التعامل مع أبناء الزوجة ودور زوج الأم في التربية

الزواج من مطلقة أو أرملة لها أبناء يضع مسؤوليات إضافية على عاتق الزوج، حتى وإن لم يعش الأبناء في كنف زوج الأمِّ وتحت رعايته؛ تظل مسؤولية زوج الأمِّ قائمة تجاه أبناء الزوجة على اعتبارهم أخوّةً لأبنائه من جهة، وعلى اعتباره زوجاً لأمّهم وفرداً من أسرتهم من جهة أخرى.
سنحاول أن نحلل العلاقة بين أبناء الزوجة وزوج الأمِّ وكيفية التعامل مع أبناء الزوجة للحفاظ على استقرار الأسرة. بطبيعة الحال نتحدث في هذا المقال عن أبناء الزوجة الأطفال أو المراهقين، لأن وجود أبناء بالغين أو كبار للزوجة يجعل العلاقة مع زوج الأمّ مختلفة تماماً وخاضعة لنوع آخر من التقاليد الاجتماعية إن صح التعبير.

حدود العلاقة بين أبناء الزوجة وزوج الأمّ

يجب رسم حدود العلاقة بين أبناء الزوجة وزوج الأم في مرحلة مبكرة من الزواج أو حتى قبل الزواج إن كان ذلك ممكناً، وأهم الأمور التي يجب حسمها بالاتفاق مع الزوجة التي لها أبناء من زواج سابق هي:

دور زوج الأمّ في تربية أبناء الزوجة ورعايتهم

قواعد التعامل مع أبناء وبنات الزوجة

  1. لا تحاول فرض نفسك "أب بديل": من الأخطاء التي يرتكبها زوج الأم أحياناً محاولة إجبار أبناء الزوجة على التعامل معه كأب بديل عن والدهم الحقيقي -سواءً كان الوالد موجوداً أم لا- وقد يعتقد زوج الأم أن هذه الطريقة تقرِّبه من الأبناء.
    عملياً لا يجب أن تطرح نفسك كأب بديل بل كزوج أمٍّ جيد وجدير بالاحترام والتقدير، واترك لهم حرية الاختيار باعتبارك أباً لهم أو زوج أمّ، حتى على مستوى الخطاب وأسلوب الحديث لا تجبرهم على لقب "بابا".
  2. الزوجة لها أولوية وضع القواعد لأبنائها: بطبيعة الحال تريد كرجل أن تضع قواعد للبيت وهذا حقك بل واجبك، لكن فيما يتعلق بالتعامل مع أبناء الزوجة من الأفضل أن تكون الأم هي المسؤول المباشر الذي يفرض عليهم هذه القواعد، ويمكنك الحديث مع زوجتك وتقديم الملاحظات لها من خلف الستار لتكون هي المسؤولة عن تنبيه أبنائها أو تطويعهم للالتزام بقواعد البيت.
  3. الاحترام هو أساس العلاقة مع أبناء الزوجة: لا يمكنك إجبار أبناء الزوجة على حبك أو الشعور نحوك بمشاعر إيجابية، لكن ما لا يمكن التسامح به هو الاحترام، فأول ما يجب أن تطلبه من زوجتك وأبنائها هو الحفاظ على الاحترام في التعامل، والباقي يمكن الحصول عليه مع الوقت، وحتى إن لم تكن العلاقة مثالية مع أبناء الزوجة سيكون الاحترام كافٍ لبناء أسرة مستقرة.
  4. احترم مشاعر أبناء الزوجة تجاهك: يجب أن تتفهّم المشاعر السلبية أو حتى مشاعر الكره عند أبناء الزوجة، فأنت منافس لوالدهم وربما يحمِّلونك جزء من مسؤولية دمار أسرتهم حتى وإن كنت لا تعرفهم قبل ذلك، لذلك لا تحمل ضغينة في قلبك تجاه الأطفال الصغار إذا لم يبادلوك المحبة أو عبّروا عن الكره والضغينة، الزمن سيجعلهم أكثر تقبلاً لوجودك في حياتهم، وطريقة تعاملك معهم ستغير مشاعرهم تجاهك؛ للأحسن أو للأسوأ!
  5. لا تحاول قطع علاقة أبناء الزوجة مع والدهم: يجب أن تدعم وجود الأب في حياة أبناء الزوجة ولا تحاول أن تؤثر على علاقتهم به أو تمنعهم عنه وتمنعه عنهم، إذا كنت تشعر بالضيق لرؤية طليق زوجتك أو التواصل معه؛ خذ موقفاً حيادياً وتحدث مع زوجتك عن مشاعرك، لكن لا تمنع الأطفال عن أبيهم أو تحاول التأثير على مشاعرهم تجاهه.
  6. كن حكيماً في فرض قواعد جديدة: أبناء الزوجة معتادون على قواعد بيتهم قبل انفصال الوالدين أو رحيل الأب، ومن الحكمة أن تتعرف أكثر إلى هذه القواعد والعادات، وتبدأ بتغييرها بشكل تدريجي وبطيء بما يتناسب مع قواعدك في بيتك -التي ستصبح قواعدهم عمّا قريب- ولا تحاول أن تغيّرهم بين ليلة وضحاها.
  7. لا تتحدث عنهم أمام الآخرين: من أكثر التصرفات إيذاءً للأبناء أن تتحدث عنهم وعن مشاكلهم أمام الآخرين، تأكّد أن تحتفظ بأسرار أبناء الزوجة وبخصوصيات مشاكلك معهم ومع والدتهم في بيت الزوجية، ولا تتنقد سلوكهم بشكل علني أو تنتقد تربيتهم أمام الآخرين.
  8. لا تسمح للآخرين بالتدخل: قد يحاول بعض المحيطين بك التدخل بتربية أبناء زوجتك، مثل أخوتك أو والديك، وربما يحاولون لعب دور الأعمام والعمات أو الجدين عن طيب نية، لكن مع ذلك الأفضل ألّا يتدخل أحد بأبناء الزوجة، لأنهم بالكاد يتقبلون وجودك في حياتهم خاصة في المرحلة الأولى، ولن يكون من الحكمة إجبارهم أيضاً على الانصياع لتدخلات محيطك الاجتماعي وأسرتك الكبيرة كأسرة بديلة!
  9. حافظ على خصوصيتهم: لا تنسَ أن أبناء الزوجة ليسوا أبناءك، ويجب أن تحترم خصوصيتهم وحساسيتهم تجاه هذه الخصوصية، اقرع عليهم الباب مثلاً قبل الدخول إلى غرفتهم، ولا تحاول مراقبتهم أو التنصت عليهم، مع أن هذه التصرفات مطلوبة حتى مع الأبناء؛ لكنها أكثر أهمية في التعامل مع أبناء الزوجة.
  10. تعامل معهم كأطفال وليس كخصوم! قد يتصرف أبناء الزوجة تصرفات مزعجة وطائشة، لا تتعامل مع الأمر كأنه مسألة شخصية أو خصومة ويجب أن تنتصر في نهايتها، بل يجب أن تفهم دوافعهم الحقيقية لهذه التصرفات وأن تتعامل معهم كأطفال تعرضوا لصدمة انفصال الوالدين أو فقدان الأب، وليس كخصوم وأنداد.
  11. التفاهم على الحلول في الكواليس: مهما كانت طبيعة المشاكل التي تواجهك في التعامل مع أبناء الزوجة؛ يجب أن يتم وضع الحلول بالاشتراك مع الزوجة -أمّهم- في الكواليس، وحاول ألّا يحصل خصام أو شجار مع زوجتك أمامهم خصوصاً إن كانوا هم السبب.
  12. اطلب المساعدة: لا تتردد في طلب المساعدة من مختصي التربية والعلاقات الأسرية، أو أصحاب التجارب السابقة، حاول أن تحصل على بعض النصائح التخصصية التي تساعدك على بناء علاقة صحية مع أبناء الزوجة.

أسباب كره أبناء الزوجة لزوج الأم

فهم أسباب مشاعر الكره أو المشاعر السلبية تجاه زوج الأم سيساعدك ويساعد زوجتك على التعامل مع الأبناء بشكل أفضل وتصحيح العلاقة، وأبرز هذه الأسباب:

"أتضايق من وجود ابن زوجتي" من استشارات حِلّوها

في إحدى الاستشارات التي وصلت إلى مجتمع حِلّوها؛ يقول صاحب الاستشارة أنه تزوج من امرأة مطلقة ولها طفل عمره خمس سنوات، وكان شرط الزوجة أن يبقى الطفل معها فوافق الزوج، لكن بعد فترة بدأ زوج الأم يشعر بالضيق من وجود ابن زوجته ويرغب بإرساله لأبيه، ولا يعرف إن كان يجب عليه المحاولة أكثر للتقرب من الطفل واستيعاب وجوده، أم الإصرار على إرساله لوالده.
اقرأ الاستشارة كاملة وآراء الخبراء والقراء من خلال النقر على هذا الرابط.

في قصة أخرى من مجتمع حِلّوها يشكو زوج الأم من ضغط أبنائه عليه ليتوقف عن الإنفاق على أبناء زوجته، يقول أنه تزوج من امرأة مطلقة لها أبناء، وقام بتربية أبنائها مع أبنائه والإنفاق عليهم لأن والدهم لا يستطيع تحمل نفقتهم، واستمر هذا الحال 10 سنوات، لكن بعد أن كبر أبناء الرجل من زواجه الأول صاروا يضغطون عليه أنهم أحق بماله من أبناء زوجته.
اقرأ الاستشارة الكاملة من خلال النقر على الرابط.

Exit mobile version