تجربتي مع الهربس الفموي

أود أن أشارك تجربتي مع الهربس الفموي، وهي حالة صحية تصيب الفم والشفاه ببثور مؤلمة، وتعرف أيضاً بالقروح الباردة. تبدأ القصة عندما شعرت بألم وحكة في منطقة الشفة، ثم ظهرت بثور صغيرة مملوءة بسائل. في البداية، لم أكن أعلم ما هي، لكن بعد زيارة الطبيب تم تشخيص حالتي بأنها الهربس الفموي.

الهربس الفموي يسببه فيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وهو فيروس شائع جداً. ينتقل الفيروس من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر مع الجلد أو الإفرازات من القروح.

تعلمت أن الفيروس يمكن أن يبقى كامناً في الجسم لفترات طويلة قبل أن تظهر أعراضه، والعوامل مثل الإجهاد، التعب، التغيرات الهرمونية، أو حتى التعرض لأشعة الشمس يمكن أن تحفز ظهور الأعراض.

خلال هذه الفترة، كان من الضروري جداً اتباع إرشادات العناية الشخصية لمنع انتشار الفيروس إلى أجزاء أخرى من الجسم أو إلى الآخرين. تضمنت هذه الإجراءات غسل اليدين بانتظام، تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل فرش الأسنان، والحرص على عدم لمس القروح.

لعلاج الأعراض، نصحني الطبيب باستخدام كريمات مضادة للفيروسات وأحياناً الأدوية الفموية، والتي ساعدت في تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء. كما أكد على أهمية الحفاظ على نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي لتعزيز الجهاز المناعي.

ما هو الهربس الفموي؟

عند الإصابة بالهربس الفموي، يلاحظ المصاب ظهور تجمعات من الحبوب الحمراء الصغيرة المليئة بسائل على الشفاه أو مختلف مناطق الوجه.

في بعض الحالات القليلة، قد تبرز هذه الحبوب على الأنف أو في داخل الفم وتستغرق حوالي أسبوعين أو أكثر لتزول. الإصابة الأولية عادة ما تكون أشد وطأة من الإصابات التالية.

تحدث الإصابة بالهربس الفموي بشكل رئيسي بسبب الإصابة بفيروس الهربس البسيط النوع الأول، وأحياناً النوع الثاني. مع الأسف، لا يوجد علاج نهائي لهذا الفيروس، لكن يمكن التحكم في الأعراض ومنع تجددها من خلال أدوية محددة.

بعد الإصابة الأولى، يطور الجهاز المناعي للشخص أجساماً مضادة قد تمنع الإصابات المستقبلية، ولكن مع ذلك، يعاني العديد من الأشخاص من تكرار الإصابة.

يعتبر فيروس الهربس الفموي معدياً للغاية وينتقل بسهولة بين الناس عن طريق الاتصال الجسدي المباشر كالتقبيل.

على الرغم من بقاء الفيروس في حالة سكون معظم الوقت داخل الجسم، إلا أن بعض العوامل كالتعب أو الإصابة بعدوى أخرى قد تؤدي إلى نشاطه مجدداً.

اسباب الهربس الفموي

التهاب الهربس الفموي ناتج عن عدوى فيروسية تتسبب بها أنواع فيروس الهربس البسيط، ويتميز هذا الفيروس بوجود نوعين رئيسيين. النوع الأول من فيروس الهربس البسيط (HSV-1) هو المسؤول غالبًا عن ظهور قروح الهربس حول الفم، فيما يرتبط النوع الثاني (HSV-2) بالإصابات التناسلية.

في معظم الحالات، يظل الفيروس في حالة سكون داخل الجسم ولا يظهر أي علامات حتى يتم تنشيطه. عند تفعيل الفيروس، تظهر الأعراض مثل القروح والتقرحات حول المنطقة المصابة.

تختلف تجارب الأشخاص مع الهربس الفموي؛ فقد يتعرض البعض للإصابة مرة واحدة فحسب، بينما يُصاب آخرون بنوبات متكررة في السنة. كما يحمل بعض الأشخاص الفيروس دون ظهور أي أعراض، نتيجة بقاء الفيروس في حالة لا نشاط له.

عدوى الهربس المتكررة

في حال الإصابة بفيروس الهربس البسيط، يظل هذا الفيروس في الجسم دون أن يمكن القضاء عليه نهائيًا، لكن يمكن التخفيف من حدة أعراضه. وحتى بعد الشفاء من البثور وزوالها، يستقر الفيروس في حالة سكون داخل الجسم.

من الممكن أن تعاود البثور الظهور مجددًا في أي لحظة نتيجة لتنشيط الفيروس.

على وجه الخصوص، يشهد الأشخاص ذوو الجهاز المناعي الضعيف، مثل مرضى الإيدز أو الأشخاص الخاضعين للعلاج الكيميائي، تكراراً أعلى في حدوث الهربس الفموي.

عوامل خطر الهربس الفموي

غالبًا ما يكون التهاب الهربس الفموي بسيطًا وليس له تأثيرات خطيرة، ولكنه يمكن أن يشكل خطراً كبيراً على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة بسبب أمراض مثل الإيدز أو بسبب استخدام بعض الأدوية. فيروس الهربس لا يغادر الجسم بعد الإصابة به، وقد يتم تنشيطه مجددًا إثر تأثير عوامل معينة مثل الالتهابات والضغوط النفسية وضعف المناعة، إضافة إلى عوامل أخرى كالدورة الشهرية، الحروق الشديدة، الأكزيما، جلسات العلاج الكيميائي، تناول أطعمة معينة، الإصابة بالحمى، نزلات البرد، الحساسية، الإرهاق و التعرض المكثف لأشعة الشمس.

يزداد احتمال الإصابة بالهربس الفموي عبر التواصل المباشر مع أشخاص أو أغراض ملوثة بالفيروس. العدوى قد تحدث عن طريق تقبيل شخص مصاب، أو استعمال أدوات الأكل أو الشرب المشتركة، المناشف، ماكينات الحلاقة أو أدوات المكياج المشتركة، وكذلك ممارسة الجنس الفموي مع شخص مصاب يعد ناقلًا للعدوى.

العلامات السريرية للهربس الفموي

يظهر التهاب اللثة والفم الهربسي الأولي على شكل مجموعة من الحويصلات الصغيرة والمتعددة المنتشرة على الغشاء المخاطي داخل الفم وعلى الشفتين، تلك الحويصلات سرعان ما تنفتح لتشكل قرح صفراء ومؤلمة. عادة ما يصاحب هذه الحالة أعراض عامة كالإرهاق الشديد، تورم الغدد اللمفاوية بالقرب من الفك، وارتفاع في درجة الحرارة.

أما في حالة الهربس الشفوي المعاود، فتظهر الحويصلات في تجمعات على الحد الفاصل بين الشفة والجليد المحيط بها، وذلك بشكل دوري ومتكرر.

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من تكرر هذه الافات أو ظهورها بشكل موسع ومتفرق، من الضروري النظر في إمكانية إصابتهم بفيروس العوز المناعي البشري (HIV) كعامل مساهم في تفاقم الحالة.

علاج الهربس الفموي

عند الإصابة بالهربس الفموي، تظل الفيروسات في الجسم ولا يمكن القضاء عليها نهائيًا، لكن الجروح الناتجة عنها غالبًا ما تلتئم خلال أسبوع إلى أسبوعين.

لتسريع التعافي، يمكن للأطباء اقتراح استخدام أدوية مضادة للفيروسات، مثل الكريمات والمراهم، التي تفيد في تخفيف الألم وتسريع الشفاء عندما تستخدم في بداية ظهور الأعراض وتكرار الاستخدام يصل إلى خمس مرات يوميًا لعدة أيام.

يُعتبر دوكوسانول كريم آخر فعال يُستخدم دون وصفة طبية لتقليل مدة الأعراض، ويتطلب التطبيق المتكرر طوال اليوم. كما يمكن معالجة الأعراض الموضعية باستخدام الثلج أو كمادات الماء البارد للتخفيف من حدة التقرحات.

الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل مرضى الإيدز أو الذين يتلقون العلاج الكيميائي، قد يواجهون مخاطر أعلى لانتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العيون، وقد يصبحون أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب الدماغ.

العلاج في هذه الحالات يعتمد على شدة الأعراض ويشمل الأقراص المضادة للفيروسات.

الوقاية من الهربس الفموي

يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحلأ الفموي تجنب الاتصال الفموي مع الآخرين وعدم مشاركة الأدوات التي تلامس فمهم مع الآخرين. من الضروري أن يمتنع الذين يعانون من الحلأ التناسلي عن العلاقات الجنسية أثناء ظهور الأعراض.

فيروس الحلأ البسيط، سواء من النوع الأول أو الثاني، يكون شديد العدوى عند ظهور القروح ويمكن أن ينتقل حتى في غياب الأعراض.

استخدام الواقيات الجنسية بطريقة صحيحة ومستمرة يُعد الطريقة الأمثل للوقاية من الحلأ التناسلي والأمراض الجنسية الأخرى. هذه الواقيات تقلل من المخاطر ولكن يظل احتمال الإصابة موجودًا عن طريق التلامس مع مناطق لا تغطى بالواقيات.

الختان يوفر حماية جزئية للرجال ضد الحلأ من النوع الثاني وفيروسات أخرى كالإيدز والفيروس الحليمي البشري.

الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الحلأ التناسلي ينبغي أن يخضعوا لفحص الإيدز. كما يجب على الحوامل المصابات بالحلأ التناسلي إطلاع مقدمي الرعاية الصحية على حالتهم. يصبح من الضروري الوقاية من الحلأ البسيط من النوع الثاني خاصة في المراحل المتأخرة من الحمل لتجنب مخاطر الحلأ الوليدي.