غنيمة الفهد - القبس

في عام 1758: حين مر دكتور إيفز ورفاقه بخرج في طريقهم من الهند الى اوروبا، كانت تقوم علاقات ودية وثيقة بين البارون نيبهاوزن المسؤول عن المستعمرة الهولندية في خرج، وشيخ الكويت. الذي كان يدين له كثيرا، بل ربما كان واقعا تحت نفوذه.

وقد قام البارون باتخاذ الاجراءات المناسبة لسفر مجموعة الرحالة البريطانيين بمصاحبة قافلة تسير من الكويت الى صحراء حلب. وهو طريق على صعوبته كان اقصر بكثير من طريق البصرة وبغداد، وعلى هذا الاساس ارسل قاربا في 31 مارس ليعود بشيخ الكويت الى خرج، لكن القارب لم يعد الا في 14 أبريل، وحين جاء الشيخ واملى الشروط، كانت فيها مبالغة، جعلت البارون يتساءل عن امكانية تنفيذ الخطة التي اقترحها لتنقذه جماعة البريطانيين من هذا الحرج الذي احس به، اعلن افرادها انهم لأسباب عديدة يفضلون مواصلة طريقهم المعتاد عن طريق البصرة وبغداد.

علاقة الكويت بالهولنديين المقيمين في جزيرة خرج (2) (1760)
في سنة 1756 زار جزيرة خرج مستر وود المقيم البريطاني في الساحل المقابل للجزيرة، وظل بها من يوم 6 - 15 ابريل، وارسل تقريرا مهما الى الوكالة البريطانية في بندر عباس بما شاهده، كما ارسل مخططا عن الحصن الهولندي الذي تهيأت له الفرصة الكافية لاخذ بياناته بكل دقة.
كانت الحامية العسكرية المكونة من 60 جنديا هولنديا يطبقون نظاما عسكريا صارما، ومائة من العبيد الافريقيين مسلحين بالسيوف والدروع، وكانت القوة البحرية المخصصة لهذا الموقع عبارة عن سفينة واحدة صغيرة بها 10 مدافع على عربات، و6 مدافع تتحرك دائريا على محور، وزورق آخر يحمل 6 مدافع عيار 3 أرطال، و4 مدافع متحركة.

ميناء الكويت
وهنا نتحدث عن ميناء الكويت، فكان في هذه الفترة غامض الوضع، وغير بارز، وكان تحت حكم اسرة العتوب (الصباح»، وقد قامت علاقات صداقة بينهم وبين رئيس البعثة الهولندية التي اقامت في جزيرة خرج ما بين سنتي 1753 - 1760.


بداية علاقة بريطانيا بالكويت 1775 ـ 1778
بداية علاقة بريطانيا بالكويت 1775، حين احتل الإيرانيون البصرة، وبدأ إرسال البريد الصحراوي من الخليج الى صحراء حلب، يتوجه عن طريق الكويت بدلاً من الزبير، واستمر هذا الاجراء طوال احتلال الايرانيين للبصرة حتى 1779، ولكن هذا الطريق لم يكن آمناً ولم يكن على المسافرين أي رقابة.

وقد ضاعت حزم من الرسائل في نهاية 1778. ومن الجدير بالذكر، أنه حين تعطل الاسطول البريطاني ـ التركي في شط العرب لدى انتقال الوكالة البريطانية الى بوشهر، كانت الكويت مرفأ آمناً يمكن فيه نزول المواطنين الأتراك والعرب.

تجارة الكويت
1775 - 1790
كانت الكويت التي كان رخاؤها آنذاك يسير في اتجاه عكسي مع رخاء البصرة، لذا نقول إن الكويت قد أفادت فائدة كبرى من احتلال الإيرانيين للبصرة.
والسبب أن تجارة الهند التي كانت تتخذ طريقها عَبر بغداد وحلب، ثم القسطنطينة، قد تحوّلت الى الكويت ما بين 1775 ـ 1779، بل حتى بعد هذا التاريخ، وكان بعض التجار من حلب لا يزالون يفضلون طريق القوافل مباشرة الى الكويت لتفادي دفع الضريبة التي فرضها باشا بغداد على التجارة المارة بالبصرة.
وفي 1790 بدأت الكويت تأخذ نصيبها من الرخاء التجاري الذي جلبه فتح البحرين على قبيلة العتوب كلها لانشغال أفرادها بتجارة النقل واستيراد البضائع من مسقط والزيارة والقصيف والبحرين وفرضت الضريبة على البضائع المستوردة بنسبة %1 فقط.


صور لمدينة الكويت

http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/30800340520110614.jpg


http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/130800340520110614.jpg