السؤال :







استخدمت علاج سيبرلكس، وزاد وزني 17 كيلو، وأنا بالأساس سمينة، فاضطررت لترك العلاج بالتدريج، وأنا الآن أعاني من قلق وتوتر ووسوسة وعصبية زائدة جدا، وأريد علاجا لا يزيد الوزن.

أرجو مساعدتي، وجزاكم الله خيرا.















الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالعلاقة بين استعمال مضادات الاكتئاب لزيادة الوزن هي علاقة معقدة بعض الشيء، فهنالك أناس لديهم أصلاً الاستعداد والقابلية لزيادة الوزن أكثر من غيرهم، وهؤلاء هم الذين تؤثر فيهم بعض مضادات الاكتئاب وليس كلها، وهنالك بعض الناس حين يتناولون مضادات الاكتئاب، ويزداد لديهم الاسترخاء، وتزداد الشهية للطعام هؤلاء أيضًا قد يقل نشاطهم الجسدي الحيوي، وهذا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

الأمر الآخر: أن زيادة الوزن التي تُحدثها مضادات الاكتئاب دائمًا تكون في الأربعة أشهر الأولى لتناول هذه الأدوية، بعدها قد لا تحدث زيادة، أو حتى قد ينخفض الوزن إذا حرص الإنسان على ممارسة الرياضة وتنظيم أكله.

عمومًا توجد مجموعة من مضادات الاكتئاب ومزيلات القلق والتوتر يعرف عنها أنها لا تؤدي إلى زيادة الوزن، الآن يوجد دواء جديد يعرف باسم (فالدوكسان) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي هو (أجوملاتين Agomelatine) هذا الدواء لا يزيد الوزن، وهو دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق والتوتر، وكذلك العصبية، وإن كانت فعاليته أقل نسبيًا في علاج الوسوسة، لكن الفالدوكسان لا يُسمح أو لا ننصح باستعماله إلا تحت إشراف طبي، لأنه ربما يرفع أنزيمات الكبد قليلاً، ولابد أن يُجرى فحص لوظائف الكبد قبل البدء في تناوله، وتكون بعد ذلك متابعة.

الدواء الآخر والذي نعتبره سليمًا وجيدًا هو ما يعرف بعشبة القديس جون، أو عشبة عصبة القلب، وهذا مستحضر طبيعي يُحسّن أيضًا من إفراز مادة السيروتونين في الدماغ مما يؤدي إلى إزالة الاكتئاب البسيط، وكذلك القلق والتوتر، وعشبة عصبة القلب متوفرة في الصيدليات، هناك ثلاث مستحضرات تحتوي الحبة على خمسمائة مليجرام، ومستحضر على ثلاثمائة مليجرام، ومستحضر ثالث تحتوي الحبة على مائة وخمسة وثمانين مليجرام.

أعتقد أنك إذا تحصلت على هذا العقار الطبيعي ستكون بداية طيبة، ويمكن أن تجربيه، وإذا وجدتِ الحبة التي تحتوي على خمسمائة مليجرام تناولي حبة في اليوم، ويمكن أن تكون مدة العلاج ستة أشهر أو أكثر، أما إذا تحصلت على الحبة التي تحتوي على مائة وخمسة وثمانين مليجرامًا أو ثلاثمائة مليجرام فاجعليها حبتين في اليوم، ابدئي بحبة واحدة لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعليها حبتين في اليوم، ويمكن أن تكون مدة العلاج كما هي.

الدواء الثالث والذي نعتبره أيضًا جيدًا خاصة لعلاج الوسوسة هو فافرين، والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) هذا لا يزيد الوزن كثيرًا، قد يزيد الوزن لكن بدرجة أقل من السبرالكس، وجرعته هي أن تبدئي بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

وهنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (ولبيوترين) واسمه العلمي هو (ببربيون) هذا الدواء يعرف عنه أنه لا يزيد الوزن أبدًا، بل قد يخفضه، لكن يُعاب عليه أنه لا يعالج الوساوس، فقط يعالج الاكتئاب، وجرعته هي 150 مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، ثم يمكن أن تُرفع الجرعة إلى 300 مليجرام، لكن حتى هذا لا أنصح باستعماله إلا تحت إشراف طبي، لأنه ربما ينشط البؤر الصرعية الخاملة.

فإذن أمامك بدائل ممتازة، وأعتقد أن تجربة عشبة قصبة القلب لوحده سوف يكون أمرًا جيدًا، وأعطيه فرصة كاملة، إن تحصلت عليه فهذا هو المقصود، وإن لم يحدث تحسن بعد شهرين من الاستعمال توقفي عنه وانتقلي إلى الفافرين.

هذا هو الذي أراه، وأنصحك أيضًا بالإجراءات الأخرى التي تمنع زيادة الوزن، ومنها ممارسة التمارين الرياضية، وعدم النوم بعد الأكل، والتحكم في نوعية الأطعمة، لابد أن تكون الأطعمة في مكوناتها قليلة السعرات الحرارية.

بارك الله فيكِ وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.