سلوك خلع الطفل لملابسه أمام الآخرين وكيفية التعامل معه
اكتشاف القدرة على التخلص من الملابس اكتشاف مثير بالنسبة للأطفال! وغالباً ما يتعرض جميع الأهل لموقف خلع الطفل لملابسه في الصالة أو المطبخ أو حتى أمام الضيوف، حيث يبدأ الطفل بفهم الضوابط الاجتماعية المرتبطة بالملابس بالتدريج ومن خلال التربية والتوجيه بما يتناسب مع التطور الذهني والنمائي حتى يصل إلى الإدراك الكامل الذي يجعله خجولاً من خلع ثيابه حتى أمام الوالدين!
سلوك خلع الملابس أمام الآخرين عند الأطفال
يعتبر سلوك خلع الطفل لملابسه أمام الآخرين يعتبر سلوكاً طبيعياً بين عمر سنتين وأربع سنوات تقريباً، حيث تتطور قدرة الطفل في عمر سنتين على التحكم بالأشياء ومن بينها ثيابه، وفي نفس الوقت يبدأ وعيه بالتطور ليتعلم ويدرك خصوصية جسمه وأن عليه الالتزام بحدود معينة من اللباس أمام الآخرين، وبين عمر 4 سنوات و5 سنوات يميّز الطفل بشكل كامل خصوصيته ووظائف الملابس مثل التمييز بين ملابس المنزل وملابس الخروج وملابس الحضانة.
قد يختلف الوقت الذي يتوقف فيه الطفل عن سلوك خلع الملابس من طفل لآخر حسب البيئة التربوية والمحيط الاجتماعي والتطورات النمائية والذهنية والفروق الفردية، لكن إذا استمر سلوك خلع الطفل لملابسه أمام الآخرين حتى سن خمس سنوات فأكبر فيجب طلب استشارة تخصصية من خبراء التربية وعلم نفس الطفل.
ما أسباب خلع الطفل ملابسه أمام الآخرين؟
- عدم إدراك خصوصية جسده: يبدأ سلوك خلع الطفل لملابسه بسبب تفوّق التطور الحركي عند الطفل على الوعي والتطور الذهني، ويجب أن تبدأ توعية الطفل بمعنى الثياب وأهمية ارتداء الثياب أمام الناس والمواقف التي يخلع فيها ثيابه من اللحظة التي يبدأ فيها هذا السلوك.
- الحاجة للدخول إلى الحمام: يتعلم بعض الأطفال التعبير عن الحاجة للدخول إلى الحمام بخلع السروال الذي يرتدونه أمام الأهل، وعندما لا يعترض الأهل على ذلك ولا ينبهون الطفل لعدم فعل هذا التصرف يعتاد الطفل ان هذا السلوك وقد يقوم به في أي مكان عندما يشعر برغبة الدخول إلى الحمام.
- الانزعاج من الملابس: أحياناً تكون الملابس التي يرتديها الأطفال غير مريحة بالنسبة لهم، بسبب الحجم غير المناسب أو الحساسية من نوع القماش أو أن يشعر بالحر بسبب تعدد طبقات الثياب، ما يدفع الطفل لخلع ثيابه في أي مكان وأمام أي أحد خصوصاً إن كان غير قادر على التعبير عن انزعاجه من الثياب أو تجاهل الأهل محاولاته للتعبير بطريقة أخرى.
- لفت الانتباه: خاصة إذا ان الطفل قد رأى الآخرين يضحكون عليه عندما سبق لهم ورأوه عارياً أو يخلع ملابسه، هذا ما يجعل الطفل يقتنع أن سلوكه مضحك وطبيعي وقد يقوم بتكراره عندما يرغب بلفت انتباه الآخرين والغرباء الذين يراهم.
- اختبار الحدود: يحاول الطفل فهم حدود التصرفات المقبولة وغير المقبولة من خلال القيام بالتصرف ومراقبة رد الفعل، فعندما يخلع الطفل ثيابه في أي مكان من المنزل دون أن يكون هناك توجيه أو رفض لهذا السلوك، يشعر أن هذا السلوك لا بأس به، وقد يختبره في أماكن مختلفة وأمام أشخاص مختلفين للبحث عن رد الفعل الذي يخبره إن كان السلوك ما زال مقبولاً أم لا!
- استفزاز الأهل: عندما يشعر الطفل بالغضب من أهله قد يحاول استفزازهم بموقف يعلم أنه يحرجهم ويزعجهم، لذا أحياناً يكون دافع الطفل لخلع ملابسه أمام الناس هو التعبير عن انزعاجه وغضبه من أحد والديه.
- تقليل التوتر والقلق: قد يكون سلوك خلع الملابس طريقة يلجأ إليها الطفل للشعور بالراحة في المواقف الموترة مثل غياب أحد أفراد الأسرة أو الخوف من شيء ما أو الشعور بالانفعال والغضب وما إلى ذلك.
- تقليد الآخرين: كذلك قد يقوم الطفل بتقليد سلوك خلع الملابس عندما يرى الآخرين يفعلون ذلك سواء في حياته ومنزله من أهل وأخوة أو بمشاهد تلفزيونية لأفلام ورسوم متحركة.
- المشاكل السلوكية: بعض المشاكل السلوكية تجعل الأطفال غير متحكمين بانفعالاتهم وسلوكياتهم وقد تكون سبب لتكرار سلوك خلع الملابس في أثناء نوبات الغضب والانزعاج سواء أمام الآخرين أو حتى عندما يكونون وحدهم.
- العناد والاحتجاج: قد يعاند الطفل أهله لأنهم أجبروه على ارتداء ملابس لا يحبها ولا تعجبه فيقوم بخلعها بشكل متكرر تعبيراً عن رفضه لها وعدم رغبته بها، خاصة أمام الناس كي يزعج الأطفال آبائهم بسبب غصبهم على ارتداء هذه الملابس. [1]
كيف أتعامل مع الطفل الذي يخلع ملابسه أمام الناس؟
- توعية الطفل عن جسده وخصوصيته: بعيداً عن موقف خلع الطفل لثيابه أمام الآخرين يجب أن تعملي على توعيته عن خصوصية جسده والأجزاء التي لا يجب أن يراها الغرباء ويجب أن تكون مغطاة دائماً بالثياب، ويجب أن تكون هذه التوعية مستمرة وليست مرتبطة فقط بالمواقف.
- سؤاله عن السبب: قبل محاولة توبيخ الطفل ومعاقبته على خلعه لملابسه أمام الآخرين يجب محاولة الاستفسار عما دفعه للقيام بهذا السلوك فقد يكون السبب مرضي يسبب انزعاج وتألم الطفل عندما يحتك جسده بالملابس، أو تحسس الطفل من أحد أنواع الأقمشة وما إلى ذلك، لذا يجب فهم السبب لمعرفة كيفية التعامل مع الطفل.
- التجاهل الإيجابي: عندما يحاول طفلك أن يختبر صبرك بالتعري أمامك ومحاولة القفز من حولك وربما يلمس أعضاءه كذلك، حاول عدم إبداء أي ردة فعل سواء بالغضب أو الضحك واترك طفلك حتى يمل ويفشل في محاولاته ثم حذره بهدوء لعدم تكرار ذلك مرة أخرى.
- عدم معاقبته: معاقبة الطفل على سلوك خلع الملابس أمام الآخرين قد يؤدي إلى نتائج عكسية بدلاً من منعه وإيقافه من تكرار هذا السلوك، خاصة إذا لم يقصد إزعاج الأهل، فمن جهة قد يشجع الطفل على استفزاز الأهل عندما يغضب منهم بخلع ملابسه أمام الآخرين، أو قد يمتنع من فعل ذلك فقط بوجود الأهل ويكرر ذلك بغيابهم أمام الغرباء.
- إقناعه أنه سلوك خاطئ: يجب التحدث مع الطفل عن مساوئ هذا السلوك بأسلوب يناسب عمره وإقناعه بضرورة عدم تكراره حتى لو لم يكن الأهل موجودين، وتنبيهه أنه سيكون هناك عقاب في المرة القادمة، كما يجب التحدث معه عن خصوصية جسده وأهمية وإخفاءه عن الآخرين.
- تبديل نوعية الملابس: يمكن محاولة تجريب ملابس بأقمشة مختلفة عند الطفل الذي يقوم بخلع ملابسه باستمرار وذلك لأن بعض أنواع الثياب قد تسبب حساسية وحكة للطفل تجعله ينزعج من ملابسه ويقوم بخلعها.
- الانتباه لما يشاهده الطفل: يجب مراقبة ما يشاهده الطفل على التلفاز والموبايل فقد تكون الرسوم المتحركة التي يشاهدها تعرض مشاهداً لشخصيات لا ترتدي الملابس ويحاول الطفل خلع ملابسه للتشبه بها، أو قد يكون الطفل يتعرض لمشاهد لا تناسب عمره تدفعه لتقليدها وخلع ملابسه دون وعي لذلك.
- منع الطفل من الخروج عارياً من الحمام: هذه العادة تعلم الطفل أن الخروج عارياً هو شيء عادي لذا لا يمتنع عن تكراره حتى أمام الغرباء، وعند منع الطفل عن الخروج من الحمام دون أن يلبس ثيابه كاملة تترسخ فكرة خصوصية الجسد عنده وتجعله أكثر ميلاً لإدراكها والالتزام بها.
- تعليم الطفل عدم التعري أمام أحد: حتى اخوته ويفضل حصر الأماكن التي يغير بها الطفل ملابسه أو يتعرى بها إما داخل غرفته وإما في الحمام وبذلك يتم جعل الطفل يدرك تدريجياً خطأ جعل الآخرين يرون جسده.
- إعطاء الطفل فرصة لاختيار ملابسه: يشجع ذلك الطفل على انتقاء ملابس مناسبة لأذواقهم كي يستمتعوا بارتدائها ولا يملون منها أو يرغبون برميها وخلعها.
- التحري عن الأمراض ومعالجتها: كذلك يجب الانتباه لبعض الأعراض التي قد تظهر نتيجة الأمراض وتجعل الأطفال يخلعون ملابسهم دون أن يعرفوا كيفية التعبير عنها بشكل صحيح مثل ارتفاع درجة الحرارة والحساسية الجلدية والالتهابات في الأماكن الحساسة وما إلى ذلك. [1]
كيف أتصرف مع ابني الذي يخلع ملابسه! من استشارات حِلّوها
من الاستشارات التي وصلت إلى مجتمع حِلّوها حول سلوك خلق الطفل لملابسه أمام الآخرين، تقول الأم أن طفلها عمره 6 سنوات، وبدأ سلوك خلع الملابس أمام الآخرين بعد أن انتقلت الأسرة إلى بيت جديد، كما وجدته أكثر من مرة يعبث بأعضائه التناسلية في غرفته، ويشتكي منه أطفال آخرون أنه يخلع ملابسه أمامهم!
نصحتها خبيرة تربية الطفل في موقع حِلّوها أن تتقرب من الطفل وتحاول التواصل معه بشكل أكثر فاعلية لتتفهم مشاعره ودوافعه لهذا السلوك، والحذر الشديد مما قد يتعرض له الطفل من مشاهدات على التلفاز أو في الواقع أو الأحاديث التي يسمعها أو الأشخاص الذين يتعامل معهم، فقد يكون سلوكه مرتبطاً بوعي جنسي مبكّر نتيجة تعرضه لمشاهدات جنسية.
يمكنك قراءة الاستشارة الكاملة من خلال النقر على الرابط: كيف أتصرف مع ابني الذي يخلع ملابسه أمام الناس!