أسباب وأضرار ارتفاع هرمون الكورتيزول وعلاجه

هرمون الكورتيزول يعتبر واحداً من أهم الهرمونات نظراً لدوره المهم في تنظيم الكثير من العمليات الحياتية في الجسم كالاستقلاب، ضغط الدم، والاستجابة المناعية، وغيرها من الوظائف الهامة، وبالتالي عند حدوث أي اضطراب في مستويات وافراز هذا الهرمون سواء كانت زيادة أو نقصان، ستظهر العديد من الأعراض والمشاكل في الجسم.
وفي هذا المقال سنعرض أسباب ارتفاع هرمون الكورتيزول وما هي أعراض هذا الارتفاع وتأثيراته على الجسم وكيف يمكن التعامل مع ارتفاع هرمون الكورتيزول.

ما هو هرمون الكورتيزول؟

الكورتيزول Cortisol هو هرمون ستيروئيدي يتم صنعه في الغدة الكظرية (Adrenal gland) وهي غدة صغيرة مثلثة الشكل تتوضع فوق النهاية العلوية للكلية في الجانبين، ويتم تنسيق إفراز هرمون الكورتيزول من خلال ثلاث أعضاء وهي الوطاء (Hypothalamus)، الغدة النخامية (Pituitary gland)، والغدة الكظرية، حيث تتم الاستجابة بحسب تركيز هرمون الكورتيزول في الدم، فيزداد إفرازه أو ينقص.
يمتلك هرمون الكورتيزول تأثيرات على كل خلايا الجسم تقريباً، حيث توجد مستقبلات للهرمون في معظم خلايا الجسم، ويؤدي ارتباط هرمون الكورتيزول بالمستقبلات لإحداث استجابة من قبل الخلايا، تختلف هذه الاستجابة بحسب نوع الخلايا التي يرتبط بها هرمون الكورتيزول. [1]

وظائف هرمون الكورتيزول

يتدخل هرمون الكورتيزول في الكثير من الوظائف والعمليات التي تقوم بها أجهزة الجسم، حيث يملك وظيفية تنظيمية الهدف الأساسي منها هو توازن عمل أجهزة الجسم، وتشمل الوظائف والتأثيرات الأساسية لهرمون الكورتيزول ما يلي: [2]


لماذا يسمى هرمون الكورتيزول "هرمون الشدة والتوتر"

هناك وظيفة إضافية وأساسية تميز وتخص هرمون الكورتيزول وهي التصرف في حالات التوتر والشدة، وهو السبب الذي من أجله يطلق على هرمون الكورتيزول أحياناً اسم هرمون الشدة أو هرمون التوتر.
تفعل هذه الوظيفة عند تعرض الانسان لموقف شدة وتوتر وخطر، كأن يتعرض للمطاردة من كلب مثلاً، أو أن يدخل في عراك أو مشكلة، عندها يزداد افراز الكورتيزول بشكل كبير ويحفز الجسم ويفعل آليات للاستجابة والنجاة من هذا الخطر.
تشمل هذه الآليات زيادة معدل ضربات القلب، رفع ضغط الدم، تركيز جريان الدم على الأعضاء الأساسية كالدماغ، زيادة مستوى السكر في الدم، وتنشيط العضلات وتقوية رد الفعل والاستجابة العضلية.

أسباب ارتفاع هرمون الكورتيزول

هناك العديد من الأسباب والأمراض والاضطرابات التي تؤدي لارتفاع تركيز هرمون الكورتيزول، بعضها يكون له علاقة مباشرة بالغدة الكظرية، في حين أن البعض الآخر يكون خارج الغدة الكظرية، وأهم أسباب ارتفاع هرمون الكورتيزول: [3]

أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول

يؤثر ارتفاع هرمون الكورتيزول على الكثير من العمليات والوظائف الحياتية، وذلك بسبب تأثيره وتداخله في تنسيق هذه العمليات كالاستقلاب، المناعة، الضغط وغيرها، وبالتالي ارتفاع تركيزه بشكل مستمر سيسبب ظهور عدد كبير من الأعراض المختلفة، وبشكل عام تعرف الحالة المرضية المرتبطة بارتفاع هرمون الكورتيزول بتناذر كوشينغ (Cushing syndrome)، وتشمل أبرز الأعراض التي تظهر نتيجة ارتفاع هرمون الكورتيزول ما يلي: [4]

أضرار ومخاطر ارتفاع هرمون الكورتيزول

استمرار ارتفاع هرمون الكورتيزول بدون ضبط ينعكس بعواقب سيئة على الجسم وقد تكون خطيرة، تكون هذه العواقب ناجمة عن تأثر خلايا الجسم واستجابتها باستمرار لهرمون الكورتيزول، وتكون محصلة هذه الاستجابة الدائمة ظهور اختلاطات وأمراض سيئة وخطيرة على الجسم.

وتشكل مخاطر ارتفاع هرمون الكورتيزول والاختلاطات الناجمة عنه ما يلي: [5]

تحليل هرمون الكورتيزول والنسبة الطبيعية

يتم إجراء تحليل الكورتيزول للكشف عن مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم والذي قد بفسر بعض الأعراض أو يرجح الإصابة بالأمراض التي تسبب ارتفاع أو انخفاض الكورتيزول وخصوصاً متلازمة كوشينج ومرض أديسون أو قصور الكظرية، ويتم إجراء التحليل من خلال سحب عينة دم أو بول، وتظهر نتائج التحليل خلال بضع ساعات حتى يوم واحد.
تتغير نسبة وتركيز هرمون الكورتيزول في الدم خلال أوقات النهار والليل وبحسب حالة الجسم وحاجته، لكن عندما يبقى تركيز الهرمون مرتفعاً في الدم لفترات طويلة دون أن تنخفض مستوياته أو تتغير تحدث عندها حالة ارتفاع هرمون الكورتيزول.

تحليل نتائج اختبار الكورتيزول والنسبة الطبيعية

علاج ارتفاع هرمون الكورتيزول

يتم تحديد نمط علاج ارتفاع الكورتيزول بناء على التشخيص وتحديد السبب، وقد يشمل العلاج بعض الأدوية من مضادات الكورتيزول مثل كيتوكونازول و الميتيرابون وغيرها من أدوية علاج متلازمة كوشينج، كما يمكن أن يشمل العلاج الجراحي والإشعاعي في حالات ورم الكظرية، إضافة لتعديل أسلوب الحياة لتخفيض إفراز الكورتيزول، ويتضمن ذلك الحصول على نوم كافٍ وممارسة الرياضة ومحاربة التوتر والقلق إلى جانب التغذية الصحية.
ونهاية يمكن القول بأنه على الرغم من كون حالة ارتفاع هرمون الكورتيزول حالة سيئة عموماً، إلا أنه قابلة للضبط والتراجع واستعادة مستويات متوازنة لهرمون الكورتيزول، وذلك من خلال المراقبة الباكرة للأعراض والتنسيق مع الطبيب لتحديد السبب ووضع خطة العلاج المناسبة

Exit mobile version