ماذا تفعل المخدرات بجسم الإنسان؟ آلية عمل المخدرات في الجسم

كثيراً ما نسمع القصص حول المخدرات بأنواعها والمتعاطين لهذه المواد والنهاية المأساوية بسبب تعاطيهم إياها، فما هي هذه المواد؟ وكيف تلحق الضرر بجسم الانسان؟ ولماذا يتعاطها بعض الأفراد وهمّ يعلمون الآثار السلبية الكبيرة لها على صحة الانسان الجسدية والعقلية؟ هذه الأسئلة ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال.

تعريف المخدرات

ما هي المخدرات؟

ما هي أنواع المخدرات؟

هنالك عدة عوامل يتم من خلالها تصنيف المواد المخدرة وهي:

  1. طريقة الإنتاج: حيث أن المواد المخدرة يمكن أن تكون:
    • نباتات طبيعية مثل "نبات القنب الهندي والخشخاش والقات "
    • أو مصنعة من مواد طبيعية مثل "الحشيش والأفيون"
    • أو مصنعة كيميائياً بالكامل مثل "المورفيين".
  2. تأثر المادة المخدرة: وتنقسم حسب نوع التأثير الذي تقوم به على جسم الإنسان إلى:
    • منشطات"كوكايين، أمفيتامين، نيكوتين"
    • ومثبطات مثل"الكحول"
    • ومسكنات متعلقة بالأفيون "ميثادون، الكوديين،فيتنانيل"
    • ومهلوسات مثل "ميسكالين، سيلوسيين"
  3. تركيب المادة المخدرة: مثل الأفيونات والحشيش والكوكا.

ماذا تفعل المخدرات بجسم الانسان؟

طريقة عمل المخدرات داخل جسم الإنسان
بعد دخول المخدرات للجسم فإنها تمر بأربعة مراحل وهي[2]:

  1. الامتصاص: وهي امتصاص المادة المخدرة في الدم وتعتمد على طريقة تناول المخدر سواءً عن طريق الفم أو الاستنشاق أو التدخين أو الحقن
  2. التوزيع: بعد امتصاص المادة ودخولها مجرى الدم فإن المخدر يبدأ بالانتشار في كل الجسم حيث يتم توزيعه على الأعضاء المختلفة والدماغ، ويؤثر هذا المخدر على المواد الكيميائية والمستقبلات في الدماغ ما يسبب تأثيرات مختلفة بحسب نوع المادة المخدرة.
  3. التمثيل الغذائي: يقوم الجسم هنا بتقسيم المادة المخدرة إلى جزيئات أبسط تدعى "المستقلبات" التي يمكن التخلص منها بسهولة أكبر. يحدث هذا في الغالب في الكبد الذي يعتبر الموقع الأساسي لاستقلاب العقاقير.
  4. الافرازات: هي المرحلة الأخيرة حيث تمر العقاقير الأيضية عبر الجهاز الهضمي ليتم التخلص منها خارج الجسم مع البول والبراز. يختلف الوقت الذي يستهلكه الجسم للتخلص من المخدرات حسب نوع المخدر ومدى صحة الشخص المتعاطي.

تأثير المواد المخدرة على الدماغ والجهاز العصبي

لكي نفهم تأثير المخدرات على الدماغ علينا بدايةً ان نفهم كيفية عمل الدماغ، حيث أن الدماغ يتكون من مليارات الخلايا العصبية التي تتصل مع بعضها البعض عن طريق العصبونات التي تكون مسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية المختلفة.
وتشكل كل مجموعة من الخلايا العصبية فريق يعمل بشكل موحد ليكون مسؤول عن وظيفية محددة داخل الجسم، فمثلاً تكون مجموعة منها مسؤولة عن الذكريات ومجموعة عن التعلم ومجموعة عن التحكم في القلب أو تنظيم التنفس.
وتتواصل هذه الخلايا مع بعضها البعض عن طريق الإشارات التي تنتقل بين أجزاء الدماغ المختلفة والحبل الشوكي وباقي الاعصاب في الجسم.

وتتسبب المواد الكيميائية الموجودة في المواد المخدرة بالتداخل مع الإشارات التي ترسلها وتستقبلها الخلايا العصبية عبر الناقلات العصبية. ما يؤدي لتعطيل التواصل بين أجزاء الجهاز العصبي والتسبب في حدوث تباطؤ في أداء معظم المناطق في الدماغ والمسؤولة عن مهام مختلفة في الجسم وتختلف مناطق التأثير في الدماغ تبعاً لنوع المادة المخدرة والتركيبة الكيميائية التي تتشكل منها[3].

أكثر أجزاء الدماغ تأثراً بتعاطي المخدرات

لماذا تعطي المخدرات شعوراً بالمتعة والبهجة؟

نظام المكافأة في الدماغ يتحفز في حالات الطعام أو سماع الموسيقى أو بعض المواقف الاجتماعية ما يسبب شعور بالسعادة وعند تعاطي المخدرات تقوم المواد الكيميائية التي تحتويها على تحفيز منطقة نظام المكافأة في الدماغ بشكل أكبر بكثير من التحفيز الطبيعي لها ما يولّد شعور كبير بالسعادة والمتعة عند تعاطيها.
تزيد المادة المخدرة من مستوى الدوبامين والذي يسمى "هرمون السعادة" في الدم من ضعفين إلى عشرة أضعاف، وإنتاج الدوبامين بكميات كبيرة يشير إلى حدوث شيء مهم يجب تذكره، حيث ترتبط أجزاء الدماغ فيما بينها لزيادة احتمال تكرار الأنشطة الممتعة.
وكلما كانت المخدرات تقوم بإنتاج كمية كبيرة من الدوبامين مع النشوة الشديدة، فإنها تتعزز بقوة العلاقة بين استهلاك المخدرات والمتعة الناتجة عنها.
 وللدوبامين علاقة كبيرة بالانشطة الممتعة المكررة أكثر من المتعة المباشرة فيقوم بتحفيز الدماغ من أجل البحث عن المواد المخدرة على حساب الأنشطة الأخرى التي يمكن أن يقوم بها المدمن ما يؤدي إلى الاعتياد والادمان عن طريق تكرار هذا النشاط. [3]

سبب الإدمان على المخدرات

تحفيز مركز الشعور بالمكافأة في الدماغ نتيجة المواد المخدرة يكون أكبر بأضعاف منه عندما ينتج عن المواقف الإيجابية بالحياة الطبيعية.
وأن الدماغ لدى الانسان المتعاطي يقوم بتعديل كمية الناقلات العصبية في دائرة المكافأة للحالات الطبيعية عن طريق تقليل استقبال الإشارات.
ونتيجة لذلك يفقد الشخص المتعاطي المقدرة على تجربة المتعة من الأنشطة الطبيعية، وهذا ما يدفع الشخص المدمن للشعور بالاكتئاب الشديد وعدم المتعة بشي وعدم الرغبة بالقيام بشيء بسبب غياب الحافز، ولتعويض هذا الشعور يقوم بتناول جرعة أكبر من المادة المخدرة. [3]

الآثار السلبية للمخدرات على الصحة العامة

يكون تأثير المخدرات بشكل مباشر على الجهاز العصبي الذي يسيطر على كافة الأجهزة الداخلية للجسم مثل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وعمل القلب والدورة الدموية والمستقبلات الحسية والأنشطة الحركية، وبشكل غير مباشر على جميع أجزاء الجسم، ويختلف تأثير المخدرات باختلاف نوعها وحالة المتعاطي الصحية وكمية الجرعات المأخوذة، ومن أكثر أضرار المخدرات على الصحة أنها[4]:

"أحتاج لدافع لعلاج إدمان الكبتاغون" من تجارب حِلّوها

من مشاركات أحد متابعين موقع حلوها حيث يطلب النصيحة للتخلص من إدمان مادة الكبتاغون المنشطة، يقول أنه يعاني من الإدمان منذ سنوات ولكنه استطاع أن يخفف من إدمانه إلى حد كبير، ولكن مشكلته أنه لم يستطيع التخلص من الإدمان بشكل نهائي، وأن لأصدقائه المدمنين أثر عليه، وهو لا يحتاج لمهدأ وإنما فقط لدافع نفسي للتخلص من إدمانه بشكل نهائي وطلب النصيحة.

وأجابته الخبيرة في موقع حلوها الدكتورة سراء فاضل الأنصاري بأنه يحتاج لمنشط وليس لمهدأ للحصول على نفس شعور مادة الكباتغون، ووصفته بأنه تحول من مدمن لمتعاطي عندما نجح بالتخفيف من إدمانه ونصحته:

لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.

Exit mobile version