كيفية اختيار التَّخصُّص الجامعي

معظم الطلاب يختبرون صعوبة اختيار التَّخصُّص الجامعي بعد إنهاء دراسة الثانوية العامة، وغالباً ما يتأثَّر قرار اختار الدراسة الجامعة بالكثير من العوامل والظروف التي قد تقود إلى خيار غير موفق يندم عليه الطالب مدى الحياة.
نحاول أن نناقش أهم وأبرز العوال التي تتحكم باختيار التَّخصُّص الجامعي المناسب، ونحاول أن نقدم بعض النصائح والإرشادات التي تسهل عملية اختيار تخصص الدراسة الجامعية، كما نناقش الأسباب التي قد تدفع الأهل لإجبار الأبناء على تخصص معين، والحرية المقيدة للطلاب في اختيار مستقبله، كل هذا وأكثر في هذا المقال.

عوامل اختيار الدراسة الجامعية

على الرغم من أن خيار التَّخصُّص الجامعي يعتبر خياراً مرناً نسبياً إلا أنه محكوم فعلياً ببعض المعاير التي يمكن النظر إليها كأنماط عامة لاختيار الدراسة الجامعية، ويمكن أن نذكر أربعة أنماط أساسية لاختيار التَّخصُّص:

كيفية اختيار التَّخصُّص الجامعي

مع وضع عوامل اختيار التَّخصُّص الجامعي في الاعتبار، ومع افتراض أن هناك فرصاً وخيارات متعددة، قد يقع الطالب والأهل في حيرة من أمرهم عند اتخاذ قرار التَّخصُّص الجامعي، فبطبيعة الحال يعتبر هذا القرار مصيرياً سيتحكم بحياة الطالب بشكل كبير وسيحدد معظم خياراته اللاحقة.
ولا ندَّعي أن هناك وصفة جاهزة تجعل الطالب يقع على الخيار الأفضل، لكن هناك بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن تسهِّل عملية اختيار التَّخصُّص، منها:

إجبار الأبناء على التَّخصُّص الجامعي

تنظر أنماط التربية الحديثة إلى إجبار الأهل أبناءهم على دراسة تخصُّص جامعي بعينه كخيار غير موفق، لكن هل يعني هذا أن على الأهل أن يتركوا الحرية الكاملة لأبنائهم في اختيار التَّخصُّص الجامعي؟ والأهم لماذا يحاول الأهل إرغام أبنائهم على دراسة جامعية محددة؟ لنحاول الإجابة عن هذين السؤالين.

لماذا يجبر الأهل أبناءهم على دراسة تخصص جامعي؟

  1. على رأس قائمة الاعتبارات التي يفكر بها الأهل عند اختيار التَّخصُّص الجامعي للأبناء هو الصورة الاجتماعية، حيث ينظر الأهل إلى بعض التَّخصُّصات الجامعية نظرة دونية، ما يجعلهم يرغبون دائماً بالتَّخصُّصات التي تعزز صورتهم الاجتماعية وتخلق صورة اجتماعية مثالية لأبنائهم.
  2. كما أن بعض البيئات المحافظة قد تنظر إلى بعض التَّخصُّصات كدراسات ممنوعة أصلاً، مثل دراسة الموسيقا أو التمثيل أو الدراسات الفلسفية.
  3. الأمور المالية أيضاً تؤثر كثيراً على تفكير الأهل بتخصص جامعي معين، فعادة ما يرغب الأهل أن يحصل ابنهم على فرصة عمل بدخل مرتفع ليتمكن من القيام بأعباء نفسه أولاً وليتمكن من القيام بهم أيضاً، وفي حال لم يكن الوالدان بحاجة لمساعدة ابنهم في المستقبل فهما على الأقل لا يرغبان أن يعيش ابنهما حياة الفقر.
  4. من الأمور التي قد تدفع الأهل لإجبار ابنهم على دراسة تخصص معين هو وجود هذا التَّخصُّص كوراثة في العائلة، مثلاً تجد عائلة من المحامين ترغب أن يتحول كل الطلاب فيها إلى محامين، وعائلة من الأطباء ترغب أن يكون كل طلابها أطباء، وهكذا.
  5. وفي حالات أخرى قد يهتم الأهل بمستوى التَّخصُّص الجامعي لابنهم ليكون متوافقاً مع أخوته أو مع أقاربه، فتجد الأهل يصرون على اختيار واحد من التَّخصُّصات الأربعة الكبيرة؛ الطب والصيدلة، الهندسات بأنواعها، القانون.
  6. هل يجب أن ينفرد الطالب باختيار التَّخصُّص الجامعي؟ كما ذكرنا فإن التربية الحديثة لا توافق على إجبار الطلاب على التَّخصُّص الجامعي، لكن هذا لا يعني أن ينفرد الطالب بخياراته بشكل كامل، بل يجب أن يستمع الطالب إلى وجهات النظر المختلفة ويتفهم رغبات الأهل بحصوله على تحصيل جامعي مميز ومستقبل مهني جيد.
    ومن الأجدى دائماً أن يتفهَّم الأهل وجهة نظر ابنهم وأن يتم اتخاذ قرار التَّخصُّص الجامعي برضاه وليس رغماً عنه، ذلك أن احتمالات نجاحه في الدراسة الجامعية تنخفض كل ما كان كارهاً للتخصُّص وغير مقتنعٍ به.

نصائح مهمة بخصوص الدراسة الجامعية

بعد أن ناقشنا أبرز القضايا المتعلقة باختيار التَّخصُّص الجامعي المناسب، وتحدثنا عن أنماط اختيار التَّخصُّص ومعاييره، وعلاقة الأهل باختيار التَّخصُّص الجامعي لأبنائهم؛ نقدم لكم بعض النصائح السريعة التي قد تساعدكم في اتخاذ القرار الصحيح:

  1. ضع سلم للأولويات، فكر بما تريده من الدراسة الجامعية ورتِّب طموحاتك تسلسلياً، ثم اختبر الخيارات المتاحة وما يحققه كل خيار.
  2. نملك بعض المقالات التي قد تساعدك على اتخاذ قرارك، تعرَّف مثلاً إلى آليات اتخاذ القرارات الصحيحة من خلال هذا المقال، وتعرف أيضاً إلى مفهوم العصف الذهني وأهميته من خلال هذا المقال، وإن كنت طالباً جامعياً وتفكر بتغيير الاختصاص الجامعي يمكنك أيضاً قراءة هذا المقال.
  3. يجب أن تحاول دراسة شغفك والتفكير إن كنت بحاجة حقاً لدراسة هذا الشغف أكاديمياً، أم أنك ستقوم بدراسة تخصُّص مفيد في سوق العمل بالتوازي مع تنمية شغفك بطرق أخرى.
  4. هناك الكثير من الأمثلة لأشخاص نجحوا في تخصُّص معين وفي نفس الوقت نجحو في مهن أخرى لا علاقة لها بدراستهم، خذ مثلاً مقدم البرامج الساخرة المصري باسم يوسف وهو طبيب جراح متفوق في دراسته الجامعية، وفي نفس الوقت تمكَّن من تحقيق نجاح كبير في المجال الإعلامي.
  5. إذا كنت تعتقد أن درجات الثانوية العامة ستجبرك على تخصُّص جامعي يجب أن تعيد النظر بمفهوم الدراسة الأكاديمية الحديث، فهناك عشرات الدورات التدريبية والتأهيلية المعترف بها دولياً والتي يمكن أن تنوب عن الدراسة الجامعية في سوق العمل وإن لم تكن بنفس القوة والقيمة، كما أن هناك جامعات افتراضية وإلكترونية قد تكون أكثر تسامحاً مع الدرجات المنخفضة لكنها ستكون أعلى تكلفة بطبيعة الحال.
  6. يمكنك في أي وقت الحصول على استشارة من مجتمع حلوها وخبراء موقع حلوها عبر هذا الرابط، كما يمكنك التواصل مع خبراء موقع حلوها بسرية تامة من خلال خدمة ألو حلوها، وستجد لديهم المساعدة الفعالة في اختيار التَّخصُّص الجامعي.
  7. مهما كان تخصصك الجامعي ومهما كان موقفك منه، تذكر أن هذا الوقت الذي تقضيه في الدراسة الجامعية هو خسارة كبيرة إن لم تتمكن من استثماره بالشكل الصحيح، لذلك حاول أن تستفيد من دراستك الجامعية قدر الممكن عندما تكون أمراً واقعاً، وانظر ما يكون من الأمر بعد التخرج من متابعة الدراسة أو البحث عن شغفك في مجالات أخرى.
Exit mobile version