الطلاق من الزوج الفقير وتأثير الفقر على الزوجين

تعتبر المشاكل المالية من أكثر الأسباب التي تؤدي لنشوء خلافات بين الزوجين لعدم تلبية الاحتياجات المطلوبة في المنزل من جهة ولبحث الزوجين المستمر عن عمل من جهة أخرى وهذا قد يؤدي بشكل كبير لحالات الطلاق في حال عدم تحقيق استقرار مادي، فهل يحق للزوجة طلب الطلاق بسبب تردي الوضع المادي، وما هي آثار الوضع المادي السيء على المنزل والأطفال؟

هل يجوز طلب الطلاق بسبب فقر الزوج؟

الخلافات الزوجية المستمرة بسبب الأوضاع المالية قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى الطلاق، فمن جهة تشعر الزوجة بالضغط والاكتئاب والنفور عندما يعجز الزوج عن تلبية متطلبات المنزل ومتطلباتها الشخصية فهو مسؤول عنها ومن المفروض أن يكون قادر على تلبية جميع احتياجاتها، ومن جهة أخرى ليس للزوج دائماً ذنب بأن وضعه المادي سيء في حال كان يسعى بكامل قدرته لتأمين جميع الاحتياجات وتحقيق الحياة الرغيدة لزوجته واسرته.
لذلك في هذه الحالة لا يحق للزوجة أن تطلب الطلاق بسبب فقر الزوج ومن واجباتها الزوجية مساعدته والصبر عليه ومحاولة تأمين احتياجات الأسرة بمبالغ صغيرة إلى أن يحسن الزوج من الوضع المادي له، ولكن في حال كان الرجل مستسلماً للواقع ولا يحاول أن يحسن من وضعه ولا يبحث عن عمل إطلاقاً هنا من حق الزوجة أن تطلب الطلاق وتعيش حياتها وتؤمن عمل خاص بها يلبي احتياجاتها ويؤمن لها حياة أفضل. [1]

الطلاق بسبب فقر الزوج والوضع المادي

الوضع المادي المتردي للزوج ينتج العديد من الآثار السلبية على المنزل والأطفال ومن المحتمل أن تؤدي في نهاية المطاف طلب الزوجة الانفصال، وسوف نوضح هنا بعض من هذه الآثار السلبية: [2]

  1. تقصير الرجل بتلبية احتياجات الأسرة: التقصير بتلبية احتياجات الأسرة من أكثر أسباب الخلافات التي تنشأ بين الزوجين نتيجة تردي الوضع المادي، وذلك لأن الأطفال لا تفهم أنه لا يوجد مال مع الأب فهم يريدون أن يكونوا مثل أصدقائهم باللباس والطعام والنزهات ناهيك عن التقصير بتلبية الاحتياجات الأساسية مثل أثاث المنزل ومتطلبات المعيشة، هذا التقصير لا يمكن للزوجة أن تسكت عنه فلا يوجد حل سوى إيجاد المال بأي طريقة ممكنة.
  2. تراكم الديون: من الآثار السلبية لتردي الوضع المادي أيضاً تراكم الديون على الأسرة وشعور الزوجين بالحرج من الدائنين بحال عدم القدرة على وفاء هذه الديون وكلام الناس الجارح للزوجة نتيجة تراكم الديون على زوجها يجعل صبرها ينفذ ومن الممكن ألا تكون قادرة على تحمل الوضع المادي أكثر وتطلب الطلاق.
  3. الإحراج من مساعدة الأهل أو الأصدقاء: من الآثار السلبية لتردي الوضع المادي والتي تؤدي لخلافات بين الزوجين أيضاً هي الإحراج من مساعدة الأهل أو الأصدقاء في كل مرة لإنقاذ المنزل من الضياع، وهذا سبب وجيه قد يجعل الزوجة تفقد أعصابها وتذهب نحو الطلاق.
  4. الجو المشحون بشكل دائم: تردي الوضع المادي يجعل الزوجين يعيشان بحالة عدم استقرار فيكون المنزل مشحون بطاقة سلبية وقد تحدث الخلافات على أبسط الأسباب.

أسباب الخلافات الزوجية المادية

وقد تتطور الخلافات الزوجية بسبب تردي الوضع المادي وتؤدي لنشوء فجوة كبيرة بين الزوجين وقد تنتهي بالطلاق بسبب عوامل عديدة، ومن هذه العوامل: [2،4]

  1. ابتعاد الرجل عن المنزل لفترات طويلة: الوضع المادي السيء للزوج يتطلب منه البحث عن أكثر من عمل وهذا يبعده عن المنزل والأطفال لفترات طويلة مما يزيد من عميق الخلافات بين الزوجين والفجوة بينهما.
  2. إهمال الزوجة: تردي الوضع المادي للزوج يجعله بشكل أو بآخر يهمل واجباته تجاه زوجته سواءً كانت الواجبات الزوجية في العلاقة العاطفية أو إهمال واجباته نحو زوجته كتقصيره بتلبية احتياجاتها الشخصية.
  3. إهمال الأطفال: قد يكون إهمال الأطفال والتقصير في شراء احتياجاتهم الشخصية من أكثر أسباب الخلاف بين الزوجين عند تردي الأوضاع المالية، فالزوجة يمكن أن تصبر على احتياجاتها ولكن احتياجات الأطفال لا يمكن إهمالها فالطفل بحاجة إلى مصاريف كبيرة في المدرسة أو اللباس، بالإضافة لأن الأطفال معرضين للمرض بشكل دائم، وهذا يتطلب زيارات متكررة ودورية إلى الطبيب ومصاريف جديدة قد تجعل الخلافات تزيد بين الزوجين.
  4. عمل الزوجة والرجل عاطل عن العمل: في حال كان الزوج عاطل عن العمل ولا يفكر بالبحث عن عمل جديد وفي نفس الوقت تكون الزوجة تحاول بشتى الوسائل تأمين متطلبات الأطفال والمنزل وتعمل بجهد كبير ولا تجد تقديراً لعملها هذا يجعلها تستاء من زوجها وتفكر بشكل جدي بالطلاق نتيجة الخلافات الدائمة على العمل.
  5. الأولويات المختلفة: قد يكون اختلاف وجهات النظر بالأولويات المالية بين الزوجين أحد أسباب الخلاف، على سبيل المثال قد تكون الزوجة تريد توفير بعض المال لشراء أشياء أساسية للمنزل كالأدوات كهربائية والزوج لا يريد توفير هذا المال ويفضل صرفه على أشياء أخرى وهذا قد يجعل الخلاف دائم بينمها.

الآثار النفسية لفقر الزوج والوضع المادي السيء

الوضع المادي المتردي يجعل جو المنزل في توتر دائم وتكاد الخلافات تقتل الألفة في المنزل وتؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للزوجين، ومن الآثار النفسية التي تنتج عن تردي الوضع المادي: [3]

نتائج الطلاق بسبب الفقر وسوء الوضع المادي

ليس بالضرورة أن يكون الطلاق حل حقيقي لمشكلة سوء الأوضاع المادي فيوجد عدة آثار سلبية للطلاق تنتج بسبب سوء الأوضاع المالية للعائلة وعدم القدرة على إنقاذ الحياة الزوجية من الدمار، وسوف نذكر بعض من آثار هذا الطلاق على العائلة: [3،4]

نصائح لحل المشكلات المادية بين الزوجين

من المهم عند الدخول في ضائقة مالية البحث عن حل لهذه المشكلات المادية بين الزوجين من أجل إنقاذ العلاقة الزوجية وحماية المنزل من الانهيار، لذلك سوف نوضح بعض النصائح لحل المشكلات المادية التي تؤثر على العلاقة الزوجية:

Exit mobile version