علم النفس اللوني ومعاني الألوان وتأثيرها على النفسية

هل شعرت يوماً ما بأن اللون الذي تلبسه يعكس على نفسيتك؟ نعم شعورك صحيح وبمكانه، فهناك علم يسمى علم النفس اللوني يفسر ويشرح لنا دلالات الألوان في علم النفس، وكيف يتم العلاج النفسي بالألوان وغيرها الكثير، إليكم تفاصيل دراسة الألوان في علم النفس في بحث خاص عن علم النفس اللوني.

تعريف علم النفس اللوني

علم النفس اللوني، علم النفس والألوان، سيكولوجية الألوان، علم نفس الألوان، كلها مصطلحات تَدْرُس أحد أقسام علم النفس التي تهتم بتأثير الألوان على مشاعر الإنسان والسلوك البشري، ويفسر هذا العلم كيف أن طاقة الألوان تؤثر على النفس بتفعيل اهتزازات تحرك الأحاسيس، فينتج عنها الشعور بالراحة والاطمئنان أو الإرهاق والاضطراب، وبهذا نلخص كيف تغير الألوان الحالة النفسية للشخص فتحولها للفرح أو الحزن.

طاقة الألوان

إن الضوء هو مصدر الطاقة الأكثر أهمية على الأرض، والعلاقة بين الضوء والألوان هي أن المجموعة الكاملة من الألوان مشتقة من الضوء بالأصل.

ينتقل الضوء في الفضاء الواسع مع طاقات أخرى وليس لوحده، وتحتوي أشعة الشمس على جميع الأطوال الموجية التي تتكون من أطياف كهرومغناطيسية، ولكل لون من أطياف الشمس طول موجي وتردد خاص به ينتج عنه طاقة محددة ذات تأثير مغذٍ في اتجاه محدد.

يتدفق الضوء من خلال أعيننا لتُفَعّل إنتاج الهرمونات التي تؤثر على نظامنا البيوكيميائي المعقد الذي يتحكم بوجودنا، فعلى سبيل المثال عندما نرتدي ملابس سوداء اللون بالأيام الصيفية المشمسة فإننا سنشعر بالطاقة الحرارية التي يمتصها اللون الأسود من الشمس، وعلى العكس تماماً عندما نرتدي اللون الأبيض خلال الأيام المشمسة الحارة فإننا نحافظ على توازن حرارة أجسامنا، وهذا مثال بسيط يشرح معنى طاقة الألوان.

فالمكان الذي نتواجد فيه يحتوي على مسارات طاقة لا يُمكن رؤيتها إنما يظهر تأثيرها علينا بالمنظومة التي تتألف من العديد من المتغيرات إلى جانب ترددات الألوان والمجال الكهرومغناطيسي.

دلالات الألوان في علم النفس

هناك أربعة ألوان أساسية نفسية في علم النفس اللوني هي الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر، وتؤثر هذه الألوان على الجسم والعقل والعواطف والتوازن، أما عن دلالات الألوان في علم النفس ومعاني الألوان فإنها كالتالي:

سيكولوجية الألوان

سيكولوجية الألوان أو دراسة الألوان في علم النفس تدرس تأثير الألوان على الإنسان، كما تقوم بتصنيف الشخصيات الإنسانية إلى شخصية حسية وسمعية وبصرية، وتأثير الألوان يظهر بشكل واضح على الشخصية البصرية.

وقد أثبتت دراسات علماء النفس أن الألوان ذات تأثير كبير بالنفس البشرية يتعدى الطريقة التي نشاهدها بها، فقد تثير الألوان الغرائز البشرية، أو تدخل الإنسان في جو مفعم بالسعادة أو تخلق مساحةً من السلام والهدوء، ومن الممكن أن تضع الشخص في حالة من الاكتئاب والمزاج السيئ!

لكن تأثير اللون الواحد يختلف بحسب الشخص حتى في حالة تثبيت الزمان والمكان، وذلك تبعاً للعديد من العوامل أبرزها دلالات الألوان بالنسبة للشخص نفسه، فعلى سبيل المثال يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والصفاء، وهو اللون الذي ترتديه العروس ليلة الزفاف في العديد من البلدان، بينما ينظر إليه البعض بأنه لون النهاية فهو الكفن الذي يلف بهِ الإنسان عندما يغادر الدنيا!

ورغم هذا التعارض والمفارقات المعقدة إلا أن العلاج بالألوان هو وسيلة كثيرة الاستخدام وأثبتت فعاليتها في العديد من الحالات. فكيف يكون العلاج بالألوان؟

العلاج بالألوان

ينقسم تأثير الألوان على الإنسان إلى تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، لكنها في جميع الحالات موجودة، وقد استخدمت الثقافات القديمة العلاج النفسي بالألوان في عدة أشكال، فعلى سبيل المثال نذكر الشاكرات التي تربط بين الطاقة والألوان وتعالج الجسم بتغذية النقص الذي يُعاني منه ليتحقق التوازن.

ويُعتبر العلاج بالألوان نوعاً تكميلياً للعلاج الطبي في حالة الأمراض العضوية فهو يسانده ويسرّع من فعاليته فضلاً عن تخفيف الآلام من الأمراض العضوية.

أما بالنسبة للعلاج النفسي بالألوان و علاج الاكتئاب بالألوان، فقد أثبتت فعاليته في علاج العديد من الأمراض النفسية وخصوصاً مرض الاكتئاب الذي ترتفع نسبة الإصابة به خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وهو الوقت الذي يبدأ فيه فصل الخريف، وقد عزى العلماء هذه الظاهرة باختلال التوازن الضوئي الذي يحدث خلال هذا الوقت من العام.
 
والمريض الذي يُعاني من الاكتئاب حتى وإن وصل إلى مرحلة متقدمة منه، كمحاولة الانتحار والعزلة والإضراب عن تناول الطعام، إذا ما تم علاجه بالألوان فسيلقى نتيجة فورية، ويبدأ ذلك بإزالة بعض الألوان من المكان الذي يتواجد فيه المريض، ويضع الطبيب النفسي خطة علاجية بعد ذلك مثل تعريض المريض للون الأحمر لمدة ١٢ ساعة متواصلة مما سيجعله يتأثر باللون الأحمر المثير فيطلب الطعام لتناوله وهكذا.

لكن قرار العلاج بالألوان يحدده فقط الطبيب النفسي المختص بهذا المجال تبعاً لدلالات الألوان وتأثيرها على الشخص نفسه.

كتب عن علم النفس والألوان

القراءة في علم النفس اللوني غير محدودة، وكلما قرأت أكثر ستنهل علماً أكبر وستسخره لإسعادك أنت ومن حولك، وللمزيد من المعلومات عن علم النفس والألوان إليكم بعض كتب علم النفس اللوني التي يمكنكم قراءتها:

كتاب الألوان، كلود عبيد.

ختاماً فإن علم النفس اللوني والمعرفة الوافية بدلالات الألوان ستجعل حياتنا أكثر سعادة! كيف لا والألوان تحيط بنا في كل مكان، فهي موجودة في ديكورات المنزل، وفي ملابسنا، وفي جميع الأماكن المحيطة بنا من شوارع وأسواق وغيرها الكثير.

Exit mobile version