أعراض وعلاج الاكتئاب الدراسي عند الأطفال والمراهقين

لكل مرحلة تحدياتها وصعوباتها فقد يظن بعض الأهالي أن أبناءهم لم يختبروا صعوبة الحياة وبمعنى آخر لم يروا شيئاً من المصاعب والتحديات فكيف لهم أن يكتئبوا بسبب الدراسة؟! حسناً لكل شخص منذ نعومة أظافره مشاعره ومشكلاته وقدرته على التحمل وبالتالي فإن الصحة النفسية أساسية تماماً مثل الصحة الجسدية وعليك الاهتمام بها لتبني إنساناً متوازناً وهذا يعني أن تتقبل مشاعره وتعلم أنه يحمل من الصعوبات ما هو مناسب لعمره ومرحلته في هذه الحياة ولتعرف أكثر تابع القراءة.

ما هو الاكتئاب المدرسي أو اكتئاب الدراسة؟

لا يصنّف الاكتئاب المدرسي كاضطراب نفسي مميز بحد ذاته، ويمكن القول أن الاكتئاب الدراسي هو الاكتئاب المرتبط بالحياة الدراسة أو المدرسية للطفل أو المراهق أو حتى طالب الجامعة، وينتج عن حالة الضغط النفسي التي تتسبب بها مشاعر ناتجة عن ضغط الدراسة والتعلم أو العلاقات في المحيط المدرسي، تؤدي إلى مشاعر كالحزن والتوتر والإجهاد والخوف، وبالنتيجة تراكمها لفترات طويلة قد يؤدي إلى الاكتئاب.
والاكتئاب عموماً مرض عقلي نفسي يجب التعامل معه وعلاجه بشكل جدي، فهو ليس نوبة حزن عابرة وإنما اضطراب عليك تقبله والسعي لعلاجه، وقد يكون الاكتئاب الدراسي مقدمة لتطور اضطراب الاكتئاب عند الطفل أو المراهق والذي قد يرافقه لفترات طويلة ويؤثر على أدائه في الحياة.

أسباب الاكتئاب الدراسي عند الطفل والمراهق

فهم الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب المدرسي يعتبر الخطوة الأهم في التعامل مع هذه الحالة، وقد تكون أبرز الظروف المسببة القلق والاكتئاب الدراسي عند الطفل والمراهقين: [2]

علامات وأعراض الاكتئاب الدراسي عند الأطفال والمراهقين

في الواقع يرافق الاكتئاب الدراسي علامات وأعراض قد تكون مؤشراً واضحاً يدق ناقوس الخطر الذي يجب على الأهالي والمعلمين الانتباه إليهم وتضم هذه الأعراض بعضاً مما يلي: [1]

علاج اكتئاب الدراسة عند الأطفال والمراهقين

لطالما أن الاكتئاب هو مرض نفسي عقلي فهو بحاجة إلى علاج ومتابعة حتى لا يشكل حالة خطيرة وسنذكر بعض الطرق والاستراتيجيات لعلاج اكتئاب الدراسة: [1]

نصائح للوالدين للتعامل مع اكتئاب الأبناء الدراسي

بداية سيكون من أهم الأشياء التي يمكن أن يفعلها أهالي ومربيي الأطفال الذين يعانون من القلق المدرسي هو التعرف على الأعراض والعلامات فإذا لاحظت أن طفلك قد يعاني من أحد الأعراض المذكورة آنفاً، تحدث مع طفلك أو ابنك المراهق حول هذا الموضوع فقد يكون منفتحاً ويمكنكما إيجاد حل مناسب معاً. [2]
بالمقابل ربما يعني ذلك تطوير إجراءات روتينية لمساعدة طفلك على الاستعداد بشكل أفضل للمدرسة كل صباح يمكنك إلقاء نظرة على واجباته المدرسية، والاستمتاع بوجبة الإفطار كعائلة على الطاولة سوياً، أو الخروج بشعار يمكنك ترديده معه أثناء توصيله إلى المدرسة لدعمه وتشجيعه، مثل "أنا شجاع ومثابر وسأجعل هذا اليوم فرصة لأكون شخصاً أفضل".
في الأسابيع التي تسبق المدرسة، يمكنك مساعدة طفلك على مواجهة قلقه المدرسي من خلال مناقشة جميع السيناريوهات المحتملة التي قد يكون قلقاً بشأنها ومساعدته على التفكير في أفضل الطرق والسبل للتعامل مع هذه المواقف قبل مواجهتها.
وبعد العودة من المدرسة، قد تجد أنه من المفيد لطفلك أن تكون موجوداً بجانبه للتحدث إليك إذا احتاج إليك، وهنا عليك التفكير جدياً بخلق روتين جديد وفرصة للتواصل مثل بدء بتناول وجبة خفيفة بعد المدرسة معاً على المائدة بينما تتحدثان وتتناقشان حول يومكما وتقيّمان معاً كيف سارت الأمور.
إذا لم تتمكن من مساعدة طفلك على التغلب على قلقه المدرسي بمفردك، فلا تتردد في طلب المساعدة، ومن المهم طبعاً التواصل مع المدرسة لتكون أقدر على تحديد الأسباب والتعاون مع الإدارة والمدرسين للوصول إلى الحل الأمثل.

نصائح للمعلمين لمساعدة الطلاب المكتئبين

غالباً ما يكون المعلمون مؤهلون للتعرف على أعراض الاكتئاب الدراسي وعلامات القلق المدرسي لدى الطفل قبل أي شخص آخر مما يتيح له التواصل مع والدي الطفل مبكراً ومناقشة الاستراتيجيات الممكنة لمساعدة الطفل على التعامل مع قلقه بمساعدة والديه.
كما يمكنك أيضاً المساعدة من خلال كونك شخص موثوق يذهب إليه الطفل في الأيام التي يعاني فيها من مشاكل، ربما يمكنكما إيجاد كلمة رمزية يمكن للطفل أن يقولها لإعلامك بأنه يشعر بالقلق. [2]
قد يستطيع المعلم المسئول عن الأطفال الصغار إيجاد مكان أو منطقة "للاسترخاء" في غرفهم ليذهب إليها الأطفال عندما يشعرون بالقلق أو الانزعاج ليس عليك تعقيد الأمور حيث يمكن أن يكون مكاناً بسيطاً مثل ركن في الغرفة مجهز بكرسي من القماش وكتب وقصص للطفل ليقضي وقتاً بسيطاً بمفرده.
بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والمراهقين، يمكن للمدرسين المساعدة من خلال كونهم شخصاً بالغاً موثوقاً به للتحدث مع الطفل أو المراهق عندما تلاحظ علامات القلق، ويمكنك إخباره بأنك موجود وجاهز للاستماع إليه إذا كان يعاني من مشاعر صعبة والضيق والانزعاج.
عليك أن تكون عطوفاً لطيفاً ومريحاً في الاتصال، كما عليك مدح الطفل أو المراهق في الوقت المناسب وإخباره أنك تهتم به وأنك موجود وقريب إذا احتاج إلى ذلك.
وفي نهاية المطاف.. ضع نفسك دائماً مكان طفلك وتذكر أيامك خلال المدرسة أي ضع نفسك مكانه، لعلّك تستطيع فهمه ومساعدته ولا تنس أن تنتبه للأعراض والعلامات التي تنبئ عن اكتئاب دراسي، لأنها ستحتاج إلى حلول جذرية وعلاج حقيقي للتعامل مع الاكتئاب عند أطفالك.

Exit mobile version