ما الذي يحدد شبه الطفل لأمه أو لأبيه ومتى يظهر الشبه

من بداية الحمل يفكر الأهل بجنس المولود القادم، وتسيطر على مخيلتهم هل الطفل يشبه أبيه أم أمه، فكل من الوالدين يرغب بأن يرث الطفل صفاته، لكن في الواقع الجينات هي التي تتحكم في هذا الموضوع بشكل رئيسي، فما الذي يحدد شبه الطفل لأبويه؟

ما الذي يحدد شبه الطفل لأحد والديه وراثياً؟

يشبه الطفل أحد أبويه أو كلاهما ببعض الصفات بحسب عدد وتفوّق الجينات التي يكتسبها الطفل من أمه ومن أبيه، فحسب علم الوراثة تؤثر الصبغيات والجينات التي يحملها الطفل على شكله وصفاته، وسبب شبه أحد الطفل لأحد والديه -الأم أو الأب- أكثر من الآخر هو تفوّق العوامل الوراثية التي يكتسبها الطفل من هذا الوالد على العوامل الوراثية التي يحملها من الوالد الآخر.
وعلى الرغم من الاعتقاد بوجود صفات وراثية متفوقة بطبيعتها مثل لون البشرة الداكنة على الفاتحة أو لون العين البني على الأزرق، إلّا أن الأطفال لأبوين من أعراق مختلفة قد يكتسبون صفات مختلفة، فيكون طفل ببشرة داكنة وآخر ببشرة أفتح، وطفل بعيون ملونة وآخر بعيون غامقة، ويعود ذلك لتغلب الصفة الوراثية في كل جنين على حدة، وسفر الجينات من الأجداد وليس فقط من الوالدين.

الصبغيات وسبب شبه الطفل لأحد أبويه

الصبغيات Chromosomes هي عبارة عن جسيمات عصوية في نواة الخلية مترتبة على شكل أزواج يسمى كل طرف من هذا الزوج بالكروماتيد، ويترتب كل كروماتيد على شكل خيط حلزوني من الحمض النووي حاملاً عدداً كبيراً من الجينات، حيث يأخذ كل جين موقعاً خاصاً مشابه لموقع نفس الجين الموجود على الكروماتيد المقابل ويسمى كل موقع بالأليل ليعطي الصفات الوراثية بحسب الجينات التي تنتقل من كلا الأبوين.
تجتمع الصبغيات على شكل 23 زوجاً يكون كل واحد منها من أحد الأبوين ويحمل من مورثاته فهي المسؤولة بشكل رئيسي عن تكوين صفات الطفل الشكلية والصحية وغيرها، ومدى تطابقها واختلافها مع كلا الأبوين.

ما عدد الصبغيات التي يحملها الطفل من الوالدين؟

يمتك الانسان 46 صبغي حاملة معها مجموعة من الجينات التي يتم تشكيلها بعد حدوث الالقاح والتي يأخذ الطفل نصفها من الأم والنصف الثاني من الأب أخذةً معها الصفات الوراثية من كلا الأبوين إلى الطفل والتي تحدد شبه الطفل لأبوية.

كيف تؤثر الصبغيات على شبه الطفل لأحد والديه؟

كل صفة وراثية يملكها الطفل تنتج عن أليلين أحدهما من الأم والثاني من الأب واجتماعهما ينقل الصفة الراجحة إلى الطفل، فإذا كانت الصفة الراجحة من الأم سوف يشبه أمه وعلى العكس، وهناك بعض الصفات التي تشترك لإظهار صفة جديدة غير موجودة عند الأبوين.

لماذا قد لا يشبه الإنسان والديه تماماً؟

إن التنبؤ بمظهر الطفل ليس أمراً سهلاً كما يتخيل الوالدان، فمعظم الصفات التي يرثها الطفل من أبويه هي نتيجة جينات متعددة تعمل معاً لتشكيل مظهره النهائي ما يجعل الطفل قد لا يشبه والديه بشكل تام، ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على شكل الطفل: [1-5]

  1. الطفرات الجينية: قد تظهر على الطفل صفات شكلية مختلفة عن كلا الأبوين نتيجة طفرات قد تتشكل خلال الانقسامات التي تتعرض لها الصبغيات أثناء التلقيح، وقد تكون هذه الطفرات طبيعية أو مرضية، فهي قد تظهر صفات شكلية جديد لا يحملها أحد الأبوين سابقاً وتنتقل إلى أطفاله وأحفاده في المستقبل.
  2. وراثة صفات عن الأجداد: قد لا يحمل الطفل صفاته الشكلية من الأبوين بل تظهر عليه بعض الصفات التي يمتلكها الأجداد أيضاً وإن لم يكن يملكها الأبوين، حيث أن الصفات الوراثية تنتقل من جيل إلى جيل ما يمكن أن يجعل الطفل يشبه أحد اجداده وليس أبويه.
  3. ظهور الصفة الوراثية بين مجموعة أجزاء: تجتمع الصفات الوراثية لتحدد شكل الطفل من مجموعة جينات مختلفة لنفس الصفة الوراثية، فمثلا قد يأخذ الطفل لون الشعر من الأم وطبيعته من الأب وهنا يصبح الطفل لا يشبه الاثنين بشكل تام.
  4. تعادل رجوح الصبغيات: أو وجود الصفة الوراثية بشكل عام ليس فقط عند الطفل بل عند كلا والديه وعند أفراد المجتمع بشكل عام، مثلا في بلد ما قد يكون أغلب الناس يحملون لون بشرة حنطي ولون شعر أسود فعندما يكون هذه الصفات عند الطفل سوف يعتقد الأهل بأنه لا يشبههما.
  5. جنس الطفل: قد لا تتمايز لدى الطفل الرضيع الصفات الشكلية المرتبطة بالجنس فقد تلد الفتاة تشبه أبيها إلى حد كبير لكن بمجرد أن تكبر وتبدأ ملامحها الأنثوية بالظهور يبدأ هذا الشبه بالتراجع ما يجعل الأهل يعتقدون أن الطفل لم يعد يشببهم كما كمان عند الولادة، وعلى العكس عندما يكون الطفل ذكر ويشبه أمه سوف يبدأ بالتغير بمجرد بدأت تظهر عليه الملامح الذكورية.

من الأقوى جينات الأم أم جينات الأب؟

قد يتساءل الأبوين من منهما جيناته أقوى ولديه فرصة أكبر في توريث صفاته لابنائه، ولكن هذا الموضوع لا يتم حسابه بهذا الشكل ويمكن توضيح الفكرة من خلال بعض الصفات كأمثلة: [2-3-4]

الصفات التي يرثها الطفل من الأب

قد تكون بعض الجينات أقوى عند الأب، فيأخذ الطفل من أبيه بعض الصفات الشكلية والنفسية والصحية أكثر من الأم، ومن هذه الصفات نذكر: [3-6]

خرافات حول شبه الطفل لأمه وأبيه

هناك الكثير من الخرافات الشائعة بين عامة الناس حول شبه الطفل لأحد الأبوين، ومن بعض هذه الخرافات: [7]

متى تظهر علامات شبه الطفل لوالده أو والدته

لا تتحد الصفات التي يتشابه بها الطفل مع أحد والديه فور ولادته فمعظم صفاته قابلة للتغير والتطور مع الوقت، ويمكن توضيح هذا الأمر من خلال عدة نواحي: [1-5]

Exit mobile version