ما هو جدري القرود وهل هناك علاج ولقاح لجدري القردة

عقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعاً طارئاً في 21 أيار/ مايو 2022 لبحث الأخطار المحتملة لانتشار جدري القرود بعد تسجيل حالات مؤكدة غير نمطية في عدد من الدول على رأسها ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وإسبانيا والبرتغال وغيرها، وعلى الرغم أن جدري القرود ليس مرضاً حديثاً وهناك لقاح مخصص له ودواء مصرّح باستخدامه لعلاجه، لكن ظهوره خارج موطنه الطبيعي في أفريقيا هو ما يثير القلق.

ما هو جدري القرود (Monkeypox)

حسب تعريف منظمة الصحة العالمية مرض جدري القرود (Monkeypox) مرض فيروسي ذو منشأ حيواني من عائلة الجدري (Orthopoxviruses)، يسبب أعراضاً مشابهة لجدري الماء لكنها تكون أقل خطورة كما أن انتشاره أبطأ، وأبرز أعراض جدري القرود ارتفاع درجة الحرارة واعتلال الغدد الليمفاوية ثم ظهور طفح جلدي يتطور لحويصلات تحتوي سوائل ثم تجف وتتقشر.

تم التعرف على جدري القرود لأول مرة عام 1970 في الكونغو، وشهد انتشاراً محدوداً نسبياً لكن مستمراً في مناطق غرب ووسط أفريقيا، حيث تتركز إصابات عدوى جدري القردة في المناطق الاستوائية والمطيرة، وكانت أعلى حالات الانتشار عام 2017 في نيجريا بحوالي 500 حالة مشتبه بها ونسبة وفاة 3%.

أول ظهور لفيروس جدري القرود خارج أفريقيا

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أول ظهور لمرض جدري القرود خارج المناطق الاستوائية والمطيرة كان في 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم رصد حوالي 70حالة انتقل إليها جدري القردة من الكلاب البرية الأليفة والحيوانات المستوردة من غانا.

وبين عامي 2018 و2022 تم رصد عدد من حالات الإصابة بجدري القرود في بريطانيا وسنغافورة وأمريكا وفلسطين المحتلة، انتقلت معظم هذه الحالات من أشخاص عائدين من دول أفريقية. [1]

وظهرت مؤخراً إصابات جديدة بجدري القرود في المناطق الحضرية وغير الاستوائية والمناطقة الباردة في أوروبا وأمريكا، وسط تخوفات من انتشار جدري القرود بشكل أسرع وأكبر مع تحورات جديدة تهدد العالم بجائحة قد تكون مثل من جائحة كورونا كوفيد-19.

كيف ينتشر مرض جدري القرود

ينتقل جدري القرود من الإنسان للإنسان من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب، والتعرض المباشر للسوائل والإفرازات التي تحمل الفيروس، ولا ينتقل فيروس جدري القرود محمولاً بالهواء، كما ينتقل فيروس جدري القردة من خلال الحيوانات البرية والقوارض الحاملة للفيروس.

حتى الآن لا يعتبر انتقال فيروس جدري القرود سريعاً أو مريباً، وتشير منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة لإجراء المزيد من البحث حول الإصابات الحديثة بجدري القرود والتي ظهرت في مايو/أيار 2022 للوقوف على أسباب العدوى وطرق الانتشار.

فيروس جدري القرود والحيوانات المضيفة له

الفيروس المسبب لمرض جدري القرود ينتمي إلى عائلة الفيروسات القشرية (Poxviridae) وينقسم إلى سلالتين أساسيتين، سلالة حوض الكونغو وسلالة غرب أفريقيا، ومنذ ظهور الفيروس كانت السلالات متوزعة بشكل منفصل في مناطق معينة، حيث لم تجتمع سلالتا جدري القرود إلى في الكاميرون.

تم التعرف على عدد من الحيوانات المضيفة لجدري القرود من القوارض والرئيسيات، على رأسها بعض أنواع السناجب والفئران والرئيسيات غير البشرية، مع ذلك لا يوجد حتى الآن معرفة كافية حول مصدر فيروس جدري القرود الأساسي ودورته في الطبيعة.

أعراض جدري القرود

تمتد فترة الحضانة لفيروس جدري القرود من 6 أيام إلى 13 يوماً وهي الفترة بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض، ويمكن أن تصل إلى 21 يوماً، فيما تستمر الأعراض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وتكون أعراض جدري القرود بالترتيب الزمني:


مراحل أعراض وعلامات جدري القرود

قسّمت منظمة الصحة العالمية أعراض جدري القرود إلى مجموعتين:

  1. فترة الغزو: وتبدأ هذه المرحلة بين اليوم الأول واليوم الخامس لظهور أعراض جدري القرود، تتميز بالحمى والصداع واضطرابات الغدد الليمفاوية، يصاحبها ألم في العضلات وشعور بفقدان الطاقة والنشاط.
  2. الاندفاع الجلدي: تبدأ هذه المرحلة خلال الأيام الثلاثة الأولى من ظهور الأعراض وتتميز بظهور طفح جلدي يتركز في الوجه والأطراف بشكل رئيسي، تصاحبه حمى وارتفاع في درجة الحرارة، ويتطور الطفح الجلدي ليتحول إلى حويصلات تحمل سائلاً في داخلها، ثم تجف وتتحول لقشور.

مضاعفات جدري القرود

تظهر مضاعفات جدري القرود حسب الحالة الصحية للمريض وعادةً ما تتزايد الخطورة لدى الأطفال الصغار، وأكثر مضاعفات المرض شيوعاً:


هل جدري القرود قاتل

تسبب مرض جدري القرود بموت 11% من المصابين به في أعلى حصيلة، فيما تشير منظمة الصحة العالمية أن نسبة الوفاة بسبب جدري القردة في الآونة الأخيرة حتى مايو/أيار 2022 تبلغ حوالي 3-6%.

طرق تشخيص واكتشاف جدري القرود

يتم تشخيص مرض جدري القرود من خلال الأعراض السريرية والتي تتشابه مع أعراض أمراض أخرى مثل جدري الماء والزهري والحصبة، لكن يعتبر اعتلال الغدد الليمفاوية من الأعراض السريرية المميزة لجدري القرود عن غيره من الأمراض المشابهة وخصوصاً الحصبة وجدري الماء.

في حال الاشتباه بالإصابة بجدري القرود يتم أخذ عينة من الحويصلات سواء السوائل التي في داخلها أو القشور أو السطح، ويعتبر اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) هو الأكثر دقة في الكشف عن مرض جدري القرود.

ويجب أن يحصل المتخصصون على تاريخ مرضي للمريض عند فحص العينة يتضمن بشكلٍ أساسي:

علاج جدري القرود وهل له دواء

الدواء الوحيد المصرح به لعلاج جدري القرود هو (Tecovirimat) وهو مضاد فيروسي يستخدم لعلاج الجدري وجدري القرود ويباع بالاسم التجاري (Tpoxx)، حيث أثبت هذا الدواء فاعلية مخبرية في علاج جدري القرود، لكنه محدود الانتشار، وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية مخزوناً استراتيجياً من عقار (Tecovirimat) لمواجهة هجمات بيولوجية قائمة على فيروسات الجدري.

طرق علاج جدري القرود

تشير منظمة الصحة العالمية إلى الخطوات الأساسية في علاج جدري القرود والتي تتضمن:

هل يوجد لقاح لمرض جدري القرود؟

يوجد بالفعل لقاح مخصص ضد مرض جدري القرود لكنه محدود الانتشار، اسم لقاح جدري القرود (JYNNEOS) ويعتمد على فيروس حي غير قادر على التكاثر، يتم أخذه على جرعتين بفاصل 4 أسابيع، ويكون ذلك من خلال الوخز على سطح الجلد، ويمكن أن يعطى اللقاح بعد التعرض للعدوى لتخفيف الأعراض ومنع تطور المرض.

كما يتمتع الأشخاص الذين حصلوا على تطعيم الجدري أو جدري الماء بحماية تصل إلى 85% من الإصابة بجدري القرود، مع العلم أن لقاح الجدري قد توقف في برامج اللقاح الوطنية بعد الإعلان عن القضاء على الفيروس بشكل نهائي عام 1980، وقد تم الحفاظ على جرعات استراتيجية من اللقاح تم الاستعانة بها عام 2003 لمنع تفشي جدري القرود في الولايات المتحدة الأمريكية.

الوقاية من انتشار جدري القرود


هل سيكون جدري القرود مثل كورونا؟

لا يعتقد أن جدري القرود سيكون بنفس خطورة وباء كورونا المستجد كوفيد-19، حيث يعتبر جدري القرود أقل خطورة وأبطأ انتشاراً كما أنّه من الأمراض المعروفة والتي تعامل معها المجتمع الطبي سابقاً واستطاع السيطرة عليها، إضافة إلى أن وجود دواء مصرّح به لعلاج جدري القرود (Tecovirimat) ووجود اللقاح يعتبر مؤشراً مطمئناً.

Exit mobile version