ما هو الحمل الضعيف؟

هناك حالات يكون فيها الحمل معرضًا للخطر ويمكن أن ينتهي بالإجهاض في أي لحظة، وتحدث هذه الحالة نتيجة لوجود مستويات منخفضة من هرمون الحمل، المعروف أيضًا بـ HCG. عادةً، يُتوقع أن تزداد مستويات هرمون الحمل خلال الحمل لكن في بعض الأحيان، قد لا ترتفع أو قد تقل حتى.

في أثناء الحمل، يفرز جسم المرأة هرمون الحمل لتغذية البويضة الملقحة المثبتة في جدار الرحم. في الأسابيع الأولى من الحمل، يجب أن يزداد مستوى هذا الهرمون بمعدل كبير. إلا أنه في حالات الحمل الضعيف، تكون مستويات هرمون الحمل أقل.

لكشف حالات الحمل الضعيف يتم اللجوء إلى فحص مستويات هرمون الحمل. إذا كانت النتائج تُظهر انخفاضًا في هذه المستويات، يطلب الطبيب إجراء فحص آخر بعد يومين للتأكد من تطور مستويات الهرمون.

إذا لم تزداد مستويات هرمون الحمل بشكل ملحوظ بعد 48 إلى 72 ساعة، فإن ذلك يشير إلى وجود خطر كبير يهدد استمرارية الحمل.

مع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن انخفاض مستوى هرمون الحمل لا يعني دائمًا أن الإجهاض أصبح أمرًا لا مفر منه. في بعض الأحيان، قد يستمر الحمل بنجاح على الرغم من الانخفاض في مستويات هذا الهرمون.

أعراض الحمل الضعيف

تظهر بعض الأعراض عند الحمل، مثل أوجاع متواصلة أو متقطعة أسفل البطن تشبه إلى حد كبير الألم الذي يصاحب الدورة الشهرية. كما قد تشعر المرأة بتعب شديد ورغبة مستمرة في الراحة والنوم أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى فقدان الحافز للقيام بالأنشطة اليومية.

في بعض الحالات، قد تلاحظ المرأة نزيفًا غير منتظم يتراوح بين الخفيف والثقيل، ويتميز بوجود خيوط دم أو بقع. أيضًا، قد تظهر علامات تشبه أعراض الحمل العادي مثل الإرهاق، الغثيان، وصعوبة التنفس، لكن الاستثنائي هنا هو استمرار هذه الأعراض حتى بعد معالجتها من قبل طبيب أو تناول الأدوية.

وبالنسبة لنبض الجنين، ففي حالات الحمل الضعيف يكون ضعيفًا جدًا أو قد يصعب الشعور به أحيانًا.

أسبابُ الحملِ الضعيف

يجب على النساء الحوامل الانتباه جيدًا للعديد من العوامل التي قد تؤثر على صحة الحمل ومحاولة الابتعاد عنها أو التعامل معها بحرص، مثل الإشراف الطبي الدوري لمراقبة مستويات الضغط والسكر.

إذ يمكن أن يكون لارتفاع هذه المستويات تأثير سلبي على قوة الحمل. كما أن الخلل في مستويات الهرمونات، مثل قلة هرمون الحمل أو نقص البروجسترون، يمكن أن يضعف من قوة الحمل. وجود مشكلات في الرحم مثل الأورام أو الإجهاضات المتكررة يمكن أن يسبب أيضًا ضعفًا في الحمل.

أحيانًا، تكون المشكلة تتعلق بنوعية البويضة أو الحيوان المنوي، أو قد تكون هناك مشاكل في المشيمة تؤدي إلى نزيف أو حتى الإجهاض. العمل لساعات طويلة وعدم أخذ فترات راحة كافية يمكن أن يضر أيضًا بصحة الحمل. العوامل الجينية والصحية الشخصية للأم، مثل فقر الدم وسوء التغذية، وعدم تناول المكملات الغذائية اللازمة قد تضعف الحمل أيضًا.

كما يمكن لبعض الأمراض، مثل داء القطط، أن تؤدي إلى حمل ضعيف أو إجهاض متكرر بسبب الإصابة بالتوكسوبلازما. وأخيرًا، قد تؤثر مشكلات مثل ضيق عنق الرحم ومرض تكيس المبايض على صحة الحمل.

أسباب الحمل الضعيف من الرجل

يتساءل العديد من الأشخاص حول من يتحمل سبب ضعف الحمل، هل هو الرجل أم المرأة؟ توضح الدراسات الطبية أن معظم هذه الحالات تعود إلى خلل في عدد الكروموسومات التي يحملها الجنين عند الاخصاب.

الكروموسومات هي عبارة عن هياكل توجد داخل الخلايا وتحتوي على الجينات، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد صفات الجنين. خلال عملية الإخصاب، تلتقي البويضة التي تحمل 23 كروموسوم مع الحيوانات المنوية التي تحمل العدد نفسه من الكروموسومات، ليتم الدمج بينهما وتكوين 46 كروموسومًا في الجنين.

إذا كان هناك خلل في عدد الكروموسومات الذي تحمله البويضة أو الحيوانات المنوية، فإن ذلك قد يؤدي إلى عدم تطور الجنين بشكل طبيعي، مما ينتهي في النهاية إلى فقدان الحمل.

هذه العملية توضح بشكل بسيط كيف يمكن لخلل في الكروموسومات أن يكون السبب وراء ضعف الحمل، دون التركيز على اللوم على أحد الطرفين.

معتقدات خاطئة عن الحمل الضعيف

الجنسية التي سيولد بها الطفل لا تؤثر في إمكانية حدوث الحمل الضعيف. بمعنى آخر، سواء كان المولود المنتظر ذكرًا أو أنثى، فهذا لا يعني أن الحمل سيكون أكثر عُرضة للمخاطر أو لن يستمر لكامل مدته.

في الواقع، هناك عوامل أخرى قد تزيد من فرص الحمل الضعيف، مثل أعمار الأبوين. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تلعب الأعمار دورًا في زيادة خطر الحمل الضعيف.

أحيانًا، يمكن أن يكون سبب ضعف الحمل هو تشوه الحيوانات المنوية، مما قد يؤدي إلى عدم استمرار الحمل لأكثر من ثلاثة أشهر.

كما أن الحالة الصحية للأم تؤثر بشكل كبير على قوة الحمل وفرص استمراره. فإذا كانت الأم مصابة بفقر الدم، أو تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، فإن كل هذه العوامل يمكن أن تجعل الحمل معرضًا للخطر.

بالتالي، يبدو أن صحة كلا الوالدين، وليس جنس الجنين، هي التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مدى قوة أو ضعف الحمل.

طرق الوقاية من الحمل الضعيف

لضمان صحة الحمل وتجنب المشاكل مثل الحمل الضعيف، توجد عدة خطوات مهمة يمكن للمرأة الحامل اتخاذها. من الأساسي اعتماد نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه، الخضروات، ومصادر البروتين، مع تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، والحرص على شرب ما لا يقل عن 10 أكواب من الماء يوميًا. الراحة مهمة جدًا، لذا يجب تجنب رفع الأثقال والمتابعة الدورية مع الطبيب.

ينبغي الابتعاد عن الأدوية دون استشارة طبية نظرًا لمخاطرها، بالإضافة إلى أهمية تجنب التدخين والأماكن المعرضة للدخان والتقليل من الكافيين. السيطرة على مستويات ضغط الدم والسكر في الدم والمواظبة على أخذ الأدوية كما يصفها الطبيب تعد خطوات مهمة. كما يجب تجنب الاختلاط بالأشخاص المرضى والالتهابات.

ممارسة النشاط البدني المناسب والمحافظة على وزن صحي والابتعاد عن الإجهاد والتوتر تساهم في صحة الحمل. في بعض الحالات، قد تحتاج المرأة إلى إجراء طبي مثل ربط عنق الرحم لدعم الحمل.

لا يُنسى أهمية حمض الفوليك لتجنب الإجهاض وتشوهات الجنين، بجانب الأهمية الكبرى لاستشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو مكملات غذائية أو أقراص وحقن تثبيت الحمل لضمان السلامة العامة وصحة الحمل.

متى يجب استشارة الطبيب؟

لكل امرأة حامل، من الأهمية بمكان الاهتمام بصحتها وصحة جنينها عن كثب. في حال ملاحظتها لأي من المؤشرات التالية، يتوجب عليها اللجوء إلى استشارة طبية دون تأخير، لأن هذه الأعراض قد تشير إلى وجود مشكلة في الحمل:

•  حدوث نزيف من المهبل يزداد كثافةً بمرور الوقت.
• ظهور تشنجات قوية تصيب المعدة أو منطقة الحوض.
•  شعور بالضعف العام في أنحاء الجسم.
•  تجربة ألم متزايد في منطقة الظهر، خاصةً الجزء السفلي منه.
•  ارتباط أي من هذه العلامات بزيادة ملحوظة في درجة حرارة الجسم.

  من المهم التعامل مع هذه الأعراض بجدية ومراجعة الطبيب المختص فورًا لضمان الحفاظ على صحة الأم والجنين.