مقدمة عن السمنة وأسبابها وطرق العلاج

مقدمة عن السمنة

تُشير البدانة إلى الحالة التي يكتسب فيها الجسم وزنًا يتجاوز الحدود المعتادة بسبب تجمع كميات كبيرة من الدهون بشكل غير صحي، مما يسبب مشاكل صحية للإنسان.

وتكمن أسباب هذه الزيادة في الوزن بشكل أساسي في الفجوة بين كمية الطاقة التي يحصل عليها الشخص من الطعام والكمية التي يستهلكها الجسم بالفعل.

أنواع السمنة

السمنة تُقسم إلى فئات بناءً على قياس مؤشر كتلة الجسم، الذي يساعد في تحديد مدى شدتها. تتكون هذه الفئات من:

أسباب زيادة الوزن والسمنة

يمكن أن يؤدي عدم التوازن بين السعرات الحرارية التي نتناولها والسعرات التي نحرقها إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة. هذه الحالة ليست نتاج عامل واحد فحسب، بل تأتي نتيجة لمزيج من الأسباب تشمل البيئة التي تحفز على السمنة، العوامل النفسية، الظروف الاجتماعية، والجينات.

في بعض الحالات، يمكن تحديد سبب محدد للسمنة مثل استخدام بعض الأدوية، الإصابة بأمراض معينة، نقص الحركة، أو الأسباب الجينية.

البيئة التي تسهل الإصابة بالسمنة تجعل الناس أكثر عرضة لها بسبب صعوبة الحصول على غذاء صحي بأسعار معقولة وقلة فرص النشاط البدني الآمن والميسر، فضلاً عن نقص القوانين والتنظيمات الداعمة لنمط حياة صحي.

كما تزداد مشكلة السمنة تعقيداً بسبب عدم كفاءة النظام الصحي في التعرف المبكر ومعالجة مشكلات زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم بشكل فعّال.

مضاعفات السمنة لدى البالغين

مضاعفات السمنة لدى الأطفال

في حالة عدم الانتباه للصحة البدنية، قد يواجه الفرد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، التي تشمل:

تشخيص السمنة

يبدأ تشخيص الحالة الصحية من خلال عدة خطوات:

1. النظر في التاريخ الطبي
يتم بحث ومناقشة معلومات هامة مثل وزن الفرد على مر الزمن، محاولاته لفقدان الوزن، مستوى النشاط البدني اليومي، عادات التمارين الرياضية، نوعية الطعام المتناول، كيفية التعامل مع الشهية، أي مشكلات صحية تم التعامل معها سابقاً، الأدوية المتناولة، مستويات الضغط النفسي، وأية معلومات أخرى متعلقة بالصحة. كما يهتم الطبيب بمعرفة التاريخ الصحي لأفراد العائلة لرصد احتمالية الإصابة بحالات مرضية وراثية.

2. الفحص الجسدي
يغطي هذا الجزء مجموعة من الإجراءات كقياس الطول، فحص العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب، ضغط الدم، الحرارة، الاستماع إلى القلب والرئتين، بالإضافة إلى فحص البطن.

3. قياس محيط الخصر
وجود دهون زائدة حول منطقة الخصر قد يعرض الفرد لمخاطر صحية عالية تتعلق بأمراض القلب والسكري. النساء ذوات محيط خصر أكبر من 89 سم والرجال الذين يزيد محيط خصرهم عن 102 سم يواجهون مخاطر صحية أكبر. لذلك، يُنصح بقياس محيط الخصر بشكل دوري.

4. فحوصات الدم
تتنوع الفحوصات الدموية وفقاً للحالة الصحية العامة للفرد وأية أعراض قد يشعر بها. هذه الفحوصات قد تشمل فحص الكوليسترول، وظائف الكبد، مستوى السكر بالدم بعد الصيام، وظائف الغدة الدرقية بين آخرين.

داء السكري احد امراض السمنة

غالباً ما يلاحظ أن الأفراد المصابون بداء السكري من النوع الثاني يكونون ذوي وزن زائد أو يعانون من السمنة، وذلك يعود إلى العلاقة المباشرة بين مؤشر كتلة الجسم وتطور مرض السكري بالإضافة إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.

يُعتبر السكري واحداً من المضاعفات الشائعة للسمنة؛ ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستويات عدة مواد في الجسم مثل الأحماض الدهنية وبعض الهرمونات والجلسرين التي تلعب دوراً في زيادة مقاومة الجسم للأنسولين، خصوصاً بين من يعانون من السمنة المفرطة.

للمساهمة في التحكم بمستويات السكر في الدم، يُنصح باتباع عدة خطوات مهمة منها:

هشاشة العظام من امراض السمنة

تلعب الصحة العظمية دوراً مهماً في حياة الإنسان، حيث قد تتأثر بعض مناطق الجسد كالوركين، الركبتين، والظهر بشكل خاص بمشكلة هشاشة العظام. الوزن الزائد يضيف ضغطاً ملموساً على هذه الأجزاء مما قد يشكل زيادة في المخاطر المرتبطة بضعف العظام والإصابة بالكسور.

من ناحية أخرى، فإن خفض الوزن يسهم بشكل فعال في التقليل من الضغط الواقع على المفاصل بالركبتين والوركين وكذلك في منطقة أسفل الظهر، مما يعزز من تحسين التعامل مع أعراض مشاكل العظام مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن ممارسة الأنشطة البدنية لا تقتصر فوائدها على المساعدة في الحفاظ على وزن صحي فحسب، بل تسهم أيضاً في تقوية العظام وحمايتها من فقدان الكثافة العظمية.

امراض القلب والسكتة الدماغية من امراض السمنة

البدانة تعرض الإنسان لخطر أكبر بالإصابة بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك مشاكل القلب والسكتات الدماغية. وهناك جوانب متعددة تساهم في هذا الخطر، منها:

علاج السمنة

تتعدد الإستراتيجيات المستخدمة لمكافحة السمنة وتخفيف الوزن، وتشمل الأساليب الأبرز:

1. الانخراط في النشاط البدني: لضمان صحة جيدة والوقاية من زيادة الوزن أو عودته، يُعتبر النشاط البدني حجر الزاوية. يُسهم الارتقاء بمستوى الحركة في رفع معدل حرق السعرات الحرارية، مما له دور بارز في فقدان الوزن على المدى الطويل. الاستمرارية في ممارسة الرياضة بانتظام، ولمدة ساعة يوميًا على الأقل، قد تساعد الأفراد على الحفاظ على وزن صحي.

2. اللجوء للعلاجات الدوائية: قد يُفيد تناول بعض الأدوية المُصرح بها في مسيرة تخفيض الوزن، خصوصًا تلك التي تتطلب وصفة طبية. غير أنها يجب أن تكون ضمن برنامج علاجي شامل، وليست الحل الوحيد المعتمد. تجدر الإشارة إلى أهمية وعي المرضى بالآثار الجانبية المحتملة، مثل الشعور بجفاف الفم، الدوخة، الأرق، الإسهال، ومشاكل في الجهاز الهضمي.

3. العمليات الجراحية: يمكن للأشخاص الذين يُعانون من سمنة مُفرطة أن يلجأوا إلى خيارات جراحية تعمل على تقليل حجم المعدة أو تغيير مسار الجهاز الهضمي لتحفيز الفقدان السريع للوزن. ومع ذلك، يُواجه المرضى الذين يُقدمون على هذه الخطوة خطر تعرضهم لمضاعفات قد تكون خطيرة، وتشمل مشكلات مثل العدوى، تكوين حصوات في القناة الصفراوية، ونقص الفيتامينات.

تتنوع هذه الطرق وتختلف، ولكن الهدف النهائي يبقى ثابتًا: تحقيق وزن صحي وتعزيز جودة الحياة.

Exit mobile version