أنواع الهيكل التنظيمي ومميزات وعيوب الهياكل التنظيمية

الهيكل التنظيمي أساس لبناء خط سير أي مؤسسة ضمن مجموعة من القواعد التي يتم وضعها لتحقيق أهدافها، يتم اختيار الهيكل التنظيمي حسب حجم المؤسسة وطبيعة نشاطها، لتتمكن من توجيه العاملين وإدارتهم بشكل صحيح، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن أهمية الهياكل التنظيمية وأنواعها والعيوب والمميزات التي يمتلكها كل نوع من أنواع الهيكل التنظيمي.

تعريف مفهوم الهيكل التنظيمي

الهيكل التنظيمي (بالإنجليزية: Organizational Chart) هو نظام يتم وضعه من قبل المنظمات والمؤسسات عند تأسيسها يحدد كيفية توجيه الأنشطة بحيث تتيح لكل فرد في الفريق معرفة مهامه ومسؤولياته بشكل محدد بما يتناسب مع النظام العام لتحقيق أهداف المؤسسة أو الشركة، ويتم التعبير عن الهيكل التنظيمي برسم بياني يبيّن تسلسل المسؤوليات والمسميات الوظيفية وصلات الوصل بينها.

أنماط الهيكل التنظيمي

يسمح الهيكل التنظيمي للمؤسسات بالحفاظ على كفاءاتها وتركيزها في العمل عن طريق تحديد الأدوار والمسؤوليات وتنظيم العلاقة التسلسلية بين الموظفين والإدارة كمسميات وظيفية وأقسام، كما يحدد الهيكل التنظيمي كيفية اتخاذ القرارات وتوزيع السلطة من خلال نمطين أساسيين من الهياكل التنظيمية:

  1. الهيكل التنظيمي المركزي: حيث يكون تدفق القرار في الهيكل التنظيمي المركزي من سلطة عليا مثل المدير العام ومنها إلى المدير التنفيذي إلى أن تصل لأصغر عامل في المؤسسة أو المسؤول النهائي عن التنفيذ.
  2. الهيكل التنظيمي اللامركزي: الهياكل التنظيمية اللا-مركزية تقوم على منح بعض السلطات والمسؤوليات لمستويات إدارية وتنفيذية مختلفة لا ترتبط بالضرورة بسلطة مركزية واحدة، ما يسهل ويسرّع عملية اتخاذ القرار من قبل القسم المعني مباشرة بالقرار.

العناصر الستة الأساسية للهيكل التنظيمي

يتم استخدام عناصر الهيكل التنظيمي الستة من قبل الإدارة لوضع خطة سير واضحة وصحيحة للمؤسسة، وهي:

  1. سلسلة الأدوار أو تخصيص العمل: وهي عبارة عن تقسيم العمليات ضمن المنظمة أو الشركة إلى أدوار منفصلة، يتم من خلاله هذه العملية توصيف المهام والأدوار ضمن أقسام وأشخاص ذوي خبرة، تزيد عملية تخصيص العمل من الكفاءة عند العاملين والإنتاج، ولكن في نفس الوقت تزيد من الملل والجهد والروتين، لذا يجب تقسيم الأدوار مع توسيع نطاق المهام الوظيفية.
  2. التقسيم الإداري: وهو تقسيم المنظمة إلى أقسام منفصلة يرأسها مشرفين ذوي خبرة في المجال حسب الوظيفة أو المنتج أو المنطقة الجغرافية، مثل قسم المحاسبة في الشركة أو قسم الهندسة أو قسم الصيانة، أو قسم الرياض وقسم جدة.
  3. سلسلة القيادة: خلال إنشاء الهيكل التنظيمي يتم تحديد خط السلطة بالتالي تحديد سلسلة الأوامر وخط التواصل بين العاملين والمدراء أو المشرفين بحسب متطلبات المؤسسة، إما أن تكون منظمة يديرها شخص واحد هو المسؤول عن إصدار الأوامر واتخاذ القرار، أو تابعة لعدة مدراء حيث يقوم كل قسم بقيادة مجموعة من العمال بشكل مستقل نوعاً ما عن الأقسام الأخرى، ويكون له بعض الصلاحيات في اتخاذ القرارات اللازمة وإصدار الأوامر.
  4. مدى السيطرة: يحدد مدى السيطرة عدد الموظفين المسؤولين عن توصيل التقارير إلى الإدارة العليا داخل المنظمة، حيث لا يوجد نوع محد مثالي من نطاق التحكم لكافة المؤسسات، ويختلف بحسب عدد الأيدي العاملة والتقسيم العام والحجم والإنتاج وطبيعة الخدمات واستراتيجيات العمل، ولكن بشكل عام يتمتع المدراء في أعلى التسلسل الإداري بنطاق تحكم ومدى سيطرة أوسع.
  5. المركزية واللامركزي: تقوم الهياكل التنظيمية المركزية على التحكم وإصدار الأوامر والقرارات من خلال إدارة مركزية وتسلسل قيادة هرمي محدد باتجاه واحد، يشمل عدد محدد من الرؤساء والمرؤوسين، ويعتبر الهيكل التنظيمي للمؤسسات العسكرية والجيوش من أوضح الأمثلة التي يمكن من خلالها توضيح الهيكل التنظيمي المركزي، أما الهيكل اللامركزي هو نظام هيكلي يتيح للعاملين قدرة على اتخاذ بعض القرارات دون الحصول على موافقة من جهة عليا، وهذا النظام ينتشر في الشركات الناشئة مثل مجال التكنولوجيا أو المؤسسات الضخمة ذات الانتشار الواسع.
  6. إضفاء الطابع الرسمي: وهو العنصر النهائي الذي يحدد إجراءات المنظمة وقواعدها وإرشاداتها التي يتم وضعها من قبل الإدارة العامة وتنفيذها بصفة رسمية، ويشمل توقيت عمل الموظفين واستراتيجية العمل وبعض التفاصيل الخاصة كاللباس والاستراحات والعطل واستخدام الأجهزة الإلكترونية وغيرها.

أهمية الهيكل التنظيمي

أنواع الهيكل التنظيمي في المؤسسات والشركات

  1. الهيكل التنظيمي الوظيفي: وهو الهيكل التنظيمي الأكثر شيوعاً في الشركات الصغيرة والمتوسطة والأكثر ملائمة لها، ينفذ عمليات صنع القرار من الأعلى إلى الأسفل (مركزية)، ويعتمد على تقسيم المهام والوظائف في أقسام مختلفة بناءً على تخصص القوة العاملة، وكل قسم لديه قائد ذو خبرة عالية لكن يرجع اتخاذ القرار إلى الإدارة العامة، مثل قسم المبيعات وقسم التسويق وقسم العمليات.
  2. الهيكل التنظيمي متعدد الأقسام: يعتبر الهيكل التنظيمي الأفضل للمؤسسات الضخمة ذات التوزع الجغرافي، لكونه يسمح بمزيد من التخصص، حيث يتبع الهيكل التنظيمي المتعدد اطاراً لا مركزياً في عمليات اتخاذ القرار ويتم تقسيم المهام في أقسام متنوعة مستقلة نسبياً في إدارتها وقراراتها بما يتناسب مع مصالح المؤسسة بشكل عام.
  3. هيكل المصفوفة: يقوم هذا الهيكل التنظيمي على تقديم التقارير لمديرين اثنين أو أكثر، أحدهما مسؤول عن أعمال الموظفين والآخر عن إدارة المشروع ككل، وهو يجمع الهيكل الوظيفي والتقسيمي حيث يمكن أن يكون اتخاذ القرار دون تسلسل هرمي دائم، ويتيح فرصة للعمل المشترك بين الأقسام ويساعد التعاون بين الأقسام المختلفة والمشاركة بالمهارات والخبرات واتخاذ القرار بشكل أسرع وأكثر فعالية.
  4. الهيكل التنظيمي المسطح: وهو شائع الاستخدام في الشركات الناشئة والصغيرة أو جزء أو قسم مختلف من المنظمات الواسعة حيث يقوم العاملون بإيصال تقاريرهم بشكل مباشر للمدير وتصل قرارات المدير بشكل مباشر للعمال والموظفين فتعتمد على اللامركزية في عمليات صنع القرار حيث لا يوجد أقسام ومناصب يرأسها شخص معين.
  5. الهيكل الهرمي: وهو أيضاً من الأنواع الشائعة للهياكل التنظيمية يتم من خلالها نقل التقارير عن طريق مجموعة من القادة من وإلى الإدارة العليا عن طريق مجموعة من المديرين التنفيذيين سواءً كانت المؤسسة عبارة عن أقسام متعددة أو لا، ويتمتع المدير التنفيذي الأعلى بمستوى أعلى من السلطة في عملية اتخاذ القرار.
  6. الهيكل التنظيمي القائم على الفريق: وهو تقسيم المهام ضمن فرق كل منها تقدم خدمة أو منتج بشكل مستقل وتتمتع كل فرقة بالسيطرة الكاملة على المشروع واتخاذ القرارات المناسبة وتحمل عبء العمل وحل مشكلاته دون العودة إلى جهة معنية، وتتمتع الهياكل التنظيمية القائمة على الفريق بالمرونة العالية وتعتبر مثالية للمنظمات العالمية والصناعية.
  7. هيكل الشبكة: يقوم الهيكل التنظيمي للشبكة على عمل مجموعة من الأفراد بشكل مستقل مع الاستعانة بمصادر خارجية للمقاولين والبائعين لتقديم خدمة أو منتج، يتيح هذا الهيكل التنظيمي للمنظمة مرونة أكبر للتكيف مع تغيرات الأسواق والانتشار الجغرافي واكتساب ثقافات منظمات أخرى للمنظمة ما يعزز تنمية مهارات العاملين.

مميزات الهياكل التنظيمية

الهيكل التنظيمي ضرورة في كل مؤسسة أو شركة أو منظمة، وتكمن أهمية الهيكل التنظيمي بكونه البنية الإدارية التي تنظّم التواصل بين المستويات الإدارية والتنفيذية المختلفة وفق خطة معروفة ومستقرة نسبياً، ولكل نوع من أنواع الهيكل التنظيم ميزات خاصة تجعله أفضل من غيره حسب نشاط المؤسسة وحجمها.

عيوب الهيكل التنظيمي حسب النوع

تتم عملية اختيار الهيكل التنظيمي المناسب للشركة بناءً على مقارنة المميزات بالعيوب تناسباً مع حجم الشركة وطبيعتها القانونية ونشاطها الذي تمارسه، وهذا عيوب الهيكل التنظيمي حسب النوع:

Exit mobile version