ماهو الهدف الوظيفي؟

يُعد البيان الوظيفي جزءاً أساسياً يُبرز أهم أهدافك وطموحاتك الوظيفية ضمن سيرتك الذاتية. هذا البيان، الذي يتكون من جملة أو اثنتين على الأكثر، يجب أن يُوضع في بداية سيرتك الذاتية مباشرةً تحت بياناتك الشخصية.

رغم حجمه الصغير، فإن له دور كبير في لفت انتباه أرباب العمل وإظهار القيمة التي يمكنك أن تُضيفها للمنصب المطلوب. هذا العنصر يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للخريجين الجدد الذين قد لا يمتلكون الكثير من الخبرات المهنية لذكرها في سيرهم الذاتية.

كيفية كتابة هدف وظيفي مميز؟

كتابة هدف مهني يحتاج إلى الدقة والتأني في التفكير والتخطيط. من المهم أن نولي اهتمامًا لبعض التفاصيل الرئيسية. هنالك ثلاثة نقاط أساسية يجب الأخذ بها في الاعتبار:

تنسيق وهيكل الهدف الوظيفي في السيرة الذاتية

عندما تكتب هدفك المهني، من الضروري أن تجعله واضحًا ومحددًا. لا تطيل فيه حتى لا تخلق لبسًا لدى المشغلين، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على فرص قبولك في الوظيفة. فعليًا، ينبغي أن يكون الهدف المهني قصيرًا، ربما يتألف من جملة أو اثنتين.

يستحسن أن يُظهر هدفك المهني بوضوح ما تطمح إليه مهنيًا أو الوظيفة التي تسعى للحصول عليها، مع ذكر مختصر لأهم المهارات والخبرات التي تمتلكها وكيفية استخدامك لهذه المهارات لفائدة المؤسسة التي ترغب في الانضمام إليها.

توجد منصات ومواقع مثل Jobseeker تقدم أمثلة ونماذج مختلفة لكتابة السير الذاتية، بما في ذلك كيفية صياغة هدفك المهني بشكل يجذب انتباه المشغلين ويعزز فرصتك في الحصول على الوظيفة المنشودة.

دمج الأهداف الشخصية والمهنية

لتحقيق التميز في السيرة الذاتية، من المهم التوفيق بين طموحاتك الشخصية والمهنية بطريقة تظهر تكاملهما.

ابدأ بعرض أهدافك بشكل واضح، مشيراً إلى كيفية تعزيز هذه الأهداف لنموك الشخصي ومسيرتك المهنية. يُعد تقديم الأنشطة أو المصالح التي ساهمت في صقل مهاراتك المهنية ضرورياً.

لا تنسى إبراز التجارب أو المشاريع التي تعكس قدرتك على التعلم المستمر ومشاركتك الإيجابية في المجتمع، مثل العمل التطوعي، الذي يشير إلى قيمك وإلتزامك بالمساهمة في المجتمع.

كما يجب أن تذكر أمثلة تُظهر قدرتك على التأقلم وتعكس قيمك الشخصية التي تنعكس في عملك المهني. من المهم الحفاظ على توازن بحيث يُظهر جانبك الشخصي دعمًا لمسيرتك المهنية دون أن يغطي عليها.

على سبيل المثال، لو كنت مطور برامج يعشق مجال الرعاية الصحية، فمن الممكن أن تطمح للانضمام إلى شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الصحية. يمكنك أن تبرز هدفك المهني في أن تكون “مطور البرمجة الحريص على دفع الابتكار في الحلول الصحية من خلال استغلال مهاراتي التقنية”. هذا يبين كيفية ربط أهدافك الشخصية بالمهنية بوضوح.

في مثال آخر، إذا كنت عالم بيئة مهتم بشدة بالاستدامة، هدفك الوظيفي يُمكن أن يعبر عن رغبتك في “التأثير إيجابيًا على الأعمال الخضراء من خلال مشاركتي وخبرتي في مجال البحث البيئي”.

تقديم أهداف مثل هذه يعطي نظرة شاملة إلى مدى اندماج اهتماماتك الشخصية بآمالك المهنية، مما يقدم للموظفين المحتملين صورة كاملة ومتعددة الأبعاد عنك. من الضروري بناء هذا الانسجام لأن معظم الشركات تسعى لتوظيف أشخاص لديهم شغف يتوافق مع أهداف الشركة، مما يضيف قيمة وابتكاراً إلى الفريق.

استخدام كلمات العمل وعبارات القوة في الهدف الوظيفي في السيرة الذاتية

لتعزيز صورتك الذاتية كمحترف يتسم بالنشاط والتوجه نحو تحقيق النتائج، يُنصح بإثراء الهدف الوظيفي بألفاظ وصيغ تُظهر هذه الخصائص. استعمال ألفاظ مثل “إدارة”، “إنجاز”، له دور في خلق انطباع إيجابي لدى الجهات الوظيفية المستقبلية. هذه الألفاظ توصل إحساساً بالديناميكية والإبداع، وهي محمودة من جانب معظم المشغلين.

لإعطاء مثال، محترف في مجال التسويق الإلكتروني قد يشتمل على تعابير مثل “رفع كفاءة الحملات التسويقية عبر الإنترنت” أو “زيادة أعداد الزائرين للموقع”، ومن ناحية أخرى، قد يُفضل معلم الاستعانة بعبارات مثل “تطوير التجربة التعليمية” أو “تحفيز تفاعل الطلاب”.

مثلاً لهدف وظيفي لمدرس: “أسعى كمدرس لغة إنجليزية متحمس لتحفيز الطلاب على المشاركة الفعالة، مع رغبة قوية في تقديم طرق تعليم مبتكرة ضمن بيئة تعليمية متعددة الثقافات”.

من الذي يجب عليه تضمين هدف وظيفي في سيرته الذاتية؟

في أي عمل تسعى للحصول عليه، من الضروري أن تضع في سيرتك الذاتية هدفاً وظيفياً. هذا الهدف يعتبر بمثابة بوصلة توجه القارئ نحو ما تسعى إليه مهنياً وكيف يمكن لخبراتك أن تخدم الوظيفة المُرادة. إليك بعض الأمثلة على الأشخاص الذين يستفيدون بشكل كبير من توضيح هدفهم الوظيفي بوضوح:

• الأشخاص الراغبون في تغيير مجال عملهم: يشرحون كيف أن مهاراتهم الحالية يمكن أن تنتقل وتفيد في مجال جديد، مما يجعل من السهل على أرباب العمل تقدير ما يمكنهم أن يقدموه.
•  الخريجون الجدد: يستفيدون من تسليط الضوء على نجاحاتهم الأكاديمية والمسارات الدراسية ذات الصلة، إلى جانب تجاربهم كمتدربين، لإثبات أنهم مرشحون مناسبون للمستويات الدخولية.
• العاملون لحسابهم الخاص: يعمل وضع هدف وظيفي على دمج خبراتهم المتنوعة تحت مظلة مهنية واحدة موجهة، مما يجذب أصحاب العمل الباحثين عن موظفين ذوي خبرات متعددة.
• من يعودون للعمل بعد انقطاع: يستخدمون الهدف الوظيفي لشرح فترات غيابهم وإظهار التزامهم تجاه مواصلة مسيرتهم المهنية.
• الأشخاص ذوي الخبرة العملية المتنوعة: يبينون كيف أن تجاربهم العملية المختلفة تشكّل قاعدة صلبة تؤهلهم للنجاح في الوظيفة التي يتقدمون إليها.
•  المرشحون لوظائف تنافسية: يبرزون من خلال تحديدهم أهدافًا وظيفية واضحة ومحددة تعكس التزامهم ورغبتهم الصادقة في الحصول على الوظيفة.لهؤلاء الأفراد، يتحول الهدف الوظيفي إلى جزء أساسي ليس فقط في توضيح تطلعاتهم الشخصية، بل وكيف يمكن لهذه التطلعات أن تلائم وتفيد أهداف واحتياجات صاحب العمل.

هيكلة الهدف الوظيفي في السيرة الذاتية

يجب وضع الغاية المهنية في قمة السيرة الذاتية، تحت أسمك مباشرة ومعلومات التواصل الخاصة بك. إنها تقدم عرضًا أوليًا لشخصيتك المهنية أمام الجهة التوظيفية المحتملة.

سنوضح لك كيفية تأسيس هذا القسم بشكل يلائم أي مجال عمل أو وظيفة. لنعتبر، على سبيل المثال، شخص يرغب في صياغة هدف مهني في مجال التسويق الرقمي. هذه هي الخطوات المتبعة:

الخطوة 1: ابدأ باسمك ولقبك المهني ونقاط قوتك

افتتح مقدمة ذاتك المهنية بذكر اسمك، مسماك الوظيفي، وإبراز مهاراتك الأساسية لبناء صورة مهنية واضحة تجذب الانتباه فورًا.

على سبيل المثال: “متخصص في التسويق الإلكتروني، أمتلك خبرة تزيد عن خمس سنوات في تطوير استراتيجيات للعلامات التجارية”.

الخطوة 2: حدد أهدافك المهنية

تحدث بوضوح حول ما تطمح إليه في مسيرتك المهنية، وأظهر كيف تتماشى هذه الأهداف مع ما يقدمه العمل الذي تتقدم إليه. هذه الطريقة تبرز فهمك وتناغمك مع أهداف الوظيفة.

على سبيل المثال: “أطمح إلى تطوير قدراتي في صناعة المحتوى وتطبيقه في عمليات التسويق، بهدف تعزيز الإقبال على المنتجات وتوسيع نطاق الشركة التي أعمل بها [اسم الشركة].”

الخطوة 3: تسليط الضوء على مهارات أو إنجازات محددة

حدّث عن الخبرات أو الإنجازات التي تعكس كفاءتك وتتعلق مباشرة بالدور الذي تتقدم له.

مثال: “خبرتي تشمل تنظيم حملات ترويجية شهدت زيادة في تفاعل العملاء بأكثر من 50%.”

الخطوة 4: أنهي بإظهار كيفية مساهمتك في الشركة

سأسعى جاهدًا لاستخدام خبرتي في مجال التسويق الرقمي وتطوير العلامات التجارية لتحقيق أهداف [اسم الشركة]. خلال خمس سنوات من العمل، تعلمت أهمية صناعة محتوى جذاب وتنظيم حملات تسويقية فعّالة لبناء وتعزيز صورة العلامة التجارية.

من خلال الحملات التي أطلقتها سابقًا، تمكنا من زيادة التفاعل مع الجمهور بنسبة تتجاوز الـ 50%. بهدف الارتقاء بمكانة [اسم الشركة] في السوق وتحسين تجربة العملاء، أنا متحمس لتطبيق رؤى تسويقية حديثة واستراتيجيات مبتكرة.

ما يجب فعله وما لا يجب فعله عند كتابة الهدف الوظيفي في السيرة الذاتية

لتحقيق النجاح عند التقدم لوظيفة، يجب أن تكون وضعيتك واضحة ومحددة في عرض هدفك المهني. يعتبر تكييف هدفك وفقًا لمتطلبات كل وظيفة خطوة حاسمة؛ اجعله يعكس ما تقدمه للمنظمة وكيف يمكنك المساهمة في نجاحها، بالإضافة إلى الانسجام مع أهدافها المستقبلية. لتدعيم هدفك، قم بإدراج إنجازات توضح قدراتك من خلال أمثلة ملموسة وأرقام دقيقة.

عند صياغته، استخدم أفعالًا تعبر عن الإنجاز والفعالية مثل “أنجزت” و”ساهمت”. ومع ذلك، تجنب الوقوع في فخ استخدام العبارات المبتذلة والتعميمات. تأكد من أن هدفك يعبر عن تفردك كمرشح ويوضح اهتمامك بالدور الخاص. من المهم كذلك ألا تغفل المهارات الشخصية التي تعزز من قيمتك كموظف، مثل القدرة على العمل ضمن فريق.

تجنب السقوط في خطأ تلخيص السيرة الذاتية بشكل كامل في هدفك؛ بدلاً من ذلك، قدم معلومات تضيف قيمة لملفك الشخصي. كما يجب أن تمتنع عن وضع أهداف غير واقعية. اجعل أهدافك المهنية واضحة وممكنة ضمن الدور الذي تطمح إليه. تذكر، الهدف من هدفك المهني هو إبراز كيف يمكن لخبراتك ومهاراتك أن تتماشى مع متطلبات الوظيفة الشاغرة وتسهم في نمو ونجاح المنظمة.