عاجل
اعلانات
شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اخر المشاهدات

شبكة بحوث وتقارير ومعلومات




اعلانات
[بحث] دروس في التوحيد للشيخ أبو عمار علي الحذيفي - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة

[بحث] دروس في التوحيد للشيخ أبو عمار علي الحذيفي - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة

اقرأ ايضا

-
[بحث] دروس في التوحيد للشيخ أبو عمار علي الحذيفي - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة
- [ تعرٌف على ] مواصلات القاهرة
- [ خذها قاعدة ] إن هبط فضائي من المريخ على الأرض وشاهد التلفاز سيستنتج بأن كل المجتمع العالمي مبني على بريتني سبيرز وباريس هيلتون .. سيندهش بأن مجتمعنا لم ينهار بعد. - ميتشيو كاكو ( عالم مختص بمجال الفيزياء النظرية
- [ متاجر السعودية ] منصة حوت ... الاحساء ... المنطقة الشرقية
- [رقم هاتف]مدرسة الابتدائية المائتان واربعة وثمانون 284 بالرياض..السعودية
- تعرٌف على ... فريد عمارة | مشاهير
- تفسير اسم هارون في المنام
- [ تعرٌف على ] بوقرة
- زوجتي حامل ولديها صديد في الدم.. هل هناك خطورة في ذلك؟
- [ أعصاب ] تأثير العقاقير على الجهاز العصبي
- ارقام وهواتف مستشفى النور المحمدى الخيرى التخصصى المطرية, بالقاهرة
- محل العنود للعبايات
- [ مبيعات وخدمات تأجير السعودية ] مكتب خالد عبدالله الحايك العقارى
- عبد الجبار عريم
- غدا قد يأتي وقد لا يأتي (فيلم هندي) قصة الفلم
آخر تحديث منذ 57 دقيقة
6 مشاهدة

عناصر الموضوع

دروس في التوحيد للشيخ الفاضل أبي عمار علي الحذيفي العدني ( متجدد ) الدرس الأول فضــل التوحيــد وعلو مكانته، وعظيم أثره. كتبه: أبو عمار علي الحذيفي. المقدمـة: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فهذه (دروس وحلقات في التوحيد)، كتبتها تقريباً للتوحيد وتسهيلاً له على المبتدئين، وتتكون من عدة حلقات، وهذه هي الحلقة الأولى في (فضل التوحيد وعظيم أثره) وتتكون هذه الحلقة من عدة فصول وهي: الفصل الأول: المنهج الذي نكتب به علم التوحيد. الفصل الثاني: فضــل التوحيد ومكانته وأثره. الفصل الثالث: في الدعوة إليه. الفصل الرابع: في شبهات تثار حول الدعوة إلى التوحيد. وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع به القارئ والكاتب في الدارين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. عدن / صفر/ 1428هـ الفصل الأول: المنهج الذي نكتب به علم التوحيد: لقد قرأت بعض المناهج التي أعدت لبعض طلاب المدارس لدراسة التوحيد فوجدتها بحق مناهج ضعيفة، ويكفي أن نذكر أن أكبر سبب لذلك هو أن الكاتب ليس من أهل الاختصاص، فالكتابة في "باب: التوحيد" ليست بالأمر الهين الذي يحسنه كل شخص، بل للكتابة في ذلك ضوابط معروفة عند أهل العلم، وطريقة خاصة يفهمونها ويسيرون عليها، ونحن نبين ما استطعنا من ذلك، فمن ذلك: أولاً: تبيين القائمين على التدريس أهمية دراسة التوحيد، وضرورة عودة الناس إليه، وتمسكهم به في أقوالهم وأفعالهم ومقاصدهم، مع بيان عظيم أثره على الفرد والمجتمع ظاهراً وباطناً وقولاً وعملاً، ذلك ليكون الطالب على قناعة من دراسته، ثم تدريسه بعد خروجه وتأهله للتدريس، ولا يكفي أن يدرس الطالب هذا الباب على أنه فن من الفنون التي تدرس، دون دراية تامة بمنزلته في الشريعة، وحاجة الناس إليه في واقعهم عموماً وفي واقع المسلمين خصوصاً. ثانياً: ربط التوحيد النظري في ذهن الطالب بالتوحيد العملي في واقع الناس، فيبين له ما عليه كثير من الناس اليوم من أفعالهم وأقوالهم ومقاصدهم الموافقة والمخالفة، وضرورة تصحيح هذه الأشياء، إلى غير ذلك مما يفهم به الطالب مقاصد الشرع من هذا الفن العظيم، فلا يكفي حفظ التعاريف والتقاسيم حتى يربط هذا بهذا، فيكون التوحيد في المجتمع قائماً قولاً وعملاً. ثالثاً: الاهتمام بأنواع التوحيد كلها، ولاسيما أمران يحتاجه المجتمع الإسلامي اليوم: 1- التعريف بداء الأمم وهو الشرك في الألوهية مع الاهتمام بغيره من أنواع التوحيد، ولكن العناية بتوحيد الألوهية مقدمة على غيره من الأنواع الأخرى، لأن هذا الباب يقع فيه الشرك كثيراً، وهو الباب الذي دخل فيه أكثر الشرك على الأمم، كما هو معلوم وسيأتي بيانه إن شاء الله. 2- ثم الاهتمام بتوحيد "الأسماء والصفات" لأن هذا الباب اختلف فيه الناس، ولاسيما مع وجود المدارس والجامعات والأربطة التي تدرس المذاهب المنحرفة اليوم في باب "الأسماء والصفات". وإن من الخطأ الذي يقوم به بعض المدرسين اهتمامهم بتوحيد الربوبية دون غيره من أنواع التوحيد ولاسيما، بل هذا هو التوحيد عند كثير من الكلاميين كما سيأتي إن شاء الله، وهذا غلط لأن أغلب الشرك إنما يقع في باب: توحيد الألوهية، ويقع كثير من التخليط كذلك في باب "الأسماء والصفات". رابعاً: لابد من تبيين خطورة الشرك وسوء آثاره على الفرد والأمم، وبيان أهمية التحذير منه بالقول والعمل، ومفاصلة أهله القائمين عليه والداعين إليه بجميع صورهم ومختلف أنواعهم، لأن هذا من الكفر بالطاغوت الذي هو الركن الثاني للتوحيد كما قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)، وهو من مقاصد بعثة الرسل كما قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت). خامساً: وضوح العبارة وسهولتها وبعدها عن الغموض، مع ضرب الأمثلة ليفهم الطالب الصورة التي أراد الشرع امتثالها أو النهي عنها، لأن مقصود الرسالة هو التوضيح والتبيين كما قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم). سادساً: تمكين المتأهلين فقط في تدريس التوحيد، لأن قوة الشيخ أو المدرس في العلم الذي يدرسه، له أثر كبير في محبة الطالب لهذا لفن، وتعلقه به، وتمكنه في نفسه كما لا يخفى، ويخرج الطالب ضعيفاً في فن من الفنون لأنه أثر شيخه عليه كان ضعيفاً. الفصل الثاني: فضــل التوحيد ومكانته وأثره: المبحث الأول: مكانة التوحيد: للتوحيد فضل عظيم يدل على علوّ مكانته في الدين، وهذه الفضائل كثيرة ولكننا سنذكر بعضها، فمن ذلك: الأول: أنه الغاية من خلق الخلق كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فأخبر سبحانه أن خلق الخلق لحكمة وهي إفراده بالعبادة ولم يخلقهم لحاجة فهو الغني سبحانه كما قال تعالى: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) وقال تعالى: (والله الغني وأنتم الفقراء). وهناك فرق بين قولنا: (خلق الخلق لحاجة) وقولنا: (خلق الخلق لحكمة) فالأول نقص في حقه سبحانه ينافي كمال غناه سبحانه، والثاني حق ثابت له وصفة من صفاته فهو يفعل ما يشاء لحكمة، وكل شيء عنده لحكمة فهو منزه عن الظلم والعبث، وتمام الآية يدل على ما ذكرناه فقد قال تعالى: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) فأخبر سبحانه أنه لا يحتاج إلى عباده وإنما هم المحتاجون إليه، فهو الذي يرزقهم ويمدهم بأقواتهم ويدبر معايشهم، ويصلح أمورهم، ويجبر كسيرهم، ويعطي فقيرهم. فالتوحيد حق الله على عبيده جميعاً، ويدخل في ذلك الملائكة والإنس والجن فكلهم عبيده، وحقه عليهم أن يفردوه بالعبادة ولا يشركوا به شيئاً، ومن أشرك به عذبه، وإن كان من الملائكة كما قال تعالى: (ومن يقل منهم إني إله فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين) وفي الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (أتدري ما حق الله على العباد، وحق العباد على الله ؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ..) وهو في "الصحيحين". فحق الله على العباد أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئاً، فهذا حقه العظيم الذي لا يرضى به بديلاً، ولو افتدى المشرك عنه بملء الأرض ذهباً كما قال تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به، أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين). الثاني: أن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب للدعوة إليه، كما بين ذلك في كتابه الكريم وهذا التبيين على طريقتين: الأولى الإجمالية: أي يذكر عن الرسل جملة، كما قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وقال: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) وقال: (واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا إلا الله). الثانية التفصيلية: أي يذكر عن رسول بعينه ما يدل على ذلك كقوله تعالى: (وإلى عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره) وقال: (وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره) وقال: (وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت ليعبد الله وحده) رواه أحمد عن ابن عمر، وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ العراقي والحافظ ابن حجر. ومن تأمل في هؤلاء الآيات والأحاديث وجد أن بعثة الرسل كانت لغاية واحدة هي تحقيق توحيد الألوهية – توحيد العبادة – إذ أن الشرك في غالب الأمم وقع في هذا الباب، حيث صرفوا أنواع العبادة لأوثانهم وأصنامهم، فأرسل الله الرسل لنبذ الشرك وإزالة مظاهره وإخلاص العبادة لله وحده، ومن الجهل أن يقال إن الله أرسل الرسل لدعوة الناس إلى الإيمان بالله وأنه رب العالمين، فإن الرسل لم تبعث لهذا لأن هذا كان مستقراً في قلوب الناس، ولم تنازع فيه الأمم، و القلة القليلة التي أنكرته إنما أنكرته مكابرة وعناداً. فهذه دعوة الرسل التي يدعون الناس إليها ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً. الثالث: أن الله أنزل له الكتب، فعمدة تعاليم هذه الكتب هو الدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك به كما قال تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) فأخبر أنه أنزل الكتب ليقوم الناس بالقسط وهو العدل، ورأس القسط والعدل هو توحيده وعبادته، ورأس الظلم وأسوأه هو الشرك بالله وصرف العبادة لغيره. قال ابن القيم في "مدارج السالكين" (3/468-469): (بل نقول قولاً كلياً إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه، فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده، وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم). الرابع: أمر الله بالجهاد فجردت السيوف من أغمادها لإقامة التوحيد وتصفية معاني الشرك الباقية في القلوب، وتحطيم مظاهره في المجتمع كالأوثان وغيرها، كما قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) والفتنة في هذا الموضع هي الشرك، وإنما شرع القتال لاستئصاله وإذهابه وقطع عروقه، وتطهير المجتمعات منه. وقال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله) وفيه أن القتال إنما شرع لغاية واحدة هي تحقيق الشهادتين ودعوة الناس إليهما. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه الشيخان، وفيه أن القتال الذي يرتضيه الله هو ما كان لإعلاء كلمة الله لتكون ظاهرة على غيرها. الخامس: أن التوحيد هو أول ما يجب على الدعاة أن يفتتحوا به دعوتهم كما قال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله). وهو أول واجب على العبد تعلمه وتفهمه، حتى يؤسس العبد بنيانه على تقوى من الله من أول يوم، وهذا هو قول السلف من الصحابة والتابعين وأئمة العلم والدين، خلافاً لمن قال إن أول واجب على المكلف هو النظر، أو القصد إلى النظر أو الشك كما قال ذلك من لم يعرف بعثة الرسل. السادس: أنها شرط لقبول الأعمال الصالحة في الدنيا، فلا يقبل الله من العباد أعمالهم وقرباتهم إلا بالتوحيد، فهو سبحانه يقبل من الموحد عمله الصالح وإن كان قليلاً، ولا يقبل عمل المشرك وإن كان كثيراً. قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً) وقال: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد) وقال: (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا وجده لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب) وقال: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) وقال: (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون). السابع: أنه شرط لدخول الجنة في الآخرة، كما قال تعالى: (ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) وقال: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر منادياً أن ينادي: إنه لن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة). الثامن: أنه محل الولاء والعداء، فمن كان من أهله واليناه ومن كان من أعدائه عاديناه، وتأمل ما الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرب بلالاً الحبشي وسلمان الفارسي، ويباعد أبا طالب وأبا لهب وهما من أقرب الناس إليه ؟! وهل سبب هذا إلا التوحيد ؟! قال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)، ولذلك لا بد من مفاصلة بين أهل الإيمان وأهل الكفر، وأهل التوحيد وأهل الشرك، في كل شيء قولاً وفعلاً. المبحث الثاني: أثر التوحيد على المجتمع والفرد: 1- أثره على المجتمع: للتوحيد أثر عظيم وثمار طيبة مباركة على المجتمع، فمن ذلك: الأول: أن الدعوة إلى التوحيد، ومحاربة الشرك هو سبب الأمن والأمان في المجتمع كما قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) والظلم هنا هو الشرك كما فسره من هو أعلم الناس بكتاب الله صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) وقال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً). الثاني: أنه سبب العزة والتمكين والاستخلاف كما تدل عليه الآية السابقة، وهذا التمكين لا يكون لمن أراد أن يصلح نفسه فقء بل لمن سعى في تطهير المجتمع من أدران الشرك وأقذاره، وبعبارة أخرى: إن هذا الوعد لا يناله إلا الموحدون الذين تعدى نفعهم إلى غيرهم. الثالث: انفتاح أبواب الرزق والبركات كما قال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، وإنما يحصل لهم من الرزق بقدر توحيدهم وإيمانهم بالله وتقواهم له. 2- أثره على الفرد: وأثر التوحيد على المسلم في نفسه وأخلاقه وطباعه بل ومصيره وعاقبته كبير وعظيم، ويكفي في هذا المقام أن نذكر شيئاً من آثاره، فمن ذلك: الأول: أنه سبب مغفرة الذنوب، كما قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). وقد روى الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يجاء يوم القيامة برجل من أمتي على رؤوس الخلائق فينشر له تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر ثم يقول الله تعالى له أتنكر من هذا شيئا فيقول لا يارب فيقول الله عز وجل ألك عذرا أو حسنة فيهاب الرجل فيقول لا يارب فيقول الله تعالى بلى إن لك عندنا حسنات و أنه لا ظلم عليك فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله فيقول يارب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول أنك لا تظلم قال فتوضع السجلات فى كفة و البطاقة فى كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة). قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (10/735): (فهذا لما اقترن بهذه الكلمة من الصدق والإخلاص والصفاء وحسن النية، إذ الكلمات والعبادات وإن اشتركت فى الصورة الظاهرة فإنها تتفاوت بحسب أحوال القلوب تفاوتاً عظيماً). وقال ابن القيم في "مدارج السالكين": (وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة ويقابلها تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يعذب ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل وطاشت لأجله السجلات: لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات انفردت بطاقته بالثقل والرزانة). والقول بأن التوحيد سبب لمغفرة الذنوب هو قول أهل السنة وحدهم، ومن قال بقولهم فإنما هو تابع لهم، وذلك لأن أهل السنة يرون أن للتوحيد فضلاً على أصحابه، فقد يغفر للعاصي لتوبة صادقة، أو حسنات ماحية، أو شفاعة مقبولة، أو غيرها من أسباب مغفرة الذنوب، خلافاً للخوارج والمعتزلة الذين يرون أن الذنوب لا تغفر إلا بالتوبة فقط. الثاني: أنه الموجب لانبعاث الأعمال الصالحة، أي السبب الذي يدفع المؤمن إلى الأعمال الصالحة والإكثار منها، والتقرب إلى الله بها. قال ابن القيم في "الفوائد" (ص203): (والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك. والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب، وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم) أ.هـ الثالث: هو تفريج الكروب في الدنيا والآخرة. قال ابن القيم في "الفوائد" (ص79): (التوحيد مفزع أعدائه وأوليائه، فأما أعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها (فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون). وأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات وفزع إليه اتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون في الدنيا وما أعد لهم فى الآخرة، ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه لأن الإيمان عند المعاينة لا يقبل هذه سنة الله في عباده. فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد فلا يلقى في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها وبالله التوفيق) أ.هـ الرابع: هو سبب الثبات بالقول الثابت في القبر كما قال تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة) وجاء في "الصحيحين" عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم إذا سئل فى القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة). وفي "صحيح مسلم" (17/204- نووي) عن البراء بن عازب "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة" قال نزلت فى عذاب القبر). الخامس: وسبب النجاة من الخلود في النار، فقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الموحدين يخرجون من النار خلافاً للخوارج والمعتزلة. قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/486): (وأيضاً فقد تواترت الأحاديث عن النبي في أنه يخرج أقوام من النار بعد ما دخلوها وأن النبي يشفع في أقوام دخلوا النار، وهذه الأحاديث حجة على الطائفتين: "الوعيدية" الذين يقولون: من دخلها من أهل التوحيد لم يخرج منها، وعلى "المرجئة" الواقفة الذين يقولون لا ندري هل يدخل من أهل التوحيد النار أحد أم لا ؟) أ.هـ السادس: أن أهل التوحيد سعداء في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون). السابع: أن لهم الأمن في الدنيا والآخرة، فإن المشرك يحصل في قلبه من الخوف والرعب في الدنيا والآخرة بسبب شركه ما لا يحصل في قلب العبد الموحد. أما في الدنيا فقد قال تعالى: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به عليهم سلطاناً) وقال تعالى عن إبراهيم: (وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً). وكذلك في الآخرة حيث أخبر ربنا أن الموحدين يحصل لهم الأمن التام يوم القيامة بسبب توحيدهم، قال ربنا: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون0لايسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون0لا يحزنهم الفزع الأكبر) وقال: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا0فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً) وقال: (فذلك يومئذ يوم عسير0على الكافرين غير يسير) وقال: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) وقال: (أفمن يلقى في النار خير أم يأتي آمناً يوم القيامة) وقال: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا). وفضائل التوحيد كثيرة، وإنما ذكرنا شيئاً يسيراً منها يقتضيه المقام. المبحث الثالث: أسباب ذكر فضل التوحيد: وهذه الأدلة التي سقناها، والفضائل التي ذكرناها إنما نذكرها ويذكرها أهل العلم لعدة أسباب يمكن تلخيص بعضها بما يلي: 1- ليبينوا ما تدل عليه كلمة التوحيد من علو المكانة، وعظيم الأثر، ليعرف الناس منزلة هذا الأمر من الدين، ومنزلة أهله العاملين به والداعين إليه. 2- لتطمئن قلوب الموحدين لهذا التوحيد، ولتزداد حباً له، وتزوداً منه، وتعمقاً فيه، وشوقاً إلى ثوابه، وهذا لأهل التوحيد فقط. وأما من لم يكن من أهل التوحيد فعسى أن تؤثر فيه هذه الفضائل وتحرك دواعي الشوق إلى الهجرة إلى الله ورسوله، فينضم إلى أهله فيلحق بركابهم، ويسير في طريقهم. 3- مخالفةً للوعيدية الذين لا يرون أي أثر للتوحيد على أهله العاملين به، فهم يرون أنه لا يجتمع توحيد ومعصية، بل التوحيد عندهم أضعف من أن يقدر على إذهاب المعصية من قلب العبد، وعندنا أن التوحيد أعظم من أن تقدر المعصية على إزالته وإذهاب أثره، بل هو الذي يذهب أثرها ويزيل نجسها، فهذا هو الفارق بيننا وبين "الوعيدية". 4- لبيان سعة رحمة الله، وعظيم فضله، وجزيل عطائه، ويظهر هذا من وجوه لمن تأملها. 5- لئلا يتعجل المتعجل في تبشير العاصي المصر على المعصية ولو مات عليها وختم له بها، فما ندري ماذا يكون له عند الله من الأعمال ؟! المبحث الرابع: أثر الشرك على أهله: فساد العقيدة له ثمار مريرة، وآثار خطيرة وكثيرة، منها أنها تؤدي إلى فساد العقل والقلب بل والأخلاق والطباع، ولذلك فإن المشرك من أفسد الناس عقلاً وإن ظهر أنه من أذكى الناس، فالأمر كما قال الله تعالى: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)، وهو في الوقت نفسه من أفسد الناس قلباً وأبعدهم عن الله جل وعلا، والدلائل على ذلك كثيرة. ونذكر هنا قصةً لطالب مسلم يدرس في "كلية" من جامعات "الهند" على بروفيسور من عباقرة الأساتذة، دخل عليهم الأستاذ ليلقي المحاضرة، وبعد الانتهاء من المحاضرة يقترب الطالب من المدرس ليلقي عليه بعض الإشكالات التي واجهته، فيفاجأ بريحة عفنة تصدر من الأستاذ !! فقال له الطالب: (ما هذا يا أستاذ ؟! فقال له: هذه ريحة بول الآلهة) أي البقرة !! فالدكتور لا يخرج إلى الكلية إلا وقد تلطخ ببول البقرة تبركاً، ووقايةً من الأعين!! ولا يجد في ذلك أدنى خجل، ولم يجد غضاضة من أن يصرح لهذا الطالب بالحقيقة، وهذا الشيء لا يتردد في استنكاره عندنا الشخص الأمي الذي يعيش في أرياف المسلمين. فهذه البقرة خلقها الله لابن آدم، وخلق له ما فيها من اللحم واللبن والجلود وغير ذلك، ثم يسخر نفسه عبداً لهذه النعمة !! وكم تموت من الأبقار في الهند يومياً دون أن يستفاد منها مع أن الهند من بلاد المجاعات. بل فساد المعتقد جرّ الإنسان إلى أن يعبد الفأر، ويجعله نداً لله في العبادة !! وهناك ثلاثة آلاف وثن يعبد من دون الله في "الهند" وحدها فقء ما بين بقرة وفأر وغيرهما، حتى الفروج تُعبد من دون الله !! في عصر قفزت فيه التكنولوجيا إلى أرقى المستويات، نسأل الله السلامة والعافية. والعقيدة الفاسدة لها أثر كبير على القلوب من حيث القوة والضعف، فالفارس الشجاع الذي لا يبارى في المعارك، يخاف من أحقر الأشياء، بل من أشياء وهمية لا حقيقة لها، وربما يضعف أمام غيره من الجن وغيرهم، ويصرف لهم أغلى ما يملك، ويظن أنهم يقدمون ويؤخرون. والخلاصة أن المشرك من أفسد الناس عقلاً وقلباً، وأخبثهم طبعاً، وأسوأهم أخلاقاً. الفصل الثاني: في الدعوة إليه: المبحث الأول: كيفية الدعوة إلى التوحيد: 1- الدعوة إلى التوحيد تجب على الجميع: الدعوة إلى التوحيد تجب على أهل التوحيد كلهم، وتجب على كل واحد بحسب مقدوره واستطاعته. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي في "القول السديد": (وإذا كانت الدعوة إلى الله وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضاً على كل أحد، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره، فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم، وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة. قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهـلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين) أ.هـ 2- يجب تكرير وتنويع وتفصيل الدعوة إلى التوحيد:لا يكفي فيها أن يتكلم الداعية عن التوحيد المرة والمرتين والثلاث، وذلك لعدة أسباب: أولاً: لأن التوحيد أصل العلوم وبابها، ومنزلته من البدن كمنزلة الرأس من سائر الجسد، وكل العلوم إنما تكون بعده في المنزلة والمرتبة، فلا بد أولاً من إقامته وتصحيحه وتنقيحه وتنقيته. ثانياً: لأن هذا حق الله تعالى فهو أعظم الحقوق على الإطلاق وكل الحقوق كحق الوالدين وحق الجار وحق ولاة الأمر ونحو ذلك، إنما هي متفرعة من هذا الحق العظيم. ثالثاً: ثم إن مسائله كثيرة ومتشعبة، وتطبيق الناس له وعملهم بأفراده وآحاده يحتاج إلى وقت طويل وعمل ليس بالقليل، فإذا كانت الدعوة إلى أصله والدخول فيه يحتاج إلى وقت ليس بالقليل فكيف بما بعد ذلك ؟! فقد قال الله عن نوح عليه الصلاة والسلام: (رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً0فلم يزدهم دعائي إلا فراراً0وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً0 ثم إني دعوتهم جهاراً0ثم إني دعوتهم وأعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً). وإنني أعجب أشد العجب ممن ينتسب إلى السنة – وهو ليس من أهلها – كيف يتشدق بالدعوة إلى التوحيد ثم ترى نصيب التوحيد من دعوته هزيلاً لا يكاد يذكر، وإن تكلم عن التوحيد يتكلم بكلمات عامة ومجملة لا يكاد يبين، فيخرج الناس من دروسه بعد أمد طويل لا يكادون يفقهون بعض صور التوحيد ونواقضه !!. فالدعوة إلى التوحيد تحتاج إلى دروس خاصة يفهم بها الطلاب تفاصيل التوحيد وجزئياته، وتحتاج إلى خطب في الجمعة ومحاضرات في غير الجمعة يفهم بها العوام حقيقة التوحيد ولو بالصورة العامة، ويتعرض فيها الداعية لما يجد – بتشديد الدال المهملة - من منكرات مناقضة لأصل التوحيد، أو لكماله كالزيارة الشركية أو البدعية للقبور، وتعلق بغير الله ونحو ذلك، مع التنبيه على بعض الألفاظ أو غيرها من الأشياء في المجالس العامة والخاصة. المبحث الثاني: حاجة الداعية إلى التوحيد إلى العلم: تقرير التوحيد وشرح مسائله والردود على المخالفين فيه يحتاج إلى قوة في العلم وجودة في الأسلوب ووضوح في العبارات، لأنه من أصعب الأمور وأدقها، والغلط فيها من أسوأ الأغلاط وأقبحها، وهذا يدفع طالب علم التوحيد إلى قراءة الكثير من كتب التوحيد ومطالعة كلام أهل العلم في جميع الأبواب، سواء كان منها ما يتعلق بتقرير التوحيد، أو الردود أو الفتاوى، ويدفعه كذلك إلى التواصل مع أهل العلم بوضع الإشكالات عليهم والإفادة منهم، وتتبع الجديد من المطبوعات في هذا الفن، هذا مع طول زمن وشدة حرص على الفائدة، ولاشك أن من كان هذا دأبه سيصل إلى المطلوب بتوفيق الله وتسديده. المبحث الثالث: أخلاق أهله:لا ينبغي على الداعية أن يغفل عن مسألة مهمة جداً وهي أنه لا يستطيع أن يصل إلى قلوب الناس فيصحح ما يستطيع من الأخطاء ويغير ما يقدر عليه من المنكرات إلا بصلاح سريرته فيما بينه وبين الله، وحسن خلقه، وحكمته في الدعوة إلى الله فيما بينه وبين الناس، لأن الحق لا يصل وحده ما لم يكن معه حسن خلق وكمال حجة يقدر بها الداعية إلى الله أن يوصل الحق الذي عنده إلى الناس، ويخرج ما في قلوبهم من المنكرات وسوء المعتقدات. ولذلك قامت الحجة على مشركي العرب بل والعجم بدعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد عرفه القاصي والداني، والقريب والبعيد بأخلاقه العظيمة، وأدبه العالي، كلهم قد عرفوا صدقه وأمانته، وكرمه وتواضعه، وحسن خلقه وجميل عشرته، صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي. وكم من داعية إلى التوحيد كان وبالاً على دعوته بطيشه وتهوره وعدم حكمته، فهو فيها معول هدم في الوقت الذي يظن في نفسه أنه أداة بناء، ويسيء إلى الدعوة بما يغني الأعداء عن تشويهها بين الناس، إما بأكل الأموال أو تطاوله على الأعراض، أو بتهافته على الدنيا وحطامها، أو بنحو ذلك. فكم من داعية إلى التوحيد وخلقه يصد عن الدعوة إلى التوحيد فإن لله وإنا إليه راجعون، وأقل أضرار هؤلاء الدعاة أنهم يفقدون دعوة التوحيد منزلتها الحقيقية في أعين الناس ونفوسهم، هذا إذا لم يلحق عوام الناس بالدعوات المخالفة لدعوة التوحيد. وحسن أخلاق الداعية وسوء أخلاقه له أثر عظيم على دعوته سلباً وإيجاباً، ولذلك نجد كثيراً من الناس يفتتن بالدعاة إلى الباطل إذا وجد عنده الكلام المعسول والكرم المصطنع. وأهل التوحيد هم خير الناس خلقاً وأفضلهم أدباً، فهم أولى الناس وأجدرهم بهذه الآداب العظيمة، والأخلاق العالية، فينبغي على دعاة التوحيد أن يكونوا صوارم مهندة على أعداء التوحيد، ورحمة مهداة إلى الناس لإخراجهم من الظلمات إلى النور بالكلمة الطيبة، والأسلوب الحسن. الفصل الرابع: في شبهات تثار حول الدعوة إلى التوحيد:أعداء التوحيد وخصومه لا يزالون يكيدون له ولأهله، ويصدون عنه بكل ما أوتوا من الأموال والجاه، وهؤلاء لهم شبهات فعسى أن يأتي وقت نذكر فيه شبهاتهم في "باب التوحيد" مع الأجوبة عنها. وهناك آخرون هم من أجهل الناس بدعوة الرسل وأبعد الناس عنها، ليسوا من الدعاة إلى الشرك، لكنهم أثاروا على دعوة التوحيد شبهاً متهافتة يثبطون بها عن الدعوة إلى هذا الأصل العظيم، ويطلبون من الناس أن يتوجهوا إلى شيء هو أبعد ما يكون عن دعوة الرسل، وقد جعلنا لكل شبهة من شبهات هؤلاء مبحثاً خاصاً نختصر فيه الكلام اختصاراً لا يخل بالمراد. المبحث الأول: قولهم: إن دعوة التوحيد إنما تكون في المجتمعات الكافرة، فهل أنتم بين كفار عندما تدعون الناس إلى التوحيد في هذه المجتمعات ؟!والجواب عن ذلك أن يقال: إن هذا كلام جاهل بالدعوة إلى التوحيد، ولاسيما بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد كانت على ضربين: الأولى: دعوة لإدخال الناس في التوحيد، وإخراجهم من ظلمات الشرك، وهذا إنما يكون مع المشركين كما هو الحال في دعوة الأنبياء وأممهم، وكما حصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في العهد المكي، وكما حصل له صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن ليدعوهم إلى التوحيد. والثانية: دعوة إلى التوحيد لإتمامه وإكماله، وهذا قد حصل في المجتمع المدني، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم التوحيد وما تفرع منه، وينهاهم عن نواقضه ومفسداته، مع أنهم أعرف الناس بالله تعالى ودينه وشرعه رضي الله عنهم، وقد كان صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن جميع مفسدات التوحيد القولية والعملية، سواء ما كان يتعلق بمظاهره أو بمقاصده. وقد بقي صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر إلى آخر لحظات حياته صلى الله عليه وسلم، ففي آخر لحظات حياته ينهاهم عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، ويحذرهم مما صنع أهل الكتاب بقبور أنبيائهم وصالحيهم. فالناس في المجتمعات على صنفين: الصنف الأول: أناس كانوا على شرك، والصنف الثاني: ليسوا كذلك، والصنفان من الناس محتاجون إلى معرفة التوحيد بجميع تفاصيله. أما الصنف الأول فمن الغلط أن نظن أن من قال: لا إله إلا الله فقد انخلع ما في قلبه من رواسب الجاهلية وأدران الشرك بمجرد أن ينطق بها بعد أن عاش أعواماً على الشرك بجميع أصنافه، لأن هذا النطق لوحده لا يكفي، بل الواجب على العبد أن يحرص - مع قوله لهذه الكلمة - على معرفة معناها، وتجنب مفسداتها ونواقضها، لأن مجرد النطق بكلمة التوحيد دون معرفة معانيها لا توصل العبد إلى العبودية التي يحبها الله، والتي خلق الخلق لأجلها. وأما الصنف الآخر من الناس فهؤلاء هم أيضاً محتاجون إلى معرفة تفاصيل التوحيد وتعلمه وتفهمه، لأن النطق بهذا الكلمة ولو مع سلامة الفطرة لا تكفي لعصمتهم مما سيأتيهم من أنواع الضلال المناقضة للتوحيد، فكانوا بحاجة إلى ما ذكرناه والله الموفق. فالدعوة إلى التوحيد في المجتمعات الشركية: دعوة تصحيح وتأصيل، والدعوة في المجتمعات الإسلامية: دعوة إتمام وتكميل. المبحث الثاني: قولهم: إن الدعوة إلى التوحيد تفرق الصف، وتبلبل الأفكار:أقول: لا أدري كيف ألقى الشيطان هذه الكلمة على لسان صاحبها، وكيف استساغ أن يقول مثل ذلك على دعوة التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، والتي هي دعوة الرسل، فهل دعوة الناس إلى حق الله يفرق الناس، وهل كان الرسل يشتغلون بما يفرق جمع الناس، ويشتت أمرهم ؟!! وإذا أردت أن تعرف بطلان هذا المقالة الشنيعة فاعقد مقارنة بين ما كان عليه العرب من الفرقة في الجاهلية، وكيف أصبحوا متآلفين بنعمة الله جل وعلا بعد مجيء الاسلام والتوحيد، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد جاء إلى أمة ممزقة في كل شيء، فلكل قبيلة صنم تعبده كما قال تعالى: (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم)، وجاء على أمة متناحرة متفرقة، يأكل القوي فيها الضعيف، ولكل قبيلة أعرافها وعاداتها، لا يجمعهم شيء، ولا يجتمعون على أمير واحد وهذه من أعظم صفات ذلك المجتمع، فجمعهم الله بهذا النور والهدى، وهذا الإسلام العظيم الذي هو أعظم نعم الله عليهم، فاجتمعوا على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وبلدانهم وقبائلهم، حتى صاروا أمة واحدة بعد فرقة، وقوية بعد ضعف، كما قال تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً)، فهذا شيء يسير من بركات التوحيد على أهله والمستمسكين به، فالتوحيد يجمع ولا يفرق، ويؤلف ولا يشتت، والذي يشتت هو الشرك، وكذلك الابتداع في الدين التي هو من أعظم فروع الشرك. وأما استدلالهم بقوله تعالى على لسان هارون: (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) فقد استدلوا بهذه الآية على أن هارون ترك الإنكار على بني إسرائيل خشية الفرقة والاختلاف. والجواب: أن الآية ليست كما يفسرها هؤلاء، وإنما لها تفسير آخر عند أهل العلم، فقد نقل ابن جرير اختلاف المفسرين في معنى هذا اللوم الذي لام به موسى أخاه هارون عليهما الصلاة والسلام، حيث قال ابن جرير الطبري في "تفسيره": (واختلف أهل التأويل في المعنى الذي عذل موسى عليه أخاه من تركه اتباعه) ثم ذكر أقوالاً، منها أنه عذله لما لم يلحقه في السير بمن أطاعه، على ما كان عهد إليه من قبل، وهذا قول ابن عباس وهو الصحيح وهو الذي رجحه ابن جرير فقال: (قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب، القول الذي قاله ابن عباس من أن موسى عذل أخاه هارون على تركه اتباع أمره بمن اتبعه من أهل الإيمان، فقال له هارون: إني خشيت أن تقول، فرّقت بين جماعتهم، فتركت بعضهم وراءك وجئت ببعضهم، وذلك بين في قول هارون للقوم (يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري) وفي جواب القوم له وقيلهم (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) أ.هـ وقال ابن سعدي في "تفسيره": (فإنك أمرتني أن أخلفك فيهم، فلو تبعتك لتركت ما أمرتني بلزومه وخشيت لائمتك و(أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) حيث تركتهم وليس عندهم راع ولا خليفة فإن هذا يفرقهم ويشتت شملهم) أ.هـ وأما قول من قال: (بل عذله على تركه أن يصلح ما كان من فساد القوم) فهذا قول ضعيف لأمور: الأول: أن هارون قد أنكر عليهم فعلهم ذلك، فقد قال تعالى: (ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به، وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري) ؟!! قال ابن كثير في "تفسيره": (يخبر تعالى عما كان من نَهْي هارون عليه السلام لهم عن عبادة العجل، وإخباره إياهم أنما هذا فتنة لكم) أ.هـ فهارون قد أنكر عليهم عبادتهم العجل، وهل يظن بأنبياء الله ورسله أن يروا الشرك في قومهم ومن أرسلوا إليهم فيسكتوا، وهل بعثوا إلا لينهوهم عن هذا الشرك ؟! الثاني: أن من تأمل كلام هارون لقومه وجواب قومه عنه وحواره مع موسى عرف ذلك، فقد قال ابن كثير في "تفسيره": (وشرع يلوم أخاه هارون فقال: (ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن) أي: فتخبرني بهذا الأمر أول ما وقع (أفعصيت أمري) أي: فيما كنت تقدمت إليك، وهو قوله: (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)... ولهذا قال: (يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) هذا اعتذار من هارون عند موسى في سبب تأخره عنه، حيث لم يلحقه فيخبره بما كان من هذا الخطب الجسيم قال (إني خشيت) أن أتبعك فأخبرك بهذا، فتقول لي: لم تركتهم وحدهم وفرقت بينهم (ولم ترقب قولي) أي: وما راعيت ما أمرتك به حيث استخلفتك فيهم) أ.هـ الثالث: وإن سلمنا أن هذا وقع من هارون فإن هذا شرع من قبلنا، وهو ليس شرعاً لنا ما دام قد جاء شرعنا بخلافه، فالمعلوم من هديه صلى الله عليه وسلم تبيين طرق الشرك وأنواعه ووسائله ومخاطره، على أنه يمكن أن نقول أيضاً إن موسى لم يقره على هذا. قال الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير": (وتضمن هذا قوله: (إني خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي)، وكان اجتهاده ذلك مرجوحاً لأن حفظ الأصل الأصيل للشريعة أهم من حفظ الأصول المتفرعة عليه، لأنّ مصلحة صلاح الاعتقاد هي أم المصالح التي بها صلاح الاجتماع، ...ولذلك لم يكن موسى خَافياً عليه أن هارون كان من واجبه أن يتركهم وضلالهم وأن يلتحق بأخيه مع علمه بما يفضي إلى ذلك من الاختلاف بينهم) أ.هـ والخلاصة أن هارون خشي الفرقة الناشئة من سيره ببعض بني إسرائيل وتركه البعض الآخر لأن هذا خلاف ما عهد به موسى إلى هارون استخلافه عليهم جميعاً، وليست الفرقة الناشئة من إنكار الشرك فإنه قد أنكره. المبحث الثالث: دعواهم أننا اليوم في ظروف نحتاج فيها إلى أن نغض الطرف عن الدعوة إلى التوحيد، والتحذير من مظاهر الشرك: أقول: وظاهر هذه المقالة أن هذه الظروف لم يمر بها الإسلام وأهله قبل اليوم، فكأن تكالب الأعداء علينا إنما هو وليد هذا العصر، وهذا قول من لم يعرف سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا طريقته صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى التوحيد، بل من لا يعرف طريقة الرسل عامة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد مر بأسوأ من هذه الظروف بكثير، فقد تكالب على الإسلام وأهله جميع أصناف المشركين، ومع هذا فقد كان صلى الله عليه وسلم كان يربي الناس في كل الظروف على العناية بالتوحيد والحذر من الوقوع فيما يناقضه. وسار على ذلك أصحابه رضي الله عنهم في وقت تكالب فيه اليهود والنصارى والمجوس والمرتدون وغيرهم من أصناف الناس عليهم من كل مكان، بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن الوقوع في الشرك في وقت المعارك والقتال وهو وقت أحوج ما تكون الأمة فيه إلى اجتماع الكلمة وتوحد الصف لملاقاة عدوهم من الكفار. روى الترمذي في "جامعه" عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة حنين مر بشجرة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله هذا كما قال قوم موسى (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم). المبحث الرابع: دعواهم أن هذا العصر تغيرت فيه معالم الشرك، فأصبحنا في شرك القصور، لا في شرك القبور: والجواب عن ذلك أن يقال: أولاً: إن نفيكم لشرك القبور في هذا الوقت ينادي عليكم بالجهل بهذا الواقع الذي تزعمون أنكم فقهاؤه والعارفون به، فإن بلاد المسلمين تعج وتضج بآلاف الأضرحة التي يفعل عندها من أصناف الشرك وألوانه ما لا يعلم به إلا الله. ثانياً: ثم إن دعواكم أن هذا العصر ظهر فيه شرك القصور فإن كنتم تعنون به (الحكم بغير ما أنزل الله) فهذا والله دليل على جهلكم بالشريعة والتاريخ والواقع معاً، فيا سبحان الله ألم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيئة تتحاكم إلى الأسلاف والأعراف والطواغيت في الدماء والأعراض والفروج ؟! ألم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت كانت فيه فارس والروم والحبشة وغيرهم من الأمم تحكم فيه بغير ما أنزل الله ؟؟ فهل سمعتم أن رسول الله هون من الدعوة إلى التوحيد كما تهونون أنتم ؟! أو قسم لنا الشرك إلى شركين قبور وقصور، ذلك التقسيم الذي يحمل من ورائه تهميش دعوة الرسل والاعراض عنها، وهل سمعتم أنه انشغل بما ذكرنا من ذلك عن تعليم الناس ما بعثه الله به ؟!! على أن الحكم بما أنزل الله إن كان هو المراد بقولكم: (شرك القصور) فهذا ليس على إطلاقه، والله أمر بالتوسط دائماً وفي كل شيء، فالمسألة فيها تفصيل عند أهل العلم ليس الموضع موضعها. المبحث الخامس: قولهم: دعوتنا سلفية العقيدة، وعصرية المواجهة: وهذه واحدة من الكلمات التي يتشدقون بها، ويعدونها من جوامع الكلم، وهي تحمل في طياتها السم الزعاف، فإنهم في بداية أمرهم كانوا لا يتشرفون بالانتساب إلى العقيدة السلفية، ويعدونها واحدة من أكبر أسباب الفرقة بين المسلمين، فلما لم يستجب لهم أحد، غيروا هذه النبرة إلى نبرة أخرى فقالوا: دعوتنا سلفية العقيدة وعصرية المواجهة، وهذه الكلمة كاذبة خاطئة، لأنها تتضمن التنقص من الدعوة السلفية من حيث شعروا أولم يشعروا، فهي تتضمن أن الدعوة السلفية لا تواجه أعداء عصرها هفي في نفسها مفتقرة إلى ذلك، فاحتاجوا إلى أن يزيدوا في الكلام: (عصرية المواجهة) فالجملة الأولى لا تكفي عندهم، لأن الدعوة السلفية تحمل العقائد الصحيحة، والأخلاق العالية، لكنها لا تواجه أعدائها !! فهذه الجملة بمنزلة قول القائل: (شرعنا إسلامي بثوب عصري) وهذه العبارة على أقل الأحوال تتضمن التنقص من الإسلام من حيث شعر القائل أو لم يشعر حيث تتضمن أن الإسلام عصوره أخرى غير هذا العصر، وهذا غير ما تحتمله هذه العبارة من التستر على الانحرافات. ثم إن هذا من أدل الأدلة على جهل هؤلاء القوم بالواقع المعاصر وإن زعموا أنهم فقهاؤه !! لأن الفرق والطوائف التي خرجت على مذهب أهل السنة، ودار بينها وبين أهل السنة من الردود ما نعلمه ويعلمه أكثر المسلمين، هذه الفرق ما زالت إلى اليوم موجودة وقائمة ولها مدارس تدرس مذاهبها، ولها انتشار في ربوع العالم الإسلامي، وكل الطوائف العصرية اليوم إنما هي اليوم منشقة عنها ومنبثقة منها. ثم هم يقصدون بعصرية المواجهة الدخول في العمل السياسي، ومنازعة الأمر أهله، ومزاحمتهم على كراسيهم، والكلام عليهم من على المنابر، وتتبع زلاتهم، هكذا يقصدون !! فهل هذه هي دعوة الرسل ؟! وهل هناك أحد من الأنبياء دعى إلى هذا ؟! وعلى كل حال فكل شبهة أثاروها على الدعوة التوحيد فإنما يثيرونها على أنفسهم، وعلى دعوتهم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. انتهت الحلقة الأولى من (دروس في التوحيد)، وسيتبعها بإذن الله الحلقة الثانية في (حقيقة التوحيد) بإذن الله تعالى. كتبه: أبو عمار علي الحذيفي. عدن / اليمن. منقول من شبكة سحاب السلفية الدعاء لاخوكم السلام عليكم


شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- [ تعرٌف على ] ثرميت
- [بحث] دروس في التوحيد للشيخ أبو عمار علي الحذيفي - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة
- [ تعرٌف على ] مواصلات القاهرة
- [ خذها قاعدة ] إن هبط فضائي من المريخ على الأرض وشاهد التلفاز سيستنتج بأن كل المجتمع العالمي مبني على بريتني سبيرز وباريس هيلتون .. سيندهش بأن مجتمعنا لم ينهار بعد. - ميتشيو كاكو ( عالم مختص بمجال الفيزياء النظرية
- [ متاجر السعودية ] منصة حوت ... الاحساء ... المنطقة الشرقية
- [رقم هاتف]مدرسة الابتدائية المائتان واربعة وثمانون 284 بالرياض..السعودية
- تعرٌف على ... فريد عمارة | مشاهير
- تفسير اسم هارون في المنام
- [ تعرٌف على ] بوقرة
- زوجتي حامل ولديها صديد في الدم.. هل هناك خطورة في ذلك؟
- [ أعصاب ] تأثير العقاقير على الجهاز العصبي
- ارقام وهواتف مستشفى النور المحمدى الخيرى التخصصى المطرية, بالقاهرة
- محل العنود للعبايات
- [ مبيعات وخدمات تأجير السعودية ] مكتب خالد عبدالله الحايك العقارى
- عبد الجبار عريم
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

1



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات غير مصنف عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/07/07




اعلانات