خلافات سنة أولى زواج وحلول مشاكل أول سنة زواج

غالباً ما ينظر الخبراء إلى السنة الأولى من الزواج بوصفها “المرحلة الأصعب” التي ينتج عنها زواج مستقر وسعيد أو زواج تعيس وآيل إلى الانهيار في أي لحظة، حيث يختبر الزوجان في “سنة أولى زواج” معظم المواقف الجديدة عليهما كشريكين، وتنشب الصرعات المصيرية خلال الشهور الأولى من الزواج على توزيع الأدوار والمسؤوليات والموازنة بين التوقعات وواقع الزواج، فالطريقة التي يتعامل بها “العرسان” مع خلافات السنة الأولى من الزواج هي التي ترسم ملامح العلاقة الزوجية على المدى الطويل.

خلافات ومشاكل سنة أولى زواج وحلولها

  1. التوقعات المسبقة وخيبة الأمل: أول التحديات التي تواجه الزوجين في أول سنة زواج هي التعامل مع التوقعات المسبقة عن الزواج بشكل عام أو عن الشريك، وربما يصح القول أن الصراع بين واقع الزواج وبين التوقعات المسبقة هو صراع ثابت في كل زواج، والفرق الحقيقي بالآلية التي يبتكرها الشريكان للتعامل مع خيبة الأمل وانكسار التوقعات.
    • الحل: يجب أن يتأقلم الأزواج الجدد مع واقع الزواج وحقيقة العلاقة الزوجية التي قد تكون رتيبة ومملة أحياناً وفيها من التحديات والمسؤوليات والهموم أكثر مما فيها من اللهو والمرح، فالتمسُّك بالتوقعات والتصوّرات المسبقة يقود إلى المزيد من توتر بداية الزواج، وننصح المتزوجين حديثاً بتقبّل الفجوة بين التوقعات والواقع من خلال التصريح عن مشاعر الخيبة لبعضهما والنقاش عن تأثير تلك التوقعات على مشاعرهما الحالية.
  2. أول سنة زواج مثل المشي في حقل ألغام! تتميز السنة الأولى من الزواج بانفجار خلافات ومشاكل مفاجئة بشكلٍ غير متوقع وغير محسوب، حتى الأزواج الذين قضوا فترة طويلة معاً قبل الزواج لن يعرفوا ما يكفي عن بعضهما لتجنب هذه النزاعات المفاجئة، التي تنتج بشكل رئيسي عن تداخل الحياة الشخصية بالحياة المشتركة، وتشارك الزوجين في كل شيء من السرير إلى الطعام واستخدام أغراض البيت وغيرها من الأنشطة العادية، فضلاً عن تشاركهما المصير، تشبه هذه الخلافات الشجار بين طلاب السكن الجامعي أحياناً!
    • الحل: إذا اتفقنا أن السنة الأولى من الزواج حقل ألغام؛ لا بد إذاً من التصرف بحكمة من خلال استكشاف الحياة الجديدة بهدوء، وننصح أن يسأل الزوجان بعضهما قبل التصرف بشكل منفرد حتى بأبسط الأمور، فدعوة الأهل على العشاء دون استشارة الزوجة قد تكون سبباً للنزاع، بل أن شراء أكواب جديدة قد يكون سبباً لصراع الزوجين في السنة الأولى!
  3. تأثير الزواج على الحب والعاطفة: غالباً ما تتراجع قوة المشاعر العاطفية والرومانسية بين الزوجين بعد شهور قليلة من بداية الزواج، وهذا لا يعتبر موتاً للحب بعد الزواج وإنما انتقالاً إلى مرحلة جديدة من الترابط العاطفي، لكن الوقوف على أطلال التعارف والحب والرغبة بمنع وإنكار التطوّر الطبيعي للزواج قد يكون سبباً في العديد من مشاكل وخلافات أول سنة زواج.
    • الحل: العلاقة الزوجية تحتاج إلى الصيانة والتجديد من الشهور الأولى، ويجب أن يفهم الزوجان بشكل جيد أن لكل مرحلة من الحياة الزوجية خصوصية وطبيعة مختلفة عن المراحل الأخرى، وإنكار التطور الطبيعي لعلاقة الزواج يعني البقاء في نقطة تحول لا يمكن تجاوزها إلّا بفهم كل مرحلة بشكل مستقل، فالإنجاب مثلاً سيغيّر العلاقة جذرياً، ومرور السنوات يعني وجود تغيرات كبيرة في حياة الزوجين ومشاعرهما.
  4. اختبارات الالتزام بين الزوجين: في الشهور الأولى من الزواج تظهر المشاكل المتعلقة بالالتزام، مثل الوقت الذي يخصصه الزوجان لبعضهما، والوفاء بالوعود التي سبقت الزواج، والتزام الزوجين بأداء المهام والمسؤوليات، وفي معظم الأحوال يحتاج ضبط الالتزام إلى الشجار والنزاع بين الزوجين، لكن طريقة إنهاء الشجار هي التي تحدد تأثير هذه المرحلة على مستقبل الزواج.
    • الحل: الحوار المفتوح بين الزوجين من أقصر الطرق وأفضلها لفض الخلافات المتعلقة بالالتزام، ويجب أن يكون هناك قدر كبير من الصراحة يتضمن تحديد المشكلة وعرض الحلول، مثلاً عندما تشعر الزوجة أن زوجها مشغول عنها وغير مهتم، لا بد أن تشرح مشاعرها بشكل هادئ، وتطلب منه وتساعده في تنظيم وقته.
  5. مشاعر الندم على الزواج: قد تكون مشاعر الندم على الزواج من المشاعر الطبيعية في جميع الزيجات الحديثة، وتنتج مشاعر الندم عن خسارة قدر كبير من الحرية، والشعور بخيبة الأمل نتيجة التوقعات المرتفعة، وعدم القدرة على التعامل مع مشاكل أول سنة زواج بشكل صحيح.
    • الحل: بالدرجة الأولى يجب تقبل مشاعر الندم على الزواج وفهمها، وعدم وضع اللوم على الشريك أو تحميله مسؤولية هذه المشاعر، وفي كثير من الحالات لا يجب التصريح حتى بشعور الندم على الزواج، كما تشكل إدارة المشاكل اليومية في بداية الزواج عاملاً حاسماً في السيطرة على مشاعر الندم.
  6. التكيف مع العادات اليومية: معظم العادات اليومية المزعجة لا تظهر قبل الزواج، والكثير من مشاكل أول سنة زواج ترتبط بهذه العادات، مثل الفوضى وعدم التنظيم وعادات الطعام والاستحمام، حتى الشخير قد يكون سبباً لتوتر العلاقة الزوجية في بدايتها.
    • الحل: التكيّف مع عادات الشريك له الأولوية خصوصاً عندما تكون هذه العادات غير ضارّة لأحد الزوجين، وعندما يكون التكيف غير ممكن لا مفر من النقاش والحوار حول إمكانية تعديل هذه العادة، ومساعدة الشريك بطريقة مناسبة لتعديل العادة، يمكن مثلاً شراء هدية من معدات العناية بالنظافة الشخصية لتعديل عادات الشريك في هذا المجال مع الإشارة إلى الانزعاج من إهمال النظافة، وهكذا.
  7. كثرة الشجار في أول سنة زواج: للأسباب التي ذكرناه وغيرها تعتبر السنة الأولى من الزواج فترة مليئة بالصراعات والنزاعات بين الزوجين في معظم الزيجات، وكثرة الشجار في بداية الزواج من مداخل حل المشاكل ورسم ملامح العلاقة الزوجية في المستقبل بشكل صحي ومناسب.
    • الحل: الشجار نفسه ليس مشكلة في بداية الزواج، المشكلة دائماً كيف ينتهي هذا الشجار، وهل ينتج حل عن الخلافات في أول سنة زواج أم ينتج مشاكل جديدة وخلافات أكبر! لذلك يجب أن يعمل الزوجان على حلّ جميع مشاكلهما الأساسية خلال أول سنة زواج واكتساب مهارات حل النزاعات الزوجية في هذه الفترة، وأهمها عدم تأجيل حل المشاكل.
  8. مشاكل مع عائلات الزوجين: التعامل مع أهل الشريك وأصدقائه ومحيطه الاجتماعي من المواضيع الدسمة للخلاف والشجار في أول سنة زواج، وغالباً ما يكون الاندماج مع عائلة الشريك مرحلة صعبة تحتاج إلى الكثير من الصبر والحكمة لتجنب خلافات عميقة ومزمنة.
    • الحل: الاتفاق المسبق بين الزوجين على حدود العلاقة مع أهلهما وأبعادها يختصر نصف المسافة، ثم يجب أن يكون كل طرف منفتحاً على أسرة شريكه، ويعمل على نزع فتيل الخلاف وأسباب الخصام، ويتجنب تحميل الشريك مسؤولية التصرفات المزعجة التي يقوم بها أهله أحياناً.
  9. نصائح سنة أولى زواج: بمجرد أن يتم تحديد موعد الزفاف يستقبل العروسان من النصائح أكثر مما يستقبلان من التهاني، وغالباً ما تكون السنة الأولى في الزواج "سنة النصائح" التي يقدمها الآخرون للزوجين همساً أو جهراً، وعادةً ما تقود هذه النصائح إلى مزيد من التوتر والخلافات.
    • الحل: الزواج تجربة فريدة لا يمكن تعميمها، ولا يجب أن يستمع الزوجان إلى النصائح المجانية التي يحصلون عليها دون طلبها حتى، وإن شعر أحد الزوجين بالحيرة أو العجز في التعامل مع بعض قضايا الحياة الزوجية، فالأجدى طلب الاستشارة من مستشار مختص بالعلاقات الأسرية والزوجية.
  10. المشاكل المالية في أول الزواج: في معظم الحالات تتطور الخلافات المالية بين الزوجين في مرحلة متقدمة من الزواج، حيث يظهر أثر العادات والقرارات المالية على حياة الزوجين، ويعتقد كلّ منهما أنه أجدر بالإدارة المالية، أو أنه مظلوم في حقوقه المادية.
    • الحل: المشاكل المالية بين الزوجين متشعبة كثيراً، تبدأ بالخلاف على القرارات المالية ومن يجب أن يدير دفة الاقتصاد المنزلي، ولا تنتهي عند الخلاف على الملكية وحقوق كل طرف بمال الآخر، وعادةً ما يكون التفاهم الصريح على الإنفاق والمسؤوليات المالية هو الحل الوحيد، والتفاهم الصريح هنا يعني تسمية الأشياء بمسمياتها، وتحديد واجبات ومسؤوليات كل طرف في الأمور المالية، بل وتوثيق التعاملات المالية التي تتعلق بالملكية مثل الحصة من الممتلكات التي يتم دفع ثمنها بشكل مشترك.
  11. مشاكل الإنجاب في سنة أولى زواج: قرار الإنجاب من أكثر القضايا تعقيداً في السنة الأولى من الزواج، سواء كان هناك تعارض في رغبة الإنجاب بين الزوجين، أو حصل الزوجان على حمل غير محسوب وغير مرغوب، وبدأ صراع الإجهاض أو تبادل اللوم.
    • الحل: لا ننصح عموماً بالإنجاب في السنة الأولى من الزواج حيث يجب أن يترك الزوجان فرصة كافية للتأقلم مع حياتهما الجديدة، لكن الأهم أن يكون الإنجاب قراراً مشتركاً مخططاً له، وليس صدفة أو حيلة، ولا بد من التأكيد على ضرورة الاتفاق على وسائل منع الحمل في حال قرار عدم الإنجاب وأخذ الاحتياطات اللازمة لتأجيل الإنجاب.
  12. الخيانة في بداية الزواج: قد لا يفكر البعض بالخيانة الزوجية كواحدة من مشاكل سنة أولى زواج، لكن فعلياً هناك ما يسمى "نزوة الشهر السابع" حيث يعاني معظم الأزواج من مشاعر متضاربة من الملل والندم ومقارنة الشريك بغيره والتي قد تدفعهم للخيانة أو التفكير بالخيانة.
    • الحل: لا يمكن الحديث عن حلول بسيطة للخيانة في بداية الزواج لأنها لا ترتبط بتاريخ طويل بين الزوجين يحتاج إلى المراجعة والمعالجة، وغالباً ما تكون الخيانة في أول سنة من الزواج مؤشراً سلبياً على مستقبل العلاقة خصوصاً إن تعدت الخيانة العاطفية إلى خيانة جسدية أو علاقة كاملة خارج الزواج، اقرأ مقالنا عن أسباب الخيانة المبكرة في الزواج وصدمة الخيانة في بداية الزواج من خلال النقر هنا.

فوائد الخلافات في أول سنة من الزواج

على الرغم من صعوبة الفترة الأولى من الزواج وكثرة المشاكل في أول سنة زواج، إلّا أن كل ذلك يعتبر مخاض طبيعي لا بد أن تمر به العلاقة لتكون علاقة مستقرة ومتوازنة، وهناك مجموعة كبيرة من الفوائد للخلافات في السنة الأولى من الزواج إن تم التعامل معها بشكل حكيم؛ نذكر منها:

نصائح سنة أولى زواج

تجارب سنة أولى زواج

شارك أعضاء مجتمع حِلّوها تجاربهم في أول سنة زواج من خلال الإجابة عن سؤال إحدى السيدات المتزوجات حديثاً "كيف كانت تجربتكم مع أول سنة زواج؟" وهذه بعض تجارب أول سنة زواج:

فيديو مشاكل أول سنة زواج مع ميساء الحموري

في هذا الفيديو تشاهدون تجربة أول سنة زواج "ساندي ووسام" زوجان سعيدان استطاعا تجاوز مشاكل أول سنة زواج، تحاورهما مدربة العلاقات الأسرية والاجتماعية في موقع حِلّوها ميساء الحموري، لنتعرف معهما على كيفية تجاوز مشاكل الزواج في السنة الأولى، شاهد الحلقة من خلال النقر على علامة التشغيل أو الانتقال إلى حِلّوها tv عبر النقر على هذا الرابط:

Exit mobile version