الأم المتسلطة وتأثيرها على تربية الأبناء ومستقبلهم

بين رغبة الأم أن تربي أبناءها تربية مميزة وبين كثرة المسؤوليات التي عليها، تجد الأمهات أنفسهن في حيرة لاختيار الطريقة الأمثل للتربية، فتقع الكثيرات في فخ التسلط ليربين برأيهن طفلاً مطيعاً ليس على لسانه إلا كلمة “حاضر”.

أسباب تسلط الأم

لا بد أن كل أم تبحث عن علاقة صحية ومستقرة تجمع بينها وبين أبنائها، وكذلك الأم المتسلطة، ولكن أسباب عديدة منعتها من التمتع بهذه العلاقة مع أبنائها، أهمها: [2،3]

  1. الانشغال: فانشغال الأم يحولها لأم متسلطة أحياناً؛ فلا وقت لها للجدال والنقاش، كما أن شرحها لأبنائها أمور معينة أسهل وأسرع بالنسبة لها من إضاعة الوقت بالتجربة والخطأ والتوبيخ… كما تفتقر بعض الأمهات المسيطرات إلى التعاطف مع أطفالهن نتيجة لانشغالهن عنهم بحيث لا يتمتعن بالقدرة أو الطاقة للتفكير في مشاعرهم ومستقبلهم وتأثير السيطرة هذه عليهم.
  2. الخوف على الأبناء: فكثير من الأمهات يجرهن حبهن لأبنائهن وخوفهن عليهم للسيطرة عليهم وعلى حياتهم ومستقبلهم، اعتقاداً منهن أنهم بهذه الطريقة يحمونهم من العالم.
  3. أنهن ينظرن دائما للابن انه ما زال طفلاً صغيراً: فالأم هي الوحيدة التي رأت أبناءها في كل مراحل حياتهم؛ وكما نعرف أن التجارب السيئة تطبع في الذاكرة أكثر من التجارب الجيدة؛ فهي تتذكرك وأنت تتعثر في المشي وكذلك وأنت تخطئ في اختياراتك، وتود مساعدتك.
  4. أسلوب التربية: فقد تكون أمك قد تربت على السيطرة، فطبع هذا الأسلوب في مخها فأصبحت تعاملك به.
  5. الصورة النمطية في المجتمع: مثل صورة ان الطفل المطيع الذي ينفذ الأوامر دون نقاش هو الطفل مؤدبفهي تود أن تنشئ أبناءً يطيعونها فتتفاخر بهم أمام الناس، وكذلك تجدهم في كبرها.
  6. حب السيطرة: فقد تكون الأم محبة للسيطرة وهذا أمر متأصل في شخصيتها، وتتعامل بهذه الطريقة مع معظم الناس.
  7. مشكلة الأنا: يعاني الكثيرون من مشكلة "الأنا"، فتجدهم يبحثون عن السيطرة على الآخرين لإشباع هذه الأنا.
  8. الاهتمام الزائد: فهناك من الناس من يهتمون بن حولهم بشكل مبالغ فيه، فتجدهم يسألون عن تفاصيل التفاصيل ويقدمون الاقتراحات والمساعدات دون أن يشعروا أن اهتمامهم هذا قد يضايق من حولهم، فهم يفعلون هذا بحسن نية.
  9. الوحدة: فقد تكون هذه الأم وحيدة وتجد ونسها مع أبنائها وتفعل ما تفعل حتى لا يبتعدوا عنها يوماً ما.
  10. المشاكل النفسية: ربما تعاني من القلق او التوتر أو اضطرابات معينة، هنا على الأبناء مساعدتها في إيجاد السبب وحله.

علامات تدل على الأم المتسلطة

تقع على عاتق كل أم مسؤولية تأديب أبنائها ومساعدتهم في حياتهم بشكل عام، لكن هنالك خيط رفيع جداً بين هذه المسؤولية وبين التسلط على الأبناء… فما هي العلامات والإشارات التي تدل أن الأم متسلطة على أبنائها؟ [2]

  1. لا تسمح لأبناها بنقاشها: إنما تجعل من الواجب عليهم قول كلمة "حاضر" دائماً، حتى لو لم يكن كلامها مقنعاً أو مفهوماً.
  2. قد تمنع أبناءها كذلك من الاستفسار: فعليهم تنفيذ ما تريد هي حرفياً دون نقاش أو جدال مما يؤثر سلباً على فهمهم للعالم من حولهم، وعلى مهاراتهم في التواصل والاتصال أيضاً.
  3. تكون أكثر ميلاً لاستخدام العنف: عادةً ما تميل الأم المتسلطة للتعبير عن سلطتها بالعنف اللفظي أو الجسدي أو النفسي، كتوبيخهم لو لم يمتثلوا لأوامرها، وعدم مسامحتهم إذا أخطأوا.
  4. الاتكالية على الأبناء: قد تعتمد الأم المتسلطة على أبنائها كثيراً في تلبية احتياجاتها المختلفة أكثر مما يجب وبشكل غير ملائم، ومع ذلك هي لا تمنحهم الثقة.
  5. تغذية الشعور بالذنب لدى الأبناء: ما يحرك الأبناء نحو الانصياع للأم المتحكمة هو الشعور بالذنب، فقد تلجأ الأمهات المتسلطات إلى لعب دور الضحية والابتزاز العاطفي كلّما شعرن بانخفاض حدود سلطتهن.

تأثير الأم المتسلطة على الأبناء ومستقبلهم

لا شك أن هناك تأثير كبير للأم المتسلطة على الأبناء ومستقبلهم، ولا بد أنها كأم لا تدرك هذا غالباً، فهي تعتقد أنها عندما تقرر عن أبنائها وتتحكم بحياتهم ومستقبلهم واختياراتهم، تكون بذلك قد تحميهم وتساعدهم وتقوم بواجبها تجاههم… فمن تأثير الأم المتسلطة على الأبناء ومستقبلهم: [1،2]

كيف يتعامل الأبناء مع الأم المتسلطة؟

إذا كنت تعاني من أم متسلطة، فلا بد أنك تسأل عن كيفية التعامل معها حتى تقلل من تأثير هذا عليك وعلى مستقبلك، وحتى تحسن علاقتك معها فتصبح صحية أكثر… سنساعدك ببعض الطرق منها: [1،2،3]

نتمنى أن يكون هذا المقال مفيداً في التعرف على الأم المتسلطة وتأثيرها على أبنائها ومستقبلهم، وكيفية التعامل معها

Exit mobile version