لا توجد فرحة تضاهي قدوم طفل جديد للعائلة، خاصة إذا كان المولود الأول لها، إلا أن هذه الفرحة يتخللها القليل من الخوف والقلق حول بعض الأمور المتعلقة بالطفل. وفي هذا المقال سنناقش بعض الأسئلة التي تتراود إلى ذهن الأم عن طفلها في شهره الأول، ومنها: هل يرى الطفل في الشهر الأول؟ وزن الطفل الرضيع في الشهر الأول؟ غذاؤه ونومه وحركته وأسباب بكائه وغيرها من التفاصيل المقلقة للأم في تجربتها الأولى في عالم الأمومة.
الطفل عند الولادة
إن لحظة استقبال مولودك الجديد في المنزل من أهم اللحظات التي تبقى محفوظة في ذاكرتك لسنوات طوال، ولكن عليك الاهتمام بأدق التفاصيل لضمان توفير بيئة صحية وسليمة لنمو طفلك الرضيع.
ففي نهاية أشهر الحمل يتوجب على الأم تنظيف الغرفة الخاصة بطفلها الرضيع وتجهيز كافة المستلزمات التي يحتاجها، وتحضير السرير الخاص بالطفل.
وبعد قدوم الطفل واستقباله في المنزل، على الأم أن تدرك أن الجهاز المناعي لطفلها الرضيع لا يزال غير مكتمل، لذا عليها حمايته من كافة مسببات الأمراض والعدوى.
درجة 37 درجة مئوية هي درجة حرارة الطفل حديث الولادة الطبيعية، ويجب على الأم أن تحافظ على توازن الحرراة في غرفة الطفل لأن نظام تعديل حرارة الجسم في هذا العمر يكون قاصراً عن التحكم بحرارة الجسد بشكل فعال.
يسقط الحبل السري بعد أن يجف خلال الأيام التي تلي الولادة، ويجب أن تحظى سرة الطفل بالعناية اللازمة من تنظيف وتطهير حتى سقوط الحبل وبعد سقوطه لعدة أيام.
هل يرى الطفل في الشهر الأول؟
عند استقبال الطفل حديث الولادة، تتساءل الأم، هل بإمكانه رؤيتي؟ هل يرى الطفل الرضيع أي شيء؟ متى تبدأ رؤيته بالوضوح؟
رؤية الرضيع في الشهور الأولى تكون قادرة على تمييز الظلال والضوء ثم تطور تدريجياً لاكتشاف الملامح والوجوه والأبعاد، ففي الشهر الأول بالكاد يتمكن الطفل من تمييز أمه التي تحمله وعلى مسافة لا تزيد عن ثلاثين سانتميتر
وزن الطفل الرضيع في الشهر الأول
يعتمد وزن الطفل حديث الولادة على نوعية وكمية طعام الأم أثناء الحمل بصفة عامة وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة بصفة خاصة، كما تؤثر العوامل الوراثية على وزن وطول الطفل الرضيع.
ففي حالة إصابة الأم بالسمنة أو مرض السكري، قد يكون وزن الطفل حديث الولادة أكبر من الطبيعي، بينما يكون وزن الطفل الرضيع أقل من الطبيعي إذا جاء في الشهر السابع أو الثامن.
ويتوجب على الأم الاهتمام بوزن طفلها الرضيع في الشهر الأول بمعدل قياسه مرة كل أسبوعين للتأكد من سلامة نمو الطفل حديث الولادة.
عادة ما يتراوح وزن الطفل الطبيعي عند الولادة بين 2500 جرام و4000 جرام، ويزداد وزن الطفل بمعدل 200جرام أسبوعياً تقريباً في الشهور الثلاثة الأولى إذا كان يحصل على الرضاعة من أمه.
غذاء الطفل في الشهر الأول
- تعتبر الرضاعة الطبيعية (حليب الأم) الغذاء الأساسي للطفل الرضيع في الشهر الأول والشهور الستة اللاحقة من عمره.
- ينصح بإعطاء الحليب للطفل الرضيع في الشهر الأول كل ساعتين إلى ساعتين ونصف خلال النهار وكل 3 إلى 5 ساعات أثناء الليل.
- ابدأي بكمية 30 إلى 45 سم مكعب بعد الولادة ثم زيدي الكمية إلى 90-120 سم مكعب تدريجياً لكل وجبة بعد الأسبوع الأول الى أن يتم شهره الأول. (1)
- مدة الرضاعة عادةً 10 دقائق من كل ثدي.
- لا ينصح بترك الطفل الرضيع في الشهر الأول نائماً لمدة أكثر من 3 ساعات متواصلة نهاراً دون إرضاعه، أما في الليل يمكنك تركه نائماً لمدة 5 إلى 6 ساعات دون إيقاظه ولكن ليس أكثر من ذلك.
- عند الحاجة، يمكن استخدام الحليب الجاف المباع في الصيدليات للطفل الرضيع في الشهر الأول، وهو المشار على علبته بالرقم 1.
نوم الطفل في الشهر الأول
كم ساعة نوم يحتاج الرضيع في الشهر الأول؟ وما هي أهم نصائح نوم الأطفال حديثي الولاة؟
- ينام الطفل حديث الولادة في أول أسابيع من عمره حوالي 18 ساعة يومياً (2)، وقد تشتكي العديد من الأمهات في هذه الفترة أن طفلها الرضيع لا يستيقظ.
- يعتبر نوم الطفل في الشهر الأول على ظهره بدون وسادة من أفضل وضعيات النوم.
- يفضل أن ينام الطفل حديث الولادة في سرير خاص به في نفس غرفة الأم لتقوم بمراقبته ورعايته، ويجب أن يكون للسرير أسوار كي تحمي الطفل من السقوط.
- لا تلبسي طفلك الكثير من الملابس عند النوم ولا تغطيه بأغطية كثيرة وثقيلة كي لا يختنق، وتأكدي من أن تكون درجة حرارة الغرفة معقولة، حوالي 18 درجة مئوية (3).
- احرصي على منع التدخين في غرفتك طوال شهور نوم طفلك في الغرفة كي لا يستنشق الطفل الدخان العالق في أجواء الغرفة وفي الأغطية والوسائد.
بكاء الرضيع في الشهر الأول
ما هي أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع في الشهر الأول، وهل هناك فوائد لبكائه؟
من الطبيعي أن يبكي الطفل حديث الولادة في الشهر الأول ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً ، فالبكاء هو الوسيلة الوحيدة ليعبر بها الطفل الرضيع في الشهر الأول عن احتياجاته من الغذاء والدفء والراحة.
ولكن ما هي أسباب بكاء الرضيع حديث الولادة؟
- يعد الجوع من أكثر أسباب بكاء الطفل الرضيع في الشهر الأول شيوعاً، فليس لديه وسيلة أفضل من البكاء للتعبير عن حاجته للغذاء.
- ومن أسباب بكاء الرضيع حاجته إلى الراحة، فارتداء ملابس ضيقة أو اتساخ الحفاضة كلها أمور تتسبب بمضايقة طفلك وبكائه.
- تعد الحاجة إلى الدفء سواء في الجو الحار أو البارد أحد أسباب بكاء الطفل الرضيع في الشهر الأول، فبعض الأطفال حديثي الولادة يرغبون بالشعور بالدفء ويكرهون تغيير ملابسهم أو الاستحمام أو حتى فترة تغيير الحفاضة وملامسة الهواء الخارجي لجسدهم مما يشعرهم بالبرد مع حالة من الخوف وعدم الاستقرار. ولكن في نفس الوقت عليك أن لا تبالغي في إلباس طفلك كي لا يشعر بالضيق والحرارة والاختناق.
- حاجة الطفل للاحتضان هي إحدى أسباب بكاء الطفل، فبعض الأطفال حديثي الولادة يرغبون بالإحساس بالحب والحنان من خلال احتضان أمهاتهم لهم.
- قد يبكي الطفل الرضيع في الشهر الأول لشعوره بالضيق مما حوله، حيث يجد بعض الأطفال الرضع صعوبة في التأقلم مع التنبيه الزائد والأضواء والأصوات والتنقل بين أيدي الزوار مما يسبب للطفل الرضيع الشعور بالضيق وعدم الراحة.
- حاجة الطفل إلى راحة أكثر قد تكون أحد مسببات بكائه، فقد يستمر الطفل الرضيع في الشهر الأول بالبكاء بعد أخذ قسط كاف من الحليب، وهنا يصعب على الأهل تمييز بكاء الطفل الرضيع، هل هو غير سعيد بالفطرة أم أنه يرجع إلى شيء مؤلم بالفعل. تختلف نبرة الطفل المريض وتتميز بالكثير من الإلحاح والصوت العالي والبكاء المتواصل.
- قد يدخل الطفل الرضيع في الشهر الأول من عمره بحالة من البكاء المتواصل تتراوح بين بضعة دقائق أو بضع ساعات ويصعب على الأم تهدئة طفلها، وفي هذه الحالة يكون الطفل مصاباً بألم ما، فقد يكون لديه شعور بالانتفاخ أو المغص الحاد.
استحمام الرضيع في الشهر الأول
ما هي طريقة تحميم الطفل الرضيع في الشهر الأول؟ وما هو عدد مرات استحمام الرضيع؟
إليك الأمور التي يجب مراعاتها عند استحمام الطفل الرضيع في الشهر الأول:
- لا يحتاج الطفل حديث الولادة إلى حمام يومي، ويكفيه أن يستحم مرة واحدة أو مرتين أسبوعياً. بما أنك ستغسلين عنه أي أوساخ واضحة، سيبقى طفلك نظيفاً بما فيه الكفاية. (4)
- على الأم تحديد وقت معين لاستحمام طفلها الرضيع وغالباً ما تفضل الأمهات استحمام أطفالهن قبل النوم مباشرة ليدخلوا في سبات عميق.
- على الأم اختيار مكان مناسب لاستحمام طفلها الرضيع واستعمال حوض بلاستيكي مريح أملس غير عميق.
- يتوجب على الأم تجهيز كل ما تحتاج إليه قبل البدء باستحمام طفلها الرضيع مثل: حوض الاستحمام، الماء الدافئ، ليفة الاستحمام، والمنشفة الخاصة بالطفل، حفاضة نظيفة، بودرة الأطفال، الكريم الخاص بالعناية بجسم الطفل، والملابس النظيفة.
- تأكدي من أن المياه مضبوطة على 49 درجة مئوية كحدّ أقصى. يمكن أن يحترق الطفل بشكل كبير في أقل من دقيقة على درجة حرارة 60 مئوية. (5)
- على الأم التأكد من حرارة الغرفة، فجسد الطفل الرضيع في الشهر الأول حساس للبرد.
- ننصحك بالاستعانة بوالدتك أو والدة زوجك أو أي إنسان قريب منك مر بتجربة العناية بطفل رضيع من قبل، فوجود شخص مقرب ذي خبرة سيمنحك الراحة والثقة خلال التجربة.
طريقة تحميم الطفل الرضيع الصحيحة:
- احملي رأس طفلك بيد واستعملي اليد الأخرى لنزع ملابسه.
- احملي طفلك بين يديك وذراعيك كالكرة، وعليك الآن تحميمه من رأسه حتى أصابع قدميه.
- اغسلي وجهه ورقبته بالماء النظيف ونظفي عينيه جيداً بدءاً من الزاوية الداخلية باتجاه الزاوية الخارجية نحو الأذنين مع مسحهما جيداً والحرص على الابتعاد عن نكاشات الأذنين في هذا العمر.
- ابدأي بغسل شعره بالشامبو الخالي من المعطرات، مع الفرك بخفة بأصابعك، اشطفي واغسلي رأسه بالماء الدافئ باستخدام كأس ثم قومي بتجفيف الشعر ولفه بمنشفة صغيرة.
- اكشفي النصف العلوي من جسد الطفل الرضيع واستخدمي بشكيراً صغيراً والقليل من الصابون لتنظيف منطقة الصدر والظهر والذراعين وتحت الإبطين، ثم اشطفيه بالماء وتأكدي من إزالة كافة آثار الصابون حتى لا يتهيج جسم الطفل.
- اكشفي النصف السفلي من جسد الطفل الرضيع وابدأي بتنظيف الرجلين والأقدام بشكل جيد.
- أخيراً قومي بتنظيف منطقة الحفاضة جيداً.
- جففي جسد طفلك الرضيع جيداً بمنشفة قطنية ناعمة.
- حاولي أن تلبسيه ملابسه بسرعة حتى لا يشعر بالبرد ويمرض.
حركة الطفل في الشهر الأول
- يعتبر نوم الرضيع على بطنه أساس التطور الحركي لدى الرضيع، وقد يتمكن من تحريك رأسه من جانب إلى آخر.
- تتميز حركة أطراف الرضيع في الشهر الأول بأنها عشوائية وغير متناسقة، فقد يقرب الرضيع يديه من عينيه وفمه، وتكون كفتا يديه لا تزالا مضمومتين.
- في نهاية الشهر الأول يستطيع الطفل رفع رأسه لبضع سنتيمترات وتحريكه من جانب إلى آخر. كما يبدأ الطفل التدحرج إلى الجنب من وضعية الاستقلاء على الظهر.
الخلاصة
لا داعي للخوف من تجربة الأمومة الأولى، فكل ما عليك فعله هو العمل بنصائح طبيبك وطبيب طفلك، والالتزام بمواعيد مراجعة الطبيب والمطاعيم الخاصة بالطفل. كما يمكنك الاستعانة بوالدتك أو والدة زوجك لمساعدتك عند الحاجة. كل ما هو مذكور أعلاه هو معلومات تثقيفية لإثراء معرفتك في عالم العناية بالطفل ولكنها لا تغني عن نصائح الأطباء والمختصين، فلا تكتفي بهذه المعلومات بل اسألي طبيبك عن كل التفاصيل واحرصي على اتباع تعليماته.
استمتعي بتجربة الأمومة واعتني بنفسك وبطفلك وكوني سعيدة.