طرق تعليم الأطفال عن بعد ونصائح التعليم الإلكتروني

العام الدراسي الجديد يشهد تحوّلاً كبيراً في نظام التعليم بسبب اعتماد معظم الدول طريقة التعليم عن بعد للأطفال، وهناك الكثير من التحديات التي يواجهها جميع أطراف العملية التعليمية في تجربة التعليم الإلكتروني، حيث يتعامل المعلمون من نمط تعليمي جديد له مشاكله وتحدياته، كما يتحمّل الأطفال مسؤوليات جديدة ربما أكبر من عمرهم، والأهل بطبيعة الحال يعانون من مشكلات كثيرة في نظام التعليم عن بعد.
سنحاول في هذ المقال أن نحلل أكثر سلبيات وإيجابيات التعليم عن بعد للأطفال وأهم النصائح لتحقيق نتائج التعليم المدرسي عن بعد.

تعريف التعليم عن بعد للأطفال

التعليم عن بعد Remote learning هو نمط التعليم الذي لا يتواجد فيه الطلاب والمعلمون في بيئة التعليم التقليدية أو الفصول الدراسية التقليدية، ويتم نقل المعلومات باستخدام وسائل التواصل الحديثة والتكنولوجيا.
هناك عدد كبير من أنظمة التعليم عن بعد التي تشمل التعليم الإلكتروني الكامل دون وجود أي تواصل حقيقي مع المؤسسة التعليمية، أو التعليم الهجين حيث يحضر الطالب إلى الفصول التقليدية في أيام محددة ويتابع التعليم عن بعد في باقي الأيام، كما تحدد المؤسسة التعليمية البنية التنظيمية للتعليم عن بعد من حيث عدد الوحدات الدراسية ووقت الدروس والواجبات وغيرها من التفاصيل. [1]

الفرق بين التعليم عن بعد والتعليم المنزلي للأطفال

يجب أن يميّز الأهل بين نظام التعليم المنزلي Home Schooling وبين التعليم عن بعد الذي تتبعه المدارس بسبب ظروف وباء كورونا المستجد، فالتعليم المنزلي هو نظام تعليم مستقل عن منهج التعليم الرسمي في المدارس الحكومية والخاصة، يصممه الأهل بناء على متطلبات معينة.
فيما يكون التعليم المدرسي عن بعد خاضعاً لشروط المؤسسات التعليمية الرسمية في البلاد ويتبع المنهج التعليمي المعتمد، كما تكون المدرسة هي المسؤولة عن تحديد وقت الحضور للطالب ووقت انتهاء الحصص الدرسية ومتطلبات تجاوز الاختبارات وغيرها من تفاصيل النظام التعليمي، وسيكون الطالب ملزماً بحضور الدروس في وقت محدد وتسجيل الدخول إلى حسابه المدرسي على الانترنت في هذا الوقت.
اقرأ مقالنا عن سلبيات وإيجابيات التعليم المنزلي بالتفصيل من خلال النقر هنا.

طرق التعليم عن بعد للأطفال

ستقوم مدرسة الطفل بتحديد خطة واضحة للتعليم عن بعد تتبع فيها مجموعة من الوسائل والطرق لعليم الأطفال عبر الإنترنت، وأهم طرق التعليم عن بعد للأطفال هي:

نصائح تعليم الأطفال عن بعد

  1. فهم متطلبات التعليم عن بعد من مدرسة الطفل: حيث تعتبر المدرسة المسؤول الأول عن وضع الخطة التعليمية للطفل وتقديم الإرشادات والتوجيهات للأهل الذين يختبرون تجربة التعليم الإلكتروني لأول مرة، وهنا نعود لضرورة التمييز بين التعليم المنزلي المرن، وبين التعليم المدرسي عن بعد الخاضع لأنظمة أكثر تقييداً.
  2. فهم مشاعر الطفل وتقبّلها: ومساعدة الطفل على التأقلم مع ظروف التعليم عن بعد، وذلك من خلال المتابعة الدائمة والحثيثة للطفل والحوار معه عن مخاوفه ومشاعره، كما يجب على الأهل أن يكونوا حازمين مع الطفل خصوصاً في الأيام الأولى، ليستطيع الفصل بين وقت التعليم ووقت اللعب والترفيه مع وجود جميع الأنشطة في مكان واحد هو البيت. [2]
  3. تخصيص مكان الدراسة عن بعد: سواء كان لديك طفل واحد أو أكثر من طفل يجب أن يكون هناك ركن مخصّص للتعليم عن بعد، يتميز بالإضاءة والتهوية الجيدة والهدوء، كما يجب أن يتعلم الطفل عدم استخدام هذا الركن إلّا عند الدراسة وتلقي الدروس الإلكترونية.
  4. المتابعة اليوم لدراسة الطفل: في التعليم عن بعد قد تكون المتابعة اليومية أهم مما هي عليه في الدراسة التقليدية، وذلك أن الحوافز في التعليم الإلكتروني أقل، وفرص التشتت والتسامح أكبر، لذلك يجب أن تبقى على اتصال يومي مع تقدم طفلك الدراسي وتأقلمه مع الدراسة الإلكترونية.
  5. تشجيع الطفل على التواصل مع زملائه: باستخدام تطبيقات الاجتماعات نفسها التي يستخدمها لأخذ الدروس عن بعد، وحتى الأهل يمكنهم أن يتواصلوا مع أولياء الأمور للتنسيق فيما بينهم ومساعدة الطلاب على التواصل والحفاظ على بيئة اجتماعية قريبة من بيئة المدرسة قدر الممكن والمتاح.
    يلعب المعلمون أيضاً دوراً في الحفاظ على التواصل الاجتماعي بين الطلاب في التعليم عن بعد من خلال تحفيزهم على المشاركة في المشاريع والمشاركة في الدراسة وتعليم بعضهم، كما يمكن أن يدير المعلمون نقاشات مشتركة في غرفة الاستراحة الافتراضية. [3]
  6. الحفاظ على الأنشطة البدنية: الرياضة يجب أن تكون جزءاً من التعليم الإلكتروني للأطفال، تأكد أن يحصل أطفالك على حصتين من الرياضة والأنشطة البدنية على الأقل كل أسبوع، حتى إن لم توفر المدرسة صفوف الرياضة يمكنك الاستعانة بدروس الرياضة المتوفرة على الانترنت.
  7. تقييم تجربة التعليم عن بعد للأطفال بشكل دوري: وهذا دور المدرسة والأهل معاً، حيث يجب أن يراقب الأهل والمعلمون نشاط الطالب ومدى حماسه للتعليم عن بعد بشكل دوري من خلال مؤشرات واضحة ودقيقة، مثل التزام الطالب بالمواعيد، تطور المعرفة عند الطفل، طرحه للأسئلة والبحث عن الإجابات…إلخ.
    إذا كنت تعتقد أن طفلك يتراجع بسبب نظام التعليم عن بعد قم بالتواصل مع المدرسة لفهم أفضل الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحفيز الطفل واستعادة مستواه الدراسي وشغفه بالتعليم.
  8. التعلم عن بعد تجربة مهمة للأطفال: فعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي يواجهّا الأهل والمعلمون والأطفال في تجربة التعليم الإلكتروني؛ إلّا أنها تجربة تساعد الطفل على الاقتراب أكثر من عالم المستقبل والتأقلم مع التكنولوجيا بشكل أفضل، كما أن هناك العديد من المهارات التي يكتسبها الطفل خلال التعليم عن بعد، سنتوقف معها في فقرة إيجابيات التعليم الإلكتروني للأطفال.

سلبيات التعليم الإلكتروني للأطفال

إيجابيات وفوائد التعليم عن بعد للأطفال

أخيراً… حتى الآن ما زال التعليم عن بعد للأطفال إجراءً طارئاً والتعامل معه يتخذ صفة الطوارئ أيضاً، لكن هذه المرحلة قد تكون تمهيداً لإجراءات أكثر استقراراً فيما يتعلق بسياسات التعليم الإلكتروني على مستوى العالم، وربما نشهد إقبالاً متزايداً على التعليم الإلكتروني في السنوات القليلة القادمة حتى بعد نهاية الظروف الاستثنائية.

Exit mobile version