة والملاحظة والتعامل مع الآخرين، وشرح المشاعر للطفل كالغضب والخوف وتأثيرها على قدرته في تخطي المشكلة.

    3. التعلم من تجارب الآخرين:

      مراقبة تصرفات الآخرين حين تعرضهم لمشاكل يساعد الطفل في تنمية قدرته على حل المشاكل، ويكمن دور الأهل في توجيه الطفل للطريقة الصحيحة أو الخاطئة لتتكون لديه صورة سليمة، مثلاً إذا حدثت مشكلة بين أطفال الجيران اجعل طفلك يراقب كيف يتصرف أقرانه معها وما نتيجة التصرف المسيء والتصرف الحكيم.

    4. تعويد الطفل على الاعتراف بالخطأ:

      الاعتراف بالخطأ من طرق حل المشكلات! لذا من الضروري السماح تعويد الطفل على الاعتراف بخطئه مع الشعور بالأمان، مثل العلامات المتدنية في المدرسة يمكن منحه فرصة للاعتراف بتقصيره وينقد نفسه ويحاول الاجتهاد للحصول على درجات أفضل، يساعد الاعتراف بالخطأ في تنمية مهارة حل المشكلات عن طريق معرفة الطفل لسلوكياته والسيطرة عليها لتنمية قدرته على التعامل مع مشاكله الخاصة بشكل مستقل في المستقبل.

    5. تطوير التفكير الإبداعي:

      هناك الكثير من النشاطات والألعاب التي تساعد في تنمية مهارة التفكير الإبداعي للطفل واستغلالها لتوجيه تفكيره نحو حل المشكلات، يساعد التفكير الإبداعي في إيجاد طرق مختلفة لحل المشكلات بشكل أفضل، كما يجعل الطفل يبتعد عن الطرق التقليدية في التعامل مع المشكلات ويلجأ إلى الحلول الأنسب وليس الأسهل.

    6. شاركه تجربتك وطريقتك في حل المشكلات:

      حاول أن تشارك طفلك طريقتك بحل بعض المشكلات، سواء من خلال الحديث عن تجربة سابقة لك مع مشكلة يتعرض لها طفلك اليوم، أو من خلال استشارة الطفل لحل مشكلة بسيطة في المنزل والاستماع له ومناقشة الحلول معه.

    7. تحليل القصص والحكايات:

      قصص الأطفال وحكايات ما قبل النوم من أهم وسائل تنمية مهارات الطفل المعرفية والذهنية، حاول أن تناقش مع طفلك الحلول التي تقترحها القصة للمشكلة، والحلول البديلة التي يقترحها هو، سيذهلك طفلك بإيجاد حلول لم تخطر على بالك ولا على بال مؤلف القصة!

    8. التفاعل الاجتماعي:

      العلاقات الاجتماعية من أكثر ما ينمي مهارات الطفل المختلفة ومنها مهارة التعامل مع المشكلات، فالتفاعل الاجتماعي يسمح للطفل بالتعرف إلى أنواع مختلفة من المشكلات التي يجبر على مواجهتها والتفكير في الطريق الأفضل للوصول للحل المناسب.

    ألعاب لتنمية مهارات حل المشكلات عند الأطفال

    تعليم الطفل حل المشكلات الأساسية في حياته

    تختلف المشاكل التي يتعرض لها الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة عن المشاكل التي يتعرض لها الطلاب والمراهقون، غالباً ما تكون مشاكل الأطفال الصغار مرتبطة بالتفاصيل اليومية الصغيرة، لكن لا يمكن الاستخفاف بها لتنمية مهارة حل المشكلات لديهم بشكل تدريجي، ومن المشاكل التي يتعرض لها الأطفال:

    تعليم المراهقين مهارات حل المشكلات

    ترتبط مرحلة المراهقة بمجموعة من المشاكل التي يتعرض لها الطفل، قد يكون لا يملك الخبرة الكافية في الحياة لمواجهتها، لذا من الضروري تعليم الطفل ومساعدته في حل مشكلاته بهذه المرحلة الحرجة، ومن المشاكل التي يتعرض لها المراهقون:

    أهمية تعلم مهارات حل المشكلات عند الأطفال

    تكمن أهمية تعلم الطفل مهارة حل المشكلات في العديد من المجالات الحياتية كما تؤثر على شخصيته بالمستقبل، ومن أهمية تعلم مهارات حل المشكلات للأطفال:

    Exit mobile version