إن الأسماء التي يحبها الله للأبناء والبنات هي الأسماء المتوافقة مع آداب وقواعد تسمية المواليد في الإسلام والتي بيّنتها بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم، وعلى الرغم من استحباب بعض الأسماء بالخصوص مثل عبد الرحمن وعبد الله، لكن الكثير من الأسماء تعتبر مستحبة ما دامت جائزة وغير مكروهة، وخصوصاً أسماء الأنبياء والأسماء المشتقّة من القرآن الكريم والصفات الإسلامية الحميدة.
ما هي أحب الأسماء إلى الله تعالى للذكور وللإناث؟
- أحب الأسماء إلى الله تعالى للذكور هو عبد الله وعبد الرحمن، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ. وأمّا أحب الأسماء إلى الله للبنات أو الإناث فهي أسماء بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء زوجاته وإن لم يرد فيها نصٌ مباشر، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ارتضاها وسمى بها، وخصوصاً زينب.
- ومن الأسماء المستحبة للأولاد أسماء التعبيد لله تعالى بأسمائه الحسنى، مثل عبد الله وهو اسم ابن النبي صلى الله عليه وسلم واسم ابن عمر بن الخطاب، وما كان على غراره مثل عبد الخالق وعبد المولى وعبد الوهّاب وعبد الحيّ… إلخ.
- ومن أفضل الأسماء وأحبها لله تعالى أسماء الأنبياء عليهم السلام وهم أشرف الخلق وارتضى الله لهم أسماءهم، وجميعهم يحملون أسماء ذات معاني عظيمة ومحببة في الإسلام، وهم جميعاً من الأسماء المذكورة بشكل مباشر في القرآن الكريم، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا للتسمية بأسماء الأنبياء، ما يجعل أسماء الأنبياء عليهم السلام من الأسماء المحببة عند الله للأولاد الذكور.
- كذلك بعض أسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعتبر من الأسماء المستحبة للمواليد، بشرد النظر في معنى الاسم لأن بعض الصحابة الكرام حملوا أسماءً جاهلية قد لا تتناسب مع تعاليم الإسلام.
- وكل اسم لا يتعارض مع مبادئ وشروط تسمية المولود في الإسلام يمكن اعتباره اسماً جائزاً ومستحباً، ومن أهم هذه الشروط ألّا يكون اسم المولود فيه مبالغة في التزكية أو وجه من وجوه عبادة غير الله تعالى أو الإشراك به، وألا تكون صفة الاسم سيئة أو مكروهة أو تحمل وجوهاً، والله تعالى أجل وأعلم.
أفضل الأسماء عند الله للأولاد للذكور
- محمّد: وهو من الأسماء المحببة لله تعالى لأنه اسم النبي محمّد صلى الله عليه والسلم الذي أوحى به الله تعالى إلى عبد المطلب جدِّ النبي من خلال الرؤيا، وعندما سأل الناس عبد المطلب عن سبب تسمية حفيده محمّداً وهي ليس من أسماء أجداده قال: أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في الأرض.
- أحمد: وهو من أسماء النبي محمّد صلى الله عليه وسلم، ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الصفّ حيث بشّر بقدومه سيدنا عيسى عليه السلام فقال لبني إسرائيل: (وإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)
- عبد الله: حسب ما ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومُرة" أخرجه أحمد وآخرون، هذا بالإضافة لأنه صلى الله عليه وسلم اختار اسم عبد الله لأحد أبنائه، والاسم يتألف من كلمة عبد وتعني الطاعة والخضوع ولفظ الجلالة ليصبح بمعنى المطيع لله والعابد والخاضع له سبحانه وتعالى.
- عبد الرحمن: وهو الاسم الثاني المذكور في الحديث الشريف، ويعني عبد الله الواحد الرحمن بعباده أي كثير الرحمة والغفران، والرحمن من أسماء الله الحسنى التي خص بها نفسه جل جلاله.
- قاسم: القاسم هو أحد أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اختاره بنفسه لأحد أبنائه، ما يجعلنا نستدل على أنه من الأسماء المحببة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على صيغة اسم الفاعل من الفعل قسم أي وزع، وهو يفيد معاني العدل.
- إبراهيم: يعد اسم إبراهيم من الأسماء التي يحبها الله فهو اسم النبي إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وهو اسم عبراني يعني أبو الأمم أو أبو الشعب، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختار اسم ابراهيم لأحد أبنائه.
- هشام: يعد اسم هشام من الأسماء المحببة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كونه عمد إلى استبدال عدة أسماء به، مثل شهاب وعزيز والحكم وعتلة وعاصي.
- حارث: حارث هو صيغة الفاعل من الفعل حرث أي فلح الأرض وحرثها، وهو من الأسماء المستحبة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلّم.
- همّام: همام فهو اسم علم من الهمة وهمام هو كثير الهمة المقدام والكريم والشجاع وهي معاني وصفات يحبها الله ورسوله، ومن الأسماء التي أوصانا بها النبي عليه الصلاة والسلام للأولاد.
- سِلم: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه استبدل اسم حرب باسم سلم، ما يجعل اسم سلم من الأسماء المحببة عند الله، كون رسول الكريم صلى الله عليه وسلم أكثر دراية بما يحبه الله من الأسماء.
أحب الأسماء إلى الله للبنات
- زينب: يعتقد أن اسم زينب من الأسماء المحببة عند الله اقتداء برسول الله الذي فضل هذا الاسم عندما اختاره لزوجته زينب رضي الله عنها حيث استبدل به اسم بره، كما اختاره لاحد بناته، وهي السيدة زينب رضي الله عنها.
- جويرية: يعد اسم جويرية من الأسماء المحببة في الإسلام كونه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أطلقه على زوجته عوضاً عن اسمها القديم بره، ما جعل الاسم من الأسماء المحببة عند الله ورسوله للبنات.
- جميلة: من الأسماء التي استبدل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ورد أنه استبدل اسم عاصية باسم جميلة، ما جعل الاسم من الأسماء المحببة عند الله ورسوله، وهي تعد من الأسماء المستوحاة من القرآن الكريم.
- أسماء بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسماء بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم رضي الله عنهم، يمكن اعتبارها من الأسماء المحببة عند الله للبنات اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اختارها لبناته، وهي أسماء ذات معاني حسنة لا تتنافى مع آداب التسمية الإسلامية.
- أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم: زوجات رسول الله صلى الله عليهم وسلم هم أمهات المؤمنين ومن المحبب التسمية بأسمائهن تحبباً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن غير المتوقع أن تحمل أي منهن أسماء تتنافى مع ما يحبه الله أو مكروها من قبله سبحانه.
- أسماء زوجات وبنات الأنبياء: زوجات وبنات الأنبياء أغلبهن الصالحات، يمكن الاقتداء بأسمائهن تحبباً بأنبياء الله عليهم السلام، إذا حسن معناها ولم يناف آداب التسمية وقواعدها في الإسلام.
- أسماء الصحابيات والصالحات من المسلمات: العديد من الصحابيات والنساء الصالحات في الإسلام يحملن أسماء ذات معاني عظيمة ومحببة من الله عز وجل، ويمكن اختيار أسماء للبنات منهن ما لم تتنافَ هذه الأسماء مع قواعد وآداب التسمية في الإسلام.
أحاديث الرسول عن أحب الأسماء عند الله للأولاد
ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلّم عن تسمية المولود؟ قال رسول الله في أحب الأسماء للمواليد: "تسمَّوا بأسماءِ الأنبياءِ وأحبُّ الأسماءِ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ وأصدقُها حارثٌ وهمامٌ وأقبحُها حربٌ ومُرةٌ وارتبِطُوا الخيلَ"
كما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب الاسم الحسن ويستنكر الأسماء التي تحمل معانٍ سيئة ويغيرها سواء للأشخاص أو للأماكن، وقال عليه الصلاة والسلام عن أهمية اختيار الأسماء: "إنَّكم تُدعَونَ يومَ القيامةِ بأسمائِكُم وأسماءِ آبائِكِم فأحسِنوا أسماءَكم"
وقد غيّر صلى الله عليه وسلم العديد من الأسماء التي استنكر معناها، فغير أسماء زوجاته بره بنت الحارث وأسماها جورية، لأن اسم برّة فيه تزكية مستنكرة: "لا تزكّوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البرِّ منكم".
كما يذكر أنه عليه الصلاة والسلام بدل عدة أسماء مثل اسم عاصية باسم جميلة، وأسماء عاصي وعزيز والحكم وشهاب وشيطان وعتلة وغيرها باسم هاشم، واسم حرب باسم سِلم، وغير اسم أرضٍ من عفرة إلى خضرة، وغيرها من الأسماء التي غيّرها صلى الله عليه وسلّم لقبح معناها.
ومن الأحاديث التي وردت عن أقبح الأسماء أو الأسماء المكروهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أخنعُ اسمٍ عند اللهِ تبارك وتعالى يومَ القيامةِ رجلٌ تَسمى ملكَ الأملاكِ".
هل حديث خير الأسماء ما حمّد وعبّد صحيح؟
صحة الحديث: "خير الأسماء ما حمّد وعبّد" أنه غير صحيح ولا يُعرف وهو مكذوب، والحديث الصحيح إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ". والأحاديث التي دعت لانتقاء الاسم لمعناه وتجنب ما فيه تزكية ومبالغة أو قبح في المعنى.
آداب تسمية الأولاد في الإسلام
- اختيار الاسم من الأسماء الإسلامية والأسماء المحببة عند الله.
- أن يكون الاسم حسن المعنى ويشير إلى صفات جيدة ومحمودة.
- اختيار اسم معروف المعنى للمولود وألّا يكون فيه لبس.
- عدم تسمية الأولاد بأسماء التعبيد لغير الله تعالى.
- عدم التسمية بأسماء الله الحسنى وألفاظ الجلالة التي تكون فيها صفات خالصة للخالق وحده دون المخلوق، وعدم التسمية من صفات الله تعالى المشتركة بين الخالق والمخلوق بأل التعريف.
- تجنب المبالغة في تزكية صاحب الاسم ومن أمثلة ذلك التسمية بأسماء الله الحسنى أو الأسماء المطلقة في صفاتها.
- الابتعاد عن الأسماء التي تتضمن معصية أو صفات تدل على المعصية ومنها اسم عاصي وعاصية وغانية.
- ترك الأسماء التي تذل وتهين حاملها أو تتضمن أسماء حيوانات أو صفات مستهجنة.
- ترك الأسماء التي تتضمن معاني الكفر أو الإشراك.
- تجنب الأسماء من معاني وألفاظ النار.
- تجنب الأسماء ذات المعاني الجنسية والشهوانية.