أديبة روميرو # اخر تحديث اليوم 2023
_
محل شك
الباحثة والكاتبة الإسبانية أديبة روميرو تفتخر بأنها مسلم ة أندلس ية وتقول إنها متصالحة مع كونها مواطنة إسبانية ومسلمة أندلسية تنحدر من جذور مورسكيون موريسكية (مسلمة). هذه الباحثة الفذة تجاوزت مرحلة من حياتها كانت تشعر فيها بالحزن بتأثير من ثقافتها ال إسلام ية وأحزان الأجداد وأشباحهم التي تخيم على مزرعتهم التي يقيمون فيها شمال غرناطة والتي تعود إلى ما قبل محاكم التفتيش . لتصل إلى مرحلة البحث والتعايش مع الواقع، وترحل من مدينةٍ إلى أخرى قارئة وباحثة.
تقول أديبة روميرو إن عودتها إلى إسبانيا قادمة من المملكة العربية السعودية وهي في الخامسة عشرة لإكمال تعليمها؛ منحتها أفقاً واسعاً لمعرفة نظرة كلتا الحضارتين الإسلامية والغربية إلى الأخرى. ولدت روميرو هذه الكاتبة الجادة في إسبانيا وسافرت وهي في الخامسة من عمرها إلى السعودية برفقة عائلتها بعد اعتناقهم للإسلام بسنة واحدة، وعاشت عشر سنوات من عمرها في مكة المكرمة، وترعرعت مسلمة في مكة المكرمة.
درست أديبة في مدارس البنات ب مكة ولبست ال عباءة وال نقاب في مراهقتها، وهي تشعر بالارتياح لتدريس طالباتها في الفصول الصيفية بكلية دار الحكمة بمدينة جدة غرب السعودية، لأنها ترى في نفسها أحياناً سعودية أكثر منها إسبانية.
ترى أديبة أن الفترة المبكرة من تاريخ المسلمين في الأندلس لا تزال مجهولة، وإن الباحثين حتى اليوم ينقبون عن وثائق تعود إلى المئة عام الأولى التي شهدت بواكير الفتح الإسلامي ل شبه جزيرة أيبيريا .
من أفكارها الجميلة ردها على حديث يدور حول وجود مخطوطات إسلامية انتقلت مع المسلمين المهاجرين إلى أمريكا الجنوبية ، تقول روميرو إن وثائق كشف عنها مؤخرا تؤكد أن بعضا من أوائل ال مبشر ين ال مسيحي ين الذين شاركوا في الحملات الأولى لاكتشاف أمريكا الجنوبية كانوا مسلمين في الباطن، وأن الكنيسة كانت قلقة من انتشار الإسلام بين الهنود الحمر ، وهو ما أكدته الكشوفات الأخيرة عن قرى بكاملها تعود إلى تلك الفترة كانت مقابرها موجهة إلى ال قبلة .
أديبة هذه الباحثة الجادة تعيد بدراساتها ولقاءاتها وأعمالها الوهج إلى زمنٍ كاد ينسى، إنه زمن الأندلس الذي أنشدناه كثيراً، وهو زمن أثر على الفنون الأوروبية والعلوم والموسيقى والتراث والهندسة. إنها باحثة تعيد عبق ذلك التاريخ. فشكراً لها على هذا الجهد والكد في سبيل المعرفة والبحث.