مشاعر الطفل تجاه الأساتذة والمعلمين

عندما نعود بذاكرتنا إلى مرحلة الطفولة لا بد أن تظهر في مخيلتنا صورة أحد مدرسينا الذي كان له أثر معين سواء في شخصيتنا أو أفكارنا وميولنا وحتى عواطفنا وأخلاقنا أو قيمة أو عبرة معينة تعلمناها من هذا المعلم، كنا نخاف من بعض المعلمين أو نقلد بعضهم، نكن الاحترام والمحبة والتقدير لأحدهم، أو البغض والخوف من بعضهم الآخر.
وعندما نمعن النظر في الآثار الناتجة عن علاقتنا بمدرسينا قد نجد أنها على قدر بالغ من الأهمية سواء في تحصلينا الدراسي أو بناء شخصيتنا النفسية والاجتماعية أو حتى تكوين وجهة نظرنا عن الحياة والمجتمع، ومن هنا كانت ضرورة دراسة هذه العلاقة بين الطفل ومدرسه لفهم أثرها واتجاهها وكيف يمكن تطويرها لدفع العملية التربوية باتجاه النجاح.

ما هي أنواع مشاعر الأطفال نحو مدرسيهم؟

بحسب طبيعة تعامل المعلم مع تلاميذه وردود فعله تجاه تصرفاتهم وحاجاتهم من جهة، بالإضافة للمظهر الخارجي الذي يبدو عليه المعلم من طوال وعرض وشكل الشعر والملابس من جهة أخرى وعوامل عديدة، تتنوع مشاعر الأطفال تجاه هذا المعلم والطريقة التي ينظرون له من خلالها، ومن هذه المشاعر مثلاً:

كيف تتكون مشاعر الأطفال نحو المعلمين؟

الأطفال شديدو الحساسية وهم يقيّمون كل من حولهم من خلال عواطفهم ومشاعرهم، فالمسألة لديهم أكثر بساطة مما هي عند الكبار، فسلوكك الذي تظهره أمامهم بالإضافة لمظهرك الخارجي والطريقة التي تعاملهم بها هي الأشياء التي تحدد المشاعر التي سوف يكونونها تجاهك بعيداً عن المعايير العميقة التي نتبعها نحن في تقييم مشاعرنا تجاه الآخرين:

تأثير علاقة الطفل بالمعلم

كيف تؤثر هذه المشاعر على تحصيل الطفل الدراسي؟
يلاحظ لدى بعض الأطفال تفوقهم أو تراجعهم بأحد المواد الدراسية دون الأخرى وكثيرا ما تكون العلاقة التي تربطهم بمدرسهم سبب في هذه المسألة، ومن هنا كان الاهتمام في دراسة وتقدير طبيعة هذا الأثر بهدف فهم اتجاهه وطريقة تكونه وذلك لضرورة هذه المسألة في تطوير المناهج الدراسية من جهة والطرق التعلمية التي يجب أن يستخدمها المعلم ويتأهل على أساسها للنهوض بالمستوى التعليمي للأطفال من جهة أخرى:

ما هو دور المعلم؟

دور المعلم في تحسين مشاعر التلاميذ نحوه وصورته لديهم
كلنا نحاول تقديم الصورة الأفضل عن أنفسنا سواء في حياتنا اليومية أو في أعمالنا، وعند الحديث عن المعلم فإن هذه المسؤولية تتضاعف كونه يتعامل مع الشريحة الأكثر حساسية في المجتمع، فكل موقف أو تصرف أو ردة فعل من قبل المعلم سوف يلاحظه الأطفال ويقيموه ويكوّنوا مشاعرهم نحو معلمهم من خلاله، ولهذا فإن دور المعلم يعتبر بالغ الأهمية في تكوين هذه المشاعر في ذهنية تلاميذه، فمن واجبات المعلم مثلاً:

  1. الحفاظ على هيبة المعلم لدى الطفل: صحيح أن الشخصية الودودة والوجه الضحوك مطلوب من المعلم في تعامله مع الأطفال، ولكن من جهة أخرى يجب الحفاظ على قدره وهيبته واحترامه أمامهم، سواء ذلك من خلال العناية بشكله الخارجي من ملابس وترتيب أو من خلال الطريقة في الكلام والتحدث والمفردات التي يستخدمها مع التلاميذ هذا بالإضافة لفرض وجوده وشخصيته في الصف.
  2. تكوين علاقة بينه وبين تلاميذه: تقوم على المحبة والاحترام المتبادل، من خلال الاهتمام بشؤونهم وحفظ أسمائهم وفهم حاجاتهم ومساعدتهم على تجاوز مشكلاتهم وتذليل العقبات أمامهم وتنمية مهاراتهم وتخصيص وقت للترفيه وتقوية الروابط العاطفية بين المعلم والتلاميذ من خلال اللعب والأنشطة المحببة الأخرى بالنسبة بالأطفال.
  3. الانتباه للمرحلة العمرية التي يتعامل معها المعلم: حيث أن كل مرحلة عمرية لها خصوصية أو حساسية معينة في التعامل مع أفرادها، فالأطفال الحديثون في المدرسية لديهم مشاعر مختلفة عن الذين أمضوا فترة فيها وهم لم يعتادوا بعد على أنظمة المدرسة وقوانينها، والأطفال الصغار في المرحلة المبكرة مختلفون بدورهم من حيث حاجاتهم وعواطفهم عن المراهقين والمرحلة المتأخرة من الطفولة، وكل من هذه المراحل تحتاج من المعلم ديناميكية ومرونة معينة في التعامل معها وفهم حاجاتها وخصوصيتها.
  4. إبعاد مشاعره وافكاره الشخصية وعدم ادخالها في العملية التعليمية: فالمعلم انسان كجميع البشر لديه مشاكله ومشاعره وظروفه اليومية، وهذه المسائل قد تنعكس على مزاجيته أثناء تعامله مع التلاميذ بطريقة تجعلهم يفهموا تصرفاته بشكل خاطئ دون تقدير أسبابها وظروفها، ولهذا يجب عل المعلم وضع هذه المسائل جانباً أثناء تعامله مع تلاميذه حتى لا تؤثر سلباً على علاقته معهم وبالتالي مشاعرهم نحوه.

لا تتوقف صورة المعلم في ذهن الطفل من حيث أثرها على مستواه التعليمي فقط، وإنما في كثير من الأحيان قد يكون لها دور في بناء شخصيته وتكوينه النفسي وتوافقه الاجتماعي، وربما نجاحه في المستقبل في أحد مجالات الحياة، فالأطفال شديدو الحساسية وأحكامهم غالباً مبنية على عواطفهم وطريقة تعامل الآخرين معهم، ولهذا تحتاج مهنة التعليم إلى كثير من الحذر حتى يتمكن المعلم من إيجاد القنوات الأفضل للتواصل مع تلاميذه بما يحقق علاقة جيدة تقوم على المحبة والاحترام من جهة وتساعد في إنجاح العملية التعليمية من جهة أخرى.

Exit mobile version