كيفية التخلص من ذكريات الطفولة السيئة

نحمل جميعاً في داخلنا ذكريات ترافقنا من طفولتنا، منها الحلو ومنها المر. فالطفولة ليست مجرد مرحلة عمرية كباقي مراحل حياتنا؛ بل هي المرحلة الأهم التي تشكل شخصيتنا وهويتنا وتؤثر في سلوكياتنا وتعبئ جعبتنا حتى آخر يوم في حياتنا.
نخصص هذا المقال لمناقشة ذكريات الطفولة السيئة، وكيفية التخلص منها نسرد تأثيراتها السلبية علينا.

ذكريات الطفولة ومفهوم الطفل الداخلي

الطفل الداخلي بحسب علم النفس هو الجانب الطفولي من شخصية كل منا، وهو يحمل خبراتنا وتجاربنا وعواطفنا وهمومنا التي مرت بنا خلال طفولتنا، أو حتى قد يكون أحدنا يخزن داخله أمور مرت به عندما كان جنيناً في رحم والدته وخزن الذكريات في اللاوعي، وتؤثر هذه الذكريات في شخصيتنا وسلوكياتنا واعتقاداتنا ونظرتنا لأنفسنا وللعالم ككل، لتحركنا ونحن بالغين، مع بعض الكبت والإخفاء محاولين إقناع أنفسنا ومن حولنا أننا لم نعد أطفالاً.
فأي صدمة أو ذكرى سيئة نعاني منها في مرحلة الطفولة تبقى داخلنا وتؤثر علينا بشكل كبير، ويكون هذا التأثير سلبياً إن لم نعرف كيفية التخلص من ذكريات الماضي والتعامل مع ذكريات الطفولة السيئة
يُعتقد أيضًا أن ذكريات الطفولة المبكرة صعبة الاسترجاع والتذكر بالتفصيل، مما يعني أنها قد لا تكون دقيقة كما تبدو، كما يعتقد العديد من الباحثين أن ذكرياتنا الأولى غالباً ما تكون خليطاً من الأشياء التي نتذكرها بالفعل مع بعض التفاصيل والمعلومات التي أخبرنا بها الأقارب أو الأشخاص الآخرين، وكذلك بعض الاستنتاجات والاستقراءات بناءً على معلومات أخرى لدينا قد تكون ذات صلة. [1]
هناك أمور تكون كامنة في ذاكرتنا لفترة طويلة جداً -سواء كانت ذكرى سعيدة أو سيئة- لكن هناك محفزات تنعشها وتجعلنا نتذكرها ونعيشها من جديد كشم نفس الرائحة التي كنا نشمها أثناء الحدث، أو سماع صوت مشابه، أو حتى رؤية مشهد أو الإحساس بشعور مشابه أو زيارة نفس المكان مثلاً أو أي أمر مرتبط بهذه الذكرى.
فقد يكون أحدهم قد عانى من نوبة خوف ورعب شديدة عندما شهد البرق والرعد للمرة الأولى في طفولته، وما يحفز هذه الذكرى حدوث البرق والرعد، أو قد تعود له الذاكرة ليتذكر الموقف الأليم هذا عندما يشعر بخيبة الأمل أو بالوحدة لأنه عندما خاف من البرق والرعد في طفولته كان أهله قد تركوه في المنزل وحيداً.

تجارب وحوادث تشكّل ذكريات طفولة سيئة

قد يكون قد توقف بك الزمن في طفولتك عند لحظة سماع خبر وفاة عزيز، أو عندما تعرض للتنمر من قبل زميل له في المدرسة، أو لأنه نشأ في أسرة فقيرة، أو لأن بلاده عانت من الحروب أو من كارثة طبيعية مثلاً.

من أهم الأمور التي تشكل ذكريات الطفولة السيئة لدينا:

فكل هذه الأمور لا تعد لحظات عابرة تمر معنا في طفولتنا فحسب، بل أنها تعيش معنا عمراً وتؤثر فينا، حتى لو لم نتذكر تفاصيلها.
فقد تكون شخصيتك متمردة بسبب ظلم تعرضت له منذ طفولتك أو لأنك عشت في مجتمع ينظر إليك نظرة دونية بسبب نسبك أو جنسك أو دينك، وقد تعاني من اضطراب الاكتناز القهري لأنك عشت الفقر والعوز أيام الطفولة، وقد تخاف المرض والمستشفيات لأن إبرة كسرت في يدك أثناء سحب الممرض للدم منك مرة عندما كنت طفلاً. فمعرفتنا بالطفل الداخلي بنحو جيد يتيح لنا فهم ذاتنا أكثر، وحل المشكلات التي نعاني منها لنعيش بسلام داخلي، ولنتمكن من أن نكون نسخاً أفضل عن أنفسنا.​​​​​​

كيفية التخلص من ذكريات الطفولة السيئة

لا بد أنك قد بدأت بتفسير بعض السلوكيات التي تصدر منك، أو عرفت السبب لكثير من جوانب شخصيتك الآن، وأدركت أن لذكريات الطفولة السيئة الأثر الكبير على ما أنت عليه الآن. لكن ما الحل؟ وهل ستعيش هذه الذكريات السيئة معك طوال حياتك دون أن يكون هناك أمل في محوها أو على الأقل محو أثرها من الذاكرة؟

لا بد أن علماء واختصاصيي علم النفس قد تمكنوا من الوصول لبعض الاستراتيجيات والطرق التي تساعد الناس على التعامل مع ذكريات الطفولة السيئة، هذه أهمها:

تأثير ذكريات الطفولة السيئة

الأشخاص الذين لديهم ذكريات جميلة في مرحلة الطفولة وتمتعوا بطفولة صحية عادةً ما يتمتعون بصحة أفضل، وحالات اكتئاب أقل، واحتمالية أقل للإصابة بالأمراض المزمنة عندما يصبحون بالغين أو كبار في السن وفقًا لبحث نشرته جمعية علم النفس الأمريكية. كما وجد في مجموعة من الأبحاث الأخرى أن الطفولة السليمة تخفض مشكلات المراهقة والشباب كذلك كتعاطي المخدرات. [1]
في المقابل- وكما ذكرنا من قبل- أن ذكريات الطفولة السيئة تؤثر في شخصيتنا وسلوكياتنا ومعتقداتنا وردود أفعالنا، كما تؤثر على نظرتنا لذاتنا وللعالم ككل وذلك بحسب التجربة التي مر بها الشخص.

في النقاط التالية سوف نوضح تأثير ذكريات الطفولة السيئة علينا:

Exit mobile version