أسباب عقدة النقص وعلاج الشعور بالنقص والدونية

يعاني الكثير من شعور بالنقص والدونية سواء كان مستمراً وسمة للشخصية أم مؤقتاً ومرتبطاً بأحداث أو أشخاص معينين، ومعرفة المشكلة هي نصف العلاج، وهذا ما سنركز فيه في مقالنا اليوم حول طرق علاج عقدة النقص ونصائح هامة للتعامل مع حالة الشعور بالنقص والدونية

ما هي عقدة النقص ومشاعر الدونية؟

يعبّر مفهوم عقدة النقص عن وجود مجموعة من المشاعر والأفكار التي تجعل الشخص يظنّ بأن الآخرين أفضل منه، كأن ينظر لهم بأنهم أكثر إنجازاً وأكثر جاذبية وأكثر سعادةً منه أو أكثر قدرة على جذب الانتباه والحصول على احترام الآخرين، وعادةً ما تتجلى عقدة النقص بالتبيعة والعاطفية والشخصية الاعتمادية والانعزالية في نفس الوقت.
ويجد الشخص الذي يعاني عقدة النقص نفسه دائماً يكافح لأجل أن يحسّن من شعوره تجاه نفسه وتجاه حياته، كما أنه لا يقدّر نقاط قوته والإيجابيات التي يتمتع بها وعادةً ما تتجلى مظاهر عقدة النقص إمّا بالعدوانية المفرطة والمنافسة الشديدة أو بالانعزالية والانطواء الاجتماعي.
نواجه جميعنا في كثير من المواقف لحظات من التردد وقلة الثقة بالنفس والشعور بعدة الكفاية، خاصةً عندما نشعر بأننا غير مؤهلين لأمر ما في حياتنا الخاصة أو المهنية، كأن نقارن أنفسنا بالآخرين أو نحمّل أنفسنا فوق طاقتها؛ إلا أنها في الغالب مشاعر مؤقتة لا تلبث أن تزول عندما نتذكر الأشياء الجميلة في حياتنا ونذكّر أنفسنا بنقاط القوة الكامنة لدينا.
لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص، فإنّ هذه اللحظات تكون مستمرة، إذ يشعر الشخص بتدني الذات بشكل مستمر، ويبدو له وكأنه أقل من غيره، وينتقد نفسه باستمرار، وهو أمر يمكن له أن يحدّ من سعادة الشخص واستمتاعه بحياته.

أنماط عقدة النقص

هناك نوعان رئيسيان لحالة الشعور بالنقص والدونية وهما: [2]

  1. عقدة النقص من النمط الأولي: يبدأ هذا النوع في الطفولة كنتيجة للشعور بالعجز والممقارنة بشكل سلبي من قبل الأهل مع الأطفال الآخرين، وتعرض الطفل للتنمر في المنزل أو المدرسة بسبب شكله أو شكله أو لون شعره.. الخ.
  2. عقدة النقص من النمط الثانوي: يحدث هذا النمط في مرحلة البلوغ، وهو امتداد لمشاعر آتية من مرحلة الطفولة، يتجلى هذا النوع في وجود تدني لاحترام الذات، ويزداد سوءاً عندما لا يتمكن الأشخاص من الوصول إلى تحقيق أهدافهم في الحياة بعد، ولا يمكنهم تحقيق ما يخططون له، بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم أو لقلة الموارد أو التسويف الذي يعطل الشخص عن فعل الشيء الذي يحب أن يفعله.

علامات وأعراض عقدة النقص والشعور بالدونية

تشمل علامات عقدة النقص وجود مجموعة من الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية التي تبدو متناقضة، حيث نجد أهم العلامات التي تدل على وجود عقدة نقص:

أسباب عقدة النقص والشعور بالدونية

الأسباب التي تكمن خلف وجود عقدة النقص لدى الشخص كثيرة، ويمكن أن نلخصّها كالتالي: [2،3،5]

علاج عقدة النقص والشعور بالدونية

ينطوي علاج الشعور بالنقص والدونية أولاً على الفهم الكامل للعوامل المساهمة في الحالة، مثل وجود مشاكل من الطفولة أو الإصابة باضطراب الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق، والأهم اعتراف الشخص بأنه يعاني من الشعور بالنقص.
وذلك بهدف اختيار طريقة العلاج الملائمة للتعامل هذه الحالة، حيث توجد مجموعة من العلاجات السلوكية والدوائية التي تستهدف علاج عقدة النقص وهي: [1]

نصائح للتعامل مع مشاعر النقص والدونية

بالإضافة إلى العلاج السلوكي أو الدوائي، يمكن أن تساعدك النصائح التالية في التخفيف بشكل كبير من المشاعر والأفكار المرتبطة بحالة عقدة النقص، وهي تشمل: [4]

الخلاصة.. قد يبدو من الصعب جداً في البداية أن نصحح نظرة شخص يشعر بالدونية وانعدام احترام الذات لفترة طويلة من الزمن؛ كما هو الحال في حالة عقدة النقص، ولكن يجب الإدراك أن للعلاج النفسي دور كبير في كشف الأسباب الحقيقية الكامنة خلف وجود حالة عقدة النقص، ليتم علاجها وفقاً للعلاجات النفسية والسلوكية المناسبة.
كما أنّ للعلاج الدوائي دور مهم في تخفيف أعراض نفسية مرافقة مثل القلق والاكتئاب وصعوبات النوم. بالإضافة إلى وجود رغبة حقيقية من الشخص نفسه في علاج ذاته، وذلك ما يتطلب منه مراعاته لنفسه وعطفه عليها وتقديم الدعم الكامل لها خلال فترة العلاج، وكل ذلك يملك دوراً كبيراً في تسريع مراحل العلاج وتحسين الصورة الذاتية للشخص​​​​​​.

Exit mobile version