شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اخر المشاهدات
الأكثر مشاهدة
اهم الروابط

شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

وصف جديد هنا




[ باب التوبةتطريز رياض الصالحين ] عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب – رضي الله عنه – من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك – رضي الله عنه – يحدث بحديثه حين تخلف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة تبوك. قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنه؛ إنما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها. وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة،والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة، فغزاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك الديوان) قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى به ما لم ينزل فيه وحي من الله، وغزا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، فأنا إليها أصعر، فتجهز رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه، فأرجع ولم أقض شيئا، وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، فهممت أن أرتحل فأدركهم، فيا ليتني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحزنني أني لا أرى لي أسوة، إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق، أو رجلا ممن عذر الله تعالى … من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعب بن مالك؟» فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل – رضي الله عنه -: بئس ما قلت! والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. فبينا هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «كن أبا خيثمة» ، فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون. قال كعب: فلما بلغني أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي، فطفقت أتذكر الكذب وأقول: بم أخرج من … سخطه … غدا؟ وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أظل قادما، زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا، فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعا وثمانين رجلا، فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى، حتى جئت، فلما سلمت تبسم تبسم المغضب. ثم قال: «تعال» ، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: «ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟» قال: قلت: يا رسول الله، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر؛ لقد أعطيت جدلا، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي،وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله – عز وجل -، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك. قال: فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك» . وسار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما اعتذر إليه المخلفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لك. قال: فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟ قالوا: نعم، لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك، قال: قلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري، وهلال ابن أمية الواقفي؟ قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة، قال: فمضيت حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس – أو قال: تغيروا لنا – حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان. وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني،حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام، فقلت له: يا أبا قتادة، أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -؟ فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت فناشدته، فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من نبط … أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان، وكنت كاتبا. فقرأته فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت حين قرأتها: وهذه أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرتها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي إذا رسول … رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأتيني، فقال: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ فقال: لا، بل اعتزلها فلا تقربنها، وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك. فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر. فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت له: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: «لا، ولكن لا يقربنك» فقالت: إنه والله ما به من حركة إلى شيء، ووالله ما زال يبكي منذ ن السرور: «أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك» فقلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: «لا، بل من عند الله – عز وجل -» ، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير … لك» . فقلت: إني أمسك سهمي الذي بخيبر. وقلت: يا رسول الله، إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، فوالله ما علمت أحدا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحسن مما أبلاني الله تعالى، والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى فيما بقي، قال: فأنزل الله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ: {إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} حتى بلغ: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} … [التوبة (117: قال كعب: والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا؛ إن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد، فقال الله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة (95، 96) ] قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه بذلك. قال الله تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه —————- في هذا الحديث: فوائد كثيره منها: فضيلة الصدق، والحكم بالظاهر، وأن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ ضعيف الدين. وفيه: جواز هجران المذنب أكثر من ثلاث إذا ظهرت فائدته، ولم يترتب عليه مفسدة، واستحباب الصدقة عند التوبة

اقرأ ايضا

-
[ الرسالة الثالثة لباس المرأة المحرمة ] قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن المرأة ممنوعة مما منع الرجال منه (يعني محظورات الإحرام إلا لبس اللباس) وهذه بعض الأحكام التي تتعلق بلباس المرأة المحرمة:- المرأة تحرم بما شاءت من الثياب إذ ليس للإحرام بالنسبة للمرأة ملابس مخصوصة كما تظن بعض النساء ولكن يجب أن تتصف ثيابها بالصفات الشرعية: كأن تكون فضفاضة غير ضيقة، ومتينة غير شفافة، والأفضل أن تكون غير لافته للنظر أي ليست بثياب زينة منعاً للفتنة عندما تختلط بالرجال في بعض المناسك.- يحرم على المرأة المحرمة لبس القفازين والنقاب لما رواه أبو داود ((المحرمة لا تتنقب ولا تلبس القفازين))؛ ولكن إن مر بها الرجال الأجانب وجب عليها تغطية وجهها بغطاء الرأس لعموم الأدلة على وجوب ستر المرأة وجهها حال وجود الرجال الأجانب بالقرب منها كما كانت نساء السلف يفعلن قالت عائشة ((كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (محرمات) فإذا حاذونا (أي قابلونا) سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه أخرجه أبو داود وغيره.- يحرم على المرأة المحرمة لبس الثياب المطيبة، لما رواه البخاري عن عائشة قالت - وهي محرمة – "لا نتلثم و لا نتبرقع ولا نلبس ثوبا بورس ولا زعفران".- يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس ما شاءت من ألوان الثياب كالأسود والأحمر والأصفر وليس للون الأخضر مزية على غيره من الألوان.- للمرأة المحرمة أن تغير ثيابها التي أحرمت بها أو استبدالها بأخرى نظيفة.- من تبرقعت في الإحرام جاهلة للحكم أو ناسية للإحرام فلا شيء عليها وحجتها أو عمرتها صحيحة إنما الفدية على المتعمد العالم بالحكم الذاكر له.- يجوز للمرأة أن تلبس الجوارب وهي محرمة بل هي أفضل للمرأة وأستر لقدميها.
- [ محامين السعودية ] محمد أحمد علي البلوي ... جدة
- [ التاريخ اﻹسلامي ] مراحل الدعوة الإسلامية
- [ تعرٌف على ] غزوة الأبواء
- [ تعرٌف على ] تولتك
- [ تعرٌف على ] سعاد اللواتية
- [ حكمــــــةالزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي ] عن عبد الله بن المديني قال : كان لنا صديق فقال : خرجت إلى ضيعتي فأدركتني صلاة المغرب فأتيت إلى جنب مقبرة فصليت المغرب قريبا منها ، فبينما أنا جالس إذ سمعت من جانب القبور أنينا فدنوت إلى القبر الذي سمعت منه الأنين وهو يقول : آه قد كنت أصوم قد كنت أصلي فأصابني قشعريرة ، فدعوت من حضرني فسمع مثل ما سمعت ومضيت إلى ضيعتي ، ورجعت يعني في اليوم الثاني ، وصليت في موضعي الأول وصبرت حتى غابت الشمس وصليت المغرب ثم استمعت إلى ذلك القبر فإذا هو يئن ويقول : آه قد كنت أصلي قد كنت أصوم ، فرجعت إلى منزلي ومرضت بالحمى شهرين .
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] محمد خالد محمد الزهيري ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ دليل أبوظبي الامارات ] معرض الخليج للسجاد والتحف ... أبوظبي
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] حسن عبدالرحمن بن حسن القويفلي ... المذنب ... منطقة القصيم
- [ ظواهر اجتماعية ] 4 أفكار مهمة عن المسؤولية
- [ المركبات الامارات ] المرازيق للإطارات ... دبي
- [ خذها قاعدة ] كيف يمكنك القول بأنك تحب شخصاً واحداُ، في حين أن هناك آلاف البشر في العالم الذين يمكن أن تحبهم أكثر لو أنك قابلتهم؟ - تشارلز بوكوفسكي
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] عبدالله بن تركي بن عويد القحطاني ... جدة ... منطقة مكة المكرمة
- [ متاجر السعودية ] لذائذلافندر ... الرياض ... منطقة الرياض
آخر تحديث منذ 49 دقيقة
2 مشاهدة

عناصر الموضوع

تم النشر اليوم 2024/05/29 |
عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب – رضي الله عنه – من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك – رضي الله عنه – يحدث بحديثه حين تخلف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة تبوك. قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنه؛ إنما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها. وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة،والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة، فغزاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك الديوان) قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى به ما لم ينزل فيه وحي من الله، وغزا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، فأنا إليها أصعر، فتجهز رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه، فأرجع ولم أقض شيئا، وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، فهممت أن أرتحل فأدركهم، فيا ليتني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحزنني أني لا أرى لي أسوة، إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق، أو رجلا ممن عذر الله تعالى … من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعب بن مالك؟» فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل – رضي الله عنه -: بئس ما قلت! والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. فبينا هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «كن أبا خيثمة» ، فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون. قال كعب: فلما بلغني أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي، فطفقت أتذكر الكذب وأقول: بم أخرج من … سخطه … غدا؟ وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أظل قادما، زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا، فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعا وثمانين رجلا، فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى، حتى جئت، فلما سلمت تبسم تبسم المغضب. ثم قال: «تعال» ، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: «ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟» قال: قلت: يا رسول الله، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر؛ لقد أعطيت جدلا، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي،وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله – عز وجل -، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك. قال: فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك» . وسار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما اعتذر إليه المخلفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لك. قال: فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟ قالوا: نعم، لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك، قال: قلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري، وهلال ابن أمية الواقفي؟ قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة، قال: فمضيت حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس – أو قال: تغيروا لنا – حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان. وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني،حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام، فقلت له: يا أبا قتادة، أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -؟ فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت فناشدته، فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من نبط … أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان، وكنت كاتبا. فقرأته فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت حين قرأتها: وهذه أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرتها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي إذا رسول … رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأتيني، فقال: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ فقال: لا، بل اعتزلها فلا تقربنها، وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك. فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر. فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت له: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: «لا، ولكن لا يقربنك» فقالت: إنه والله ما به من حركة إلى شيء، ووالله ما زال يبكي منذ ن السرور: «أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك» فقلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: «لا، بل من عند الله – عز وجل -» ، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير … لك» . فقلت: إني أمسك سهمي الذي بخيبر. وقلت: يا رسول الله، إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، فوالله ما علمت أحدا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحسن مما أبلاني الله تعالى، والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى فيما بقي، قال: فأنزل الله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ: {إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} حتى بلغ: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} … [التوبة (117: قال كعب: والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا؛ إن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد، فقال الله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة (95، 96) ] قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه بذلك. قال الله تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه —————- في هذا الحديث: فوائد كثيره منها: فضيلة الصدق، والحكم بالظاهر، وأن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ ضعيف الدين. وفيه: جواز هجران المذنب أكثر من ثلاث إذا ظهرت فائدته، ولم يترتب عليه مفسدة، واستحباب الصدقة عند التوبة



شاركنا تقييمك




 
اعلانات
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات دليل خدمات السعودية و عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ متاجر السعودية ] لذائذلافندر … الرياض … منطقة الرياض ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/05/29