العوامل المؤثرة بالسلوك المنحرف عند المراهقين

مرحلة المراهقة هي مرحلة اكتشاف بالدرجة الأولى، حيث يكتشف المراهق العالم من حوله من منظور جديد تزامناً مع التغيرات الجسدية والنفسية الكبيرة التي تطرأ عليه، وتتأثر دوافع المراهق للاكتشاف والتجريب بالعديد من العوامل التي قد تقوده إلى السلوك المنحرف؛ في هذه المقالة سنتحدث عن العوامل الداخلية والعوامل الخارجية إضافة للعوامل الصحية وتأثيرها في انحراف المراهق! كما سنتحدث عن أنماط المراهقة والنصائح الأمثل للتعامل مع المراهق المنحرف!

أنماط ومراحل المراهقة

بداية يجب أن نحدد أن للمراهقة 3 مراحل هي:


كما يوجد 4 أنماط رئيسية للمراهقة هي: [1]

  1. المراهقة العنيدة العنيفة: يكون سلوك المراهق في نمط المراهقة العنيدة العنيفة سلوكاً يتصف بالعدوانية على نفسه وعلى الأشخاص والأشياء من حوله مع حالة من مشاعر الإحباط العام.
  2. المراهقة المنطوية الخجولة: يكون المراهق في هذا النمط خجولاً وانطوائياً ويعاني من مشاكل في التواصل الاجتماعي مع محيطه وأقرانه والبيئة التي يعيش فيها فيكون تفاعله الاجتماعي سيئاً فنجده يتلعثم عن الكلام ويحمر وجهه ويتعرق جسمه ووجهه وكفيه عندما يطلب منه الحديث أمام الآخرين.
  3. المراهقة المضطربة نفسياً: في هذا النمط من المراهقة تظهر سمات الشخصية المطضربة مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع التي تتلذذ بإلحاق الأذى بالآخرين سواء أكان ذلك عن طريق سلوكيات مقصودة أو غير مقصودة.
  4. المراهقة السوية: نمط المراهقة الهادئ المنتج والفعال والبعيد عن المشاكل والحدية في التعامل مع المحيط والأشخاص حوله.

انحراف المراهق وتأثير البيئة الأسرية

تؤثر البيئة الداخلية أي الأسرة والعلاقة بين أفراد الأسرة في تكوين شخصية الطفل والمراهق والتأثير عليهم بشكل كبير، حيث نجد أن المراهق الذي يعيش في بيئة أسرية هادئة ومحبة لبعضها البعض ينمو بسلاسة ويكون بعيداً عن المشاكل والانحراف على عكس المراهق الذي يعيش في جو أسري مشحون بالمشاكل والصراخ والإهانات وعدم تفاهم بين أفراد أسرته. ومن العوامل الأسرية التي تسبب انحراف المراهق: [2]

العوامل الخارجية ودورها في انحراف المراهق

يتأثر المراهق بالبيئة الخارجية التي يتعامل معها وتؤثر على تكوين وصقل شخصيته وقد تتسبب بانحرافه إذا كانت هذه البيئات منحرفة وسلبية وغير سوية فمثلاً: [3]

  1. البيئة غير السوية في المدرسة: في مرحلتي المراهقة المبكرة والمتوسطة يكون المراهق في مرحلة الدراسة المدرسية، إذا كانت البيئة في المدرسة بيئة موبوءة وغير سليمة فهذا سينعكس على المراهق ويتسبب بانحرافه، كتعرفه على رفاق السوء الذين سيعلمونه على السلوكيات المنحرفة واللاأخلاقية كشرب الدخان والمخدرات والحشيش والتنمر والاعتداء على الآخرين والسرقة والكذب والاستقواء على الضعفاء وربما يتم أيضاً تعليمه على سلوكيات جنسية منحرفة.
  2. افتقاد المدرسة لأساسيات التربية والتعليم: فإذا ذهب المراهق إلى المدرسة ولم يحصل على قدر كافي من العلم والمعرفة ولم تهتم البيئة المدرسية بتريبة هذا المراهق وتصويب سلوكياته المنحرفة والخاطئة وإن كانت صغيرة وبسيطة فإنه سينحرف بسلوكيات أكثر سوءاً وضرراً.
  3. تقليد رفاق السوء: خارج إطار المدرسة في الشارع والحي الذي يعيش فيه المراهق أو في الأماكن التي يرتادها كالنادي الرياضي وأماكن الترفيه قد يتعرف على رفاق السوء الذين يشكلون خطراً حقيقياً وخاصة إذا كانوا أكبر منه سناً أي يدركون تماماً ما هي الأفكار المسمومة التي يقومون بزراعته في رأس المراهق وتفكيره للسيطرة عليه وجرفه في طريق الانحراف والسلوكيات غير الأخلاقية والمرفوضة اجتماعياً ودينياً وعرفياً.
  4. تردي المستوى الأخلاقي العام للمجتمع: فالمراهق جزء من بيئته ومجتمعه، وفي حال تردي مستوى الأخلاق والقيم الاجتماعية لدى المجتمع والبيئة التي يعيش فيها المراهق فإن ذلك قد يؤثر بشكل كبير على انحراف المراهق وانجرافه وراء سلوكيات غير سوية ومرفوضة ولكنها رائجة في تلك البيئة المجتمعية.

دوافع وأسباب انحراف المراهقين

لانحراف المراهق عدة دوافع ومحفزات ومسببات إضافة إلى العوامل الداخلية والخارجية التي تحدثنا عنها في هذه المقالة ومن هذه الدوافع: [4]

نصائح للتعامل مع انحراف المراهق

التعامل مع المراهق عموماً يتطلب الصبر والحكمة والهدوء لعدم جعل الأمور أكثر سوءاً ومن هنا نقدم لكم مجموعة من النصائح للتعامل مع المراهق المنحرف: [5]

  1. تجنب أسلوب الوعظ والنصح وإملاء الأوامر فكلها لن تجدي نفعاً مع المراهق وخاصةً المراهق المنحرف الذي بات يقوم بسلوكيات منحرفة.
  2. بناء جسر من الثقة والاحترام المتبادل مع المراهق فمن دون هذا المفتاح لن تستطيع التأثير على المراهق المنحرف أو الحديث معه وإقناعه بخطورة ما يقوم به من سلوكيات منحرفة وبالتالي لن تستطيع تغييرها.
  3. الاعتناء بالطفل منذ نشأته وتربيته على القيم والأخلاق والمبادئ الصحيحة والسوية فأفكار مرحلة الطفولة تؤثر بشكل كبير على سلوكيات وأفكار الشخص في مرحلة المراهقة.
  4. تجنب أسلوب اللوم المباشرة تأنيب الضمير فالمراهق قد لا يرى الأمور بعين الحكمة التي تنظر من خلالها كشخص واعٍ وناضج.
  5. عندما تتحدث مع المراهق وتحاول تعديل سلوكه افهم شخصيته واحتياجاته ومفاتيح شخصيته لتتمكن من التأثير عليه كلامياً وعاطفياً.
  6. المراهق المنحرف حتى وإن بدا أنه سعيد بما يقوم به إلا أنه في الواقع ليس كذلك بل يحاول أن يبرر لنفسه سلوكياته المنحرفة ليتقبلها ويخفف جلد الذات.
  7. قم بعرض المشكلة على أخصائي نفسي واجتماعي وأخصائي سلوك ليتمكن من مساعدتك بطريقة علمية وعملية مفيدة في تعديل سلوك المراهق المنحرف وتقويمه بأسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان.

أصحاب السوء جعلوه منحرفاً! من استشارات حِلّوها

أرسلت لنا إحدى الأمهات المتابعات لموقع حلوها طلباً تستفسر فيه عن التصرف السليم في حالتها إذ أن رفاق السوء التفوا حول ابنها وقاموا بحرفه فبات يقوم بسلوكيات منحرفة كشرب الخمر والتدخين وارتد عن الدين وأصبح ملحداً! مدربة حياة ميساء حموري قامت بالإجابة على هذا التساؤل ويمكنكم الاطلاع على الإجابة من خلال هذا الرابط.

Exit mobile version