كيف أخبر ابنتي عن الدورة الشهرية والبلوغ

ينصح خبراء التربية بتوعية الأطفال الذكور والإناث بطبيعة أجسامهم في مرحلة مبكرة من العمر، مع ذلك يشعر معظم الأهل بالحرج ويؤجلون الحديث عن البلوغ والأمور الجنسية قدر الممكن، وعلى الرغم من حاجة الأطفال الذكور للتوعية بالبلوغ والتغيرات المرتبطة به، لكن حاجة الفتيات أكبر لأنّهن سيتعايشن مع واقع جديد يتكرر كل شهر، ويجب أن يكنَّ على وعي ودراية بما يحصل داخل أجسادهن للحفاظ على صحتهن الجسدية والنفسية.

متى أتكلم مع ابنتي عن الدورة الشهرية والبلوغ؟

أفضل وقت للحديث مع ابنتكِ عن الدورة الشهرية هو بين سن 8 سنوات و10 سنوات، حيث تبدأ علامات البلوغ المبكرة عادةً في هذه المرحلة مثل تشكّل الجسد الأنثوي وبداية بروز الثديين، وعلى الأقل يجب أن تمهدي لابنتكِ عن الدورة الشهرية والبلوغ قبل فترة كافية من حدوث أول دورة، فإذا كان متوسط سن البلوغ عند الفتيات 12 سنة، لا يجب أن تتأخري عن عمر 10 عاماً لتوعية ابنتك بطبيعة جسدها والتجربة التي ستمر بها، أو بمجرد أن تبدأ علامات البلوغ بالظهور على جسدها.

ينصح خبراء التربية بتوعية الأطفال بطبيعة أجسادهم من عمر ثلاث سنوات، والبدء معهم بشكل تدريجي وعلى مستوى استيعابهم ليدركوا الفروق بين الجنسين، وليدرك كلّ من الذكور والإناث طبيعة التغيرات التي سيمر فيها مستقبلاً، حيث يسهّل التمهيد المبكر والعلمي للأطفال المهمة على الأهل عندما يحين موعد الحديث عن البلوغ والدورة الشهري بشكل مباشر وأكثر توسّعاً.

وأفضل وقت للحديث مع ابنتك عن الدورة الشهرية هو عندما تسأل أسئلة متعلقة بها، مثلاً إذا رأت الفوط الصحية أو السدادات القطنية وسألت عنها ولو كانت ما تزال صغيرة يجب عليكِ شرح الأمر لها ببساطة بما يتناسب مع عمرها، كذلك يمكنك شرح الدورة الشهرية لابنتكِ عندما تسأل "من أين يأتي الأطفال!" ولا يجب أن يكون الشرح تفصيلياً أو واسعاً قبل أن تبلغ الثامنة على الأقل، لكن أيضاً لا يجب أن يكون مضلّلاً أو غير حقيقي.

ماذا يقال للبنت عند البلوغ؟

ما يجب أن تعرفه ابنتكِ عند البلوغ هو:

كيف أخبر ابنتي عن الدورة الشهرية والبلوغ؟

  1. اسأليها إن كانت تعرف شيء عن الدورة الشهرية: أول مرحلة في الحديث مع ابنتكِ عن الدورة الشهرية هي فهم ما تعرفه عن الموضوع، سيساعدكِ ذلك على البدء من نقطة قد تكون قريبة جداً من الهدف، كما سيساعدكِ على تصحيح أي معلومات خاطئة لديها عن الدورة الشهرية أو طبيعة جسدها.
  2. ابدئي الحديث عن الحمل والولادة: بما أن الدورة الشهرية هي العملية المسؤولة عن حدوث الحمل بعد الزواج، قد يكون الحديث عن الحمل أولاً مدخلاً مناسباً لفهم الدورة الشهرية وشرحها لابنتكِ، لا تحاولي أن تتهربي من الحديث عن العلاقة الجنسية بين الزوجين إذا كانت عمر ابنتك مناسباً، لكن اختاري الكلمات المناسبة والتفاصيل الملائمة والمهمة، وأخبريها أن الدورة الشهرية التي ستزورها قريباً ستجعلها أمّاً في المستقبل عندما تكبر وتتزوج.
  3. أخبريها عن أعراض الدورة الشهرية أولاً: أخبري ابنتكِ عن الأعراض التي ستمرّ بها قريباً مع أول دورة شهرية، أخبريها بشكل واضح وصريح عن النزيف ونزول الدم والألم الذي يرافق الدورة، لكن طمئنيها أن هذا الألم ليس قوياً ويزول سريعاً، وأن النزيف لن يكون غزيراً ونزول الدم لا يعني أن هناك أي مشكلة لديها وإنما هي حالة طبيعية وستتكرر معها بشكل شهري بعد أول مرة.
  4. اشرحي لها العملية الحيوية التي تسبب الدورة الشهرية: اشرحي لابنتكِ أن الدورة الشهرية أو الحيض هي عملية يقوم بها الجسم للتخلص من البويضة غير الملقحة وبطانة الرحم، وعندما ينتهي الحيض يبدأ الجسم بالاستعداد مرة أخرى للحمل من خلال عملية هرمونية معقدة يعيد فيها إنتاج البويضة وتشكيل بطانة سميكة داخل الرحم استعداداً للتلقيح، وفي كل شهر -تقريباً- يقوم جسم الأنثى بهذه العملية بانتظام، وتستمر الدورة الشهرية حتى وصول الأنثى إلى سن انقطاع الحيض عندما تقترب من الخمسين عاماً.
  5. طمئنيها أن الدورة الشهرية أمر طبيعي: يجب أن تستمعي لمخاوف ابنتكِ جيداً وأن تعملي على طمأنتها والتأكيد أن الدورة الشهرية أمر طبيعي ولا يوجد فيه ما يجعلها تخاف أو تخجل، مع ذلك لا مفرّ من الحديث عن بعض القيود الاجتماعية المتعلقة بالدورة الشهرية.
  6. شاركيها تجربتكِ الشخصية: من المفيد عند الحديث مع ابنتكِ عن الدورة الشهرية أن تشاركيها تجربتك الشخصية ومشاعرك وقتها، لكن إن كانت تجربتك سيئة جداً مع أول دورة حاولي أن تختصري الذكريات والمشاعر السيئة، وأن تركزي على أن الأمر مرّ بسلام ولا يوجد ما يدعو للخوف.
  7. استمعي لأسئلتها: حوالي أن يكون حديثكِ مع ابنتكِ عن الدورة الشهرية متبادلاً وليس حديثاً من طرف واحد، اسأليها وحرّضيها على السؤال، وقدمي لها إجاباتٍ وافية وواضحة، وجهيها إلى مقالٍ تأكدتِ أنه علمي ومناسب لعمرها، وشاركي معها فيديوهات التوعية المناسبة بعد أن تكوني قد شاهدتها بنفسك أولاً، حاولي ألّا تحتاج لسؤال أحد آخر عن الموضوع.
  8. أحبري ابنتكِ عن القيود الاجتماعية: أخبريها أن الدورة الشهرية ليست سرّاً وليست عيباً أو شيئاً يجعلها تشعر بالخزي أو العار، لكنها أيضاً ليست أمراً نخبر الآخرين عنه أو نتحدث عنه لأي شخص، فهي ليست مضطّرةً لإخبار الآخرين عن مواعيد دورتها الشهرية، اشرحي لها الأمر هكذا بالضبط "الدورة الشهرية ليست سرّاً وليست عيباً لكنها ليست موضوعاً نتكلم فيه مع الآخرين ببساطة".

كيف أتعامل مع ابنتي في أول دورة شهرية لها؟

  1. أخبريها أنكِ سعيدة لأنها كبرت ونضجت وهي بصحّة جيدة، وأكّدي لها أن الدورة الشهرية تدل على صحتها الجيدة، وأنها ستكون أمّاً عظيمة في المستقبل.
  2. طمئنيها أن قطرات الدم ستتوقف بعد أيام قليلة والألم سيزول، لكن ذكّريها أنها على موعد شهري مع الحيض.
  3. وربما يكون الوقت مناسباً لتعليمها استخدام حاسبة الدورة الشهرية في هذه المرحلة، أخبريها أن عليها حساب الوقت بين الدورتين ومراقبة انتظامه، وأن الدورة في الفترة الأولى قد لا تكون منتظمة لكنها في ما بعد تصبح في مواعيد ثابتة تقريباً.
  4. ساعديها على استخدام الفوط الصحية وعلّميها كيف تتعامل معها، وأخبريها أن عليها حمل فوط احتياطية في حقيبتها الخاصة للطوارئ.
  5. علميها كيف تتعامل مع آلام الدورة الشهرية وأعراضها النفسية والجسدية، ساعديها على معرفة المشروبات المناسبة لتخفيف ألم الدورة والأدوية التي تساعد على ذلك، وكيف يمكن أن تغيّر مزاجها للأحسن.
  6. تجنبي كلّ قولٍ أو فعل قد يجعلها تشعر بالإحراج أو الخزي أو العار أو الخوف، وأكّدي لها مرة أخرى أن ما تمر به طبيعي وتمرّ به كل النساء في العالم.
  7. علميها كيف تهتم بنظافتها الشخصية خلال وبعد الدورة، وقدمي لها بعض المعلومات عن العبادة في أيام الحيض وكيفية الغسل بعد نهاية الدورة.
  8. قدمي لها هدية بسيطة، سيساعدها ذلك على تقبّل نفسها أكثر، واطلبي منها بشكل مباشر أن تسألكِ عن أي شيء تريده في أي وقت.

في هذه الحالات راجعي الطبيب مع ابنتكِ بخصوص الدورة الشهرية

Exit mobile version