كيف تسامح نفسك على أخطاء الماضي؟

كلنا ارتكبنا أخطاء في الماضي، وما زلنا نخطئ لأن هذه هي طبيعة النفس البشرية، منا من أخطأ بحق نفسه ومنا من أخطأ بحق الآخرين، لكن ما فائدة جلد الذات والندم على ما فات إن لم يترافق مع الإصلاح ولم يتبعه مسامحة النفس؟! فنفسك تستحق أن تسامحها وتصفح عنها، لذلك خصصنا هذا المقال لك.

ما معنى أن تسامح نفسك؟

أن تسامح نفسك لا يعني أنك راضٍ عن أخطائك وغير معترف بها، ولا أنك شخص بلا ضمير تسمح لنفسك أن تخطئ وتؤذي الناس وتتأذى دون أن تحاسبها.
فمسامحة النفس هي عكس هذا تماماً؛ فهي خطوة لا يتقنها إلا الشخص الواثق بنفسه والمقبل على الحياة والذي يمتلك شخصية قوية وناجحة وعادلة، ولا يقبل عليها إلا بعد قيامه بالاعتراف بأخطائه التي ارتكبها في الماضي وتعهده لنفسه ألا يكررها وأن يصلح ما يمكن إصلاحه منها.
فما فائدة الندم واجترار الأفكار السلبية وجلد الذات؟! هل ستعيد الزمن فيك وتصلح ما حدث؟! بالطبع لا.
الشخص الذي يسامح نفسه على أخطاء الماضي بعد أن يحاسبها سيكون هو الفائز في النهاية على الشخص الذي لا يعترف بأخطائه أصلاً ولا يتحمل مسؤوليتها، وكذلك على الشخص الذي يقضي عمره بائساً ونادماً دون أن يفعل شيء.

كيف تسامح نفسك على أخطاء الماضي؟

قد يعترف البعض بأخطاء ارتكبوها في الماضي لكنهم يسامحون أنفسهم عليها وينتهي الأمر، لكن هناك الكثيرون من يجد صعوبة في مسامحة أنفسهم على أخطاء الماضي، الخبر السار هو أنك تستطيع أن تسامح نفسك حتى لو لم تستطع تغيير نظرة الآخرين إليك، كيف؟

فوائد المسامحة الذاتية والتصالح مع أخطاء الماضي

لا بد أنك تعرف عن أهمية التسامح في تقريب القلوب وبناء جسور المحبة والتفاهم بين الناس، ونحن هنا بصدد الحديث عن مسامحة النفس وأهميتها في الحياة، فلماذا عليك أن تسامح نفسك على أخطاء الماضي؟

كيف أتصالح مع الماضي وأتقبله

المسامحة الذاتية على أخطاء الماضي جزء أساسي من التصالح مع الماضي وتقبله بما فيه من أحداث وذكريات سلبية أو مؤلمة، إليك هذه النصائح للتصالح مع الماضي وتقبله:

فوائد الندم والنظر في أخطاء الماضي

كلنا نخطأ بحق أنفسنا أو بحق الآخرين، وقد تكون أخطاؤنا هذه مقصودة أحياناً، لكن قد نكون طائشين أو غير واعين بما فيه الكفاية وقتها، وقد نكون في قمة وعينا لكننا ندمنا عليها فيما بعد، وقد لا نندم أصلاً ونمضي في طريقنا، وقد يكون الأمر أكثر بشاعة فنستمر في ارتكاب نفس الخطأ في كل مرة. فما الفرق بين الشخص الذي يندم على أخطاء الماضي وبين من يمضي في طريقه دون أن يقف لحظة ويحاسب نفسه على أخطاء الماضي؟
اعلم عزيزي القارئ بداية أنك إن قررت أن تتوقف للحظة عند ماضيك وتحاسب نفسك على ما فعلت، ومن ثم تقرر أن تسامح نفسك على أخطاء الماضي، فهذا يدل أنك شخص تملك ضميراً حياً، وأنك لا تقبل الخطأ على نفسك، وتسعى دائماً للأفضل لنفسك وللآخرين.
وهذا هو الفرق بينك وبين من لا يأبه بأخطائه في الماضي، فعندما تحاسب نفسك فإنك بذلك تساعدها على التطور في المجالات المتعددة، وتتفادى التصادم مع الآخرين لأنك أنت من تحاسب نفسك قبل أن يحاسبك أحد.
فهذا النوع من الأشخاص يمتلكون رقابة ذاتية وضميراً حياً يؤهلهم ليكوّنوا علاقات صحية مع الأصدقاء وزملاء العمل والمسؤولين وحتى مع أنفسهم إن استطاعوا أن يتصالحوا مع أنفسهم ويسامحونها على أخطاء الماضي.

Exit mobile version