العدل بين الزوجة والأولى والزوجة الثانية في الجماع

حلل الإسلام تعدد الزوجات للرجل، ولكن ليس المقصود إطلاق العنان لرغباته دون حدود أو شروط، ومن الشروط التي تحكم تعدد الزوجات العدل في جميع مناحي الحياة، السكن والنفقة والتعامل، ولكن ماذا عن العلاقة الحميمة؟ هل يستطيع الرجل المساواة بين الزوجتين في الفراش؟ وما الحكم الشرعي في العدل بالعلاقة والجماع في تعدد الزوجات؟

ما حكم عدم العدل بين الزوجة الأولى والثانية في الفراش؟

يتفق أهل العلم أن العدل بين الزوجات من واجبات الرجل الشرعية، لكن العدل والمساواة في الجماع والعلاقة الحميمة بين الزوجات من الأمور التي قد تخرج عن إرادة الرجل وقدرته لذلك هو غير ملزمٍ به.

وحكم عدم العدل بين الزوجة الأولى والثانية في الفراش أن الزوج مطالبٌ بالعدل فيما كان داخلاً تحت قدرته بما في ذلك العلاقة الزوجية، وخاصةً إذا كانت الزوجة تتضرر من ترك الجماع وهو قادرٌ على ذلك، لأن واجبه رفع الضرر عن جميع زوجاته وتحصينهن.

ويتفق أهل العلم أنه يجب على الرجل العدل في تقسيم الليالي بين زوجاته والنفقة والسكن لأنه يملك ذلك، أما ما لا يملكه مثل الميل والمحبة وانعكاس ذلك على العلاقة الزوجية الحميمة ومرات الجماع، فلا حرج عليه فيه وعليه الاجتهاد لأجله.

قال الشيخ ابن باز على الزوج تحري العدل بين الزوجات والاجتهاد لأجله ما استطاع، وواجب الزوج تجاه زوجاته العشرة بالمعروف والإحسان وتقوى الله في المعاملة، أما ما كان خارجاً عن قدرته وإرادته فيعفو الله عنه، وذلك تفسير قوله تعالى في سورة النساء: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ).

وحكم العلاقة الحميمة مع الزوجة في غير ليلتها أنه يجوز للرجل قضاء الليلة الزوجة الثانية ولو في غير يومها، خصوصاً إذا كانت الزوجة الأولى في الحيض، لحاجته إلى ذلك ودفع الشهوة في الحلال.

ما حكم عدم العدل بين الزوجات في مرات الجماع؟

مرات الجماع ليست من الأمور التي يجب على الرجل أن يساوي فيها بين الزوجة الأولى والثانية، فهذا فوق طاقته وقدرته، وإنّما يجب على الرجل أن يلتزم حدود الشرع في أداء واجبه تجاه الزوجة في الفراش دون النظر إلى المساواة في مرات الجماع، وقال ابن حزمٍ أن واجب الرجل الجماع مرة في الشهر أو مرةً كل حيض وطهر، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء.

الخلاصة أن ليس على الرجل حرج ألّا يساوي بين زوجاته في عدد مرات الجماع، لكن عليه واجب الشرع ألّا يهجر إحدى زوجاته لمدة أكثر من التي يحددها الشرع، وهي مختلفٌ عليها، فقال بعض أهل العلم شهرٌ وقال آخرون 4 شهور، وقال آخرون الجماع لكفاية الزوجة دون إرهاق الرجل، والله أعلم.

أسباب التمييز بين الزوجتين في الجماع والعلاقة الحميمة

تعتبر المشاعر والميول من الأمور التي لا يمكن لأي رجل التحكم بها، فهي نابعة من القلب، ورغم هذا هناك أسباب لزيادة ميل الزوجة نحو زوجةٍ دون الأخرى، ومن العوامل التي تؤثر على التمييز في العلاقة الحميمة بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية:

كيف أجعل زوجي يفضلني على زوجته الثانية في الفراش؟

طرق العدل بين الزوجتين في الجماع والعلاقة الزوجية

زوجي هجرني ولا يعدل بيني وبين زوجته الثانية! من استشارات حِلّوها

تشتكي صاحبة الاستشارة من زوجها الذي تزوج عليها ولا يعدل بينها وبين زوجته الثانية في المبيت والعلاقة الزوجية الحميمة، فهو يغيب عند زوجته الثانية طوال الأسبوع ويعود إلى زوجته الأولى -صاحبة السؤال- يوم واحد فقط في الأسبوع، وعندما طلبت منه العدل هجرها أكثر وخيّرها بين تقبّل الوضع الراهن أو الفراق.

أجابتها الخبيرة في موقع حِلّوها ميساء نحلاوي أن عليها التفكير فعلاً بالانفصال إن كانت غير قادرة على التأقلم مع هذا الوضع، وإذا كانت خائفة من الطلاق من أجل بناتها فعليها الصبر حتى يتزوجن والعمل على تأمين مستقبلها بعيداً عن زوجها، والأهم أن تتوقف عن تتبع أخباره مع زوجته الثانية وأن تحاول عدم الاهتمام بأمره ما دام قد اختار هو ذلك.

اقرأ القصة كاملة من خلال النقر على العنوان (زوجي لا يعدل في المبيت وقرر هجري).

Exit mobile version