تعريف حقوق الطفل واتفاقية حقوق الطفل

لطالما كانت حقوق الإنسان تحدياً أمام حكومات دول العالم من أجل تطبيقها وضمانها للشعوب التي تحكمها، الأمر ذاته ينطبق على الطفل، فللطفل حقوق خاصة به تنسجم مع طبيعته وخصوصيته، وقد أدرجت هذه الحقوق ضمن اتفاقية حقوق الطفل، فما هي اتفاقية حقوق الطفل؟ وما هي الحقوق الأساسية للطفل بموجب هذه الاتفاقية؟ هل هناك بروتوكولات اختيارية لحقوق الطفل؟ وما هي؟ كل هذا سنجيب عنه في سياق هذه المقالة.

تعريف اتفاقية حقوق الطفل

اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل المعروفة باسم "اتفاقية حقوق الطفل": هي معاهدة لحقوق الإنسان تحدد الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والصحية والثقافية للأطفال، وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل وفتحتها للتوقيع في 20 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1989، ثم دخلت اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل؛ حيز التنفيذ في 2 شهر أيلول/ سبتمبر عام 1990، وبلغ عدد الدول الموقعة على الاتفاقية 196 دولة حتى نهاية العام 2019، واعتبرت اتفاقية حقوق الطفل: "أن الطفل هو أي إنسان لم يتم الثامنة عشرة من عمره". [2]

البروتوكولات الاختيارية لحقوق الطفل

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثلاثة بروتوكولات اختيارية ملحقة باتفاقية حقوق الطفل، وهذه البروتوكولات سميت "اختيارية"، لأن للدول الموقعة على اتفاقية حقوق الطفل حرية القرار في التوقيع أو عدم التوقيع على هذه البروتوكولات دون أن يؤثر ذلك على انضمامها لاتفاقية حقوق الطفل: [2]

البروتوكول الأول، هو البروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة: يفرض البروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، على الدول الأطراف في هذا البروتوكول؛ ضمان عدم تجنيد الأطفال دون سن 18 عاماً بشكل إلزامي في قواتها المسلحة، وفي حال وجود أفراد تقل أعمارهم عن 18 عاماً في القوات المسلحة للدولة الموقعة على البروتوكول، فإن البروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة؛ يدعو الحكومة لضمان عدم مشاركة أفراد قواتها المسلحة الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً في الأعمال العدائية.
دخل هذا البروتوكول حيز التنفيذ في 12 من شهر تموز/ يوليو  عام 2002، وبلغ عدد الدول الموقعة على البروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة؛ 170 دولة حتى  30 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019، ووقعت 10 دول أخرى على البروتوكول ولم تصدق عليه (بعد توقيع دولة ما للبروتوكول عليها أن تحيله للبرلمان للمصادقة عليه، فإن صادق عليه برلمان هذه الدولة ينفذ البروتوكول، وفي حال لم يصادق فلا يطبق البروتوكول في هذه الدولة). 

البروتوكول الثاني، هو البروتوكول الاختياري بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء (الدعارة) وفي المواد الإباحية (الجنسية): يفرض البروتوكول الاختياري بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء على الدول الأطراف في هذا البروتوكول؛ حظر بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء وفي المواد الإباحية، دخل هذا البروتوكول حيز التنفيذ في 18 من كانون الثاني/ يناير عام 2002، وبلغ عدد الدول الموقعة على البروتوكول 176 دولة اعتباراً 30 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019، ووقعت 7 دول أخرى على البروتوكول ولكنها لم تصدق عليه. 

البروتوكول الثالث، هو البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إجراء البلاغات: يتيح البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إجراء البلاغات للأطفال أو ممثليهم تقديم شكاوى فردية بسبب انتهاك حقوق الطفل، تم تبني هذا البروتوكول في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2011، وفتح أمام الدول للتوقيع عليه في 28 من شهر شباط/ فبراير عام 2012، دخل البروتوكول حيز التنفيذ في 14 من شهر نيسان/ أبريل عام 2014، ووقع على البروتوكول 51 دولة حتى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019.

مبادئ اتفاقية حقوق الطفل

ما هي المبادئ الأساسية الأربعة لاتفاقية حقوق الطفل؟
يتعين على الحكومات بموجب اتفاقية حقوق الطفل تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، وتشمل الحقوق الأساسية للطفل بموجب اتفاقية حقوق الطفل ما يلي: [3]

موضوعات حقوق الطفل

نظراً لكثرة وتعدد حقوق الطفل التي تضمنتها اتفاقية حقوق الطفل في نصوصها، فقد تم تقسيم هذه الحقوق إلى موضوعات شملت ما يلي: [4]

أهم حقوق الطفل

أبرز حقوق الطفل الـتي تضمنتها اتفاقية حقوق الطفل
ضمنت اتفاقية حقوق الطفل في موادها الأربعة والخمسين؛ الكثير من الحقوق التي يتوجب على الدول توفيرها للأطفال الذين يعيشون على أراضيها من مواطنيها والأجانب، ومن أبرز هذه الحقوق: [5]

حقوق الطفل النفسية 
أكدت الأخصائية النفسية وتربية الطفل في موقع حلوها الدكتورة هداية أن الحقوق النفسية للطفل تشمل ما يلي:

شاهد بالفيديو معنى الطفولة وتأثير معنى كلمة الطفولة على التربية كما يشرحها الدكتور عبد الرحمن ذاكر

الانضمام إلى اتفاقية حقوق الطفل

كيف تصبح الدولة طرفاً في اتفاقية حقول الطفل؟
كيف تصبح الدول طرفاً في اتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكولات الاختيارية الملحقة باتفاقية حقوق الطفل؟ كي تصبح الدولة طرفاً في اتفاقية حقوق الطفل أو أحد البروتوكولات الاختيارية الملحقة بحقوق الطفل، عليها أن تقوم بخطوتين هما: 

الخطوة الأولى: التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل أو أحد البروتوكولات الاختيارية الملحقة باتفاقية حقوق الطفل: يمثل التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكولات الاختيارية الملحقة باتفاقية حقوق الطفل؛ موافقة مبدئية على الانضمام لاتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكولات الاختيارية، وبموجب هذا التوقيع تصبح الدولة ملزمة بالامتناع عن أي أعمال من شأنها أن نخالف اتفاقية حقوق الطفل، ويبرهن توقيع الدولة على اتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكولات الاختيارية الملحقة باتفاقية حقوق الطفل؛ على نية ورغبة الدولة في الاطلاع على المعاهدة محلياً والنظر في التصديق عليها. [6]

الخطوة الثانية: تصديق اتفاقية حقوق الطفل أو أحد البروتوكولات الاختيارية الملحقة باتفاقية حقوق الطفل: يُلزمها بتنفيذ والتقيد بما جاء في اتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكولات الاختيارية الملحقة باتفاقية حقوق الطفل، ويتم التصديق على اتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكولات الاختيارية الملحقة بخطوتين هما:

كيف تلتزم الدولة باتفاقية حقوق الطفل؟

عند التصديق على اتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكول الاختياري، تقبل الدولة الالتزام باحترام وحماية وتفعيل العمل بحقوق الطفل كما هي واردة في اتفاقية حقوق الطفل أو البروتوكول الاختياري الذي صدقت عليه الدولة، بما في ذلك اعتماد أو تغيير بعض أو كل القوانين في هذه الدولة والسياسات اللازمة لتنفيذ بنود اتفاقية حقوق الطفل، كما يتم النظر في البروتوكولات الاختيارية للاتفاقية بشكل مستقل عن الاتفاقية (أي يحق للدول التوقيع على الاتفاقية؛ أن توقع أو لا توقع على البروتوكولات الملحقة باتفاقية حقوق الطفل)، في حال توقيع الدولة على البروتوكولات الاختيارية، يجب أن تحيلها للبرلمان كي يصادق عليها.

 

تاريخ حقوق الطفل

ما قبل اتفاقية حقوق الطفل (أول معاهدة دولية لحقوق الطفل)
لم يكن الاهتمام بحقوق الطفل وليد اللحظة، ولم يبدأ مع إقرار اتفاقية حقوق الطفل في عام 1979، بل يعود تاريخ الاهتمام بحقوق الطفل إلى القرن التاسع عشر عندما تبنت أوروبا للمرة الأولى قوانين تنظم عمل الأطفال، ثم اتخذت بعدها قوانين فرضت من خلالها إلزامية التعليم للأطفال.

وفي القرن العشرين ازداد الاهتمام بحقوق الطفل وأخذ بعداً عالمياً، ففي عام 1919 أنشأت عصبة الأمم لجنة لحماية الأطفال، وبعد خمس سنوات، اعتمدت العصبة (إعلان جنيف)، وهو أول معاهدة دولية لحقوق الطفل، مستوحاة من عمل يانوش كورشاك (Janusz Korschak) (وهو طبيب أطفال بولندي وأحد المدافعين عن حقوق الطفل في القرن العشرين، ويُعتبر الأب الروحي للمناداة بحقوق الطفل وحمايتها)، حيث كان كورشاك مديراً لدار أيتام تدعى "دوم سيروت" في وارسو، وأسس في دار الأيتام؛ جمهورية خاصة بالأطفال مع برلمانها الصغير ومحكمتها وصحيفة أيضاً [1].

حقوق الطفل ما بعد الحرب العالمية الثانية
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة الأمم المتحدة تعززت حقوق الطفل على مستوى العالم، وتم تبني العديد من النصوص العالمية، التي تهتم بحقوق الطفل، ومن أبرز هذه الإعلانات: [1] 
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948، وينص على أن "للأمومة والطفولة الحق في رعاية ومساعدة خاصتين".

في الختام.. لا شك أن اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة لحقوق الطفل، حققت قفزات مهمة في مجال ضمان صيانة حقوق الطفل على مستوى العالم، لكنها ربما تحتاج المزيد من التشديد لاسيما فيما يتعلق بالدول التي تنتهك حقوق الطفل حتى هذه اللحظة من دون حسيبٍ أو رقيب.

Exit mobile version