خطوات العناية بالذات للجميع وأهمية الرعاية الذاتية

الاهتمام بالنفس والرعاية الذاتية أبعد ما تكون عن الأنانية كما يحب البعض “التنظير” حول حب الذات، وهذه العناية الذاتية تضمن لك جودة عالية في حياتك ومشاعرك وسلوكك والأهم علاقتك الصحية مع الآخرين.
فما هي أسس العناية بالذات وكيف يمكنك الاهتمام بنفسك بطرق صحية ويومية تتحول إلى عادات وروتين يضمن لك عيشاً رغيداً من الناحية النفسية والعقلية والروحية والعاطفية والجسدية؟

مفهوم وتعريف العناية بالذات

الكثير من الأشخاص لا ينظرون للرعاية الذاتية أبعد من كونها رفاهية وتشكل جزءاً من الكماليات، إلا أن العناية بالذات هي فعلٌ واعٍ يقوم به المرء من أجل تعزيز صحته الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية.
هناك العديد من الأشكال التي قد تتخذها العناية الذاتية، يمكن أن تكون بسيطة مثل حصولك على قسط كافٍ من النوم كل ليلة أو الخروج لبضع دقائق للتنزه واستنشاق الهواء النقي.
بالعموم.. تم تعريف الرعاية الذاتية على أنها "عملية متعددة الأبعاد والأوجه من المشاركة الهادفة في الاستراتيجيات التي تعزز الأداء الصحي وتعزز الرفاهية".
وهي ضرورية لبناء المرونة لديك تجاه ضغوطات الحياة من الظروف والحوادث التي لا يمكنك التحكم بها، فعندما تتخذ خطوات العناية بذاتك وعقلك وجسمك؛ ستكون أكثر استعداداً ومرونة لتعيش حياة أفضل. [1]
كما تعرّف منظمة الصحة العالمية الرعاية الذاتية أنها: "قدرة الأفراد والأسر والمجتمعات على تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة والتعامل مع المرض والإعاقة مع أو بدون دعم مقدمي الرعاية الصحية"، بذلك تشمل العناية بالنفس كل ما يتعلق ببقاء الصحة جيدة؛ بما في ذلك النظافة والتغذية وطلب الرعاية الطبية عند الحاجة، لأنها جميع الخطوات التي يمكن للفرد اتخاذها للتعامل مع الضغوطات في حياته والعناية بصحته ورفاهيته.
تقول الطبيبة النفسية الأمريكية مارني أمسيلم (Marni Amsellem): "الرعاية الذاتية هي أي شيء تفعله لنفسك وتشعر بأنه مُشبِع، قد يكون شيئاً يبعث على الاسترخاء أو الهدوء مثل: النوم والاستحمام ي حوض الماء الدافئ، أو شيئاً فكرياً ،أو روحياً، أو مهمة تريد إنجازها". [2]

أنواع العناية بالذات والرعاية الذاتية

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية تتضمن الرعاية الذاتية عوامل شخصية مثل: التمكين والاعتماد على الذات والاستقلالية والفعالية الذاتية وتحمل المسؤولية الشخصية، لكن يمكن أن تشمل الرعاية الذاتية عوامل مجتمعية أيضاً، مثل مشاركة الفرد التطوعية ومساهمته في نشاطات الحي المختلفة والتمكين الثقافي.

وأهم أنواع الرعاية الذاتية والعناية بالذات: [3]

  1. العناية الذاتية العاطفية: محور الرعاية الذاتية هو تعزيز الصحة والرفاه الشخصي، بذلك تتمحور الرعاية الذاتية العاطفية حول ضمان تلبية احتياجاتك العاطفية وحمايتها، وتشير العناية العاطفية بالذات إلى تخصيص بعض الوقت للأنشطة ذات القيمة والمغزى بالنسبة لك، مثل السعي للتطوير الذاتي أو الانغماس في هواية تحبها ولا تعتبرها مضيعة للوقت
    وفي دراسة العناية الذاتية بين عاملين في الرعاية الصحية من ممرضات وأطباء، تضمنت بعض الاستراتيجيات الفعالة التي مارسوها للرعاية العاطفية الذاتية الخطوات التالية:
    • اليوجا
    • كتابة اليوميات
    • أخذ حمام ساخن
    • المشاركة الاجتماعية
    • الحفاظ على علاقات إيجابية
    • تعلم الأشغال اليدوية مثل الكروشيه
    • حل الألغاز
    • القراءة
    • صنع الاكسسوارات
    • العزف على آلة موسيقية
  2. العناية الذاتية الجسدية: تشير إلى مجموعة من الممارساتـ يمكن أن تشمل أنشطة الحياة اليومية الأساسية مثل:
    • الاهتمام بالمظهر والهندام.
    • العناية بالبشرة.
    • الاهتمام بصحة الأسنان.
    • اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
    • الحفاظ على روتين نوم جيد.
    • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
    • تجنب التدخين والكحول .
  3. العناية الذاتية الروحية: وتشمل ممارسات تركز على التواصل مع كيانك الداخلي، وتساعدك في تطورك ونمائك الشخصي والشعور بالسلام، وتتضمن بعض خطوات تلبية احتياجاتك الروحية:
    • الصلاة.
    • التأمل.
    • زيارة أماكن العبادة.
    • القراءة من نصوص روحية أو دينية.
    • الدعاء.
    • التفاعل الاجتماعي.
    • البحث عن السلام والبحث عن الفرح في أبسط تفاصيل الحياة.

أهم مهارات واستراتيجيات العناية بالذات

إضافة لأنواع العناية بالذات لا بد من بعض المهارات التي تساعدك على تحقيق التوازن في الاهتمام بنفسك ورعاية متطلباتك واحتياجاتك كإنسان.
فلا يوجد قواعد ثابتة يستطيع كل شخص أن يأخذها جاهزة كي يبدأ روتين العناية بالذات، هناك أسس وقواعد عامة وهناك مهارات للعناية بالنفس يمكنك أن تطورها منذ اللحظة: [4]

  1. حدد العناية بالذات وفقاً لشروطك الخاصة: مع كل النقاشات والكتب والأسئلة والأجوبة حول الاهتمام بالذات، يمكنك أنت تحديد مع تحتاج إليه للعناية بالذات عاطفياً وجسدياً وروحياً، ولمعرفة ما تحتاجه؛ ابدأ وبكل بساطة:
    • الانتباه وتسجيل متى تشعر بالنشاط ومتى تشعر بالتعب.
    • ابحث في أنماط يومياتك؛ ما الذي يجعلك تشعر شعوراً جيداً؟ ما الذي يجعلك تشعر بالإرهاق والقلق؟
    • ابدأ الآن في تكوين مفهومك الخاص للرعاية والعناية بالذات بالنسبة لحياتك.
  2. تخلى عن مبدأ " أغيّر كل شيء أو لا أتغير": بمعنى لا يمكنك التفكير بأن العناية بالذات هي الانتقال مباشرة من شخص يعاني السمنة إلى خبير في التغذية واللياقة البدنية، بل عليك أن تبدأ نظام حياة وغذاء صحي بشكل تدريجي وتحقق نتائج بسيطة ولو لم تكن ملموسة أول فترة، لأن الإصرار والانضباط هو ما سيقودك إلى التغيير الإيجابي على المدى البعيد، لا تتوقع أن يكون تغيير حياتك والعناية بالذات معتمداً على حلّ سحري يحقق نتائج مبهرة وبسرعة، كما تفعل فلاتر الصور الشخصية على هاتفك الذكي!
  3. دمج مختلف مسارات حياتك: العناية بالذات الأكثر استدامة هي تلك التي تأتي في كثير من الأحيان من الجمع بين أجزاء مختلفة من حياتنا (العمل والعائلة والمجتمع)، على سبيل المثال، يمكنك استخدام وقت العناية الذاتية لإثراء حياتك المهنية من خلال لقاء مشي مع زميل عمل أو زبون لشركتك، أو من خلال دعم مجتمعك (التقاط القمامة في الحي)، أو تعزيز العلاقات الأخرى في حياتك (تحديد وقت لممارسة اليوغا مع صديق بعيد أو أحد أفراد العائلة عبر تطبيق فيديو للتواصل).
  4. تعلم بناء الروتين في حياتك: إن ممارسة أي نشاط بشكل منتظم لأيام قليلة في مواعيد ثابتة يحوله لروتين، فإذا كنت تنسى تفريش أسنانك استخدم منبّهاً لتذكيرك بوقت تفريش الأسنان، وخلال عدة أيام لن تستطيع النوم دون تفريش أسنانك، وهذا ينطبق على معظم أنشطة العناية بالذات.
  5. إتقان العناية بالآخرين: نعم تعتبر العناية بالآخرين جزءاً من العناية بالذات، ليس فقط تطوير مهارات التواصل مع الآخرين والتعاطف معهم، بل أيضاً إدراك حدود العناية بالآخرين كي لا تكون العناية المفرطة بالأشخاص في حياتنا سبباً بإهمال الذات.

خطوات العناية بالذات في أقصر وقت

قد يظن البعض أن خطوات العناية بالذات تتطلب الكثير من الوقت، إلا أننا اليوم في عالم يعجّ بالضجيج حتى في أكثر لحظات اليوم هدوءاً؛ لن نحتاج تخصيص ساعات طويلة من نهارنا المشغول للرعاية الذاتية والاهتمام بالنفس، بل يمكنك تخصيص خمس دقائق فقط.

وهذه خطوات وأنشطة الرعاية الذاتية خلال خمس دقائق:

الاهتمام بالنفس والعناية بالذات في أي عمر وللجميع

الاهتمام بالنفس والعناية بالذات؛ أشبه بمحطات الوقود طوال الطريق في حياتنا، لا بد أن نستعيد حيوتنا ونشحن طاقتنا بمختلف الطرق والخطوات التي تحدثنا عنها في مقالنا حتى الآن.
وبرأي الخبراء المتخصصين فإن "العناية بالذات تعني صحة نفسية وعقلية سليمة" وبالطبع ستغفر لنفسك أنك لا تشعر بسلام داخلي طوال الوقت!
ستكون شخصاً مرناً وتعلم أن التطمين الذاتي ليس الحلّ ولا كبت المشاعر والغضب سيفيدك، ستكون قادراً على التعامل مع مصاعب العيش وتحقيق جودة حياتك في أي عمر كنت.

مبادئ العناية بالذات للمرأة

هناك الكثير من الخطوات الهامة التي يمكنك أن تجربيها للعناية بالذات نذكر منها: [7]

خطوات العناية بالذات للرجل

ليس عليك التفكير بجلسة مساج للبشرة أو عناية بأظافر القدمين وتدليل نفسك بهذه الطريقة! بل الرعاية الذاتية والعناية بالنفس حاجة ملّحة لأي رجل يريد أن يعتني بأسرته وشريكة حياته بشهامة ونُبل، إليك بعض الأفكار: [8]

تعليم الرعاية الذاتية للأطفال

الطفل لبِنة أساسية في نسيج مجتمع يتمتع بصحة نفسية وعاطفية متوازنة، يمكنك تعليم أطفالك أسس حب الذات والاهتمام بالنفس وتقوية الشخصية منذ الصغر من خلال خطوات بسيطة: [6]

أهمية العناية بالذات

أصبحت العناية بالذات مفهوماً أكثر شيوعاً في يومنا هذا، حيث أصبحت التعريفات أكثر قابلية للتطبيق على كل الناس وتميل إلى التركيز على ضبط احتياجات أي فرد وتلبية تلك الاحتياجات، وبذلك يكون الاهتمام ورعاية الذات هي أي شيء تفعله للاعتناء بنفسك حتى تتمكن من البقاء بصحة جيدة جسدياً وعقلياً وعاطفياً.
وتتلخص أهميتها وفوائدها في؛ تحسين الصحة الجسدية والعقلية والعاطفية والرفاهية الحياتية، بحيث تشير الأبحاث إلى أن الرعاية الذاتية تعزز النتائج الصحية الإيجابية، مثل المرونة والعيش لفترة أطول، بحيث تكون تصبح أكثر استعداداً وقدرة على إدارة عوامل الإجهاد التي نتعرض لها جميعاً في حياتنا اليومية. [2]
في النهاية.. حب الذات والعناية الذاتية والرعاية والاهتمام بالنفس؛ ليست أنانية، بل أقل واجباتك اتجاه نفسك ومن تحب، لأن "فاقد الشيئ لا يعطيه".. اهتم بذاتك وارعاها وسينعكس ذلك على أحبائك من حولك.

Exit mobile version