أسباب العقم عند النساء وطرق تشخيص وعلاج العقم

معظم حالات العقم وتأخر الإنجاب يكون سببها الرجال، وفي الكثير من حالات تأخر الإنجاب غير المبرر يستطيع الزوجان تحقيق الحمل بعد عامين أو أكثر بمساعدة طبية لتحسين الخصوبة أو بدون، لكن في بعض حالات العقم عند النساء تكون الأسباب واضحة، وهناك تطور كبير في تقنيات وطرق علاج العقم وتحقيق الحمل.

ما هو العقم عند النساء؟

العقم عند النساء حالة شائعة تصيب 10% من النساء على الأقل، ويعني عدم قدرة المرأة على الحمل بصفة مستمرة بعد إجراء محاولات ممارسة الجنس غير المحمي لمدة 12 شهراً على الأقل، كما تزداد فرص الإصابة بالعقم مع تقدم المرأة في العمر بسبب تراجع الهرمونات المسؤولة عن الإباضة والحمل.

وقد يظهر العقم عند المرأة من بداية الزواج بحيث يتعذر العمل الأول، كما يمكن أن يحدث العقم عند النساء بعد إنجاب أطفال بشكل طبيعي بسبب بعض الأمراض في الرحم والجهاز التناسلي والتي قد تسبب أذية للمبايض أو يتطلب علاجها استئصالاً للرحم، أو بسبب سن اليأس المبكر أو خلل الهرمونات وعمل الغدد.

أعراض وعلامات العقم عند النساء

أسباب العقم عند النساء

يكون العقم عند النساء بسبب حدوث خلل في عملية الإباضة أو أي مرحلة من مراحل الحمل، كما يمكن أن ترتبط حالات العقم بالزوج أو بمشاكل الخصوبة عند الزوجين، وقد يكون تحديد سبب العقم عند المرأة غير ممكن في بعض الحالات، وربما تتمكن المرأة من الحمل في وقت لاحق.

  1. اضطرابات التبويض والخلل الهرموني:

    قد يؤدي غياب التبويض أو عدم انتظامه إلى اضطراب في تنظيم الهرمونات التناسلية في منطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية، أو إلى مشاكل في المبيض مثل:

    • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو تكيس المبايض: وتتسبب باختلال توازن الهرمونات ما يؤثر على الإباضة، ويعتبر تكيّس المبايض من الأسباب الأكثر شيوعاً لاضطراب التبويض وتأخر الحمل عند النساء.
    • اضطراب الهرمونات: تفرز الغدة النخامية هرمونين مسؤولان عن تحفيز الإباضة كل شهر وهما الهرمون المنبه للجريب (FSH) والهرمون اللوتيني (LH)، وقد يؤدي الإجهاد الجسدي أو العاطفي أو ارتفاع أو انخفاض وزن الجسم الشديدين لتعطيل إنتاج هذه الهرمونات والتأثير على الإباضة.
    • قصور المبيض الأساسي: وينتج غالباً عن أسباب تتعلق بالمناعة الذاتية أو فقدان البويضات المبكرة من المبيض إما نتيجة عوامل وراثية أو العلاج الكيميائي، حيث يتوقف المبيض عن إنتاج البويضات ما يسبب العقم.
    • زيادة إفراز البرولاكتين: المسؤولة عن ذلك الغدة النخامية وينجم عن انخفاض البرولاكتين انخفاض إنتاج هرمون الاستروجين ما يمكن أن يسبب العقم وعرقلة الحمل.
  2. انسداد قناة فالوب (العقم البوقي):

    يسبب ذلك منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة أو منع مرور البويضة المخصبة إلى الرحم ويحدث هذا التلف نتيجة ما يلي:

    • التهاب الحوض: وهو مرض يصيب الرحم وقناتي فالوب غالباً بسبب أمراض جنسية مثل الكلاميديا ​​أو السيلان أو غيرها، ويعتبر من أسباب تأخر الحمل وحدوث العقم عند النساء.
    • الجراحة السابقة في البطن أو الحوض: كجراحة الحمل خارج الرحم أو الجراحات التي ينتج عنها أذى للأعضاء التناسلية الداخلية.
    • الانتباذ البطاني الرحمي: يحدث نتيجة النمو الإضافي لبعض الأنسجة خارج الرحم وعادة ما تتم إزالة تلك الأنسجة جراحياً ما يسبب ندبات قد تسد قناتي فالوب وتمنع البويضة من الاتحاد مع الحيوانات المنوية.
  3. تضرر الرحم:

    وقد تتداخل هذه الأسباب مع زرع البويضة كما يلي:

    • الأورام الحميدة أو الليفية أو العضلية التي قد تصيب الرحم وتتسبب بسد قناتي فالوب أو تتداخل مع عملية الانغراس ما يؤثر على الخصوبة ويمنع الحمل.
    • المشاكل الخلقية في الرحم كوجود رحم غير مكتمل أو الخلل في شكله ما قد يعيق حدوث الحمل أو استمراره.
    • تضيق عنق الرحم الذي يحدث بسبب تشوه وراثي أو تلف في عنق الرحم، ومشاكل عنق الرحم التي تمنع الحيوانات المنوية من الانتقال إلى الرحم.
  4. العدوى الفيروسية:

    أشارت أبحاث حديثة أن هناك رابط بين الإصابة بفيروس الهربس البشري والعقم عند النساء، حيث تم الكشف عن فيروس الهربس في بطانة الرحم عند 48% من النساء المصابات بالعقم غير المبرر، وتحديداً فيروس الهربس (HHV-6A)، ومن المعروف أن فيروس الهربس التناسلي من أسباب العقم الرئيسية عند الرجال.

  5. العقم غير المبرر عند النساء:

    أحياناً لا يمكن تحديد سبب معين للعقم وقد يكون نتيجة مشاكل في الخصوبة لدى الشريكين، إلا أن ذلك قابل للعلاج عند استدراكه بسرعة، حيث يستطيع حوالي 50% من الأزواج الإنجاب بعد سنتين من الزواج تقريباً.

عوامل الخطر التي تعرض المرأة للعقم


هل العقم عند النساء وراثي؟

الوراثة ليست عاملاً أساسياً في العقم ولا يوجد أدلة على انتقال العقم وراثياً، وهذا طبيعي! فإن كانت العوامل الوراثية سبباً أساسياً للعقم لا يمكن أن تنتقل عبر الأجيال لأن حملة الخلل الجيني عقيمون ولا ينجبون في هذه الحالة.

فحص العقم عند النساء واختبارات تشخيص العقم

طرق علاج العقم عند النساء

  1. استخدام منظار البطن: إذا كشف التشخيص عن إصابة المرأة بمرض في البوق أو الحوض فإن أحد الخيارات هو إجراء عملية جراحية لإصلاح الأعضاء التناسلية، حيث يقوم الطبيب بإدخال منظار البطن من خلال شق بالقرب من سرة البطن للتخلص من النسيج الندبي؛ أو علاج الانتباذ البطاني الرحمي، أو فتح الأنابيب المسدودة، أو إزالة أكياس المبيض التي تكون مليئة بالسوائل المتشكلة في المبايض.
  2. تنظير الرحم: حيث يتم يوضع المنظار في الرحم من خلال عنق الرحم وذلك لإزالة الأورام الحميدة والأورام الليفية وتفتيت النسيج الندبي وإزالته، وكذلك فتح الأنابيب المسدودة.
  3. أدوية علاج العقم عند النساء: يتم اللجوء إلى الأدوية لعلاج العقم عند المرأة إذا كان لديها مشاكل في التبويض، وأبرز أدوية علاج العقم عن النساء:
    • عقار كلوميفين سترات ( كلوميد، Serophene)، والجونادوتروبين مثل (GONAL -F، Follistim ، Humegon و Pregnyl).
    • قد يصف الطبيب مضادات الغدد التناسلية للتمكن من تحفيز الإباضة عندما لا يعمل كلوميد أو سيروفين، حيث يمكن أن تساعد هذه الأدوية في الحمل عن طريق التسبب في إطلاق المبيضين لعدة بويضات إذ يتم عادة إطلاق بيضة واحدة فقط كل شهر.
    • قد يقترح الطبيب أخذ عقار موجه للغدد التناسلية (Gonadotropin) إذا كانت المرأة تعاني من عقم غير مبرر أو عندما لا تساعدها أنواع العلاج الأخرى على الحمل.
    • الميتفورمين (جلوكوفاج) هو نوع آخر من الأدوية التي قد تساعد المرأة على التبويض بشكل طبيعي إذا كانت تعاني مقاومة الأنسولين أو متلازمة تكيس المبايض، فهو دواء لعلاج السكر من النمط الثاني.
  4. اللجوء إلى التلقيح داخل الرحم: ويتم في هذه العملية شطف الحيوانات المنوية بمحلول خاص يضعه الطبيب في الرحم أثناء التبويض، ويتم إجراؤه أحياناً مع تناول الأدوية التي تساعد على إطلاق البويضة.
  5. التلقيح الصناعي في المختبر (IVF): في هذه التقنية يضع الطبيب الأجنة في الرحم بعد تخصيبها خارجه:
    • في البداية يصف الطبيب عقار (Gonadotropins) الذي يساعد على تطوير أكثر من بويضة واحدة.
    • عندما تنضج البويضات يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية لتنظيمها ثم يجمعها بإبرة.
    • يتم جمع الحيوانات المنوية وغسلها وإضافتها إلى البويضات.
    • بعد عدة أيام تعود الأجنة – أو البويضات المخصبة – إلى الرحم باستخدام جهاز يسمى قثطرة التلقيح داخل الرحم.
  6. الحقن المجهري: أي حقن الحيوانات المنوية داخل الهيولى، وفي هذا الإجراء يقوم الطبيب بحقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضة في وعاء خارجي ثم وضعها في الرحم.

كم يجب أن أنتظر قبل البدء بعلاج العقم؟

لا ينصح الأطباء في معظم حالات العقم بالاستعجال في العلاج إن لم يكن سبب العقم واضحاً عند المرأة أو الرجل، ويمكن أخذ بعض الأمور في عين الاعتبار لتحديد أفضل وقت للبدء بعلاج العقم طبيّاً:

الوقاية من العقم عند النساء


ختاماً.. العقم ليس مشكلة مستحيلة الحل لدى النساء وخاصة إن كان ناجماً عن أسباب يمكن معالجتها وحلها للتخلص من العقم وإتاحة فرصة للحمل للمرأة، وعند وجود هذه الإمكانية تزول المخاوف لدى النساء من عدم القدرة على الحمل، وتصبح من الماضي. لكن يبقى الأساس هو الحذر والانتباه إلى الأعراض التي تم ذكرها في هذا المقال وعدم تجاهلها لأن أي مشكلة أو حالة مرضية يصبح علاجها أسهل إن اكتشفت بشكل أسرع.

Exit mobile version