أسباب تبول الأطفال أثناء النوم وطرق العلاج
تبليل الفراش والتبول أثناء النوم من المشاكل الشائعة في مرحلة الطفولة، لها العديد من الأسباب منها ما يكون طبيعي ويمكن السيطرة عليه ومنها ما قد يدل على مشاكل صحية خطيرة، فما هي أسباب التبول أثناء النوم عند الأطفال وكيف يمكن علاج مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال؟ نتعرف على ذلك في المقال التالي.
أسباب تبول الطفل أثناء النوم
القلق والتوتر: الأطفال الذين يعانون من حالات التوتر أو القلق سواء أثناء فترات النوم أو يتعرضون لها من مواقف أو حوادث يومية مرهقة عموماً تسبب لهم ضغط نفسي الذي يزيد من حالات التبول الليلي بشكل ملحوظ، وذلك كون الطفل لديه إرادة أقل وقدرة أقل على السيطرة على نفسه، أو كونه ينام يعمق أكبر، أو يخاف من الاستيقاظ والذهاب للحمام، أو ينسى ذلك وغيرها الكثير من العوامل النفسية.
حجم المثانة صغير: أحياناً قد لا تكون مثانة الطفل مكتملة النمو بما يكفي لاستيعاب حجم البول، وهذا ما يجعل الطفل يتعرض لحالة من التبول اللاإرادي أثناء النوم، حيث أنه لا يتحكم بضغط البول على مثانته فيخرج منه دون أن يشعر.
وجود مشاكل في الأعصاب: مثل عدم نمو الأعصاب المتحكمة بالمثانة بما فيه الكفاية عند الطفل، مما يعني عدم إدراك الطفل أو شعوره عندما تمتلئ المثانة، لذا لا يستيقظ الطفل عندما تمتلئ مثانته خاصة لو كان ينام بشكل عميق.
وجود مشاكل هرمونية: يوجد هرمون في الجسم يدعى الهرمون المضاد للإدرار ADH، يعمل هذا الهرمون على تقليل كمية البول التي تنتج أثناء النوم في الليل، وعندما يعاني الطفل من خلل في كميات ونسب هذا الهرمون في الجسم تزيد عنده مشكلة التبول أثناء النوم.
الإمساك المستمر: يؤدي الإمساك إلى تراكم الفضلات الزائدة في المستقيم وانتفاخه وزيادة حجمه، وبما أنه يقع خلف المثانة فهو يضغط عليها وعندما يصبح الإمساك حالة مستمرة تؤثر على الأطفال أثناء النوم وتسبب تعرضهم لحالة تبول لا إرادي بسبب الضغط على المثانة وعدم السماح للأطفال بالتحكم بوقت التبول.
عادات الأكل والشرب: كالإكثار من بعض المشروبات التي تزيد من إدرار البول مثل مشروبات الكافيين مثل الشاي وبعض أنواع القهوة، بالإضافة إلى شرب الكثير من السوائل قبل النوم واعتماد الطفل على تناول الأطعمة التي تزيد العطش كالحلويات والأطعمة المالحة أو الحارة، جميعها عوامل قد تزيد تعرض الطفل لحالة التبول أثناء النوم.
النوم العميق: بعض الأطفال الذين ينامون بعمق يواجهون صعوبة في إدراك الحاجة للتبول خلال الليل ولا يشعرون بامتلاء المثانة أو بضرورة التبول، لذا فهم يتعرضون للتبول أثناء النوم بسبب ذلك.
أسباب التبول اللاإرادي المفاجئ عند الأطفال في الليل
- انقطاع النفس أثناء النوم: الطفل الذي يعاني من حالات متكررة لانقطاع النفس أثناء النوم يحدث لديه أيضاً تبول ليلي لا إرادي، حيث يعتقد أن الكلى تنتج المزيد من البول أثناء النوم عند الطفل الذي يعاني من انقطاع النفس خلال النوم مما يعني زيادة حجم البول عند الطفل وزيادة احتمال عدم قدرة الطفل على التحكم بذلك وبالتالي تعرضه للتبول أثناء النوم.
- عدوى المسالك البولية: عندما يتعرض الطفل لحالة من التهاب المسالك البولية يحدث لديه تبول أثناء النوم غير متوقع وغير معتاد، وقد لا يتم تشخيص هذه العدوى بشكل صحيح منذ بدايتها هذا ما يجعل حالة البوال الليلي تتكرر عند الطفل دون فهم صحيح لسبب ذلك.
- الخوف والذعر الليلي: عندما يتعرض الطفل لموقف مخيف معين أثناء النوم، كرؤية الكوابيس أو الهلوسة بأفكار ومشاهد مخيفة يفقد الطفل السيطرة على نفسه ويحدث لديه تبول لاإرادي أثناء النوم.
- تغير مفاجئ بنمط الحياة: يتأثر الأطفال ببعض الأحداث الحياتية المزعجة خاصة لو أثرت على نمط حياتهم بشكل غير مرغوب، كانفصال الوالدين أو الانتقال لمنزل جديد أو لمدرسة جديدة، يتعرض الطفل إثر ذلك لضغوط نفسية ومشاعر سلبية تسبب له أحياناً التعرض بشكل مفاجئ للتبول الليلي أثناء النوم.
- الإصابة بداء السكري: زيادة عدد مرات التبول في اليوم من أهم أعراض مرض السكري، ويكون التبول أثناء النوم أول مؤشر للإصابة بالسكري عند الأطفال الذين لم يعانوا مسبقاً من هذه المشكلة، حيث يفقد الطفل القدرة على التحكم بعدد مرات التبول خاصة أثناء النوم العميق.
علاج التبول أثناء النوم عند الأطفال
في معظم الحالات لا حاجة لعلاج مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال أثناء النوم ويتغلب الطفل عليها من تلقاء نفسه في حال لم يكن المسبب مشكلة صحية، ويعتمد علاج التبول الليلي عند الأطفال إما على اتخاذ بعض التدابير التي تقلل من فرص حدوث التبول الليلي في الفراش أو معالجة الحالة المرضية المسببة له:
- ضبط مواعيد الطعام والشراب: تغيير بعض عادات الأكل والشرب كمنع المشروبات المنشطة ومحاولة تقليل السوائل قبل ساعتين من النوم وعدم تناول وجبات عشاء ثقيلة تسبب العطش كالحلويات والأطعمة المالحة وغيرها.
- دخول الطفل إلى الحمام قبل النوم: يجب تعويد الطفل على الدخول إلى الحمام قبل موعد النوم حتى إن عارض ذلك أو قال أنه لا يحتاج لدخول الحمام، فكلما كان موعد دخول الحمام قريباً من موعد النوم تقل فرص التبول الليلي.
- تدريب الطفل على التحكم بالتبول: يجب أن يحصل الأطفال أحياناً على مزيد من التدريب على التبول خلال النهار لتحسين تحكمهم بأنفسهم وقدرتهم على ضبط المثانة بشكل أفضل، يكون ذلك بمحاولة سؤال الطفل بشكل متكرر عن حاجته للدخول إلى الحمام بعد وقت معين من شربه لمشروب ما أو تناول طعام، كما يمكن تشجيع الطفل على إخبار الأهل عندما يشعر بحاجة للدخول إلى المرحاض.
- إيقاظ الطفل في منتصف الليل: من الطرق الشائعة في علاج التبول الليلي عند الأطفال إيقاظ الطفل في منتصف الليل لدخول الحمام، قد ترى بعض الأمهات أن هذه الطريقة مزعجة للطفل، لكنها في الحقيقة فعّالة مع الكثير من الأطفال في علاج مشكلة التبول الليلي، ومع الوقت لن يحتاج الطفل لإيقاظه من النوم لقضاء الحاجة.
- معالجة الإمساك: فمهما تم محاولة علاج التبول أثناء الليل لن تحصل استفادة حقيقة مالم يعالج الإمساك عندما يكون هو المسبب الأساسي لحدوث التبول اللاإرادي أثناء النوم عند الطفل، يكون العلاج إما بتعديل نمط غذاء الطفل والمساعدة في تحسين عملية الهضم وإما بمساعدة بعض الادوية وذلك بحسب الحالة الحاصلة وتقديرها من قبل الطبيب.
- معرفة سبب التوتر وعلاجه: طالما أن الطفل يعاني من مشاعر التوتر والقلق أو يوجد ما يخفيه خلال وقت النوم أو بمجرى حياته اليومية فسيبقى معرضاً لتكرار حالة التبول أثناء النوم وقد تتوقف يوم أو يومين ثم تعود من جديد، لذا من المهم محاولة الاستفسار عن مشاعر الطفل الذي يعيش حالة مستمرة ومتكررة من التبول اللاإرادي واكتشاف ما إذا كان يتعرض لمعاناة معينة أو ضائقة تسبب له التوتر أو ترعبه وتخيفه ثم مساعدته على التخلص منها وتخطي المشاعر السلبية.
- استخدام بعض الأدوية: تستخدم العديد من أنواع الأدوية في علاج سلس البول الليلي عند الأطفال ولها شروط خاصة لاستعمالها لا يمكن استخدامها بدون وصفة طبيب بعد فحص الطفل وفهم الحالة.
- ضبط سكر الدم: التبول أثناء النوم من المؤشرات الأولية للإصابة بمرض السكري عند الأطفال وفي هذه الحالة لن تنفع تدابير تعديل نمط الحياة في التخلص من التبول اللاإرادي بل قد تزيد الأمر سوءاً في بعض الأحيان، لذا من المهم فحص نسبة السكر في الدم عند الطفل والمسارعة للفحص عند الطبيب لإعطاء الطريقة المناسبة لضبط سكر الدم بما يساعد في التخلص من تبليل الفراش أثناء النوم أيضاً.
التعامل مع التبول الليلي عند الأطفال
- عدم معاقبة الطفل أو تخويفه: يسارع الأهل للصراخ والتوبيخ للطفل الذي قام بالتبول على نفسه ليلاً، لكن على الأهل أن يكونوا أكثر وعياً لعدم تقصد الطفل القيام بالتبول على الفراش ولاحتمال وجود مشكلة قد تكون صحية أو نفسية تسبب هذا الأمر ويجب البحث عنها وفهمها بدلاً من معاقبة الطفل وزيادة الأمر سوءاً.
- الحفاظ على الخصوصية: كذلك من المهم تجنب إحراج الطفل والحديث عن موضوع التبول الليلي الذي يحدث معه أمام الآخرين فالتصرف بطريقة كهذه تسبب زيادة عواقب الضغط النفسي عند الطفل بدلاً من علاجها وربما تزيد مشكلة التبول الليلي وتظهر معها مشاكل أخرى أيضاً كالأرق والخوف من النوم وإضعاف الثقة بالنفس وغيرها.
- الصبر على الطفل: نحن في النهاية نتعامل مع طفل لا يمكن لنا علاج مشاكله أو تعويده على نمط حياة جديد بسهولة وسلاسة بل يحتاج الأمر للصبر وللعديد من المحاولات قبل أن يتم النجاح بتعديل نمط حياة الطفل وعلاجه من مشكلة التبول الليلي.
- اتباع خطوات النظافة: يمكن التقليل من الإزعاج الذي يسببه التبول على الفراش بوضع غطاء من البلاستيك على فراش الطفل واستخدام ملابس داخلية سميكة وسهلة الغسل أثناء النوم، كما يجب مساعدة الطفل على تنظيف النفس في حال حدوث التبول الليلي وعدم تركه يحاول وحده.
- مكافأة الطفل على عدم التبول في الفراش: قد يكون من الجيد مكافأة الطفل عند عدم التبول في الفراش بحيث يتشجع على تطبيق بعض التعديلات على نمط الحياة التي تسهم في التقليل من حدوث التبول اللاإرادي لديه، كما يساعد ذلك على تخفيف شعوره بالخوف والقلق والتوتر من هذا الأمر.
- عرض الطفل على الطبيب: يتجاهل العديد من الآباء ضرورة عرض الطفل على الطبيب في حال تكرار حوادث التبول أثناء النوم ويعتقدون أن الأمر يحتاج للعقاب أو لتقليل الدلال وما إلى ذلك، لكن الواقع أن المشكلات التي تحدث وتؤهب لمشكلة التبول اللاإرادي أثناء النوم مشاكل جدية وأحياناً تشير لمخاطر معينة، خاصة عند الأطفال الكبار الذين وصلوا لمرحلة عمرية يكون فيها من الغريب عدم السيطرة على التبول، فحتى لو كانت المشكلات نفسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأنها مصدر للكثير من العوائق المستقبلية سواء على مستوى الصحة النفسية أو حتى الجسدية.
متى يكون التبول اللاإرادي عند الأطفال غير طبيعي؟
يعتبر التبول اللاإرادي أمراً طبيعياً لا يدعو للقلق عند الأطفال حتى عمر 4 سنوات تقريباً، وقد يتبول الطفل في فراشه ليلاً بشكل متقطع عدة مرات حتى عمر 6 سنوات تقريباً، لكن يعتبر الأمر غير طبيعي في حال تجاوز الطفل هذا العمر وما زال يتبول ليلاً في الفراش بشكل مستمر، أو ترافق التبول الليلي عند الطفل في أي عمر مع الأعراض التالية:
- يترافق مع أعراض جسدية أخرى: كوجود ألم أثناء التبول أو ملاحظة العطش الزائد عند الطفل وكثرة الإلحاح على شرب المياه أو تلون البول باللون الأحمر أو الوردي أو إخراج براز صلب مع ألم أثناء الخروج أو الشخير وعدم الاستيقاظ بسهولة من النوم، جميعها أعراض قد تدل على وجود مشكلة صحية لدى الطفل تؤدي للإصابة بسلس البول وتحتاج للفحص ووصف العلاج المناسب من قبل الطبيب.
- ملاحظة اضطراب الطفل: كذلك عندما يلاحظ على الطفل المعاناة من مشاعر سلبية أو التصرف بطريقة تدل على الشعور بالخوف أو التوتر من شيء ما وترافق ذلك مع حدوث حالات متكررة من التبول فهو أحياناً دليل على حالات جدية من المشاكل النفسية أو تعرض الطفل لحوادث نفسية مرهقة تحتاج إلى علاج من قبل مختص غالباً.
- استمرار التبول عند الأطفال بعد سن 7 سنوات: عادة ما يصبح الأطفال قادرين على التحكم بالمثانة بعمر السبع سنوات، وأي حالة تبول لا إرادي قبل ذلك لا تكون مدعاة للقلق، أما استمرار المشكلة لما بعد ذلك قد تكون مؤشر لوجود مشكلة هرمونية أو وجود ضعف في الأعصاب المتحكمة بالمثانة تجعل من الصعب على الطفل ضبط نفسه أثناء الليل، لذا يفضل استشارة طبيب عندما تستمر مشكلة التبول اللاإرادي عند الطفل بعد عمر 7سنوات.
- التبول المفاجئ أثناء النوم: عندما تعود حالة التبول أثناء النوم عند الطفل بشكل مفاجئ بعد أن مضى شهور على اختفائها، قد يلزم الفحص البدني للطفل بهذه الحالة للتأكد من وجود مشكلة صحية ما كالسكري والتهاب المسالك البولية وانقطاع النفس أثناء النوم وغيرها.
- التبول النهاري اللاإرادي: عندما يصبح الطفل أيضاً فاقداً للسيطرة على نفسه لدرجة انه يتبول أيضاً أثناء النهار هذا يزيد من احتمالية وجود مشكلة أو مرض جسدي يؤثر على صحة الطفل ويحتاج للعلاج قبل أن يتطور لمرحلة أسوء.