إحضار الأم للعيش في بيت الابن ومشاكل الكنة والحماية

تفرح الأمهات عندما يتزوج أبناؤهنّ وينشؤون أسراً مستقلّة ويبدأون أولى خطوات حياتهم في بيوتهم مع زوجاتهم. فالاستقلال عن الأهل هو بداية الانطلاقة لتشكيل أسرة جديدة من الزّوج والزّوجة ومن ثم ينجبون الأبناء والبنات وتكبر العائلة الصّغيرة وتمتد، وبالطّبع الجوّ الأسريّ في البيت يجب أن يكون مستقرّاً وسعيداً ليوفّر بيئة راحة نفسيّة ودافعاً للعمل والنّجاح خارج أسوار هذا البيت.
في هذه المقالة عن إحضار الأم لتعيش في بيت الابن سنتطرق لتفاصيل تتعلّق بهذا القرار وكيف يجب التّعامل مع الموضوع، وماهي النّصائح التي سنقدمها لتجنّب أي مشاكل أو خلافات بين الزّوجة والحماة وبالتّالي إبقاء العلاقة بينهما قائمةً على أسس الاحترام والمودّة واللّطف وعدم تجاوز الحدود والتّمادي والتّطاول وغيرها من السّلوكيات التي تسبب الكره والعداوة وطبعاً ستؤثر على علاقة الزّوج بزوجته وبأمه. فكثيراً ما نسمع عن هذا النّوع من المشاكل الأسريّة.
في مقالتنا اليوم سنتطرّق للموضوع من الجانب الاجتماعي ونتحدّث عن شعور الزّوج والزّوجة والأم عند إحضار الأم لتعيش في بيت الابن، وما تأثير هذا الأمر على العلاقة الأسريّة والجوّ الأسريّ والرّاحة النّفسيّة التي يجب توفرها في البيت؟

زواج الابن واستقلاله عن المنزل

يشعر بعض الأبناء فور إقدامهم على خطوة الزّواج وترك بيت الأهل بشعور مختلط بين الفرح والسّعادة بالاستقلال الكامل عن الأهل وبين الخوف من مسؤوليّات الاستقلال المنزليّ والماليّ وتبعاته، وهنا يجب التّركيز على أن الاستقلال الأسريّ وإنشاء أسرة جديدة لا يعني أبداً التّخلّي عن الأهل ومقاطعتهم وعدم الاهتمام بشؤونهم! على العكس تماماً يجب زيارتهم ومساعدتهم والاطمئنان عليهم بشكل دائم.
لكن انتقال الشّاب من بيت أهله إلى بيته الخاص يعدّ نقطة تحول في حياته ومسؤوليّاته وعليه التّوفيق بينها جميعاً دون تقصير أو إهمال في حقوق الزّوجة والأم والأب والإخوة والأخوات وكذلك الأصدقاء والعمل. الزّواج لا يعني تدمير الحياة السّابقة للزّوج والزّوجة بل استكمالها في قالب جديد ومسؤوليّات أكبر وأكثر.

متطلبات الحياة الأسريّة النّاجحة للعروسين الجدد
هنالك مجموعة من المتطلبات التي يجب توافرها في الحياة الأسريّة لضمان نجاحها واستقرارها وديمومتها ومن أبرزها:

انتقال الأم للعيش مع ابنها المتزوج "الأسباب والآثار"

هنا مربط الفرس في مقالنّا هذا! قد تتطلّب الظّروف العائليّة والأسريّة انتقال مكان سكن الأم وإحضارها لتعيش في بيت الابن لأسباب عدة قد يكون أبرزها:


ولنتحدث الآن عن احتمالات الأثر النّفسي الممكن أن تشعر به الأم عند إحضارها لتعيش في بيت الإبن مع زوجته وأولاده إن كان هنالك أولاد وأطفال:

"حماتي معنا في البيت" كيف تتأثر الكنة بوجود الحماية؟

إنّ إحضار الأم لتعيش في بيت الابن قد يسبّب تغييراً في هيكل الأسرة الأساسي وهذا ما قد ينتج عنه نتائج سلبيّة للغاية أو إيجابيّة للغاية ويعتمد ذلك على عدّة عوامل منها: [1]


وعن تأثر الزّوجة بإحضار أم زوجها (حماتها) لتعيش معها ومع زوجها في نفس البيت فهنالك عدّة احتمالات منها:

الصراع بين أمي وزوجتي!

عند إحضار الأم لتعيش في بيت الابن يكون هذا الابن أمام احتمالين لا ثالثّ لهما لطبيعة العلاقة والجو الأسري بعد انتقال الأم للعيش في بيته مع زوجته: الاحتمال الأول: حياة سعيدة وهانئة ومستقرة وعلاقة وطيدة بين أمه وزوجته، أمّا الاحتمال الثّاني: حياة مليئة بالمشاحنات والمشاكل والخلافات والضغط النّفسي والعصبي على كل الأفراد، وقد يكون للرّجل دور في تحديد طبيعة العلاقة بين أمه وزوجته إذا كان حكيماً وذكياً وقادراً على توزيع الاهتمام والوقت والطّاقة بين الأم والزّوجة دون تقصير أو إهمال لأي منهما. كما سنقدم في نهاية المقالة مجموعة نصائح عمليّة لتجنّب المشاكل والمشاحنات التي قد تنتج نتيجة إحضار الأم لتعيش في بيت الابن والعلاقة الجدليّة بين الزّوجة والحماة!

مشاكل انتقال الأم للعيش في بيت ابنها المتزوج

يعتبر البعض الصّراع القائم بين الكنّة والحماة موضوعاً أزلياً ومعقّداً ويؤرّق الكثيرين من الرّجال والنّساء على حدّ سواء! فالرّجل المقبل على الزّواج يخشى على علاقته بأمه أن تسوء ويخشى على علاقته بزوجته كذلك، ويشعر بأنه كما يقال بمصطلح عاميّ "بين نارين" نار أمه ونار زوجته وأن مهمّة التّوفيق بينهما واختصار المشاكل والتّحديات سيكون حملاً ثقيلاً مؤرّقاً! [2]
القاعدة الأساسيّة دائماً أنّ لا قاعدة ثابتة! فلكل أسرة تفاصيل اجتماعيّة ونفسيّة وإنسانيّة وخلفيات ومرجعيات مختلفة لذلك لا يمكن اعتبار أي حالة على أنها حالة عامة وشاملة، ورغم جميع الخصوصيات في كل العلاقات الاجتماعيّة والأسريّة سنذكر أبرز المشاكل النّاتجة عن انتقال الأم للعيش في بيت الابن ومنها:

حلول مشاكل عيش الأم في بيت ابنها المتزوج

نصائح لتجنب المشاكل المتوقع حدوثها نتيجة انتقال الأم للعيش في بيت الابن بين الكنّة والحماة! وكيفيّة التّعامل مع المشاكل في حال حدوثها نتيجة انتقال الأم للعيش في بيت الابن!
في مقال سابق تحت عنوان "كيف تصبح الكنّة والحماة صديقتان؟" كنّا قد تحدثنا بطرق لتجنب الخلافات الأسريّة والمشاحنات بين الزّوجة والحماة وكسر الصّورة النّمطيّة عن العلاقة المتوتّرة والمشحونة والسّلبيّة بين الكنّة والحماة! لذلك ننصحك بدايةً بالاطلاع على المقال وقراءته.
وسنقدم مجموعةً من النّصائح المقترحة لتجنّب المشاكل نتيجة انتقال الأم للعيش في بيت الابن: [3] [4]

  1. الحرص على أن تكون العلاقة بين الكنّة والحماة ضمن إطار الاحترام المتبادل والتّقيد بآداب الذوق العام.
  2. الهدوء والابتسام وعدم الخوض في نقاشات عقيمة أو جدالات لا فائدة منها وستوصل في النّهاية لمشكلة.
  3. عدم التّسرع بالحكم من قبل الحماة والكنّة! فالتّخوف من العلاقة المشحونة حتى قبل تعرفهما على بعضهما قد تكون بسبب الموروث والمعتقد السّائد مجتمعياً لكن نجد لو تأمّلنا محيطنا بأن هناك علاقات ناجحة وطيبة جداً بين الكنّة والحماة ولا خلافات ومشاحنات.
  4. وضع حدود وتوزيع مهمات ومسؤوليّات البيت بشكل واضح وصريح. فقد تكون هذه الأسباب هي التي تعود بالضغط والشّحن النّفسي والعصبي على كل من الأم والابن والزّوجة، لذلك فلتجنب المشاكل النّاتجة عنها يجب الاتفاق بين الكنّة والحماة على مسؤوليّات البيت وتوزيعها وتفاصيلها كالأمور المتعلقة بالطّبخ والتّنظيف والغسيل والاعتناء بالأطفال والتّسوق وحتى ترتيب حاجيات وديكورات البيت. ويجب أن لا ننسى أن سيدة البيت هي الزّوجة وهي صاحبة الأحقّيّة في التّحكم ببيتها دون أن تجور أو تظلم حماتها.
  5. مراعاة الحالة الصّحيّة للحماة والاعتناء بها وتقديم الرّعاية والاهتمام المطلوبين.
  6. مشاركة بعض الهوايات والأنشطة التّرفيهيّة بين الحماة والكنّة كالذّهاب للتّسوق معاً أو المشاركة في هواية غزل الصّوف أو الحياكة أو غيرها من التّفاصيل التي تجعل العلاقة أكثر قرباً وسلاسةً على الجانب الإنساني والاجتماعي.
  7. أخذ الرّأي. فطلب المشورة وسماع رأي الطّرف الآخر حتى لو لم يكن الموضوع ذا أهميّة إلّا أنه يوطّد العلاقة بين الكنّة والحماة ويضفي رونقاً أسرياً هادئاً.
  8. تقديم الهدايا، فلهذا التّصرف أثر كبير في التّعبير عن المحبة والاحترام والتّقدير والثّناء ويترك أثراً جميلاً في النّفوس.

أما في حال وقوع المشاكل فننصح الرّجل للتعامل معها بما يلي: [5]

ويمكنكم الاطلاع على مقال الزّواج في بيت العائلة قواعد للنجاح وتجنب الخلافات الذي يتضمن معلومات مفيدة في نفس الموضوع.

مجتمع سؤال وجواب عربى تجربة إحضار الأم لتعيش في بيت الابن

أرسلت إحدى المتابعات لموقع حلوها استفساراً وطلباً للمساعدة في مشكلة تعاني منها بسبب طلب زوجها إحضار أمه لتعيش في بيته معها فقالت: "زوجي يريد أن تقيم والدّته بالشّقة معي ماذا أفعل؟"
أجابتها الدّكتورة سناء مصطفى عبده في موقع حلوها:
"بداية يجب أخذ رأي أمه إن كانت هي موافقة على العيش معكم في البيت أم أنها رافضة للفكرة! شعورك بالقلق وافتعال مشكلة بدون معرفة رأيها بالموضوع هو مشكلة وضغط نفسي لا داعٍ له.
ولحل المشكلة هنالك خياران إما أن تسكنوا معها أو تبحثوا أنتم عن شقة بالقرب منها حتى لا تبقى وحدها. الأمر الآخر هي أمه وهو وحيدها فالأمر طبيعي أن تعيش مع ولدها، ويمكنك أن تضعي لنفسك ولها حدود وطريقة تعامل من أول يوم، تعرف هي ما عليها وما لها في بيتك وأنت ما لك وما عليك في بيتها
".

وأجاب المدرب ماهر سلامة في موقع حلوها على تساؤل "هل أنا مجبورة بأن أخدم حماتي؟":
" الزّوجة ليست مجبورة على خدمة أم زوجها (حماتها) ولست خادمة، لذا الخدمة طوعيّة وليست إجباريّة. ومسألة الحماة والسّكن المشترك شيء غير صحي، وهو بذرة لكل المشاكل والاختلافات.
في بيتك من حقك اختيار طريقة عيشك وليس من حق الزّوج إجبارك على شيء، وعليه أن يأخذ موافقتك على أي شيء يخص البيت وأسرتكم
".

Exit mobile version