السلام عليكم..

أنا امرأة متزوجة منذ 5 سنوات، ولدي طفلان، زوجي يكذب علي كثيراً، ويفشي أسراري عند أهله، ويهينني أمامهم، منعني من إكمال دراستي الجامعية، ثم سمح لي أن أكملها في أي وقت أريده، ويضربني لأتفه الأمور رغم حسن معاملتي له، اكتشفت أنه مدمن حشيش، ويفطر في رمضان، هو عصبي جداً، ولكنني أحسنت إليه، وساعدته كثيراً في الأمور المادية، يقول أنه يحبني، ومنع ظلم أهله لي، وإذا مرضت يكون بجانبي ولا يتركني، وإذا احتجت للمال فإنه ينفق علي، إلا أنني لا أثق به، ولا أصدقه بسبب كذبه المستمر وضربه لي.

حياتي معه أصبحت كالجحيم، أشعر بأنه يخونني مع النساء لأنه يهجرني بالأشهر، فكرهت ممارسة الجنس معه، وأحلم دائماً أنه يخونني مع قريبات لي، فأصبحت أقصر في واجباته أحياناً، وأعترف بذلك، ولكنني لست سيئة، وأشعر بأن سريرتي أنقى من سريرته.

أصبحت أعاني من الوسواس القهري، وأشعر بأشياء غريبة، مثل: صوت نفس رجل بأذني، وأنين عند النعاس، ووخز ونبض، هو يبرر لي تصرفاته معي بإصابتي بالعين أو السحر، ولكنني مللت من تبريراته، وأفكر جدياً بالطلاق، وأرى أنه الحل الوحيد لمشكلتي. أرجوكم أفيدوني لأنني أفكر بالطلاق جدياً رغم خوفي على أطفالي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reem حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك للصلاة، والصدق، والصيام، وأن يعينك على الخير، ويحفظ أطفالك ويحقق لنا ولكم الآمال.

نحن لا ننصح بالاستعجال في أمر الطلاق، ونتمنى أن تتواصلي مع موقعك، حتى نتعاون على وضع خطة للتعامل معه، ولنبدأ بدعوته للصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وحتى تصلين إلى قلبه لا بد أن تذكري له حسناته وتضخميها وتثبتيها، ثم تقولي: ما أجمل أن يقوم من يملك هذه الصفات بالسجود لله الوهاب، وما أحسن أن تبتعد -يا زوجي الحبيب- عن المخدرات والآثام.

ونحن في الحقيقة شعرنا بتميزك من خلال عرضك، ومن خلال ذكرك لتضحياته من أجلك، بل من خلال وقوفه معك ضد أهله، فاجعلي نيتك هدايته، وأخلصي في ذلك، بل اجعلي غضبك لله لا لنفسك، فإنه عصى الله قبل أن يهضم حقك، وإذا أصلح ما بينه وبين الله؛ فإن الله سيصلح لكما ذات بينكما.

وأرجو أن تقتربي منه، وتدخلي إلى حياته، وتتزيني له، وبادري بالعلاقة أحيانا، واحرصي على إسعاد نفسك، وإسعاده، وكوني له أهم صديق لتحجبيه عن رفاقه، ولست أدرى ما هي أسباب عدوانه عليك بالضرب؟ ونتمنى أن تتخذي خطوات جادة في الحيلولة بينه وبين طريق الحشيش والمخدرات، فإنها آفة الآفات، وما يحصل له من توتر له علاقه بعالم المخدرات، كما أن للمعاصي شؤمها، وهي السبب في ضيق الصدر، وضنك العيش، بل هي السبب في الشرور، قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير".

وهذه وصيتنا لك وله ولأنفسنا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلموا أن العظيم يمهل ولا يهمل، وأنه يستر على العاصي، فإذا أصر وتمادى، فضحه، وهتكه، وخذله، كما قال تعالى: "فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون".

سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونحتاج إلى مزيد من التواصل والتوضيح، ولأنك منذ تواصلت فإننا ننتظر منك تغيير خطتك في التعامل، ونرجو أن نرتفع بأهدافنا ليكون هدفنا الأول، والأكبر هو إرضاء الله، فإذا رضى عنا العظيم تبدلت الأحوال، وفزنا بالقبول، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك.