إنهاء الصداقة وكيف تبتعد عن صديق دون أن تجرحه

بعض الصداقات تدوم لفترة طويلة ربما مدى الحياة، لكن في كثير من الأحيان نجد أنفسنا بحاجة إلى إنهاء إحدى الصداقات بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن التغيّرات الكثيرة التي نمر بها وتؤثر على طريقة تفكيرنا وعلى نوعية العلاقات التي نحتاجها؛ غالباً ما تدفعنا إلى إنهاء بعض العلاقات أو نقلها إلى قائمة العلاقات الرسمية بعد أن كانت من أكثر العلاقات عمقاً، والجيد أن هذا الإجراء -أي إنهاء الصداقة- إجراء طبيعي وربما يكون صحيّاً أيضاً.

أسباب إنهاء الصداقة

ثلاثة طرق لإنهاء الصداقة

هناك ثلاثة نماذج رئيسية لإنهاء علاقة الصداقة، ومعظم الصداقات تنتهي بواحدة من هذه الطرق الثلاثة:

  1. التلاشي التدريجي: التلاشي التدريجي للصداقة طريقة غير تصادمية تعمل على تقليل التواصل بشكل تدريجي والتهرب من الصديق حتى تتلاشى علاقة الصداقة من تلقاء نفسها، ولا يتطلب ذلك مواجهة مع الصديق أو إنهاءً عنيفاً للصداقة أو حتى حواراً حول سبب إنهاء الصداقة، وغالباً ما يعمل التلاشي التدريجي بشكل أفضل عندما تكون الرغبة في إنهاء الصداقة متبادلة بين الصديقين، ولا ترتبط بموقف محدّد.
  2. إعلان نهاية الصداقة: إعلان نهاية الصداقة يتطلب مواجهة مع الصديق لإخباره بانتهاء الصداقة وتوضيح السبب، وعادةً ما يكون إنهاء الصداقة بهذه الطريقة مرتبطاً بسلوك معين أو تغيّر جذري في العلاقة، ويجب أن تكون هذه المواجهة بهدف إنهاء الصداقة بشكل مهذب ودون جرح أو إحراج.
  3. إنهاء الصداقة من طرف واحد: في بعض العلاقات لا يجب أن تفكر كثيراً بالابتعاد عن الصديق دون جرحه أو إحراجه، ولا يجب أن تفكر حتى بتوضيح أسبابك أو نقاش الأمر، كل ما عليك فعله هو إنهاء الصداقة من طرفك، وقطع التواصل المباشر وغير المباشر وإنهاء اللقاءات، عادةً ما نلجأ لهذه الطريقة في حالات الإساءة الكبيرة.

كيف تبتعد عن صديق دون أن تجرحه!

التعامل مع الأصدقاء بعد إنهاء الصداقة

هل يمكن أن تستمر الصداقة مدى الحياة؟

توصّل عالم الاجتماع جيرالد مولينهورست في جامعة أوتريخت الهولندية إلى أن استمرار الصداقة يرتبط بشكل وثيق بالظروف والفرص التي يعيش بها الأصدقاء، والعديد من الصداقات تنتهي لمجرد تغيّر هذه الظروف مثل الانتقال إلى عمل جديد أو تغيير مكان السكن أو حتى التدرج في الفئات الاجتماعية.
من خلال الدراسة التي أجراها مولينهورست والتي استمرت سبع سنوات، 30% فقط من الصداقات بين المشاركين في الدراسة استطاعت الصمود لسبع سنوات، فيما انتهت الصداقات الباقية معظمها بسبب تغيّر الظروف، كما لاحظ الباحث أن عدد الأشخاص في الدائرة الاجتماعية للفرد كان مستقراً بشكل مذهل مع خروج أشخاص ودخول آخرين بشكل متناسب تقريباً.

هذه الدراسة سلطت الضوء على ثلاثة نقاط في غاية الأهمية:

  1. الأولى أن الصداقة ليست محكومة فقط بالمشاعر والتجارب المشتركة، بل محكومة أيضاً بالظروف التي يمر بها الأصدقاء، والكثير من الصداقات تنتهي بسبب التغيّرات الطبيعية في حياة الأفراد.
  2. والنقطة الثانية أن الصداقة الجديرة بالبقاء والاستمرار تحتاج إلى الجهد والعمل على إبقائها حيّة رغم اختلاف الظروف والفرص، وإلا كان مصيرها التلاشي التدريجي.
  3. تؤكد هذه الدراسة نتائج دراسة شهيرة عام 1992 أشارت إلى أن الدائرة الاجتماعية للفرد مستقرة نسبياً، وغالباً ما تحصل تغيرات من خلال إنهاء علاقات وإنشاء علاقات جديدة لكن مع الحفاظ على أعداد الأشخاص الموجودين في حياتنا، وأعطت تلك الدراسة رقماً يعرف باسم "رقم دنبار" نسبة للباحث، والذي حدد خمسة أصدقاء مقرّبين في وقت واحد كحد أقصى، راجع مقالنا عن الأصدقاء الجدد وبناء الصداقات من خلال النقر هنا.
Exit mobile version