أنواع الكذب عند الأطفال ودوافع الطفل للكذب

يتعلق موضوع الكذب عند الأطفال بطبيعة كل طفل ونمط حياته ودوافعه التي توجه لقول الأكاذيب، نتيجة لذلك تم تصنيف الكذب عند الأطفال لمجموعة من الأنواع يصف كل منها الطريقة التي يكذب بها الطفل أو الدافع الذي يكون وراء ذلك، فما هي أنواع الكذب عند الأطفال؟ وما هي مظاهره وكيف نتعامل مع الطفل الذي يكذب؟ نتعرف على ذلك في المقال التالي.

أنواع الكذب عند الأطفال وأشكاله

هناك الكثير من الأنماط والأنواع للكذب عند الأطفال والتي يتعلمها الطفل من خلال البيئة التي يعيش فيها كما تعتبر معظمها جزءاً من اكتشاف الطفل لعالمه الداخلي ولطريقة التعامل مع الآخرين، وتصنف أنواع الكذب عند الأطفال تحت ثلاثة أنواع رئيسية هي الكذب النفعي أو الغرضي، والكذب العرضي أو غير المقصود، والكذب المرتبط بدوافع نفسية.

  1. الكذب الغرضي:

    • الكذب الامتلاكي: يندفع الطفل للكذب واختلاق الأعذار التي تجعله قادراً على امتلاك غرض معين يرغب به، فمثلاً يكذب بادعاء أن لعبته ضائعة ليقنع أهله بشراء لعبة جديدة، أو يدعي أنه أنجز مهمة معينة ليحصل على غرض ما كمكافئة على إنجازه.
    • الكذب الهدفي: وهو الكذب الذي يسعى من خلاله الطفل لتحقيق مكسب أو غاية معينة مفيدة له، فيقوم الطفل بإعداد خطة تقنع الأهل أو الأصدقاء بتلبية ما يحتاجه ويختلق الأحداث التي تساعده في ذلك.
    • الكذب الدفاعي: يكذب الطفل كمحاولة للدفاع عن نفسه بحيث يتجنب العقوبة المتوقع حدوثها عندما يكتشف أهله أو مدرسيه الخطأ الذي ارتكبه، فيبدأ بالإنكار أو اختلاق أحداث غير حقيقية تبعده عن العقوبة، وقد يكون الكذب أيضاً دفاع عن أحد المقربين له وليس عن نفسه كالأخوة والأصدقاء المقربين.
    • الكذب الوقائي: يسعى الطفل من خلال هذا الكذب إلى الوقاية من كشف الخطأ الذي ارتكبه، فيكذب لإبعاد الشبهات عنه أو تشتيت انتباه الوالدين أو المدرسين أو أي أحد عن الموقف الذي حصل.
  2. الكذب غير المقصود:

    • الكذب الخيالي: وهو نوع الكذب الذي يقوم الطفل من خلاله باختلاق قصص أو تخيل أحداث بعيدة عن الواقع، كالسفر للفضاء أو تناول الطعام مع الشخصيات الكرتونية وما إلى ذلك من الأحداث الخيالية، ينتج هذا الكذب عند الأطفال من التعلق بالحكايات والقصص الخرافية أو الأفلام الكرتونية مع تمتع الطفل بخيال خصب، وإن هذا النوع من الكذب عند الأطفال غير مقلق غالباً وطبيعي إلا في الحلات التي يتحول فيها للكذب الإلتباسي.
    • الكذب الالتباسي: تختلط أحياناً أفكار الأطفال ما بين الحقيقة والخيال وتلتبس عليهم الأمور فيحكون أحداث غير حقيقة وغير منطقية لكن ليس بهدف الكذب، وإنما بسبب عدم إدراكهم للفروق بين الواقع والخيال، فقد يروون أحداث حلم ما ظناً منهم أنها حقيقية فيعتقد الأهل أن أطفالهم يحاولون الكذب.
    • الكذب التقليدي: والمقصود به عندما يكذب الطفل كنوع من التقليد لشخص ما من محيطه، قد يكون أحد أبويه أو أخوته أو أقرانه أو حتى شخصية يراها بالتلفاز ومقاطع الفيديو المنتشرة على الانترنت، فيعجب الطفل بتلك الشخصية أو يغار منها فيقلدها ويروي القصص التي سمعها من تلك الشخصية على أنها حصلت معه وما إلى ذلك، ويكون ذاك التقليد تصرف طبيعي يبدر من جميع الأطفال بسبب قوة الملاحظة ورغبة التشبه بالكبار.
    • الكذب الاجتماعي: الأطفال غالباً يتصرفون بتلقائية وعفوية وهذا ما قد يتعارض مع بعض الضوابط الاجتماعية، فيوجونهم الأهالي لممارسة بعض المجاملات الاجتماعية ذات المضمون الكاذب التي تُحكى تجنباً للإحراج، فمثلاً قد يعلق الطفل على هدية قدمها له أحد أصدقاء الوالدين ويرميها لأنها لا تعجبه فيوبخه والده ويطلب منه في المرة القادمة أن يعبر عن امتنانه وإعجابه بأي هدية تقدم له حتى لو ليست جميلة، فيكذب الطفل بهذه الحالة بشكل غير مقصود لكيلا يحرج نفسه أو يحرج أهله.
  3. الكذب بسبب العامل النفسي:

    • الكذب الادعائي: يبالغ الطفل بوصف نفسه أو ممتلكاته أو تجاربه كنوع من جذب الاهتمام ولفت الأنظار، ويمارس الطفل هذا النوع من الكذب بسبب الشعور بالنقص بجانب ما في حياته أو التعرض للإقصاء الاجتماعي فيحاول تعويض أو نكران ما يحدث معه باتباع أسلوب الكذب الادعائي.
    • الكذب الكيدي: يكون بهدف الانتقام أو بسبب الغيرة عند الطفل من شخص معين أو للرد على موقف حصل سابقاً تأذى منه الطفل بطريقة ما، يقوم الطفل بتلفيق الاتهامات الكاذبة التي يترتب عليها عقوبات وتحدث مشاكل للطفل الآخر.
    • الكذب العنادي: يكون دافع الطفل للكذب هو التحدي للسلطة التي توجه له الأوامر، كالأهل أو المدرسيين أو الأخوة الأكبر سناً، فيكذب الطفل فقط للشعور بالتفوق على تلك السلطة وبعدم الخضوع لها، بالإضافة إلى السعادة الناشئة من القدرة على خداع تلك السلطة والتلاعب عليها وخصوصاً عندما تتصف السلطة بالتجبر والقسوة وقلة التعاطف، على سبيل المثال قد يطلب الأب من طفله الذهاب لشراء غرض ما فيخرج الطفل ويجلس بمكان آخر بعض الوقت ثم يعود ويقول أنه لم يجد ذاك الغرض وبهذا يكون قد خدع والده ولم يمتثل لأوامره.
    • الكذب التعويضي: حيث يكذب الطفل خجلاً من الشعور بالنقص بجزء من حياته أو شخصيته، فيحاول تعويضه بجزء آخر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يحاول بعض الأطفال الذين يحصلون دوماً على درجات منخفضة في المدرسة تعويض شعورهم بالخجل من ذلك بالتبرج وإبراز الممتلكات الكثيرة التي بحوزتهم من ألعاب وإلكترونيات وما إلى ذلك.
    • الكذب المرضي: وهو النوع الذي يجعل من الطفل كاذب بشكل تلقائي بدون وجود غاية أو هدف، يكون ذلك نتيجة تعود الطفل على الكذب لفترة طويلة بدون وجود رادع يوقفه أو يحذره من ذلك، فيصبح الكذب جزء من شخصية الطفل ويمارسه بسبب أو بدون. [2-1]

تصنيفات الكذب عند الأطفال

مظاهر وعلامات الكذب عند الأطفال

تظهر على الأطفال الكاذبين بعض المؤشرات والمظاهر عند سؤالهم عن موضوع كذبوا بشأنه أو أخطأوا به:

كيف نتعامل مع الطفل الذي يكذب؟

Exit mobile version