سكوت الزوجة عن الخيانة! هل ينجح التجاهل الإيجابي؟

لا يقل توتر التفكير بمواجهة الزوج الخائن عن التوتر الذي تسببه الخيانة بحد ذاتها، وفي بعض الحالات تحاول الزوجة أن تواجه الخيانة دون مواجهة الزوج بشكل مباشر؛ من خلال التواصل مع المرأة المنافسة -عشيقة الزوج- أو محاولة التلميح علّ الزوج يرتدع من نفسه، أو حتى تغيير بعض التفاصيل اليومية في حياة الزوجين أملاً بمنح الزوج ما كان يبحث عنه في حضن امرأة أخرى.
لكن السؤال هل السكوت عن خيانة الزوج هو الحل الأفضل؟ أم أن المواجهة أمرٌ لا بد منه لترميم العلاقة بعد الخيانة أو اتخاذ القرار المناسب؟
 

لماذا تسكت الزوجة عن خيانة زوجها؟

تختلف دوافع وأسباب سكوت الزوجة عن الخيانة من امرأة إلى أخرى باختلاف السمات الشخصية والظروف التي تعيش فيها الزوجة، ويمكن رصد أبرز الدوافع والأسباب التي تجعل الزوجة تسكت عن خيانة الزوج كالآتي:

  1. تتمنى أن تكون مجرد نزوة: في كثير من الحالات تقنع الزوجة نفسها أن خيانة الزوج مجرد نزوة، وربما كانت سلبيات مواجهة الزوج بخيانته أكثر من إيجابياتها، وتتمسك الزوجة في هذه الحالة بالقول الشائع "سيعود إلى زوجته وأولاده في نهاية المطاف" فتراهن على الوقت لإصلاح زوجها وشفاء جرحها، ونادراً ما يكون هذا الرهان رابحاً.
  2. تريد الحفاظ على أسرتها: الخوف من عواقب المواجهة وتأثيرها على الأسرة والأبناء من الأسباب الأساسية التي تجعل الزوجة تسكت عن الخيانة وتتجنب مواجهة الزوج، وفي بعض الحالات تعتقد الزوجة أن العيش مع زوج خائن أفضل من الطلاق.
  3. لا جدوى من مواجهة الزوج بخيانته: عندما تعلم الزوجة مسبقاً أن مواجهة الزوج بخيانته لن تكون نافعة ولن تؤدِّ إلى تعديل سلوكه أو ردعه عن الخيانة، وفي نفس الوقت لا تريد الانفصال عنه؛ فهي تفضل أن تعيش معه وكأنها لا تعلم شيئاً عن الخيانة، ذلك يساعدها بالحفاظ على صورتها الذاتية، ويكون ألم الخيانة أقل مقارنة باستمرار الزوج بالخيانة وهو يدرك أن زوجته تعرف كل شيء!
  4. تعتقد أن الخيانة طبع في الرجال يجب أن تتأقلم معه: تؤمن العديد من النساء أن الخيانة الزوجية شرٌّ لا بدّ منه، وجميع الرجال خائنون دون استثناء، ما قد يجعل السكوت عن الخيانة خياراً مطروحاً ويستحق الدراسة، فإن كانت الخيانة واقعةً واقعة، ما نفع المواجهة!
  5. ظروف الزوجة لا تسمح بالمواجهة: عندما تكون الزوجة ربة منزل لا تمتلك مصدراً للدخل، وربما لا تمتلك بيتاً تعود إليه أو أهلاً يتفهمون جرحها ويفتحون أبوابهم لها؛ فقد تخشى من آثار مواجهة الزوج بخيانته، وتتجاهل الخيانة المؤكّدة لأنها لا تستطيع اتخاذ قرارات مصيرية.
  6. شخصية الزوج وشخصية الزوجة: السمات الشخصية للزوجة تلعب دوراً أيضاً بطريقة تعاملها مع الخيانة، فالزوجة صاحبة الشخصية القوية والمتزنة لا تقبل غالباً بخيار المهادنة والتجاهل، فيما قد تميل الزوجة ضعيفة الشخصية إلى السكوت، كما أن شخصية الزوج تؤثر على خيارات الزوجة بشكل كبير، فإذا كان الزوج من النوع المتهور والعصبي والوقح وربما العنيف؛ غالباً ما تتجنب الزوجة أي مواجهة مباشرة معه.
  7. الضغط الاجتماعي: غالباً ما يكون المجتمع متسامحاً مع الزوج الخائن، وعندما تحاول الزوجة البحث عن المساندة لمواجهة الزوج الخائن قد تواجه ضغوطاً اجتماعية كبيرة تدعوها للسكوت والصبر وانتظار الزوج أن يعود إلى رشده من تلقاء نفسه.
  8. الخوف من العار: تخشى الزوجة أن يعرف الآخرون بخيانة الزوج، فهي تعتبر أن خيانة زوجها لها عار عليها أيضاً! وقد تميل الزوجة للسكوت والتجاهل إن ضمنت سريّة الخيانة، فهذا أقل ضرراً بالنسبة لبعض الزوجات من المواجهة المباشرة مع الزوج.
  9. لا تشعر بشيء تجاه الخيانة: ألم الخيانة الزوجية يرتبط بمدى ارتباط الزوجة بزوجها ومدى عمق الرابط الاجتماعي والعاطفي مع الزوج، في بعض الحالات يكون الزواج حبراً على ورق، ولا روابط من أي نوع تجمع بين الزوجين، وفي هذه الحالة قد لا تكترث الزوجة بالخيانة ولا تهتم بما يفعله الزوج في حياته.

تأثير سكوت الزوجة عن خيانة الزوج

قد يكون سكوت الزوجة خياراً حكيماً في بعض الحالات، خصوصاً عندما تسكت الزوجة عن الخيانة وتتجاهلها لحماية نفسها من الخطر أو بسبب مفاضلة بين النتائج السلبية والإيجابية للمواجهة، لكن في كل الأحوال يؤدي كبت المشاعر السلبية وتجنب مواجهة الزوج بالخيانة إلى الكثير من الآثار السلبية على الزوجة نفسها وعلى العلاقة بين الزوجين:

إيجابيات مواجهة الزوج بخيانته

نظرياً نعتقد أن خيار مواجهة الزوج الخائن هو الخيار الصحيح، لكن عملياً تتحكم الكثير من الظروف بقرار الزوجة المواجهة أو الصمت والتجاهل، وربما يساعد فهم إيجابيات مواجهة الزوج بخيانته على اتخاذ القرار الصائب:

التجاهل الإيجابي للخيانة الزوجية

المقصود بالتجاهل الإيجابي للخيانة الزوجية أن تعمل الزوجة على تصحيح الخلل في حياتها الزوجية وتدارك الأسباب التي دفعت زوجها للخيانة دون مواجهة، وتتصرف كأنها لا تعرف شيئاً عن الخيانة، لكنها في نفس الوقت تعمل على الاهتمام بأمور زوجها أكثر، والتفكير بما ينقصه ويبحث عنه عند امرأة أخرى، والعمل على توفيره للزوج في بيت الزوجية.
من أنصار هذه الطريقة أستاذ الصحة النفسية د. محمد زهران الذي أطلق مبادرة التجاهل الإيجابي للخيانة الزوجية عام 2011، لكن زهران أكد ألّا مفر من مواجهة الزوج بالخيانة حين تقوم الزوجة بكل ما عليها لاستعادته لبيته وأسرته دون أن تلاحظ استجابة من الزوج، فالزوج في هذه الحالة لا يلجأ للخيانة تعويضاً عن النقص وإنما لمرضٍ في نفسه وسوء في طباعه. [2]

نظرياً قد يكون التجاهل الإيجابي فكرة جيدة، لكن من خلال دراستنا لدوافع وأسباب الخيانة الزوجية النفسية والاجتماعية؛ يمكن القول أن الخيانة الزوجية أعقد بكثير من كونها هروباً من النكد الزوجي أو حتى تلبيةً لاحتياجات جنسية وعاطفية فقط، فالخيانة الزوجية ترتبط أولاً وأخيراً بطريقة تفكير الزوج ومدى التزامه بمبادئ الزواج الأخلاقية، والزوج الذي يخون زوجته لأنها "تنظف البيت في يوم الإجازة وتزعجه" لا يمكن علاجه بالتجاهل الإيجابي أو حتى بالمواجهة المباشرة!
يقول استشاري العلاج النفسي والتربوي د. عبد الرحمن ذاكر في حلقة على حِلّوها tv أن الخيانة الزوجية خيانة للذات قبل أن تكون خيانةً للشريك، والحري أن يراجع الشريك الخائن نفسه ويكتشف دوافعه الحقيقة للخيانة قبل أن يرمي اللوم على شريكه ويحمّله المسؤولية، شاهد حلقة الدكتور عبد الرحمن ذاكر عن التعامل مع الخيانة الزوجية على حِلّوها tv من خلال النقر على هذا الرابط.

"الخيانة بين الصمت والمواجهة" تجارب من حِلّوها

تقول إحدى السيدات في مجتمع حِلّوها أنها اكتشفت خيانة زوجها بالصدفة وانصدمت بمحادثاته مع امرأة أخرى وبينهما صور إباحية ومحادثة خليعة، لكنها لم تستطع أن تتخذ قرار المواجهة لأنها تخشى من طباع زوجها العنيد، وتعتقد أنه قد يستمر بالخيانة من باب العناد إذا واجهته بالفعل! فهل سيكون التجاهل والصمت حلّاً أفضل؟
اقرأ الاستشارة كاملة وآراء الخبراء والقراء من خلال النقر على هذا الرابط.

الخوف من رد الفعل غير المرغوب وغير المتوقع من الأسباب التي تمنع الزوجة من المواجهة بعد اكتشاف الخيانة، إحدى السيدات في مجتمع حِلّوها تقول أن زوجها خانها وتأكدت من ذلك، عندما واجهته أنكر في البداية، لكنه فاجأها باعتراف وقح بخيانته، وقال لها "كويس انتى عرفتى هتعملى ايه بقى".
المواجهة في هذه الحالة وضعت الزوجة أمام خيارين، الانتصار لكرامتها والانفصال عن زوجها الخائن، أو ابتلاع الألم والاستمرار مع زوج يخونها بمعرفتها، ويتحداها بخيانته!
اقرأ تعليقات الخبراء والقراء وشارك رأيك من خلال النقر على هذا الرابط.

Exit mobile version