ثقافة الرسوم المتحركة وأثرها على شخصية الطفل

جميع الأطفال يتابعون الرسوم المتحركة ويندمجون إلى حد بعيد مع الأحداث والقصص الخيالية الجذابة التي تعرضها، وقد يستغرقون فيها إلى درجة مبالغ بها فنجدهم يقضون ساعات طويلة من أوقاتهم في مشاهدتها ويقتبسون منها في ألعابهم وتصرفاتهم ويقلدون شخصياتها وربما يقتدون بما تعلموه منها من استجابات وسلوكيات أو حكم ومواقف.
فالرسوم المتحركة وبرامج الأطفال عموماً مصممة خصيصاً وبطريقة مدروسة بعناية كي تناسب الذوق العام للأطفال وخيالهم وطريقة رؤيتهم للحياة، وانطلاقاً من هذا يمكن تقدير المدى الذي قد يصل له تأثير هذه البرامج على أطفالنا، فما هي الآثار المتنوعة للرسوم المتحركة على ثقافة الأطفال وشخصياتهم، وكيف يجب جعلها مفيدة للطفل؟

معنى ثقافة الرسوم المتحركة

إن القصد من الربط بين الرسوم المتحركة وبين مصطلح الثقافة هو تلك الأفكار الخيالية كالحيوانات المتكلمة والمخلوقات الغريبة التي تمتلك حياة شبيهة بحياة البشر، أضف إلى ذلك أنواع الفنون الموجودة في هذه البرامج كأغاني الشارات مثلاً، فجميع هذه المكونات هي ما يمثل ثقافة الرسوم المتحركة بما تحتوي عليه من عبر وحكم ومواعظ لها أثر بالغ في شخصية وثقافة الأطفال.

الآثار السلبية للرسوم المتحركة على تربية الطفل

أصبحت الرسوم المتحركة وبرامج الأطفال اليوم، واحدة من مكونات ثقافة الأطفال ووسيلة من وسائل التربية بالإضافة لأنها من أهم الموارد المعرفية التي يمكن أن يستقي منها الطفل الكثير من معلوماته، كما أن لهذه البرامج أثر واضح على سلوكيات الأطفال وتصرفاتهم وشخصياتهم، ولكن مع ذلك فلا يمكن إغفال الأثر السلبي لبعض الأحيان لهذه البرامج سواء الناتج عن تعامل الطفل معها أو طبيعة المحتوى التي تعرضه، ومن الآثار السلبية:

فوائد وإيجابيات الرسوم المتحركة

لماذا ينجذب الأطفال للكرتون؟

الرسوم المتحركة التي تبدو بسيطة في طريقة عرضها وطرحها لبعض الأفكار والمعلومات، هي في الحقيقة منتجة ومصممة خصيصاً لتعجب ذوق الأطفال عموماً، ويقف وراء عملية إنتاجها فرق متكاملة من المختصين بمختلف المجالات الفنية والعلمية من مصممين وخبراء نفسين يقومون على عملية الإنتاج والترويج آخذين باعتبارهم كل ما من شأنه أن يجذب الأطفال لمشاهدة المواد التي يعرضوها، ولكن بشكل عام يمكن ذكر بعض العوامل الفنية التي تجذب الأطفال للرسوم المتحركة وهي:

أهمية الرسوم المتحركة في ثقافة الطفل

إذاً من خلال تفنيد العوامل التي تجعل من الرسوم المتحركة جذابة بالنسبة للأطفال بالإضافة إلى الآثار شديدة التنوع التي قد تعكسها على شخصية وثقافة الطفل، يمكن القول أن للرسوم المتحركة أهمية بالغة في تربية الطفل وتكوين ثقافته، وتتجلى هذه الأهمية من خلال العديد من النقاط ومنها:

الرسوم المتحركة والعملية التربوية

بما أن الرسوم المتحركة تؤثر إلى حد بعيد في شخصية الأطفال وتعتبر من أهم مكونات ثقافتهم وموارد معلوماتهم ومعارفهم، فلا بد من إيجاد وسائل تساعد في تطويعها واستغلالها في العملية التربوية، ويمكن تحقيق هذه الغاية من خلال محورين وهما إبعاد الأطفال عن السلبيات والمساوئ الناتجة عنها من جهة وتعزيز القيم الجيدة التي تطرحها من جهة أخرى، وذلك من خلال بعض الخطوات: 

  1. تعلم اللغة الصحيحة عن طريق الرسوم المتحركة: فغالباً ما تكون الرسوم المتحركة ناطقة باللغة الرسمية الصحيحة، وعند تشجيع الأطفال على تقليد طريقة كلام شخصيات القصة التي تعرضها، فإن هذا سوف يساعد الطفل على اكتساب لغته بشكل أفضل عن طريق السماع والتقليد حتى قبل دخول المدرسة والبدء بتعلم قواعد اللغة.
  2. استغلالها في جذب الطفل من الشارع: حتى لا يقضي الطفل معظم أوقات فراغه وعطله في الشارع وبين الأزقة وما قد تحويه هذه الأماكن من مخاطر صحية وتربوية، فيمكن للرسوم المتحركة أن تساعد في جذبه للمنزل ليبقى تحت أعين ورعاية ذويه، ولكن إلى درجة محدودة حتى لا يتعلق هذا الطفل بالرسوم المتحركة وبرامج الأطفال وينعزل عن عالمه الخارجي.
  3. ربط قصص برامج الأطفال مع بعض القيم والأخلاق المرغوبة: من الضروري توجيه اهتمام الأطفال نحو البرامج التي تعرض محتوى يحمل قيم وأخلاقيات وعادات جيدة ومرغوب غرسها في شخصية الطفل، والربط باستمرار بين هذه القيم وبين تصرفات الطفل على أرض الواقع مثل الحفاظ على النظافة وتعلم الأدب والأخلاق الحميدة والاهتمام بالواجبات المدرسية والمنزلية.
  4. جعلها طريقة لتنظيم وقت الطفل: من خلال تحديد الأوقات التي يسمح فيها للطفل بمتابعة هذه البرامج وربطها بالواجبات التي عليه إنهاءها أولاً، وتحديد أوقات النوم أو الدراسة وعدم إغفالها والانشغال بمشاهدة الرسوم المتحركة عنها.
  5. تعريف الطفل بحقيقة بعض المحتويات الخيالية التي تعرضها: من الضروري أن يعرف الطفل حقيقة المحتوى الذي تعرضه الرسوم المتحركة وتحديد إمكانية حدوثها في الواقع، حتى لا يندمج فيها الطفل لدرجة كبيرة ويبتعد بسببها عن واقعه.

الرسوم المتحركة وغيرها من برامج الأطفال التلفزيونية تعتبر بمثابة الجزء الثاني في عالم الأطفال من حيث الأهمية بعد اللعب في بناء ثقافة الأطفال وشخصيتهم وربما تربيتهم أيضاً، فمن هذا الجزء يحصل الطفل على معلومات متنوعة وأفكار عديدة هادفة وموجهة بشكل مباشر لمرحلة الطفولة، ولكن لا يمكن أن نغفل أيضاً ما لهذه البرامج من مساوئ وآثار سلبية منها ما يتعلق بالطفل ومدى تأثره بها ومنها ما هو ناتج عن هذه البرامج ذاتها، ومن هنا كان يجب التعرف على طبيعة هذه البرامج والمحتوى الذي يتلقاه أطفالنا منها، وكيف تؤثر سلباً أو إيجاباً على تربيتهم، وذلك من منطلق استغلال فوائدها ووقاية أطفالنا من سلبياتها. 

Exit mobile version